لكل أجل كتاب فهاهو د.خليل ابراهيم يذهب الى ربه كما ذهب من قبله المرحوم داؤود بولاد وكلاهما خرجوا من رحم الحركة الإسلامية السودانية التى تحكم البلاد منذ اثنين وعشرين عاما ونيف.. رحمهما الله رحمة واسعة وألهم أسرهم وذويهم الصبر وعند الله تلتقي الخصوم يفصل بينهم بعدله ورحمته ولا نزكي على الله أحدا حيا كان أو ميتا، فكلنا الى الله سائرون هذا ما قالة محجوب عروة في مقتل خليل ابراهيم.ولكن رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عمر البشير إعتبر مقتل خليل إبراهيم بأنه قصاص رباني لارتكابه جرائم ضد الوطن والمواطن، وقال إن مقتله كان نتيجة حتمية لرفضه خيارات السلام مما دفع القوات المسلحة لوضع حد لمغامراته غير المحسوبة، مبينا أن مقتله يمثل نهاية لفصل الأحقاد والخصومات غير المبررة بين أبناء الوطن الواحد، مؤكداً أن تلك الخصومات ظلت تغذيها أطراف خارجية وتنفخ في نارها أطراف داخلية. وبدورة رجح الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي تورط جهات دولية في مقتل خليل إبراهيم، ونبه إلى أن الطريقة التي دمرت بها سيارته كانت على شاكلة عمليات حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي نفذها في ليبيا. وقال الترابي في تصريحات أدلى بها أمس الأول (الاثنين) إن الهجمة استهدفت سيارته فقط وقضت عليه وحارسه الذي كان معه وقتها، وأشار إلى أن خليلاً كان موضوعاً منذ وقت طويل على القائمة السوداء ومنع من دخول الأراضي الأمريكية . ورفض الترابي اعتبار قيامه بأداء واجب العزاء لأسرة خليل تأكيداً لصلات وشيجة تربط العدل والمساواة بحزبه، منبهاً إلى خلافهما على الوسائل في محاربة النظام وإن كانا يتفقان على مبادئ عديدة. وشبه الترابي خلافه مع خليل باختلافه مع أسامة بن لادن الذي استخدم ما أسماه القوة المؤذية كوسيلة لتحقيق غاياته، وأضاف: ( لو بكرة الإسلاميين في الجيش عملوا انقلاب وقلبوا السلطة ما حأكون معاهم لأنه حتى فكرنا الديني تطور). وأبدى الترابي خشيته من انفصال دارفور، منوهاً الى أن خليلاً كان الشخصية المحورية بتدينه وقوميته وشخصيته . ونفى الترابي بشدة ما نسبته تقارير صحفية إليه بأن خليلاً أبلغه بتسمية من يخلفه على قيادة الحركة، وعدها مجرد فبركة، وأقسم قائلاً: ( والله العلي العظيم لم أقل حتى حديثاً أقرب لهذا الذي قيل)، ونفى الترابي إجراءه أي اتصالات بخليل بعد عودته من ليبيا، مشدداً على أن لقاءهما الأخير كان في إريتريا قبل سنوات طويلة. وبدورة قال رئيس الأمة القومي الصادق المهدي لدى تقديمه العزاء لأسرة رئيس العدل والمساواة خليل إبراهيم، إن الموت لا يزيل من القضية حقيقتها وإنها لن تزول بموت أحد أفرادها. وأضاف: «هذه الوفاة ليست وفاة عادية فنحن جميعا تربطنا قضية واحدة، قضية نظام جديد للسودان يحقق العدالة والمساواة بين كافة أهل السودان، ويزيل الغبن، وإن اختلفت وسائلنا، نحن ننتهج النهج المدني». وأشار المهدي إلى أن خليلا مهم لدرجة أن يدخل معه الآخرون في حوار ونقاش من أجل إيجاد حلول- بحسب عباراته - هذا يعني أنه يمثل قوة اجتماعية معينة، ويعني أن الموت لا يزيل من القضية حقيقتها. وقال رئيس حزب الأمة القومي: «ولكن لا بد من أن نعترف بأن في البلاد مشاكل لن تحل بالعنف، ولذلك نحن نطرح ضرورة الحل، لا يفرح من يفرحون بمقتله ولا يغضب الآخرون ليفكروا في ثأر، وإنما نفكر جميعا في السودان وضرورة إيجاد حل عادل لنظام جديد يحتوينا جميعا ويزيل الغبن ويحقق لأهلنا في دارفور تطلعاتهم المشروعة». وزاد: «نأمل أن نفعل ذلك، ونحن سنخاطب إخوتنا في العدل والمساواة بهذه المعاني لأننا نعتقد أن هذا الفقد على السودان كله، ولذلك لا بد أن نحقن دماء أهل السودان ولكن دون التفريط في القضية»..( انظر الأهرام اليوم 28/12/2.11). وأختم من حيث بدأت بالترحم علي خليل والتعزية موصولة لآلة ولزوجه ولأبنائه وبناته ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون .