إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    أيهما تُفَضَّل، الأمن أم الحرية؟؟    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المختار الصحفي: البيان الختامي لمؤتمر الدوحة للتقريب بين المذاهب

استنكر المشاركون فى مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الاسلامية - الذي انعقد لمدة ثلاثة أيام من السبت 20 يناير 2007 - ما يحدث فى العراق من اقتتال طائفي بين السنة والشيعة وحذروا في الجلسة الختامية التي حضرها -سعادة السيد فيصل بن عبد الله آل محمود وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية من ان يؤدى ذلك الى تفتيت العراق. واكد بيان الدوحة الصادر عن المؤتمر فى ختام اعماله يوم الاثنين على حرمة دم المسلم وماله وعرضه واستنكر الجرائم المرتكبة على الهوية المذهبية داعيا الى الوقوف صفا واحدا امام التحديات والعدوان الذى تتعرض له الامة. وأوصى المؤتمر بتشكيل مجمع علمى عالمى يضم علماء السنة والامامية والزيدية والاباضية يعزز فكرة التقريب ويرصد المعوقات والخروقات ويضع لها الحلول المناسبة.. واقترح المشاركون فى هذا السياق ان تكون الدوحة مقرا لهذا المجمع.
ورفض المشاركون كل تطاول أو إساءة الى بيت آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم جميعا وامهات المؤمنين.. وناشدوا اتباع المذاهب والفرق الاسلامية احترام مقدسات كل طرف والحفاظ على الاحترام المتبادل فى الحوار والنشاط الدعوى.
ودعا المؤتمر القيادات والمراجع الدينية السنية والشيعية الى الحفاظ على حدود وضوابط التعامل مع الآخر وعدم السماح بالتبشير لمذهب التشيع فى بلاد السنة او للتسنن فى بلاد الشيعة درءا للفتنة والشقاق بين ابناء الامة الواحدة.
وناشد المؤتمر حكام ورؤساء الدول العربية والاسلامية تعزيز جهود العلماء والمفكرين فى سبيل تحقيق الوحدة واقرار سياسة الحوار بين المذاهب الاسلامية.
وشهدت الجلسة الختامية للمؤتمر مناقشات صريحة بين المشاركين أكدوا فيها ضرورة احترام مقدسات ومعتقدات بعضهم البعض وشددوا على ضرورة الوحدة وخطاب اسلامى جديد يخدم مقدسات المذاهب الاسلامية المختلفة، كما دعوا إلى حل الخلافات عبر الحوار بين الاطراف المتصارعة فى الدول الاسلامية وحسن الظن بينها.
وأعلن الشيخ يوسف القرضاوي خلال الجلسة أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه «قرر إرسال وفد يمثل الاتحاد الى طهران لمحادثة المسؤولين هناك فيما يجري في العراق»، معتبرا أن «الذي يملك المفاتيح في تحريك الامور في العراق هي ايران» وطالبها بوقف تصدير المذهب الشيعي وتجميد الميزانيات المخصصة لذلك اذا أردنا تحقيق التقريب قائلا: «اما ان تنجح الفكرة على ارض الواقع او لنفض هذه السيرة». مؤكدا اننا نقف مع ايران ضد اي عدوان امريكي مرتقب على الجمهورية الاسلامية.
تفاصيل
وفي الجلسة الختامية التي شهدها سعادة السيد فيصل بن عبدالله آل محمود وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أعلنت د. المناعي بيان الدوحة والذي يتضمن التوصيات التي انتهى اليها المؤتمر وفيما يلي نص البيان:
بيان الدوحة الصادر عن مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية
خلال الفترة من 13 محرم 1428ه الموافق 20 22 يناير 2007م
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه، وبعد،،،
فقد انعقد مؤتمر الدوحة لحوار المذاهب الإسلامية «دور التقريب في الوحدة العملية للأمة» الذي نظمته جامعة قطر بالتعاون مع جامعة الأزهر والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، واستضافته دولة قطر برعاية كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر في الفترة من 1 3 محرم 1428هجرية الموافق 20- 22 يناير 2007م، وشارك فيه أكثر من مائتي عالم من أكثر من اربعين دولة.
