السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل الندوة الكبري حول : الإسلام والمستقبل

بمناسبة التدشين الثاني لنشاطها أقامت (جماعة الفكر والثقافة الإسلامية) بالسودان ندوة كبري بقاعة الشارقة بالخرطوم بعنوان (الإسلام والمستقبل) وكان التدشين الأول لنشاط الجماعة في عام 1983 أي قبل نحو ثلاثة وعشرين عاما ، بهدف تجميع التيارات الإسلامية بالسودان ، وكان مؤتمرا بعنوان (الإسلام في السودان) وطبعت أوراقه ومداولاته في كتاب. وناقشت الندوة التيارات الفكرية في السودان والتحديات التي تواجه الفكر الاسلامي كما ناقشت اثر تجربة الانقاذ على مستقبل الإسلام في السودان. وشهدت ندوة (الإسلام والمستقبل) مناقشات ومداخلات ساخنة ومثيرة.
ندوة (الإسلام والمستقبل) قسمت إلى ثلاث مراحل :
مرحلة صباحية كان عنوانها (التيارات الفكرية الإسلامية في السودان)، تحدث فيها الدكتور حسن مكي، والدكتور يوسف الكودة والشيخ عبد المحمود أبو، ومرحلة منتصف النهار وكانت بعنوان (الإسلام في الألفية الثالثة : الفرص والتحديات)، وتحدث فيها الإمام الصادق المهدي والدكتور محمد محجوب هارون، والمرحلة المسائية وكانت بعنوان (أثر تجربة الإنقاذ على مستقبل الإسلام في السودان)، وتحدث فيها الدكتور أمين حسن عمر والأستاذة رشا عوض.
وفي مستهل الندوة أكد د. الجزولي دفع الله رئيس الوزراء السوداني الاسبق و رئيس المكتب التنفيذي لجماعة الفكر الثقافة الإسلامية اهتمام الجماعة بقضايا الفكر المعاصر وتنشيط العقول والتصدي للتحديات التي تواجه الفكر الإسلامي، وأوضح أن الجماعة تهدف الي البحث في قضايا الفكر الاسلامي والي تعميق الحوار والتفاهم بين الأديان والحضارات المختلفة.
واكد مواصلة الجماعة حرصها على قوميتها وإلتقاء التيارات الفكرية داخل مؤسساتها وسعى الجماعة لالتقاء هذه التيارات في منطقة وسطى تجمعها في إتجاه غالب يمثل أهل السودان مشيرا الي أن الجماعة ليست تنظيما سياسيا إنما جسما دعويا ضمن منظمات المجتمع المدني ولا تشمل تيارا فكريا معيناً بل مساحة حرة لالتقاء جميع التيارات الفكرية.
وقد طالب قادة التيارات الفكرية الإسلامية الذين تحدثوا في الندوة بالوحدة وإبعاد كل الخلافات في الشأن الديني، وأكدوا أن الحركة الإسلامية لم تقدم نموذجا حقيقيا للإسلام في حكم البلاد.
وشهدت ندوة (الإسلام والمستقبل) مناقشات ومداخلات ساخنة ومثيرة حول المحاور الثلاثة التي طرحتها الندوة عن التيارات الفكرية والفرص والتحديات وأثر تجربة الإنقاذ على مستقبل الإسلام في السودان . وأثارت أوراق العمل هي الأخرى جدلا واسعا بين مؤيد ومخالف، حيث قدمت صورا ونماذج للجوانب الموجبة والسالبة في المناظرات الفكرية الإسلامية.
إسلام قوي
إمام الأنصار رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي قال في ورقة بعنوان "الإسلام في الألفية الثالثة.. الفرص والتحديات" إن الوافد من الماضي هما أمران: قطعيات ملزمة واجتهادات صيرت ملزمة بموجب فقه صورى غير ملزم، داعيا الجميع إلى إعمال الحكمة والمقاصد والعدل والعقل والمنفعة والإلهام والاجتهاد في النص للاهتداء بها في مواجهة المستجدات.
