والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    بايدن يعين"ليز جراندي" مبعوثة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    مصادر: البرهان قد يزور مصر قريباً    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إقصاء الزعيم!    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    الحلم الذي لم يكتمل مع الزعيم؟!    الجيش يقصف مواقع الدعم في جبرة واللاجئين تدعو إلى وضع حد فوري لأعمال العنف العبثية    أحلام تدعو بالشفاء العاجل لخادم الحرمين الشريفين    السيسي: قصة كفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة وفداء وتضحية    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    تشكيل وزاري جديد في السودان ومشاورات لاختيار رئيس وزراء مدني    السودان..رصد 3″ طائرات درون" في مروي    دبابيس ودالشريف    البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك    في أول تقسيمة رئيسية للمريخ..الأصفر يكسب الأحمر برعاية وتألق لافت لنجوم الشباب    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    فيديو.. مشاهد ملتقطة "بطائرة درون" توضح آثار الدمار والخراب بمنطقة أم درمان القديمة    وزير الخارجية المكلف يتسلم اوراق اعتماد سفير اوكرانيا لدى السودان    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني يترك عمله في عمان ويعود للسودان ليقاتل مع الجيش في معركة الكرامة.. وثق رحلته من مسقط حتى عطبرة ليصل أم درمان ويحمل السلاح ويطمئن المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. إعلامية مصرية حسناء تشارك في حفل سوداني بالقاهرة وتردد مع الفنانة إيلاف عبد العزيز أغنيتها الترند "مقادير" بصوت عذب وجميل    شاهد بالصورة والفيديو.. "دعامي" يظهر في أحضان حسناء عربية ويطالبها بالدعاء بأن ينصر الله "الجاهزية" على "الجيش" وساخرون: (دي بتكمل قروشك يا مسكين)    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    عن ظاهرة الترامبية    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقالات: دور الدعاة في نهضة الأمة

بقلم: الأستاذ د.علي محمد علوان - جامعة الرباط الوطني بالخرطوم
إن المنهاج الإلهي الذي يمثله الإسلام في صورته النهائية كما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا يتحقق في الأرض ، وفي دنيا الناس بمجرد تنزله من عند الله تعالى ، ولا بمجرد إبلاغه وبيانه للناس ، ولا يتحقق بالقهر الإلهي على نحو ما يملئ امره في الفلك وسير الكواكب. إنما يتحقق بأن تحمله جماعة من البشر ، تؤمن به إيماناً كاملا وتستقيم عليه بقدر طاقتها .و تجتهد هذه الجماعة لتحقيقه في قلوب الآخرين وفي حياتهم كذلك.
الصورة: مؤتمر دور العلماء في نهضة الأمة بالخرطوم
وذلك مصداقاً لقوله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر) ثم تجاهد هذه الجماعة لهذه الغاية بكل ما تملك . تجاهد الضعف البشري ، وهوى النفوس البشرية.
وتعمل هذه الجماعة على تحقيق هذا المنهج بالحد الذي تطيقه فطرة البشر ، و الذي يهيئه لهم واقعهم المادي ، على أن تبدأ بهم من النقطة التي هم فيها فعلا و لاتغفل واقعهم ومقتضياته في سير هذا المنهج وفي تتابعه.
وقد تنتصر هذه الجماعة على نفسها وعلى نفوس الناس تارة وتنهزم في المعركة مع نفسها أو مع نفوس الناس تارة أخري.
بقدر ما تبذل من الجهد وبقدر ما تتخذ من الوسائل المناسبة للزمان و المكان ، وبقدر ما تترجم المنهج ترجمة عملية في واقعها و سلوكها الذاتي.
إذن فالدعوة عملية تتعلق بالحكمة و الفقه الدقيق بواقع الحال و المآل ، وهي مسألة صدق مع النفوس وجهاد و تضحية وهي عمل جماعي وليس فردياً.
إن المسلم لا يكتفي بأن يعرف الحق و لا يكتفي بالوقوف إلى جانب الحق واثبات الولاء له ، كما يفعل بعض الانطوائيين ولكنه مطالب دائما بان يعمل على إقناع الناس بأهمية إتباع الحق و الذود عنه وضمهم إليه.
أولاً: الدعوة إلى الله تعالى وظيفة الرسل:
الواقع أن الدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة رسل الله جميعا لقد قص القرآن علينا موكب رسل الله الكرام الذين بعثهم الله تعالى إلى أقوامهم فكلهم بلا استثناء دعوا اقوامهم ومن أرسلو إليهم إلى الإيمان بالله وأفراده بالعبادة على النحو الذي شرعه لهم ، قال تعالى عن نوح عليه السلام (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره) وقال تعالى عن هود عليه السلام (وإلى عاد أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره) وعن صالح قال تعالى (و إلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره) وعن شعيب عليه السلام قال تعالى (وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) وهكذا جميع رسل الله دعوا إلى الله تعالى ، إلى عبادته وحده و التبرؤ من عبادة ما سواه قال تعالى(ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً إن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت)
ثانياً: وظيفة الأمة في الدعوة إلى الله تعالى:
أكرم الله تعالى هذه الأمة الإسلامية وشرفها أن اشرك رسوله صلى الله عليه وسلم في وظيفة الدعوة إلى الله تعالى وهذا التشريف الرباني لهذه الأمة يستفاد من الآية الكريمة في قول الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
يعلق سيد قطب على الآية فيقول : فهي خير أمة أخرجت لناس لا عن مجاملة أو محاباة ، ولا عن طريق مصادفة أو جُزاف تعالى الله عن ذلك كله علواً كبيراً ، وليس توزيع الاختصاصات و الكرامات كما كان أهل الكتاب يقولون(نحن أبناء الله وأحباؤه) كلا! إنما هو العمل الايجابي لحفظ الحياة البشرية من المنكر واقامتها على المعروف مع الإيمان الذي يحدد المعروف و المنكر ، وهذا ما ينبغي أن تدركه الأمة المسلمة ، لتعرف حقيقتها وقيمتها أنها أخرجت لتكون طليعة و لتكون لها القيادة بما أنها خير أمة و الله تعالى يريد أن تكون القيادة للخير لا للشر في هذه الأرض ومن ثم لا ينبغي لها أن تتلقى من غيرها من أمم الجاهلية إنما ينبغي دائما أن تعطى هذه الأمم مما لديها من الاعتقاد الصحيح و الخلق الصحيح و التصور الصحيح و المعرفة الصحيحة و العلم الصحيح هذا واجبها الذي يحتمه عليها مكانها وتحتمه عليها غاية وجودها واجب أن تكون في الطليعة دائما وفي مركز القيادة ولهذا المركز تبعاته فهو لا يؤخذ إدعاء ولا يسلم لها به إلا أن تكون هي أهلاً له بتصورها الاعتقادي ونظامها الاجتماعي وبتقدمها العلمي وبعمارتها للأرض قياما بحق الخلافة الذي يقتضي من الأمة أن تقوم على صيانة الحياة من الشر و الفساد وأن تكون لها السلطة و القوة التي تمكنها من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
وعليه فان الآية الكريمة أفادت معنيين : الأول: خيرية هذه الأمة و الثاني أنها حازت هذه الخيرية لقيامها بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي وظيفة رسول الله صلي الله عليه وسلم ورسل الله عليهم السلام جميعا، وأعرف المعروفات الإيمان بالله تعالي وتوحيده،والايمان بالنبوة،والبراءة من الشرك والوثنيه بأنواعها، وانكر المنكرات الكفر بالله والشرك .به وجحد النبوة
ومن جهة أخرى فان القرآن الكريم جعل من صفات المؤمنين الدعوة إلي الله تعالي، بخلاف المنافقين الذي يصدون عن سبيل الله ويدعون إلي غيره قال تعالي(المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف) ثم قال تعالي بعد ذلك(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) قال القرطبي في تفسير هذه الايه الكريمه: فجعل الله تعالي الأمر بالمعروف والنهي عن المكنر فرقاً بين المؤمنين والمنافقين فدلَ علي أن اخص أوصاف المؤمنين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورأسها الدعاء إلي الإسلام وأضيف إلي ذلك أن الله تبارك وتعالي، بهذه الآية وصف الأمة الإسلامية بما وصف به رسوله صلي الله عليه وسلم، قال تعالي عن الرسول(يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)
ثالثاً: ماهية الدعوة الإسلامية:
يقول الشيخ محمد الغزالي : الإسلام معرفه لله، واستكانة لحكمة، وانسجام مع الكون المسبح بحمده الهاتف بجلاله وبحمده، فلا مكان في أرض الإسلام-الصحيح- لوثنيه دينية أو سياسية، والشعار المهيمن علي النفوس والصفوف هو الله(الله اكبر) يبدأ به الآذان ويختم، وتساس به الجماهير وتشتعل، ويختلف الليل والنهار علي الأمة الإسلامية وهي تعمل له، او تستجم لمتابعة العمل.
والدعوة الإسلامية دليل هذا كله وحاديه الأوحد.وربما وصف بالدعوة بعض الوعاظ الذين يرققون القلوب، ويذكرون بالخير ويعينون علي العبادة، وهذا وصف يصح علي ضرب من التجوز فان النبي صلي الله عليه وسلم كان يتخول أصحابه بالموعظة الحسنه مخافة السآمة عليهم، ولكن شأن الدعوة أوسع مكاناً وزماناً من هذا النصح المؤثر البليغ.
وربما منحت الدعوة أركانا في برامج الإعلام تطولِ أو تقصر، وقد يسمي أولئك المتحدثون دعاة علي اختلاف الموضوعات التي يطرقونها ،وهذا أيضاً وصف مجازي للدعوة الإسلامية،فان التدريس والحوار بعض الجوانب العلمية للرسالة الاسلاميه.
أما الإسلام نفسه فدائرته أوسع وأضخم، إنه أجهزة دولة كاملة تشمل التعليم والتشريع والقضاء، والتوجيه الداخلي والتمثيل الخارجي، والهيمنة علي كل نشاط مدني ليكون طاقة تتحرك بها دواليب الإسلام في أية ناحية،اه بتصرف.
وإذا كانت المذاهب والأفكار الوضعية. كالشريعة مثلاً- في أرضها تأبي إلا وضع بصماتها علي كل شي فكيف ينتظر من الإسلام- وهودين الأزل والأبد- أن يقع في زاوية من زوايا المجتمعات ضاقت أو اتسعت؟كلا انه يصب كل شي في قوالبه ليصوغه وفق مراد الله تعالي.
والرسالة الإسلامية التي بلغها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم تمخضت لها جماهير منوعه الهمم والمواهب والملكات، وما كان يمكن أن تنجح لولا أن صاحب الرسالة سكب في افئدتهامن يقينه وتجرده وإخلاصه ماجعلها خلقاً أخر.
قال المؤرخون: إن نحو مائه الف ونصف ادوا المناسك مع الرسول صلي الله عليه وسلم في حجة الوداع، واستمعوا إليه وهو يذكرهم بالإسلام في خلاصات نابضة ويقول(اللهم قد بلغت....اللهم فاشهد)إن هذه الالوف عرفت دينها وقررت فرضه علي الزمن.فلما ذهب رسولها صلي الله عليه وسلم إلي الرفيق الأعلى انطلقت وحدها بالرسالة وكأنه معها، إذا لم يكن معها بكيانه فقد كان معها بكتابه وسنته ومن هنا مضت الدعوة الاسلاميه في طرقها غير عابئة بما تضعه الجاهلية في طريقها من الأشواك ومضي معها أصحاب محمد صلي الله عليه وسلم من بعده ينشرون التوحيد ويقيمون العدل ويحاربون الأوهام والوثنيه وتنظر إليهم الشعوب فترى فيهم ناسا مُكنوا في الأرض فأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهو عن المنكر وهكذا استقرت الدعوة الاسلاميه علي عهد النبوة وعلي عهد الخلافة الراشدة وعلي العهود التي بعدها.
كيف تبلغ الدعوة أهدافها؟
وحتى تبلغ الدعوة الاسلاميه أهدافها نحتاج إلي عدة أمور هي:
1-عرض الدعوة علي الجماهير عرضاً صحيحاً وحسناً عرضاً يقوم علي الأصل ويواكب العصر يغرى ذوى الطباع السليمة والفطرة السوية بقبولها.
2-منع الفتنه أو بتعبير أوضح منع الإرهاب المحلي أو الدولي من تقييد حركة الدعاة وتكميم أفواههم ومطاردتهم.
3-نشر المفاهيم والثقافة الإسلامية علي نحو يرسخ مفاهيم الدعوة ويخلطها بمعالم البيئة، ويضم الاجزاء الجديدة إلي جسم الأمة فلا يتميز قديم من حديث.
4-النظر فيما بزل من جهود- من قبل السابقين والاحقين من الدعاة وفتح آفاق وخطط من البرامج، وماتم من تقدم هل بلغ ذلك مداه وفق الخط الإسلامي المطلوب؟ وماهي العوائق التي جدت في مسيرة الدعوة الاسلاميه والعمل الإسلامي الآن، وكيفية تجاوز ذلك.
رابعاً : شروط نهضة الأمة
1-قوة الإيمان بالله تعالي إيمانا يحرر الضمير والوجدان، ويهذب النفس ويزكي العقل.
2-الاعتصام بالحق كتاباً وسنه، اعتصاماً يزهق الباطل ويدحر الكفر ويدوس علي الشرك ويبعد الوثنية.