وقد افتتح المؤتمر نيابة عن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة، وبحضور سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم حضرة صاحب السمو أمير دولة قطر، وقد ناقش المؤتمرون على مدى ثلاثة أيام من خلال ثماني جلسات في جو من الصراحة والشفافية، أهمية الحوار لوحدة الأمة، ودور التقريب فيها، والعقبات التي تقف في طريقها، وكيفية التغلب عليها من خلال الحلول العملية في ظل الظروف الدقيقة الراهنة التي تمر بها الأمة الإسلامية، وبخاصة الوضع الراهن في العراق الشقيق.
وانتهى المؤتمرون إلى:
أولاً: إدانة ما يحدث في العراق من حرب طائفية بين السنة والشيعة مما يؤدي إلى تفتيت العراق، وصرف الانتباه عن العدو الحقيقي المتربص بالأمة.
ثانياً: التأكيد على حرمة دم المسلم وماله وعرضه واستنكار الجرائم المرتكبة على الهوية المذهبية.
ثالثاً: الوقوف صفا واحدا أمام التحديات والعدوان الذي تتعرض له الأمة.
رابعاً: ضرورة استمرار الجهود لتحقيق التقارب والتفاهم بين مختلف المذاهب والفرق الإسلامية والعمل على ازالة العقبات التي تعترض طريق الوحدة.
خامساً: بذل الجهود لتفعيل القرارات والتوصيات التي انتهت اليها المؤتمرات السابقة التي تصب في الاتجاه نفسه.
سادساً: يرفض جميع العلماء المشاركين ممثلي السنة والشيعة والزيدية والاباضية رفضا قاطعا كل تطاول أو اساءة إلى آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم جميعاً وأمهات المؤمنين، ويناشدون أتباع المذاهب والفرق الإسلامية احترام مقدسات كل طرف، والحفاظ على الاحترام المتبادل في الحوار والنشاط الدعوي.
سابعاً: دعوة القيادات والمراجع الدينية السنية والشيعية إلى الحفاظ على حدود وضوابط التعامل مع الآخر، وعدم السماح بالتبشير لمذهب التشيع في بلاد السنة أو للتسنن في بلاد الشيعة درءاً للفتنة والشقاق بين أبناء الأمة الواحدة.
ثامناً: يناشد المؤتمر حكام ورؤساء الدول العربية والإسلامية، تعزيز جهود العلماء والمفكرين في سبيل تحقيق الوحدة واقرار سياسة الحوار بين المذاهب الإسلامية.
تاسعاً: تشكيل مجمع علمي عالمي يضم علماء السنة والإمامية والزيدية والاباضية يعزز فكرة التقريب، ويرصد المعوقات والخروقات، ويضع لها الحلول المناسبة، ويقترح المؤتمر أن تكون الدوحة مقراً لهذا المجمع.
عاشراً: إصلاح المناهج التعليمية بما يدعم فكرة الوحدة والتقريب بين المذاهب والفرق الإسلامية.
وقد وجه المؤتمر برقية شكر وتقدير إلى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر على رعايته الكريمة للمؤتمر وكرم الضيافة وطيب المقام.
القرضاوي: العراق ووقف تصدير المذهب ومنع سب الصحابة شروطنا للتقريب
أشاد فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي بجو الصراحة والمكاشفة الذي ساد مناقشات المؤتمر منذ جلسته الافتتاحية، وقال في كلمة اختتم بها المؤتمر إننا إما أن نواجه الواقع أو نفض هذه السيرة ونغلق مؤسسات التقريب بين المذاهب، مؤكدا ان حل مشكلة العراق ووقف سب الصحابة وتجميد الميزانيات المخصصة للتبشير بالمذهب الشيعي خطوات أساسية على طريق التقارب.
