عثمان ميرغني يكتب: لا وقت للدموع..    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    تيك توك يحذف 16.5 مليون فيديو في 5 دول عربية خلال 3 أشهر    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    وفد المعابر يقف على مواعين النقل النهري والميناء الجاف والجمارك بكوستي    الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة يكشف عن إحصائيات بلاغات المواطنين على منصة البلاغ الالكتروني والمدونة باقسام الشرطةالجنائية    وزيرا الداخلية والعدل: معالجة قضايا المنتظرين قيد التحرى والمنتظرين قيد المحاكمة    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الشان لا ترحم الأخطاء    والي الخرطوم يدشن أعمال إعادة تأهيل مقار واجهزة الإدارة العامة للدفاع المدني    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    دبابيس ودالشريف    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غروب التيار... شروق التزوير "1"


:
[email protected]
هل كان من العسير على "كبار" صحافيي التيار السؤال عن التاريخ "الختمي"، أو تاريخ الاتحادي ما قبل توحده وما بعده، ومن نافلة القول سؤال التيار وصاحبه عن غرضه، بل من السذاجة، سؤال من أراد أن يدخل الساحة الإعلامية من بوابة "التقليد" لبرنامج "سين وجيم" وألف سؤال وألف إجابة، فوجد نفسه فجأة قائداً للرأي العام وموجهاً له، بل من صنَّاعه.. ولنترك الرأي العام وصناعه، ونأتي للتزوير ومحترفيه، فقد حشدت التيار "كبار صحافييها" معلنة عن "تحقيق" والكبار من الشمال إلى اليمين هم:علي الدالي، أحمد عمر خوجلي، علاء الدين محمود، خالد فتحي وعبد الباقي الظافر وعثمان ميرغني.
"أول تحقيق صحفي يشترك في تحريره ستة من كبار صحفيي التيار"، والكبار هؤلاء لم يطلق الصفة عليهم القارىء بل أطلقتها الصحيفة، ولم تراع الصحيفة القارىء ولا احترامه، قالت له "هؤلاء" كبار، فإذا وجدتهم بعد إنتهاء الحلقات صغاراً في التحقيق والتقرير والعمود الصحفي والحوارات "ذنبك على جنبك"، والإعلان عن الكبار هؤلاء يتماثل مع ويتوازي مع تنويه إعلانات الأفلام "ممنوع اصطحاب الأطفال" خوفاً عليهم من مناظر شاردة وممثلين من الفئة التي "لا تختشي وما بتشوف عوجة فيلم التيار الجارف" وعنوان التحقيق –آسف التجريم كالآتي: "بيت الميرغني..هل حانت ساعة الغروب السياسي". وجاء في المبتدأ "حان الوقت للتجديف في مستقبل بيت الميرغني فالمتغيرات على الساحة السودانية توشك أن تكشف عن صفحة جديدة، يبرز فيها لاعبون جدد ويتنحى عن المشهد السياسي لاعبون قدامي".
وبلغة كرة القدم والتحديق في المدرجات فإن المستقبل السياسي للبيت الميرغني يجب التحديق فيه حتى يتم النظر لكل "محدقة" التيار كلٍّ في مكانه حتى الوصول إلى المحدق السادس وبالتالي ينظر المحدق الأخير بعين المكاشفة وعدسات النظر "ستة على ستة" فيكشف له تحديقاً عن مستقبل البيت الميرغني الشريف.
ويقول محدقة التيار بعيون زرقاء اليمامة الستة (بيت الميرغني..وبيت المهدي لعبا دوراً محورياً في تشكيل تاريخ السودان المعاصر، هذا الدور السياسي اعتمد في قوته على متلازمة الدين والسياسة".