وطالب بالخروج من الجدل العقيم لتفجير طاقة الجسم الإسلامي لافتا إلى أن الواقع السياسي والاقتصادي مع ضعفنا كمسلمين يشير إلى أن الإسلام يتمدد بقوة في أفريقيا وأوروبا وآسيا. وأكد أن هناك أمرين وردا من الخارج يمثلان الفكر والثقافة والسياسة الذاتية المرتبطة بمصالح أهلها بجانب الثقافة والتكنولوجيا بالإضافة إلى القيمة الكلية التي تمثل تطورا لحركة العقل والمعرفة الإنسانية وأن "التحدي هنا هو تمييز التحديث والعولمة من غيرها".
وقال ان للإسلام فرصة واسعة لأن يكون دين البشرية وهي تتمثل في منافسته الأديان الأخرى باعترافه بالإنسان كإنسان، وأضاف ان التحدي الأكبر الذي يواجه الإسلام هو التأصيل بلا انكفاء والتحديث بلا استلاب، مبيناً ان الوافد من الماضي محمل بما يرهن الحاضر والمستقبل، والوافد من الخارج محمل بما يلغي الذات ويعزز الاستلاب.
ودعا الصادق في ورقته التي قدمها في الندوة الى مواجهة التحديات بانتهاج الحكمة والعقل والمقاصد الشرعية والاجتهاد في النص بالاهتداء بتعاليم الإسلام وتطوير حركة العقل والمعرفة وتمييز التحديث والعولمة الخبيثة والحميدة للاحتماء من الأولى واستصحاب الثانية، وأن للإنسان ضرورات اهمها الإيمان بما وراء الطبيعة والمعرفة والتطور العقلي بجانب البيئة والجماليات والحرية لإعطاء الاخلاق معنىً، والعدل أساساً للعلاقات الاجتماعية، مشيراً الى ان الإسلام قادر على تلبية هذه المطالب بجدارة، وأن الأمر لا يحتمل التأجيل، مشيراً الى ما جرى في افغانستان وإلى الفتنة بين السنة والشيعة بالعراق وأن الغرب هو مصدر الصهيونية والاستعمار وأن له دورا مهما في اذكاء التطرف والغلو في الشرق، وأن الإسلام مؤهل لأن يكون قدوة للأديان الأخرى، مطالباً المسلمين بالاستفادة من الدروس والعبر في هذا الصدد.
وأضاف الصادق المهدي قائلاً يجب على العلاقات ان تقوم على التعايش وعلينا ان نقدم القدوة بما يحقق اهداف الإنسان وأن نتوحد ونخرج من دائرة الجدل العميق بتشكيل قاعدة مشتركة لمواجهة التحديات والتخلص من الأزمات.
إحياء الفكر
من جهته دعا الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن عبدالله الترابي إلى قراءة التاريخ وإحياء الفكر الإسلامي وتحمل النقد في سبيل معالجة الأخطاء التي صاحبت بعض فترات التجديد المختلفة. وقال الترابي إن الهجمة الاستعمارية قد أثرت على الفكر الإسلامي وأدت إلى تباعد التيارات الفكرية بين الجميع.
وقال الترابي في مداخلته بالندوة: ظننت المتحدثين كل واحد منهم سيبسط كل التيارات الفكرية بين يديه وأن يقارن بينها في اطار ابتلاءاتها التاريخية، وعلينا اخذ الدورس والعبر من هذه التيارات الفكرية.
وأثارت مداخلة الدكتور حسن الترابي في الندوة جدلاً واسعاً بين المشاركين، حيث حذر من ابتلاءات السلطة، داعياً الى ايجاد الحلول لقضايا البلاد والمسلمين في رحاب الدين عبر الحوار والتقارب والمصالحة بدلاً عن التصادم من أجل الوصول، والاهتداء الى الصراط المستقيم، واقرار دفعة جديدة لتحقيق المقاصد النبيلة وتجاوز العلل، وطالب الترابي جماعة الفكر الاسلامي بالتدشين للفكر قولاً وفعلاً ودعوة البعض الى ترك ما أسماه بنهج (التدفين).
الدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط الناشيء حديثا والقيادي السابق بجماعة أنصار السنة المحمدية قدم ورقة بعنوان (التيار السلفي: الدور المرجو للبناء)، مشيراً الى دور السلفيين في دفع الفكر الإسلامي مؤكداً انه دور فعال لما له من حضور على الساحة الدعوية والثقافية، محذراً من المنظومات المتصادمة المتصلبة والتي قد تحول الأوطان الى ساحات حروب ثقافية.