وقال فضيلته إن المؤتمر يلقي علينا بدور مهم وواجب كبير نحو فكرة التقريب التي أصبحت على المحك وتواجه امتحانا خطيرا بكل مجامعه ومؤسساته فإما أن تنجح هذه الفكرة وتؤتي أكلها على أرض الواقع أو ان نفض هذه السيرة ما دمنا لا نستطيع ان نواجه الواقع في تقريب حقيقي بين أبناء الأمة الواحدة، وهذا ما يجب أن نصارح به، وأضاف ان كلمتي في الجلسة الأولى أردت بها المصارحة والمكاشفة وبدون ذلك لا يمكن ان نصل الى نتيجة، مبديا ملاحظة على الدكتورة عائشة المناعي التي أوقفت مداخلة للدكتور حامد الأنصاري حول عدم وجود مساجد للسنة في طهران وقال إننا نحب الناس أن يتكلموا وأن نتصارح ونتكاشف، وان الكلمات التي قيلت والبحوث التي قدمت خلال المؤتمر حاولت أن تحرر موضع النزاع وتحدد فيما الخلاف، ولعل الاختلاف رحمه لكن هناك أشياء يجب ان نتفق عليها وهي ان الدم المسلم حرام حرام حرام، ولا يجوز لمسلم سنيا كان أم شيعيا أن يقتل مسلما وهذا ما نرفضه من الطرفين بأي مبرر، كما يجب ان نقاوم الاحتلال الصهيوني والاحتلال الأمريكي للعراق ومن حق كل شعب أن يقاوم الغزاة كفرض عين في فقهنا الاسلامي بكل مذاهبه ويجب أن نقاوم العدوان المبيت الأمريكي على ايران فمن حق ايران ان تملك قوة نووية سلمية، تستخدمها في ما يعود عليها بالتقدم في صناعاتها وانتاجاتها ولماذا تملك اسرائيل قوة نووية عسكرية غير سلمية، بينما تحرم ايران من الطاقة السلمية، فنحن مع إيران وسنقاوم ضد أي عدوان عليها وهي أشياء متفق عليها، وقال إن المؤتمر يجب أن يخرج بنتائج لأنه يمتلك مقومات عديدة لكونه مؤتمرا كبيرا جمع علماء من قارات الدنيا ومن كل الاتجاهات ثم ان دولة قطر التي سعت الى هذا المؤتمر ليست لها مصلحة مادية أو هدف خاص من وراء المؤتمر إلا السعي لما فيه خير الأمة ولذلك فإن المؤتمر جدير بأن يخرج بنتائج في الاشياء الأساسية التي تحدثنا فيها وفي مقدمتها قضية العراق يجب أن نصل فيها الى حل ليس بأن نبعث علماء الى العراق لنحاور المتقاتلين، ولكن الذين يملكون المفاتيح لتحريك الأمور في العراق من الإيرانيين، وليسمح لي الشيخ التسخيري بأن أقول إن ايران هي التي تملك المفاتيح المحركة في القضية العراقية، ولذلك قررنا منذ المؤتمر القومي الاسلامي ان يذهب وفد يمثل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الى طهران يحادثهم في ذلك ومن واجبنا أن نتصارح في هذه الأشياء.
كما أن من الأشياء التي لا يجوز ان تبقى بحال من الأحوال قضية سب الصحابة، وهي قضية مهمة فلا يمكن ان نتقارب واحدنا يترضى عن الصحابة والآخر يلعنهم، ولا يمكن أن نقول عائشة رضي الله عنها وعن أبيها وبعضنا يلعنهما، وبالمناسبة فإن رئيسة المؤتمر هي عائشة أيضا فهل يلعنونها في السر ويمدحونها في العلانية؟!