3-العلم المقوم لشخصية الإنسان، الكاشف له عن حقائق الوجود المادي وما وراء هذا الوجود من عالم ما وراء الطبيعة.فالإقبال علي دراسة علوم الكون والحياة هو منطق كتابنا الكريم، ولا يوجد في كتب الأولين ولآخرين كتاب حض علي التأمل في الملكوت مثل هذا القرآن العظيم. ويجب علي الأمة الاسلاميه أن تدمن البحث في خصائص الأشياء، وأسرار الأرض والسماء وأن تكرس لذلك أخصب العقول وأعظم الطاقات.
4- وفي الثروة، وتعمير الأرض واستثمار قوى الكون والانتفاع بما في الطبيعة من بركات الله تعالي وخيراته ، يقول الشيخ محمد الغزالي ويستحيل مع الجهل بالحياة وقوانينها أن يقوى الإيمان ويستوي علي الطريق إن الله تعالي لما خلق البشر خلق لهم كل مافي الأرض ليستمتعوا به ماداموا علي ظهرها إحياء، ومن ذلك أن يعرفوا ما هيأ لهم معرفة شامله.
فمن الغباوة أن يأكل المسلمون ويزرع غيرهم، أو يستهلكوا وينتج غيرهم، أن العلم بالحياة الدنيا وارتقائها والاستمكان منها معان الإنسانية عامه فطر الناس عليها. وكما ينتفع الناس بالحياة الدنيا لذواتهم ينتفعون بها في دعم أفكارهم، وتأييد مبادئهم وقيمهم فاليد العزلاء تخذل الحق والسلاح التافه يجر الهزيمة .
5- وفي إقامة المجتمع القائم علي مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و الدعوة إلي خيري الدنيا والآخرة.
6-بناء أمة الوسط علي أساس الحرية والعدالة والمساواة والتشريع والعمل الصالح والحكم الراشد الذي تكون فيه السيادة الأمة.
لقد كان الإسلام أسبق رسالة عالميه لتحرير الإنسان وتوطيد حقوقه، ورفع هامته، فما يحني صلبه إلا راكعاً لله الذي خلقه فسواه .وكان الإسلام أسبق رسالة عالمية لرعاية الجماهير ومنع التفاوت المصطنع بين طوائفهم وإشاعة نعمة الله في بيوتهم. وتوفير الطمأنينة الكاملة لهم ولذراريهم.
7- السلام العالمي القائم علي احترام الإنسان وصيانة حقوقه.
8-احترام العهود والمواثيق والحفاظ عليها.
9- التضحية والثبات والجهاد في سبيل الحق والعدل.
10-قوة المنهج الرباني الذي يوائم بين الحال والمال ويرابط بين الدنيا والآخرة.
خامساً المواصفات المطلوبة في الداعية:
أولاً: الربانية العالية
قال الله تعالي( ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) وابرز ملامح هذه الربانية:
أ-الذكر(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) قال ابن القيم رحمة الله لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ذاكراً لله تعالى في جميع أحواله وهو سيد الدعاة وإمام المربين عليه الصلاة و السلام.
ب. العبادة قال تعالى (وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) و العبادة كما ذكر ابن تيميه رحمه الله : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة وقال تلميذه ابن القيم ومدارها- أي العبادة - على خمسة عشرة قاعدة من كملها كمل مراتب العبودية وبيان ذلك : إن العبادة منقسمة على القلب و اللسان و الجوارح و الأحكام التي للعبودية خمسة واجب ومستحب وحرام ومكروه ومباح وهن لكل واحد من القلب و اللسان و الجوارح وتلك هي الحكمة الشرعية الدينية من خلق الله للجن والأنس.
ج. العلم الذي هو شرط الربانية قال تعالى: ( يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتو العلم درجات) .
د.الشهادة العادلة على الناس وعلى الواقع وعلى التقصير في ميادين الدعوة و التربية و التعليم قال تعالى:(وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونو شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا)
ت. العمل الدعوي و التعليمي في إطار الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قال تعالى(ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون) .
ولقد حدد القران الكريم عمل النبي صلى الله عليه وسلم بين الناس في ثلاثة عناصر متماسكة هي: تلاوة الآيات ، والتزكية و التعليم، قال تعالى(كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا و يزكيكم و يعلمكم الكتاب و الحكمة ويعلمكم ما لم تكونو تعلمون) .