واعتبر أن التيار السلفي يقبل الرأي الآخر باعتبار أن الإسلام لا يقبل أن يكون تابعوه ومفكروه نسخا مكررة عن أصل واحد "إذ إن ذلك يؤدي إلى فقر مدقع في الحياة الثقافية كما يؤدي إلى الجمود والخمول". وقال إن الإسلام يرفض أن تتحول أوطان المسلمين إلى ساحات لحروب ثقافية بين التيارات المختلفة، وأشار إلى أن السلفية منهج متميز في الإصلاح والبناء.
وأشار الدكتور الكودة الى دور التيار السلفي في البناء، قائلاً ان الوسط هو الخيار الأجود دون أي غلو او تطرف في الدين، مشيراً الى ايجابية التيسير وترك التشديد، داعياً الى احترام الرأي وانه لا يجوز لحاكم ان يرغم الناس على اتباع مذهبه، مؤكداً ان السلفيين لا يمنعون الجدل بين القديم والحديث إذا كان في صالح الشريعة والتراث.
وفي ورقة بعنوان "التيارات الفكرية والإسلامية في السودان" قال خبير الدراسات الإستراتيجية البروفيسور حسن مكي إن ثمة سودانيين تأثروا بتيارات الفكر الإسلامي المختلفة "لكن لم يتركوا لنا تيارات واضحة ربما لأن السودان بلد هامشي ولأن ثقافة أهله ثقافة هامشية ولغلبة الجهل والأمية على سكانه".
وأشار إلى أن الخريطة الفكرية السودانية الإسلامية المعاصرة ليس فيها كثير سوى بعض إسهامات بعض العلماء السودانيين مؤكدا أن المكتبة السودانية الصميمة ما تزال صوفية الطعم واللسان والمال.
وتساءل بروفيسور حسن مكي في ورقته قائلاً: هل هناك تيارات فكرية في السودان؟ وأجاب على سؤاله بأنه من المؤكد ان ثمة سودانيين تأثروا بتيارات الفكر الإسلامي ولكن لم يتركوا لنا تيارات واضحة مشيراً الى ان انتاج الفكر الاسلامي جاء عبر تيارات الهجرات العربية وعن طريق قوافل الحج، وقال إن هذا الواقع أدى الى بروز حركة فكرية اسلامية ضعيفة، وأوضح ان الحركة الاسلامية الحديثة سعت للمزاوجة ما بين الحداثة والفكر الاسلامي، مشيراً الى مساهمات بابكر كرار ودكتور الترابي ودكتور جعفر شيخ ادريس وغيرهم.
وقال إن كثيراً من أساليب الحركة الاسلامية مأخوذ من ممارسة الحركة الاسلامية المصرية أو رد فعل على أساليب الحركة الشيوعية.
تجارب إسلامية
واستعرض الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار المرجعية الدينية لحزب الأمة القومي عبد المحمود أبو إبراهيم التيارات الفكرية في السودان وقدم ورقة بعنوان (الجماعات الإسلامية في السودان: الأصول وأوجه التقارب)، مبيناً ان الأصول لا يوجد خلاف عليها ولكن الاختلاف يأتي في فهمها، مشيراً الى خطورة الغلو والتطرف محذراً من المنهج (الإبليسية).
وقارن ابو بين اطروحات المهدية والمدارس الأخرى قائلاً: عند المقارنة نجد ان المدرسة المهدية تعاملت مع الدين على انه امر حي وليس نصوصاً جامدة وشكليات لا روح فيها، مشيراً ان منهج المهدية يتميز بالمرونة والتجديد وعدم التطرف والغلو، وأضاف ان انصار يعترفون بالديمقراطية ويرون انها لا تتعارض مع الإسلام والعبرة بالجوهر وليس بالمسمى، مشيراً الى ان النظام السياسي يقوم سياسيا على الشورى والحرية والمساواة.
وقال إن الدعوة المهدية لم تكن مقيدة بزمان أو مكان لأنها قالت بالكتاب والسنة، واتفقت المهدية في السودان مع غالب التيارات مما تحمل من منظور متطور لحياة المسلم.
وقال إنهم يرون ان الديمقراطية لا تتعارض مع الاسلام لأن النظام الاسلامي يقوم على الشورى والحرية والمساواة والعدل وان التعايش والتنافس هو الأسلوب الأجدى والأنفع للاسلام.