وأضاف د. القرضاوي ان مما يعوق التقارب قضية التبشير فإذا كان الشيخ التسخيري يرى أنها عملية فردية وليست مبرمجة لكن لو تم البحث في الأمر سيجد أنها مبرمجة ولها أناس ولها ميزانية ومرصود لها واصبحت في كل مكان حتى فلسطين يحاولون زرع قسمة أخرى تضاف الى جملة مشكلاتهم، وهو ما يجب ان نجمده، وقال إن الأمة أحوج ما تكون الى ان تجمع قواها في هذه المرحلة التي تتداعى عليها الأمم فكل عمل يفرق هذه الأمة يجب ان نتنبه له، وألا نحمل القوى الأخرى مسؤولية كل شيء فهم ان كان لهم دورهم فيجب ان نحمل نحن مسؤولياتنا فإلى متى نظل ضحية لعمل الآخرين؟
وأكد أن الوحدة فريضة توجب العمل لها وان نسعى للتقارب وان نحسن الظن ببعضنا البعض وان يفهم بعضنا بعضا وهو ما يحتاج الى جهود ضخمة ولا يجوز لنا أن نستجيب لوساوس الآخرين ويجب ان نحرص على وحدة الأمة ما استطعنا خاصة من جانب العلماء ولو أخلصنا في ذلك لاستطعنا ان نزيل العقبات من الطريق ما دام ليس لنا هدف إلا رضا الله تعالى ومصلحة الأمة التي لا يمكن ان تنتصر على التخلف والتمزق إلا بالاتحاد، وقد حملنا الله مسؤولية أن نعمل على تقريب الأمة وهذا يقوم على حسن الظن بالناس.
البشير في كلمة باسم المشاركين: مؤتمر الدوحة نقلة نوعية في مسيرة حوارات التقريب
أشاد د. عصام البشير في كلمة ألقاها باسم المشاركين بالاستضافة القطرية للمؤتمر ولدولة قطر أميراً وحكومة وشعبا، وللمنظمين للمؤتمر الذي وصفه بانه شكل نقلة نوعية في مسيرة حوارات التقريب التي غلب على طابعها لون من المجاملة، لكن مؤتمر الدوحة انتمى إلى المصارحة والمطارحة إعمالا لقاعدة أن المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل احداهما الأخرى، وان تشخيص الداء يشكل مقدمة ضرورية لمعرفة مكامن العلل. ووضع العلاج. وليس لنا من سبيل إلا أن نصبر على هذا الطريق.
وقال اذا كان بعض الناس من الغلاة هنا وهناك قد وقع في داء التكفير، فان ذلك لا يوجب على الطرف الآخر ان يبادله بمثل ما وقع فيه من الخطأ والعدوان، مؤكدا ان دعواتنا لحوار الحضارات لن يكتب لها التوفيق الا بقدر ما نجسد عمليا هذا التقارب الذي يقتضي هذا الوضوح والمكاشفة والرغبة الصادقة في ترجمة هذه المعاني إلى واقع عملي.
د. الطيب: نحترم التشيع ولا نقبل بتصديره
أكد د. أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر احترام الجامع والجامعة للشيعة والتشيع، لكننا نرفض في مصر ان تتحول ثقافة التشيع الى جهود تبشيرية أو تصدير للمذهب الى مصر.
وقال إنه لا يوجد مصري ولا عالم أزهري يهاجم الشيعة أو يكتب سطرا واحدا مخالفا لهم، بينما نجد من يخرج من بينهم ليهاجم أهل السنة ويدعي انهم لا يمتلكون مشروعا يؤهلهم لقيام دولة إسلامية أو لأن يكونوا على مستوى السياسة ومن ثم تطبع الكتب طباعة فاخرة وتوزع مجانا أو بسعر رمزي مما يجعلنا نتساءل عن الجهات التي تقف وراء هؤلاء الذين لا يملكون ثمن ما يلبسون.