العنصر الأول:تلاوة آيات الله تعالى ذلك بان الوحي الأعلى هو دعامة البناءين النفسي و اجتماعي هنالك مجتمعات ترفض الوحي لأنها ملحدة وأخرى تقوم على وحي مزور ومشوب بالأباطيل أما الأمة التي يبنيها الإسلام فأساسها الفذ آيات الوحي الحق كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
العنصر الثاني:التزكية وهي اقرب الكلمات وأولها على معنى التربية بل تكاد التزكية و التربية تترادفان في إصلاح النفس وتهذيب الطباع وشد الإنسان إلى أعلى نحو مراقي الإحسان.
العنصر الثالث:التعليم وتعني الآية به تنوير الذهن بما يفتقر إليه من هدايات كثيرة في عالمي الغيب و الشهادة و القران كتاب تضمن علوما إنسانية شتى في العقائد و التشريع و التاريخ و الأخلاق.
وحياة الرسول صلى الله عليه وسلم - الذي بلغ هذا الدين - نموذج راق للثقافة الراشدة و السلوك الحكيم و القيم العالية.
ثانيا: الإيمان العميق
ومن المواصفات المطلوبة في الداعية:
أن تعريف الناس بالله تعالى وسياستهم بهداه وفك اصارهم النفسية و الاجتماعية بشرعه ذلك كله ينبغي له دعاة مؤمنون يتمثل فيهم :
(أ) الصدق في النوايا . (ب) الهمة والعزيمة في الدعوة .
(ج) الإخلاص في الأعمال والتطبيقات . (د) الخشية والمحاسبة الدائمة .
(ه) الثبات على الطريق . فهم دعاة أصحاب مواهب عالية وكفايات إيمانية صادقة بعيدون عن الزعم الدعوي والفوضى والتشويش والتسيب . ولذلك قال ابن مسعود رضى الله عنه : لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم من أكبارهم فإذا أخذوه عن أصاغرهم وشرارهم هلكوا " . والأكابر هنا ليسوا أصحاب الجثث الضخمة ولا الثروات الضخمة ، ولا الصناعات الكثيرة . إن الأكابر هنا هم أصحاب الهمم البعيدة والمروءات العالية والعفة الظاهرة والأبصار السديدة والافئدة الزاكية والعقول الذكية والعزائم الكبيرة والإيمان الراقي .
ثالثاً : الثقة في الله والتوكل عليه
ومن المواصفات المطلوبة الثقة في الله والتوكل عليه . لابد للداعية أن يعلم يقيناً بأن الله تعالى هو المتفرد بالخلق والتدبير والضرر والنفع والمنع والعطاء وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وأن الله تعالى يكفي من يتوكل عليه ويفوّض الأمر إليه ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) لا سيما من يتوكل عليه في أمور الدعوة إلى الله تعالى ونصره وإعلاء كلمته وجهاد أعدائه قال تعالى حكاية عن موسى وهارون عليهما السلام ( قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى ، قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ) وهذه المعية النصر والتأييد غير مقصورة على أنبياء الله تعالى ورسله وإنما هي شاملة لعباده المتقين وعباده المخلصين .
ويجب على الداعي المسلم أن يعتمد على الله تعالى في جميع أموره ويثق في الله تعالى ثقة كاملة بأنه يحفظه وينصره ويرفع عنه الشرور والآفات قال تعالى ( ان الله يدافع عن الذين امنوا ) وقال تعالى ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون)
رابعاً : الصبر
فالصبر والأناة والرفق والتحمل والبشاشة أخلاق لا غنيِ عنها في البناء الدعوي السليم في الفرد والجماعة . إن نفوس الآخرين - أي المدعوين بالنسبة للدعاة كالكهوف المجهولة ولابد من الكشف عن بعض دروبها ومعرفة مكنوناتها من خير أو شر . ولهذا يلزم للداعية أن يتعرف على ما عند الآخرين وهذا يحتاج إلى صبر جميل تلطف وأناة شديدين ، فليس كل من أُوتى طلاقة اللسان أجاد البيان ، ولا كل من أجاد البيان نجح في إقناع الآخرين ، ولا كل من نجح في الإقناع أثمر عملاً نافعاً ، إن تحويل طاقات البشر إلى الاتجاهات الخيرة أمر بالغ الصعوبة وهذا كله يحتاج إلى صبر وأناة من الداعية .
خامساً : التضحية والبذل
ومن أمثلة ذلك :
أ. يضحى بالكثير من وقته ولا يعطي الدعوة فضول الوقت والزمن والوقت ثمين لأنه هو الحياة .
ب. يضحى بماله قل أو كثر ليواسي أصحاب الاحتياجات والثغرات .