وفي مداخلة اخرى أشار الدكتور ابراهيم احمد عمر، نائب الأمين العام للمؤتمر الوطني، ان قادة الغرب هم السبب في بروز التطرف، ودعا المسلمين الى التوحد ومواجهة الخطر والتحدي والتحوط لثورة المعلومات والبحوث الجينية والبيولوجية التي قد تشكل تهديداً للعقائد، متسائلاً: ما هو موقف جماعة الفكر الإسلامي والتيار الإسلامي من هذا الأمر؟. وطالب بمعرفة مناهج اللغة والاهتمام باللغة العربية ومعالجة الخلافات الطائفية والمذهبية.
وقدم الدكتور محمد محجوب هارون ورقة اشار فيها الى امكان التعايش بين الإسلام والغرب، موضحاً ان هناك بارقة امل على الأفق. وتساءل: هل يكون التعايش بديلاً للمواجهة ؟ داعياً الى ضرورة ارتياد آفاق الحوار في ظل العولمة التي اجتاحت العالم وإلى امتلاك المعرفة العلمية واستخدامها لصالح الإسلام والمسلمين.
ودعا سيد احمد الشيخ الطيب، من الحركة الشعبية لتحرير السودان، الى تجاوز اسلوب القهر والقوة والتكفير وعدم حسم الخلافات بالقوة لتقديم نموذج ايجابي للأجيال القادمة. وقالت الأستاذة هويدا عتباني انه لا توجد تيارات فكرية في السودان بصورة واضحة، وقالت ان الاأوراق لم تشر الى دور القرآن والخلوة في التيارات الفكرية الإسلامية.
تجربة الانقاذ الاسلامية سلبا وايجابا:
وكانت أكثر الأوراق إثارة للجدل هي الورقة التي قدمها الدكتور امين حسن عمر بعنوان (مقاربة الإنقاذ للمشروع الإسلامي وأثرها على مستقبل الإسلام في السودان) وقد أثارت جدلا كثيفاً، وقدم تفاصيل جديدة مدافعاً عن الحركة الإسلامية وتجربة الإنقاذ قائلاً:
بادئ الرأي أود التنويه الى التعديل الذي أجريته على عنوان الورقة والذي أراد له المنظمون ان يكون (تجربة الإنقاذ الإسلامية وأثرها على مستقبل الإسلام في السودان)، ولكني اتحفظ على كلمة تجربة في هذا السياق لأن امتثال الفرد أو المجتمع او الدولة للتعاليم والأحكام الإسلامية لا يدخل في المجال التجريبي، إذا نجحت التجربة فبها ونعمت، وإن فشلت لأول أمرها أو أخفقت في آخر أمرها انصرف الناس عنها لتجربة جديدة.
واقتراح العنوان بهذا الشكل ينبيء عن زاوية نظر محددة لمسألة الاحتكام للإسلام في امور الدولة تتبناها الاتجاهات اللا دينية (العلمانية) وتتأثر بها قطاعات من الإسلاميين في ظل هيمنة مناخ تسيطر عليه الثقافة الغربية التي لا ترى في أية محاولة لمفارقة توجهاتها وخياراتها إلا ضلالاً وجهداً مضيعاً. ولا تزال قضية الاحتكام للشريعة الإسلامية في السودان مسألة لم ييأس العلمانيون وأشباه العلمانيين من محاولة تشكيك الرأي العام حولها. وتفكيك الأسس الدستورية التي اعتمدتها. ولا يزال الغبار يثار حول ما يسمى بالتجارب الإسلامية في السودان وغير السودان أملاً في نقض الإرادة الوطنية هنا وهناك والتي كفرت بجدوى مشروع التبعية الغربي.
ولا شك أن إفلاس المشروع الغربي للعالم الإسلامي وإفلاس دعاته من الليبراليين او الاشتراكيين قد جعل همهم الأول هو محاولة نقض الإسلام لئلا يكون هو البديل بعد كفران الجماهير وغالب النخبة في العالم الإسلامي بجدوى متابعة المناهج التي رسمها الغربيون لعالم الإسلام وأهله.