وقال إن الأزهر يحترم التشيع وهو الذي ساعد على بدء التقريب واعترف بمذهب الشيعة الإمامية مذهبا خامسا، وكنا نفتي به في المشكلات التي لا نجد لها حلولا في المذاهب الأربعة ولا يزال يدرس هذا المذهب، وقال د. الطيب إن نصف مكتبته من كتب الشيعة وقد قرأ كل حرف كتبه الشهيد محمد باقر الصدر وحينما ندرس في كلية الشريعة مذهب الشيعة الامامية لا ندرسه اقصاء أو لننتقده ولكن لنكتشف فيه الابعاد التي قد تفيدنا، لكن إذا كانت المسألة شكوكا فإنني في المقابل أشك في أن يدرس كتاب بداية المجتهد بحيث يتعبد به الطالب الشيعي في قم، ولكن الأزهر هو المكان الوحيد الذي تدرس فيه المذاهب الأربعة والمذاهب الأخرى على قدم المساواة دراسة علمية فيها مقارعة الحجة بالحجة، اما ان تتحول الثقافة الشيعية الى تبشير أو تصدير للمذهب الشيعي فهذا ما كان موضع مصارحة مع الشيخ التسخيري حتى لا تتحول الثقافة الشيعية في مصر الى مواجهة وهو أمر وارد إذا ما صمت الأزهر إزاء هذه التحركات.
الجلسة الأخيرة ناقشت أثر الخلافات على الأقليات المسلمة
ناقشت الجلسة الأخيرة للمؤتمر حوار المذاهب وأثره على الأقليات المسلمة في الخارج حيث تحدث فيها الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة قطر عضو المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث مؤكدا خطر الخلافات المذهبية على الأقليات المسلمة ومشددا على أهمية الحوار في درء الفتن والعدوان الخارجي على الأمة.
وقال إن أمتنا الإسلامية منذ القرنين الأخيرين تمر بأزمات متواصلة، وتعاني من فتن واضطرابات متلاحقة، فقد جُرِّبت عليها مجموعة من الأفكار والأيديولوجيات البعيدة عن منبعها الصافي، مثل القومية (بمعناها العنصرية المفرقة) والاشتراكية والشيوعية، بشتى أنواعها ومختلف صنوفها، وأسقطت الخلافة العثمانية التي كانت - على الرغم مما لها وعليها - تمثل رمزا لوحدتها، واحتلت أراضيها، ومزقت وحدتها، وفرضت عليها القوانين والأنظمة الغربية، أو الشرقية.
وقد دخل العالم الإسلامي بعد احتلال معظم بلاده في دوامة لا نهاية لها أخرتها قرونا عديدة، وحينما أخرج المحتلون سياسيا تركوها ممزقة متخلفة، وسلبوا خيراتها، وسرقوا ثرواتها... لم يتركوها مستقلة، دون مشاكل، بل ظلت آثارهم الاقتصادية والقانونية والاجتماعية، وحتى السياسية باقية، وفي بعض الأحيان تصبح بعض بلداننا حقولا للتجارب الفكرية، كما جربوا على بعضنا تجاربهم المعملية بدلا من الحيوانات.
ومع ظهور الصحوة الإسلامية وتمكنها في بعض البلاد (بعد فشل الأيديولوجيات البعيدة عن ديننا وقيمنا في تحقيق أي خير دنيوي أو ديني للمجتمعات الإسلامية) ظهرت مشكلة أخرى تعتبر من أخطر المشاكل، بل هي فتنة أكبر من القتل، وهي فتنة ما يسمى (الطائفية) والمقصود بها الصراع الطائفي بين السنة والشيعة، وقد أذكيت نار هذه الفتنة خلال الحرب العراقية الإيرانية 1980م - 1988م حيث حاول الإعلام القومي إضفاء وصف آخر، وهو الحرب القومية العربية الفارسية، أو الحرب بين القومية العربية و(الفرس المجوس)، حسب تعبير بعض وسائل الإعلام القومية في هذا الوقت، وألفت في ذلك كتب سواء كان ذلك تحت الغطاء الديني، أو القومي، مثل كتاب (وجاء دور المجوس) وغيره كثير.