إذا كان الدور محورياً لبيتي الميرغني والمهدي، فالسؤال أيضاً بلغة كرة القدم، هل رأيتم بالعيون "الستة" ولكل من المحدقة "عينان"، "محورٌ" في فريقه يتم الاستغناء عنه، دعك من "البيتين الكريمين" ودورهم في الحفاظ على تماسك الشعب السوداني سياسياً ودينياً وأخلاقياً، غير أن التحديق في الفراغ يورد صاحبه موارد الوقوف عند الغروب في انتظار من ينظر حتى يُعاد له صياغة تاريخ السودان المعاصر.
أما متلازمة "الدين والسياسة" فهي جديدة علىَّ لم أقرأها من قبل وتحتاج الاستعانة بخبير في التحليل الماركسي، يقول الدكتور عبدالمجيد الصغير في كتابه (المعرفة والسلطة في التجربة الإسلامية"، أما ثاني البيتين في الخطاب الأشعري والتي تركت بصماتها على موقف الأشاعرة السياسي فنقدم لها بالقول "إن المفكر الأشعري إذا كان يجد نفسه ممزقاً بين نموذجه السياسي الذي لم يعد واجباً، بل أصبح مجرد إمكان غائب، وبين الواقع السياسي الطارىء الذي صار واجباً، رغم ما يكنّه من عدم الرضى، لكنه مضطرٌ للتعامل معه خوفاً من غول الفتنة الذي يحصد الغث والسمين واليابس والأخضر)، فلنترك غثَّ التيار وسمين المحدقة ونأتي إلى التيار (ربما لو لم يشرق في السودان نجم الإمام محمد أحمد المهدي لما توغل بيت الميرغني في السياسة لكن ثنائية التنافس بين البيتين هو الذي عمق تدخل بيت الميرغني في السياسة)، والسؤال:هل إذا لم يبزغ أو يشرق نجم الإمام المهدي، وأقام دولته، هل كانت صحيفة التيار ستسأل مثل هذا السؤال؟!.
إن التاريخ لا يكتب ب"ربما" ولعل، وعسى، ولا ترسم معالمه بظهور هذا أو ذاك، إنَّما هي سيرورة تحكمها سياقات أخرى. وهذه الثنائية التي حكمت تاريخ أسرتي الميرغني والمهدي في نظر البعض هي ثنائية اجتهاد كل طرفٍ منهما سياسياً ودينياً في إصلاح العباد والبلاد، والنظر إليها بهذا المنظار الأعوج والعدسات الملونة يجعل صاحبها يطرح مثل هذا السؤال الذي لا معنى له، وليت السؤال كان حول ماذا لو استمرت الحياة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، هل سيتبوأ صاحب التيار منصب رئيس تحرير أم مهندسٍ في مصلحة حكومية يسعى لتسوية معاشه الإختياري؟ّ. والأسئلة "الاعتباطية" في سياق الأسئلة التي لا جدوى ولا طائل منها.
يقول التيار على لسان "الستة (بيت الميرغني انتبه للدور السياسي الذي سطع فيه نجم المهدي الذي كان تحت التأسيس في بداياته الثورية) وبعيداً عن التحليل "غير المكرب" فإن الانتباه تاريخياً من آل البيت الميرغني الكرام حمل الناس على رأي واحد، ولم يكن تنافساً أو انتباهة في زمن غفلة، وهو ما تكرَّر في نهاية ثمانينيات القرن المنصرم، فهل خروج مولانا السيد محمد عثمان الميرغني لقيادة التجمع الوطني الديموقراطي منافساً للامام الصادق المهدي، ومنتبها لتأسيس جناحه الثوري.. كان الأمر فرضاً وقهراً مع اختلاف المواقع ولو نظر محدقة التيار الى التاريخ القريب لاستبان لهم جلياً التاريخ القديم، ولما اقحموا "الانتباهة" قسراً حتى تصبح جسراً لقراءة التاريخ.. والسؤال الصريح المكشوف الذي يطرح بالقياس إلى مجمل سؤال "الغروب" المطروح، متى شرقت الأيدلوجيات المتعاقبة على أرض السودان وعلى غيره إذا كان الابتسار ديدنها من اليمين إلى اليسار، ومتى يفهم البعض أن مثل هذه القراءات تأتي خطورتها في الارتداد الذي يعانيه المجتمع، وهو يُكسر ويُحطم لأسباب ذاتية شخصية لمن تصدى إلى مهمة تنوير الرأي العام، وهو ليس لها أهلٌ.