ولئن كان للمرء ان يشير الى علامة فارقة لنجاح الحركة الإسلامية في السودان في مسعاها لترسيخ الاحتكام للإسلام في السودان. فليس هناك من دليل او علامة أكبر من انصراف اصحاب الأيديولوجيات والدعوات الفكرية والسياسية تماماً عن التعبير عن أفكارهم وشرح مشروعاتهم الى محاولة إظهار فشل الإسلاميين في انفاذ مشروعهم الإسلامي وإظهار ضعف كسبهم مقارنة بالأصول الإسلامية.
فالإسلام قد صار وحده هو المرجعية التي يحيل اليها العلمانيون عند محاكمة كسب الدولة أو الحركة الإسلامية، وهذا هو النجاح الأكبر للحركة الإسلامية لأن مطلوبها الأعظم كان هو عودة التحاكم للإسلام واعتماده المرجعية الأساس لقياس كسب الفرد أو المجتمع او الدولة. ولا شك ان كسب الأفراد والجماعات والدول يقصر كثيراً عن المثالات الإسلامية. ولا يعيب المرء ان يقر بشرور نفسه وسيئات اعماله ما دام مقراً بالامتثال للتعاليم والأحكام الإسلامية.
ولا يعيب الجماعة الإسلامية والدولة الإسلامية ان تقر بسيئات أعمالها او عجزها وتقصيرها ما دامت لا تتخذ غير الإسلام مرجعاً ومصدراً. ولذلك فإن الغارة التي يشنها علمانيون بدعوى سقوط التجربة الإسلامية للإنقاذ لن تحيد بنا عن الموقف النقدي لكسب الحركة الإسلامية في ظل الإنقاذ في مقارنة للمشروع الإسلامي بالسودان.
ونحن نستخدم مصطلح الحركة الإسلامية بالمعنى السياسي الذي يشير الى الجماعة السياسية التي نشطت في الساحة السياسية باسم الإخوان المسلمين وجبهة الميثاق والجبهة الإسلامية القومية ثم حركة الإنقاذ.
ولا شك ان مصطلح الحركة الإسلامية بمعناه الاجتماعي أوسع من ذلك بكثير فهو يشمل الجماعات الإسلامية التي تسعى من خال المناهج التربوية او الفكرية او السلوكية لتحقيق الامتثال للتعاليم الإسلامية والالتزام بالأحكام الإسلامية.
وقد ارتبط تاريخ الحركة الإسلامية من لدن تأسيسها بمشروع مناهضة الاستعمار ثم مناهضة التبعية وطرح خطة العودة للالتزام بالإسلام والاحتكام له طريقاً للنهضة الحضارية الشاملة.
ولئن استعر الجدال والمراء حول منهج التغيير والإصلاح الاجتماعي وصولاً الى بعث تعاليم الإسلام وإنفاذ احكامه الشرعية، فإن الحركة الإسلامية قد اعتمدت رؤية وسطية ظلت هي الدليل الذي يهدي تطور الحركات الإٍسلامية في طريق الدعوة لتحول اجتماعي على نهج الإسلام وسبيلاً لبعث دورة جديدة من دورات الحضارة الإسلامية تكون لها الريادة الحضارية بإذن الله في عالم تكاثرت فيه أزمات الحضارة الغالبة حتى تكاد تؤدي بالإنسانية جمعاء الى هلاك مبين.
وقد اتخذت الحركة الإسلامية موقفاً مخالفاً من موقف القدريين المستسلمين الذين يرون أن خط التاريخ الديني في الزمن كله الى انحطاط. فلا يعولون على جهد يبذل لنهضة أو استشراف لواقع جديد. وطائفة من هؤلاء تُسلم بأن التاريخ انتهى الى سيادة خالدة للحضارة السائدة اليوم (الحضارة النصرانية اليهودية الغربية) ولذلك فهم يستعظمون تحدياتها ويرون أن اية دعوة لتجاوز الحضارة الغربية محض توهمات. فأما الذين في أنفسهم بقية من خير من هؤلاء فيدعون الى اسلام شخصي يُعنى فيه كل فرد بخاصة نفسه وينأى بها عن الفساد والفتن الناجمة عن سيادة حضارة ضمرت فيها القيم واضحمل الإيمان وصارت فلسفتها التي لا جدال حولها هي فلسفة التطور التي لا بقاء فيه لضعيف الا تحت سطوة القوى الغلاب.
