صدر العدد الجديد من المجلة الثقافية "كتابات سودانية" والتى تصدرعن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة ويحتفى العدد بذكرى العالم السودانى "التيجانى الماحي" "1911-1970" وهو الشخصية الموسوعية ورائد الطب النفسى فى السودان، وعلى حد تعبير د. حيدر ابراهيم - مدير المركز والمشرف على تحرير المجلة - فإن "الماحي" اهتم بالعلاقة بين الصحة والمجتمع، وايضا علاقة الطب بالتاريخ وبالثقافة الشعبية. وأضاف د. حيدر: "وقد مثل التيجانى نموذجا حديثا - مثل الجاحظ او الخيام ومع غزارته العلمية الا انه لم يفقد الاهتمام بالعمل العام، فقد دخل بالفعل عالم السياسة، فتقلد منصب عضو مجلس السيادة بعد ثورة اكتوبر 1964. وقد شارك فى الكتابة عن "الماحي" كل من جمال محمد أحمد ود. احمد الصافي، وتضمن الملف مجموعة من المقالات الفكرية التى كتبها المفكر الراحل ومنها "العمران وتطور الاسرة". اما دراسة العدد فجاءت تحت عنوان "اللغة والمجتمع" للدكتور حيدر ابراهيم على الذى أشار الى ان السودان يتميز بتعدد وتنوع اللغات اذ يقدرها البعض بأكثر من مائة وخمسين لغة، وتتسم هذه اللغات بقدر من التباين احيانا والتداخل تارة اخرى فالسودان قطر شاسع مساحته حوالى مليون ميل مربع "ما يزيد عن 5 . 2 مليون كلم مربع"، وله حدود مشتركة مع تسع دول، كما ان موقعه الجغرافي، جعله معبراً لهجرات مستمرة طوال التاريخ وحتى اليوم من الغرب الى الشرق ومن الجنوب الى الشمال. واضاف د. حيدر ابراهيم: ان السودان دولة حديثة نسبيا، فقد كان السودان مجرد تعبير جغرافى حتى غزو محمد على عام 1821، وقد اطلق الجغرافيون والرحالة اسم السودان على المنطقة الممتدة من البحر الأحمر وحتى المحيط الاطلسى وقسمت الى ثلاثة اقاليم، وهذا يعنى غياب حواجز فى شكل حدود ادارية وسياسية تمنع الحركة والهجرة. وعن دخول اللغة العربية الفصيحة الى السودان يؤكد د. حيدر ابراهيم أن اللغة العربية انسابت الى السودان مع الهجرات العربية المبكرة وانتشرت بسبب حركة التجار، ثم بعد ذلك مع هجرات رجال الصوفية الى المناطق المختلفة داخل ما يسمى - آنذاك - بالسودان الشرقي، وفى احيان كثيرة تعايشت اللغة العربية مع اللغات المحلية السائدة، ومثال ذلك اللغة النوبية فى شمال السودان عند دخول العرب، ففى مناطق النوبة التى كانت تسكنها قبائل الكنوز والمحس والرناقلة والسكوت، احتفظت هذه القبائل بلغاتها المحلية الى جانب اللغة العربية اما الملف الابداعى فتضمن مجموعة مقالات ونصوص فيكتب مجذوب عيدروس عن "الكتابة وملامح من سيرة ذاتية"، اما مأمون التلب فيكتب تحت عنوان "أفكار ناقصة للتعاطى مع الكتاب الجدد" مستعرضا تجارب بعض الكتاب السودانيين من الاجيال الجديدة امثال محمد الصادق الحاج، وناجى البدوى واحمد النشادر. اما مكى ابو قرجة فيكتب عن الشاعر عبدالله ابراهيم موسى "شابو" تحت عنوان "الشاعر ذو القلب الرنان الأجراس". بالاضافة الى نصوص ابداعية لكل من راندا عطية وببيلوجرافيا ادبية لنجيب محفوظ، وعرض لكتاب "نقد العلمانية" للدكتور احمد التكريتى. يرأس تحرير المجلة د. حيدر ابراهيم علي. المصدر: العرب أون لاين