أهلاً وسهلاً:
يقول "الستة الكبار" بعد التفريق من جانبي بين التحقيق والتجريم، والتحقيق والرأي المسبق الذي يفضحه العنوان جهاراً نهاراً تياراً، (تسلَّم مولانا علي الميرغني الزعامة الدينية والسياسية من والده محمد عثمان الأقرب في ظرف عجيب وسرعان ما سطع نجمه واحداً من ألمع اللاعبين السياسيين في السودان). وكانت التيار قد نوهت إلى الآتي (ولكن للتاريخ ولتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لم يبلغ العداء بين البيتين بيت الميرغني والمهدي أن جاء مولانا علي الميرغني في جيش كتشنر الغازي كما درج البعض على الترويج لذلك).
وشُكر التيار واجب على كل ختمي وختمية، إذ أن "المحدقة" قد حدقوا في التاريخ، وصححوا للناس معلوماتهم و"المفاهيم الخاطئة" ولا أدري لماذا تكبدوا المشاق وبدلاً من معلومة مغلوطة ومدسوسة ومزورة تحولت إلى مفاهيم خاطئة. والشكر من جديد لكل اتحادي واتحادية "أصل" لما تكبدته "التيار" في البحث والتمحيص والتصحيح لمعلومة ظلت جموع الختمية والاتحاديين تحملها فغيض لها الزمان "محدقة التيار" في مستقبل البيت الميرغني لتصحيحها.
ولكن قبل وصول الامتنان إلى كتبة التحقيق، جاء في السطور التالية (استقطب بيت الميرغني -سياسياً بعض النخب السودانية المستنيرة في المرحلة التالية لتبلور فكره السياسي على أيدي هذه النخب فيبدأ مرحلته الثالثة بتبني حزب سياسي).
وقبل أن نعرف ماذا فعل الحسيب النسيب مولانا السيد علي الميرغني في مرحلتيه الأولى والثانية، قفز بنا التحقيق "التجريمي" إلى مرحلته الثالثة، وهي مرحلة على حسب قول "المحدقة" في مستقبل البيت الميرغني الشريف هي مرحلة تبلور فكر مولانا السيد علي الميرغني السياسي ومرحلة التبلور بلا شك مهمة جداً إذ أن مولانا الميرغني بثقافته العالية وفكره المستنير ومعرفته التي شهد بها الصغير قبل الكبير، والسياسي المستنير قبل غيره، هذه المعرفة العالية تحتاج لقراءة مستقبل السودان قبل أن تتبلور في مرحلتها الثالثة على زعم التحقيق على أيدي متعلمي مؤتمر الخريجين أو غيرهم، وتسعى لاستقطابهم حتى تبدأ مرحلتها الثالثة. وبعيداً عن "التخليل" المحشو ب"الفوارغ"، يقول الصحفي الراحل يحى محمد عبدالقادر في كتابه على هامش الأحداث في السودان (عرفت السيد علي الميرغني في عام 1936م، عندما رافقت عمي الشيخ عبدالرحيم محمد إلى حلة خوجلي حيث زاره وطلب إليه أن يتوسط في مشكلة بينه وبين شخصيات في قرية ود حامد من أعمال شندي وقد استقبلنا الزعيم الجليل باسم الثغر وما ان اتسع الحديث ودار حول مركز شندي حتى انجاب التحفظ، ورأيت نفسي أمام رجل واسع الاطلاع مُلماً بكل الشؤون العامة وشؤون المنطقة التي أقبل عمي منها، وأمام رجلٍ يحب النكتة الطريفة والنادرة المستملحة ويعطيك صورة للدنيا غير مملوءة بالقتام والآلام، يساير الناس ويجاملهم، ويتبسط معهم ويخاطب كل جماعة باللهجة الخاصة بها). والسؤال إلى محدقة التيار من سعى إلى الآخر؟!.