من الناحية الأخرى رفضت الحركة الإسلامية في السودان المنهج القطعي الذي لا يرى في الواقع اليوم وفي الحضارة السائدة الا شراً محضاً. فدعوة هؤلاء تكفيرية لا ترى قياماً للإسلام وحضارته الا بالطوفان الذي لا يبقي ولا يذر.
ولئن كان النبي نوح عليه السلام قد استيأس من قومه بعد ألف سنة الا خمسين عاماً فإن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم تكن هذه سنته، وإنما كنت سنته هي الدعوة الوسطية التي تتخذ الإصلاح سبيلاً.
وكلمة الإصلاح نفسها تعني اعترافاً بأنه رغم الفساد الظاهر فإن الخير في الناس كامن الى يوم القيامة وأن دعاة الإصلاح يتوجب عليهم بعث عناصر الخير في نفوس الناس.
فالحركة الإسلامية التي يتهمها خصومها بالإفراط في استخدام وسائل السلطان لم تعول في استراتيجيتها ابداً على هندسة المجتمع وذلك باستخدام وسائل السلطة بل ان شعارها دائماً كان هو أولوية المجتمع على الدولة، فالمجتمع المنشود هو الذي يكون (مجتمعاً مدنياً حقاً مبادراً ومستقلاً عن السلطة في توفير معظم حاجاته، معتمداً على موارده وقدراته الذاتية، أصيلاً في توجهاته، مجدداً في خططه وأدائه، مستشرفاً خير ما في التجارب الإنسانية).
وطبيعة التخطيط انه خارطة طريق وليس برامج وإجراءات. والإستراتيجية هي (خريطة هادية للتحول الحضاري نحو المجتمع الذي نصبو اليه) وحركة التخطيط ليست حركة حكومة أو دولة بل هي أولاً خطة أصيلة كبرى لتفجير طاقات المجتمع المبدعة كلها والاعتماد على الذات بالمعاني المجتمعة للموارد الطبيعية ولقدرات الروح والشمائل، ولقوى المعرفة والمهارة التي حبانا الله بها بغير انغلاق او عزلة او استسلام للضغوط والإكراهات. وهي ثانياً: حركة المجتمع الواسع للتخطيط لنفسه وليس حركة الدولة وأجهزتها البيروقراطية المحدودة.
وهدف تلك الإستراتيجية هو الرقي الاجتماعي ليكون (السودان خير مجتمعات العالم النامي ديناً وخلقاً وثقافة ومعاشاً وبيئة، وأن يكون المجتمع مستقلاً عن السلطة في معظم حاجاته وسابقاً لها في مبادراته)، فالمجتمع عبر الوسائل الطوعية هو الذي تراه الحركة الإسلامية على كرسي القيادة.
كان التفصيل الذي ورد آنفاً في منهج الحركة الإسلامية وإستراتيجيتها لإحداثه مهما لعدة اسباب:
لأن خصومها يدّعون ان الأولوية في انفاذ المشروع الإسلامي كما تراه الحركة الإسلامية ممثلاً في حركة الإنقاذ كان مشروعاً شمولياً سلطوياً، وأن رؤية الحركة الإسلامية بادئ الرأي لمسألة التغيير الاجتماعي هي رؤية شمولية سلطوية.
وثانياً لأنه ورغم وضوح رؤية الحركة الإسلامية ممثلة في الإنقاذ لقضية التغيير الاجتماعي وأن سلوكها العام قد وسمته هذه الرؤية الواقعية الوسطية الا ان سلوك بعض الأفراد والجماعات المنتسبة اليها والمتحدثة باسمها احياناً والمستندة الى مرجعية سلطتها كانت احياناً تعطي إِشارات مخالفة لهذا النهج.
وهذه التفلتات عن النهج العام هي التي يستدل بها خصوم الحركة الإسلامية على ادعاءاتهم. إذ يلجأون الى تجاهل النسق العام مع التركيز على التجاوزات والتناقضات التي لا تخلو منها تجربة او ممارسة عامة. ومثال ذلك محاولة جهات رسمية وشبه رسمية فرض الحجاب بالقانون، وكذلك تجربة شرطة النظام العام بالخرطوم لفرض ما يسمى بالمظهر العام اللائق. وقد كان للجدال الدائر بين تيارات داخل الحركة الإسلامية أثره في بطء معالجة هذه الظواهر التي لا تتوافق مع المنهج العام.
