الحلقة الاولى ( 1- 6 ) ثروت قاسم Facebook.com/tharwat.gasim [email protected] اليوبيل الفضي ؟ رمضان كريم ، وتعود الأيام . في يوم الجمعة 27 يونيو 2014 ، زار الرئيس السيسي الخرطوم زيارة برقية ، ضمن جولة أفريقية ، كان الغرض منها ثلاثياً : + تهنئية الرئيس البشير باليوبيل الفضي للإنقاذ ؛ + توكيد مبدأ المعاملة بالمثل الذي ترفعه القاهرة في وجه الخرطوم ، بمعنى إذا آوت الخرطوم عناصر من جماعة الأخوان المسلمين ، فسوف تدعم القاهرة المعارضة السودانية ؛ + الطلب من الخرطوم الوقوف في صف القاهرة وضد بناء السد الإثيوبي . فهل سمع الرئيس البشير الكلام ؟ نعم ... في يوم الأثنين 30 يونيو 2014 ، يحتفل اهل الإنقاذ بيوبيلهم الفضي ( 25 سنة ) ، ويُمنون النفس بالإحتفال في يوم الخميس 30 يونيو 2039 بيوبيلهم الذهبي ( 50 سنة ) ، بعد مرور 25 سنة أخرى ! قال : وليس ذلك على الله ببعيد ! وحتى حلول اليوبيل الذهبي ، وطيلة ال 25 سنة القادمة ، سوف يستمر الحوار الوطني بين نبلاء الإنقاذ والشعب السوداني الشقيق ؟ في هذا السياق ، ألم يقل إسحق شامير عشية إنطلاق مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط ( 1991 ) ، إنه مستعد للحوار مع الفلسطينيين لمدة 90 عاماً قادمة دون كلل أو ملل من جانبه . حوار ؟ ما أحلى الحوار لأجل الحوار ! 2- المسارات الأربعة ؟ يمر الشعب السوداني الشقيق وهو يحتفل باليوبيل الفضي للإنقاذ بأزمة بل محنة مركبة : سياسية ، أمنية ، إقتصادية ، مجتمعية وحتى كروية ... فالمحن ملة واحدة ، كل واحدة تجر وتأخذ بتلابيب الأخرى . فقد كان سودان الإنقاذ أول دولة يتم إستبعادها في تصفيات مونديال 2014 ، وصمدت غانا والجزائر وغيرهما من الدول الصاعدة لتنافس في التصفيات النهائية في البرازيل ؟ الأزمة الكروية نتيجة مباشرة للأزمة السياسية ، التي إستولدت الحروب الأهلية والبطالة والفقر ، وما رحم ربك من محن وإحن ما انزل الله بها من سلطان . في عيد ميلاده ال 25 يقف سودان الإنقاذ في مفترق طرق به 4 مسارات في رياح الدنيا الاربعة ، كما يلي : + مسار الخيار العسكري ؛ + مسار الحوار الوطني ؛ + مسار الإنتفاضة الشعبية ؛ + والمسار الرابع يقود لإستمرار الوضع الراهن كما إستمر طيلة ربع القرن المنصرم وسط رياح هوج صرصر وعقيم . سوف نحاول إستعراض إحتمالات وتداعيات كل مسار من هذه المسارات الأربعة ، في هذه المقالة من 4 حلقات . 3- الخيار العسكري ؟ طرب نظام الإنقاذ لسماع تحالف قوى الأجماع الوطني بجميع مكوناته ، وكذلك حزب المؤتمر الشعبي وحزب الأمة يرددون حتى بُحت أصواتهم إنهم ينبذون الخيار العسكري للإطاحة بنظام الإنقاذ . يعرف هؤلاء وهؤلاء تداعيات ونتائج الخيار العسكري الكارثية ، وأمامهم النموذج السوري ومؤخراً النموذج العراقي وقبلهما النموذج الليبي ، وما أحدثته هذه النماذج من دمار في الأنفس والثمرات والبني التحتية ، خصوصاً البشرية منها . تقول المعارضة المدنية إن الخيار العسكري خيار خسران – خسران . الخيار العسكري خيار خسران إذا إنتصرت الجبهة الثورية ( أو غيرها من خلال إنقلاب عسكري من داخل القوات النظامية ) في الإطاحة عسكرياً بنظام الإنقاذ . لأن النظام المنتصر الجديد سوف يعتمد على مرجعية السلاح في الحكم ، ويكون أشد وبيلاً على الشعب السوداني من نظام الإنقاذ . فما تم الحصول عليه بالسلاح ، سوف يتم الحفاظ عليه بالسلاح . ونكون قد إستبدلنا نظام الإنقاذ 1 ، بنظام الإنقاذ 2 ، ونكون كعمرو لا رحنا ولا جينا . وثانياً فإن الخيار العسكري خيار خسران إذا فشلت الجبهة الثورية ( أو غيرها من خلال إنقلاب عسكري فاشل من داخل القوات النظامية ) في الإطاحة عسكرياً بنظام الإنقاذ . في هذه الحالة ، سوف تقوي هذه المحاولات العسكرية الفاشلة من قوة النظام العسكرية الباطشة ، وتقل بل تنعدم شهيته لأي تسوية سياسية سلمية مع المعارضة المهزومة . يؤكد هذه الفرضية ما حدث من تجاوزات في قوة النظام الباطشة بعد فشل غزوة امدرمان في عام 2008 ، وبعد فشل غزوة اب كرشولا في عام 2013 . تكرر الجبهة الثورية القول بإنها اول من بادر للسلام ، مرات ومرات في مواقع مختلفة من العالم ، سرا وجهرا ! ولكن تبين لها بما لا يدع مجالا للشك ان النظام لا يرغب في الوصول معها الي اي اتفاق سلام عادل ! في هذا السياق يقول الدكتور جبريل ابراهيم بأن لا احد منهم يعشق الدماء ، ولا احد يحب الموت ، ولا احد يعلم مأساوية الحرب اكثر من المقاتلين ! هم يدفعون الثمن صباح ومساء ؛ وفي كل لحظة يتوقعون بان يكونوا جثثًاً هامدة ! وهذا ليس بالامر الهين ! لكن الذي يدفع الناس الي الموت شئ امر من الموت ... إنه الشعور بالظلم . الشعوب تغضب الي حد ما ، وتصبر ؛ ولكن تصل في النهاية الي مرحلة الانفجار . الخلاصة : تم إستبعاد الخيار العسكري كخيار مطروح لحلحلة المشكلة السودانية ؛ ونستعرض الخيار الثاني ... خيار الحوار الوطني . في هذا السياق ، يؤكد الدكتور جبريل ابراهيم إنهم في الجبهة الثورية مستعدون وجاهزون للحوار الحقيقي الذي يفضي لنظام جديد بهياكل جديدة وسياسات جديدة ووجوه جديدة ... نظام يُزيل الغبائن ويُوقف التهميش . فهل الحكومة مستعدة وجاهزة للحوار الوطني الحقيقي ؟ دعنا نرى : 4- خيار الحوار الوطني ؟ نواصل ...