نواصل...
غروب التيار... شروق التزوير2
عامر محمد أحمد حسين:
[email protected]
يقول الدكتور زكي مبارك في كتابه التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق في وصفه لأحوال ابن عطاء الله السكندري (وتارة يغرُب في إيراد المعاني إغراباً مقصوداً كأنما يريد أن يقصِّر خطابه على الخواص، وشتان بين من يستدل به أو يستدل عليه أمستدل عرف الحق لأهله فأثبت ألا من وجود أصله والاستدلال عليه من عدم الوصول إليه، وإلا فمتى غاب حتى يستدل عليه ومتى بعُدَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليه".
وحتى لا تغرب "التيار" في إيراد تزوير التاريخ والاستدلال بما يتوهمه أهل إلباس "الباطل" لبوس الحق، يقول "محدقة التيار" بعد أن جابوا الطرقات السياسية وأرادوا المقارنة مع البيت المهدوي على نسق هذا صاحب مواجهة وذاك (آثر التعايش مع نظام عبود ثم كرر نفس السياسة مع العهد العسكري الثاني، ولم يشذ عن القاعدة إلا في بداية حكم الانقاذ تزعم "محمد عثمان الميرغني الحسيب النسيب مولانا السيد" قيادة المعارضة العسكرية من الخارج ضد النظام).
أولاً: غير مستحب كتابة كلمة النظام في جريدة تصدر تحت قوانينه ولكن الإسقاط النفسي والسياسي، يجعل البعض يستلفون مقولات الصحافة الأمريكية مع علم القارىء بأن صحيفة التيار لا تمثل تياراً أمريكياً بالضرورة في السياسة والصحافة السودانية، ولكن ما هو جديدٌ بالضرورة قيادة السيد محمد عثمان الميرغني معارضة عسكرية، والصحيح أن التجمع وأحزابه قامت بتكوين أذرع عسكرية للحماية ضد رفض الإنقاذ سماع صوت التجمع سياسياً آنذاك.
وتوضيحاًًً للتاريخ نذهب مع البروفسور محمد إبراهيم أبو سليم في كتابه "بحوث في تاريخ السودان الأرض العلماء الخلافة بربر علي الميرغني" حين يقولولما زحف الانصار على كسلا قام المراغنة بقيادة السيد محمد عثمان "الأقرب" والسيد البكري وبمؤازرة بعض قبائل الشرق ووقعت بين الطرفين مصادمات وقد خرج السيد محمد عثمان ومعه ابنه السيد علي بعد المعركة الأولى تاركاً خلفه السيد بكري ليتولى المقاومة). ويضيف أبوسليم أيضاً (إن الخلاف بين المراغنة وبين المهدي خلاف مبدئي فهم لا يؤمنون بمهدية المهدي ويقفون ضد مسلماتها من وجهة النظر الدينية).
هذه عودة سريعة لأسئلة محدقة التيار حول التنافس بين بيت الميرغني والمهدي وانتباهة البيت الميرغني للدور السياسي الذي سطع فيه نجم بيت المهدي، وإنتباهة آل البيت الميرغني للدور السياسي الذي سطع فيه نجم بيت المهدي.
تقول التيار في التحقيق "التجريم" (كان واضحاً أن البيت الميرغني يعتمد في مدرسته السياسية على "رد الفعل" انتظار الحدث لتصنع سياسته بينما يتوق بيت المهدي إلى صناعة الفعل).