ج. يضحى باحتمال الأذى في النفس والبدن ، لقوله تعالى ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتو الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)
د. ويضحى بما يرجو من نفع حيث كان تعامله مع الله تعالى وهو مالك النفع والضرر ، وقلوب العباد بيده ، فالداعية لا يحرص على عرض زائل ، بل يرجو ما عند الله تعالى .
ه . وأخيراً يضمر التضحية بروحه في سبيل الله تعالى ويطمع في أن يرزقه الله تعالى الشهادة في سبيله ويدعو الله أن يبلغه منازل الشهداء .
سادساً : الروح التطبيقية للإسلام
ومضامينه :
أي القدوة في الدعوة قال تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) .
سادساً: تذكرة للدعاة
1.الحركة من الزم واجبات الدعاة، فلا تلوموا الذين لم يحضروا إليكم ولكن لوموا أنفسكم إذ لم تتصلوا انتم بهم.
2.من سنة الله تعالي إن الحياة للمبصرين لا للجاهلين.
3.ليس العتاب المباشر ولا النقد المر هو السبيل لتعليم الجاهلين، إنما يجب التعرف بالقواعد الأساسية والاطمئنان إلي أن التوجيه سيصعب محلا مقبولاً.
4.إياك وتبديد الطاقة البشرية: بمعالجة الأمور التافهة، أو بالجدل الذي لايفيد، أو بالجمود علي شي معين والاعتماد علي النقول الصيغية،أو بالخروج عن الموضوع والإملال والإضافة الناس بك ذرعاً.
5.إذا كان لك هدف ترجو الوصول إلية- فاختر له اقرب الطرق وأرجاها، فرب كلمة يغني عنها سواها.
6.رتب الأولويات وركز علي الأصول، فلا تضح بالأهم لأجل ماهو دونه في الأهمية.
7.ليس كل ما يعرف يقال، ولكل مقام مقال.
8. خاطب الناس بما يمكنهم تنفيذه، أو بما يمكنهم تفاديه ،ولا تشطح كثيراً في الخيال، وران ألفاظك جيداً فإنما تحصي علي الدعاة أيسر الأخطاء.
9.إن نجاح القضايا يحتاج لسلامة الشكل وصحة المضمون معاً فقد تغظ انساناً بقول لاجدال فيه،فيسلم لك بالحق من الناحية العقلية، ولكنه يرفضه ويرفضك من الناحية العاطفية،لأنك أحرجته أمام غيرة مثلا، وكان الانفراد به أولي.
10.افترض فيمن تدعوه انه ذكي وعالم، فلا تتورط فيما يؤخذ عليك، ولا تضايق غيرك بالإطناب في إيراد البدهيات.
11. يخطئ الداعية حين يظن انه بإلقاء خطبة أو بإعلان رأي قد نقل الناس من جهة إلي أخري، إنما تتم الاستجابة بعوامل شتي، منها المودة- والوقت، الشخصية،ومن قبل ذلك توفيق الله سبحانه وتعالي.
12.قد يتخلى عنك الرأي العام، وهو يعلم انك صاحب الحق كما حدث ليوسف عليه السلام(ثم بدالهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين)
13.في المجتمعات الصعبة يجب أن يكون التعامل بمهارة نادرة كما يكون التعامل في بعض الدول بالعملة الصعبة.
14.تجنب التزام اللون الواحد من جوانب التفكير حتى لا تشتهر به فتغفل عما سواه، فالدين شي كبير متكامل.
15.الداعية مهندس وبناء، فهو ليس ممثلا يحرص علي استرداد إعجاب المشاهدين، كما انه ليس فناناً هدفه تقديم التسلية لهمة فقط.
16.لا تلجأ لاستعراض عيون الآخرين ولا تلجأ للشكوى باعتبارهم من مواد الخطابة إلا إذا كان ذلك مدخلاً ضرورياً لشرح ما يمكن للسامع أن يقوم به، وليكن خلط القصة بالحديث بمقدار ما تخلط التوابل بالطعام اه بتصرف
سابعاً: ابرز ملامح العصر الذي نعيش فيه:
1.نمو تقنيات العلم الحديث وثورة المعلومات وانفجار المعرفة.
2.شيوع العقلانية والتمرد علي الأديان وبخاصة الدين الإسلامي.
3.تغلغل أجهزة الاستخبارات والأمن العالمية والمحلية والتدخل غير المسؤول في الشئون الخاصة والعامة للأفراد والجماعات والدول والحكومات
4. الاستقطاب اليهودي للعالم الإسلامي باستخدام الأعلام وتقنياته وأشكاله المتعددة.
5.نجح الأعلام المعادي للإسلام في بلوغ أهدافه واستطاع بالثقافة المسموعة واللهو الرخيص أن يفسد الأفكار ويعيق النفوس بالدنايا، وما خلفه من عوج في شتي المؤسسات التربوية والعلمية والاجتماعية والسياسة.
6.اتجاه الحضارة الغربية المعاصرة إلي الإيمان بالواقع الحسي الملموس والميل عن الروحية والمثالية، والأفكار المعنوية ونتج عن هذا مايلي:
أ.الثورات المتلاحقة والحروب الطاحنة التي تعتمد علي الأسلحة المادية وتجعل لها السلطان الأول في النصر جعلتهم يقلبون علي الماديات كل الإقبال ويتفننون في الإيمان بها، فاستغلوا خيرات بلادهم واستثمروها خير استثمار ، فنمت الثروات واتسعت التجارات فاقبلوا على إشباع غرائزهم وإشباع نفوسهم بما صرفهم عن الروحانيات إلى الماديات.
ب. النهضة الصناعية وما انتجته من خيرات وفيرة صرفتهم إلى البحث في بطون الأرض عن المعادن و المناجم و الخامات ورفعتهم إلى المبالغة في الإنتاج فأصبحت المادة هي الإله المفضل الذي يستحق في نظرهم العبادة و التقديس.
ج. ولهذا كله كفروا بالديانات جميعا ووجهوا إلى الديانات وبخاصة الإسلام اعنف الحروب لأنه وقف عقبة في طريق استعمارهم للأمم الإسلامية فحاربوه تارة بالجيوش الجرارة وتارة باسم العلم وتارة باسم التبشير وكثيرا ما حاكوا الدسائس وأشعلوا نيران الفتنة بين المسلمين فمزقوهم كل ممزق وشردوهم كل تشريد.
7.اهتزاز الشخصية المسلمة أمام رياح التغريب الهوج وأعاصير أفكار العاتية مع اضطراب المستوى الثقافي و السياسي لامتنا.
8.المسلمون يعانون أزمة ضروس في الدعاة و المربين و الفقهاء و المفتين.
9.إبعاد الإسلام عن مسرح الحياة السياسية و التشريعية و القضائية وإقصاؤه عن ميدان التربية و التعليم وهي مراكز التوجيه و القيادة ، وقبلت القوى المعادية للإسلام أن توضع في دساتير كثيرة مادة(دين الدولة الرسمي هو الإسلام) على أن تظل حبرا على ورق ، فلا دخل لها في شؤون التشريع أو التربية أو التقاليد العامة أو أصول الحكم.
10. الإغراق في الشذوذ و الإباحية و الجنس واستقطاب الرجال و النساء خاصة الشباب - بواسطة أجندة الإعلام وتقنيات العلم الحديثة.
ثامناً: أما ابرز مظاهر تأثير التجربة الغربية في بلادنا الإسلامية
و الافريقية ما يلي:
1. الاقتناع بالمذاهب المادية و الأفكار العلمانية و المفاهيم الخاطئة ممثلة في :
(أ‌) إيهام المسلمين أن التعامل بالربا ضرورة اقتصادية لا يمكن تجاوزها.
(ب‌) إقناع اعداد هائلة من زرارى المسلمين أن التقدم في الإدبار عن الإسلام وثقافته و الإقبال على الغرب وحضارته.
(ت‌) ترويج السفور و التحرر وشيوع ثقافة الجنسوية ونشر ثقافة إدماج المرأة في العمل العام و الخاص.
(ث‌) تزوير المفاهيم الأخلاقية.
(ج‌) تربية النشئ على المناهج الغربية و الثقافة الأجنبية باستخدام تقنيات العلم.
2.نقل البيئات الغربية الاروبية الفاسدة إلى العالم الإسلامي ممثلاً في :
أ‌- (أ)إفساد المسلمين وغمسهم في الضلالات سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو أدبية أو سلوكية أو اقتصادية أو تعليمية ، وإبعادهم عن الأخلاق الإسلامية.
ب‌- موجة العنف و الجنس التي اجتاحت عالمنا الإسلامي و العربي و الإفريقي.
ت‌- صناعة الفساد بطرق وأساليب ودعوات غازية متنوعة.
ث‌- استخدام وسائل القوة وعناصرها لهدم الأخلاق.
ج‌- شيوع الإمراض الصحية و النفسية و الاجتماعية.
3.أزمة الخواء الروحي.