وبعد احتلال العراق من قبل القوات الأمريكية والبريطانية والقضاء على جيشه، وفك مؤسساته الأمنية، ظهرت الفتنة الطائفية في العراق بشكل واضح، وبالأخص بعد تدمير القبتين للإمامين الجليلين العسكريين (رضي الله عنهما) في مدينة سامراء، حيث ظهرت الهجمات الطائفية بشكل جماعي مؤسسي، وأصبح الضحايا بعشرات الآلاف، وساعد على ذلك السفهاء من الفريقين.
وأضاف وفي اعتقادي إذا لم يتدخل العلماء والحكماء من الطرفين تدخلا حكيما، ولم تتم الحوارات الجادة على كافة المستويات فإن الفتنة تأكل الأخضر واليابس، ويكون الخاسر الوحيد الأمة الإسلامية بجميع فرقها ومذاهبها، والمستفيد الوحيد الأعداء الذين يتربصون بنا الدوائر، كما أن كل من ساهم أو يساهم في اذكاء نار الفتنة يتحمل وزرها ووزر الآثار المدمرة منها.
إن أعداء الإسلام يفعلون كل ذلك لحماية الدولة الصهيونية ومخططاتها، إذ يعلمون علم اليقين أنها لن تستطيع بملايينها الأربعة أو الخمسة أن تستمر فترة طويلة وهي محاطبة بحوالي مليار ونصف من المسلمين من كل جانب، لذلك كانت الصهاينة في السابق تبني مشروعاتها التوسعية وتراهن على أساس أن الأمة الإسلامية كانت مغيبة عن عقيدتها وشريعتها، وممزقة بأيديولوجيات بعيدة عن إسلامها.
ولكنها بعد الصحوة الإسلامية التي عمت البلاد والعباد وأيقظت الأمة الإسلامية، ونجحت في مناطق كثيرة جاء المشروع الصهيوني بمخططات تقضي على هذه الصحوة بإشغالها بأنفسها، وإشغالها بالفتن الداخلية من سنة وشيعة، ونحو ذلك.
وقال إننا هنا لا نحمل المسؤولية كلها على المشروع الصهيوني، ولا نجعله شماعة نعلق عليها كل مشاكلنا، لأن المسلمين هم المسؤولون أمام الله تعالى، ثم أمام الأجيال والتأريخ عن كل ما حدث، أو يحدث، وإنما نتحدث عن المخططات الخارجية التي هي حقيقة لا يمكن انكارها.
والمشروع الصهيوني يستفيد من التأريخ ولديه ذاكرة جيدة عن تأريخنا، إذ أن التأريخ سجل أن الصليبيين استطاعوا أن يحتلوا الشام، والقدس الشريف أكثر من مائة سنة في ظل تفرق الأمة الإسلامية في ذلك الوقت حيث تفرقت إلى دولة خلافة سنية في بغداد، ودولة سمت نفسها بالفاطمية، وهي كانت عبيدية بعيدة عن آل البيت، وحتى لم تعترف بصحة نسبتها إليهم الأمامية إلى الآن.
وحينما توحدت الأمة في ظل راية واحدة استطاع صلاح الدين الأيوبي أن يحرر القدس الشريف والشام كله من أرجاسهم، ولذلك يقول المؤرخ الإنجليزي توينبي: (هناك تأريخ قبل صلاح الدين، وتأريخ آخر بعد حكمه).
لذلك ففرقة الأمة الإسلامية إبقاء ونماء وتطوير وتوسيع للمشروع الصهيوني، وان وحدتهم ووحدة رايتهم نهاية لهذا المشروع، وهكذا، كما قال الله تعالى: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها).
وعرض الدكتور حسين المؤيد لأهمية الوحدة واستحقاقاتها والمحافظة عليها بالحوار واتخاذ خطوات للتقريب وشهدت الجلسة مناقشات جادة تحدث فيها عدد من المفكرين الذين أجمعوا على أهمية المؤتمر في وضع النقاط على الحروف على طريق التقريب.
المصدر: الشرق + وكالات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.