وثالثاً لأن من طبيعة السلطة ان تتمدد ومهما كانت الرؤى الفكرية والجهد الطوعي المبذول فإن المتنفذين احياناً بدوافع العجلة لإحداث التأثير وأحياناً بسبب تنامي نمط وصائي في اوساطهم، وأحياناً بسب وهن أدوات الفعل المدني يتمددون ليحاولوا احداث تحولات اجتماعية من خلال نفاذية السلطة.
ولكن كل هذه المحاولات تتكسر على صخور الواقع. لأن التغيير الحقيقي هو التغيير الذي يبادر به المجتمع ويرعاه ويتطور من خلاله. فهو ليس خطوة واحدة يمكن ان تتحقق بدفعة سلطانية، وإنما هي سيرورة اجتماعية تتقدم بالمجتمع الى الأمام أو تنزلق به الى الجمود والتخلف.
وبعد هذه التوطئة التي يتوجب ان تقرأ جهود الإنقاذ على سبيل الامتثال للتعاليم الإسلامية والاحتكام للشريعة الإسلامية على ضوئها نتطرق الى جهود الإنقاذ في مقاربتها لتحقيق تلك الاستجابة. فالمنهج الذي اتخذته الإنقاذ لمقاربة مشروعها الإسلامي هو منهج حفز المجتمع من خلال تنمية قدراته لتغيير ما بنفسه لأن سنة الله في الناس (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) فالتنمية الشاملة هي المنهاج، وقاطرة التنمية الشاملة هي التعليم والدعوة والتوعية والتعبئة فالإستراتيجية هي (البداية الشاملة للتأصيل وللنهضة الفكرية والتنمية الثقافية وتحريك المجتمع وتعبئة قواه في اطار ثوري حر يفجر الطاقات ويستنهض الهمم، وهي خريطة هادية للتحول الحضاري نحو المجتمع الذي نصبو اليه).
إنتقادات لتجربة الانقاذ:
وقدم الدكتور حمد عمر حاوي، استاذ العلوم السياسية بجامعة جوبا، ورقة بعنوان (تجربة الإنقاذ وأثرها على مستقبل الإسلام في السودان) انتقد فيها التجربة قائلاً:
ما خلصت اليه الدراسة التي أِشرت اليها هي ان تجربة الإنقاذ في السودان 89-2001 لم تلتزم بمبادئ الدين الإسلامي وموجهاته السياسية، لا في طريقة وصولها الى السلطة، ولا في ممارساتها السياسية ومن ناحية الحريات والحقوق والواجبات والعدل وبالتالي لا يمكن اعتبارها المعيار (للدولة الإسلامية النموذج)، ولا يمكن الحكم على الدولة الإسلامية من خلال هذه التجربة، اذ يخلص البحث الى ان التجربة قد وقعت في الكثير من الأخطاء والانحرافات بأثر قليل من سوء فهمها لنظرية الإسلام السياسية، وبأثر كبير جداً من غلبة الأهواء والمصالح والنوازع البشرية من حب التسلط والتحكم.
ذلك لأن المتتبع لأدبها السياسي يجد الكثير من الوعي والنضج ويجد الكثير عن الشورى والديمقراطية والحريات، حيث تتفوق الجبهة الإسلامية على الكثير من الحركات الإسلامية المعاصرة كحماس والجهاد وحزب التحرير والجماعة الإسلامية.. الخ في مقاربتها بين الديمقراطية والإسلام وقبولها بالمبادئ الديمقراطية أساساً للممارسة السياسية على أساس انها لا تناقض الإسلام، ولا تتخذ الحذر في التعامل معها بحجة انها قادمة من الغرب الكافر او العلماني او الذي لا يريد الخير للمسلمين، او بحجة انها غربية لا تنبع من فقهنا الموروث، كما نجد ذلك في أدبيات بعض الحركات الإسلامية (الأصولية) أو المتطرفة.
فالجبهة الإسلامية في السودان تؤمن بالديمقراطية، نظرياً على الأقل، وتقدر قيمتها ولها اجتهادات مقدرة ومستنيرة في مجال التعامل مع الفقه التقليدي، بحيث يمكن القول إنها تنتمي الى التيار التجديدي، وإنها ليست حركة اصولية او متطرفة (بالمعنى الغربي لهذه المصطلحات)، ولها اجتهادات في مجال الفقه الحركي (وفقه الدولة) والممارسة والتنظيم.
كل ذلك يحملنا على القول بأن الانحراف الذي حدث ليس لجهل منها، او لسوء فهم منها لنظرية الإسلام السياسي، اذ ان الغالب من فكر الجبهة الإسلامية (النظري) مقبول بمقاييس الدين ومعايير العصر، لكن الغريب في الأمر هو انها في مجال الفقه (العملي) تبدو مختلفة تماما.
إذ أنها تُظهر عقلية براغماتية تصل في كثير من الأحيان الى حد عدم الالتزام بأي مبدأ. لها في ذلك أقوال مثل (فقه الضرورة) و(فقه المرحلة) و..الخ والتي تبدو في كثير من الأحيان لا مبدئية سافرة. فهي تمارس في كثير من الأحيان ممارسات براغماتية دنيوية بحتة لولا أنها تحاول ان تجد لها سنداً ومبرراً من الدين، بحيث تبدو للمتابع وكأن الدين ما هو الا إهاب رقيق يغطي ركاماً من الممارسات البشرية الدنيوية البحتة، بمعنى ان الدين لا يبدو وكأنه الأساس او الجوهر في فقه الممارسة لدى الجبهة الإسلامية؛ هذا هو سبب وصفها بأنها (حركة ميكافيلية).
ويرجع الباحث ان كل ذلك يتم بوعي تام من الجبهة الإسلامية وبتعمد هادف، فالجبهة الإسلامية تقول الكثير من الحديث المؤثر والمنفعل لدرجة التشنج عن الحريات والانتخابات في خطابها المعلن، ولكن في مجالسها الخاصة وبين عضويتها تتحدث بانتشاء عن تزويرها للانتخابات وخداعها للآخرين وتغلبها عليهم.. ودافع كل ذلك هو المصالح والأهواء والنوازع البشرية المعروفة.
تيار البراغماتية والمصلحة في الجبهة هو الذي غلب، ليس أنه الأفضل أو الأصلح ولكن لأنه التيار الأكبر والذي بيده العوامل المساعدة وهو التيار قاد التجربة الى اللا شيء (الفكري أو المبدئي).
بخلاف التيار المتشدد والتيار المصلحي هناك أفراد لم يظهروا في هيئة تيار منظم، هؤلاء مستنيرون في الفكر وملتزمون بالمبادئ منهم مثلاً عبد الوهاب الأفندي والطيب زين العابدين وحسن مكي وعبد الوهاب عثمان وغيرهم. هؤلاء يمكن ان يحركوا الكثير من الصامتين او المحايدين وتحويلهم الى تيار ثالث معتدل ويكمن للأحزاب السوادنية الأخرى أن تساعد في نمائه.
مشكلة الحكم في السودان يمكن ان تحل بالقليل من التعقل والكثير من بناء الثقة ولن يكون الإسلام عقبة ولا خصماً على حقوق غير المسلمين ومصالحهم. ان تحويل الصراع والقتال الى تنافس فكري يخدم الإسلام كثيراً ويرتقي بفهم المسلمين بل غير المسلمين له. وما دام الإسلام هو عقيدة إيمانية، وما دام يؤمن بهذه العقيدة غالبية أهل السودان فلا خوف عليه. غير المسلمين والعلمانيون في السودان لا يتخوفون من الإسلام بقدر ما يتخوفون من فهم بعض المسلمين له، او استغلالهم له في غير مصلحة هؤلاء، بالتالي فهم لا يعارضون حكماً اسلاميا راشداً.
توصيات الندوة:
وقد دعت جماعة الفكر والثقافة الإسلامية في السودان في توصيات ندوتها الختامية إلى نبذ الخلافات والعمل على تطوير الأفكار الإسلامية والبعد عن الصراعات بين المذاهب وجميع التيارات الإسلامية في البلاد.
وطالبت الجماعة بوحدة التيارات الإسلامية لأجل مواجهة تحديات المرحلة القادمة التى تتسم بالقطبية الواحدة وبالعولمة في السياسة والاقتصاد والإعلام وبتقنين تدخل المجتمع الدولي في شؤون الدول الأخرى.
بقلم محرر موقع السودان الإسلامي الأستاذ محمد خليفة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.