تاسعا ً:دور الدعاة في النهضة:
إن التميز في مجال العمل الدعوي في هذا العصر يحتم على الدعاة وضع استراتيجية دعوية نموذجية تعتمد على أسئلة متتابعة وهي:
1- أين نقف الآن؟
2- أين نود أن نكون؟
3- ما الذي يؤثر علينا في البيئات الدعوية المختلفة ومحيطها؟
4- كيف يمكننا تحقيق ما نود أن نكون عليه؟
5- كيف نخطط للمستقبل؟
و الإجابة على هذه الأسئلة تقودنا إلى إدخال مفهوم الإحسان في استراتيجيتنا الدعوية للنهوض بالأمة . وهذا ما يقابله اليوم مصطلح ذائع الصيت إلا وهو الجودة الشاملة
أولا: معنى الجودة الشاملة في الدعوة:
و هي تعني بالاتي:
1.تحديد اولويات مشروعات الإحسان الدعوي.
2.توزيع الطاقات الدعوية على حسب القدرات في هذه المشروعات.
3.تحديد عمليات التطوير و التحديث في مجال الدعوة المستمر.
4.التدريب الفعال في مجال مهارات تحسين الجودة الدعوية.
5.المتابعة و المراجعة لعمليات الجودة الدعوية.
6.قياس التقدم في الجودة الدعوية.
7.دمج أهداف تحسين الجودة في التخطيط الاستراتيجي.
8.إنشاء مراكز ومعاهد التدريب الدعوي.
ثانياً:فرق الجودة الشاملة في العمل الدعوي:
مهمة هذه الفرق للنهوض بمشروعات العمل الدعوي في تأهيل و تدريب العاملين في المجال الدعوي وذلك لتحقيق الأتي:
1. أن يشترك في تقديم البرامج الدعوية متخصصون بالإضافة إلى المسئولين الدعويين في كل بلد، و الاستعانة بإعلاميين مهرة في مجال البرامج الدعوية يمكنهم توصيل الرسالة الدعوية إلى المتلقي بأسلوب علمي يتصف بالتأثير و التشويق وذلك بالابتعاد عن الأساليب التقليدية.
2. ضرورة الإسراع في تدريب الكوادر البشرية العاملة في مجال الدعوة لتنهض بواقع دعوي متميز لإزالة الصورة الحالية التي يتصف بعض العاملين في الدعوة خلالها بضعف التأهيل العلمي و المنهجي.
3. تنمية المعرفة العلمية و المنهجية لدى العاملين في الحقل الدعوي وتجهيز مؤسسات الدعوة بأحدث المعدات و الأجهزة اللازمة للعمل.
4. عقد دورات تدريبية لإكساب الدعاة المعرفة الكاملة بأساليب نشر الوعي الدعوي وثقافة إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات الدعوية.
ثالثاً:قياس متطلبات المدعوين:
لابد من قياس اتجاهات الرأي العام لدى جمهور المدعوين في الجهود الدعوية المبذولة في التوعية في الآتي:
1. تعميق قيم الدين و الأخلاق لبناء مجتمعات خالية من الانحراف العقدي و السلوكي.
2. ترسيخ القيم الاجتماعية وأهمية العمل الجماعي من خلال:
أ.لخدمات الاجتماعية - وقد أنشئت أجهزة حكومية للخدمات الاجتماعية في معظم الأقطار ويستطيع الدعاة أن يتعاونوا معهم في هذا المجال منها:
وغيرها من ميادين العمل الاجتماعي النافع البناء ، بشرط أن تظل هذه النشاطات بعيدة عن المحظورات الشرعية .
ب. إقامة المنشآت الخيرية :
وهي تندرج تحت الباب السابق لكن لها طابعا إنشائيا تعميرياً ومن ذلك:
ثالثاً: لتلمس أوجه القصور الدعوي وتصحيحها و يتحقق ذلك عبر الآتي:
1.عقد المؤتمرات و الندوات و اللقاءات بين الدعاة في مختلف البلاد الإسلامية و العربية و الافريقية بقصد تشخيص أوجه القصور وتلاقح الأفكار و المفاهيم الدعوية وتبصير الأمة بواجباتها.
2.اعداد دراسات متخصصة تحدد المشكلات الدعوية القائمة في المجتمعات و التي تحد من قدرة الدعاة و الأجهزة الدعوية للوصول إلى المستوى المناسب من بث الوعي الدعوي لجماهير المدعويين واقتراح أساليب لزيادة الوعي الدعوي في المستقبل.
3.إيجاد الخيارات البديلة المتاحة في المجالات الدعوية المختلفة الأمر الذي يجعل الدعاة دائما مشغولين بالتجديد في الأساليب و الوسائل و الأطر الدعوية المتعددة.
4.الزيارات المتبادلة بين الدعاة و استحداث الشبكة العالمية للدعوة و الدعاة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.