ولا يثق الستة الكبار في القارىء فيشرحون له الفرق بين الفعل ورد الفعل ويقولون له (وردُّ الفعل انتظار الحدث حتى يصنع بيت الميرغني سياسته ويتوق بيت المهدي إلى صناعة "الفعل"). هل رأيت عزيزي القارىء مثل هذه المماحكة؟. هناك بيت الميرغني ينتظر "الفعل" فيعمل "بردِّ الفعل"، وهنا يتوق بيت المهدي إلى صناعة الفعل وبما أنه يتوق إلى ذلك فقد يصيب أو يفشل مع الاحتفاظ بالمحاولة والحلم و"التوق"، ومثال "التوق" إلى صناع الفعل أحداث مارس1953م والصحيح مارس 1954م أحداث الجزيرة أبا 1970م، أيضاً تدخل في التصنيف تحت بند "التوق" والمحاولة الفاشلة للانقضاض على حكم الرئيس النميري في يوليو 1976م بتحالف الجبهة الوطنية ثم المشاركة في المعارضة العسكرية ضد محاولة 1976م، اشتركت فيها كل القوى لسياسية المكونة للجبهة الوطنية.
واعتقد جازماً ان استشهاد شقيق صاحب التيار عبدالله ميرغني لم يكن تحت رايات المهدية، أولئك الشهداء كانوا "يتوقون" للشهادة فوجدوها.. وللمقارنة أيضاً ألم يكن مولانا السيد محمد عثمان الميرغني قبل سطور قليلة متزعماً المعارضة العسكرية ضد الإنقاذ، فكيف يكون متزعماً للعمل العسكري ويعمل بردِّ الفعل مع مشاركة أهل الفعل بيت المهدي- في المعارضة العسكرية من الخارج ضد حكم الإنقاذ؟!!!.
ومن أمثلة رد الفعل على زعم "التيار والستة الكبار"، يقول أبوسليم "السيد بكري فقد بقي في كسلا، ودافع عنها إلا أنه في النهاية خسر المعركة وسقطت المدينة، وقد وصل السيد بكري سواكن، وهو يعاني من جرح أصيب به في الواقعة الأخيرة ولم يمض وقتٌ طويل حتى توفي في مكة المكرمة، أما أبناؤه السيد جعفر والسيد الحسن والسيدة عائشة فقد أخذهم الأنصار، فأقاموا بها حتى نهاية المهدية) ألا تستحق ردة الفعل هذه الثناء؟، وزحزحة البيت الميرغني "نصف بوصة" إلى محطة "الفعل" التي يهبها "التيار الجارف" لمن يشاء.؟
تقول "التيار" (الدور السياسي الذي رسمه بيت الميرغني للسيد أحمد الميرغني فرض عليه الابتعاد لمسافة كافية عن الطريقة الختمية، تقاسم الأدوار جعل محمد عثمان الميرغني "الحسيب النسيب مولانا السيد محمد عثمان الميرغني" زعيماً روحياً منفرداً وأبوياً راعياً للعمل السياسي)، اعتقد أن "التحقيق" الذي أسقط الرئيس الأمريكي ريتشاد نيكسون كان تحقيقاً، وهذا الذي أتت به "التيار" للتحديق في مستقبل "البيت الميرغني" أيضاً تحقيق، وبما أن التحقيق تزدان مقدمته بأخوة أعزاء باستثناء عثمان ميرغني فأقول الآتي: ما هو الابتعاد الذي مارسه مولانا السيد أحمد الميرغني -عطر الله ثراه-؟!.. وكيف يبلغ في عدد البوصات والامتار؟!.. وهل اطلاق الكلام على عواهنه يجعله حقيقة مُسْلَمٌ بها. تاريخ وبيت السادة المراغنة الكرام..ومتى ابتعد وكيف؟!.. وكلنا يعلم أن "الحملات" التي واجهت مولانا السيد أحمد إبان رئاسته لمجلس السيادة لو أُصيب بها أحد غير آل البيت الميرغني الشريف لاعتزل الناس كل الناس، ولكن السيد أحمد ظل وفياً لأهل طريقته بسيطاً كريماً مسانداً لهم وظل مع شقيقه الأكبر مولانا السيد محمد عثمان الميرغني نِعم الأخ الأصغر، والطائع لشيخه والمتأدب معه بآداب البيت الشريف، إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، ولا زال السؤال قائماً عن مقدار الابتعاد وطوله وعرضه قائماً؟!.
أما حديث "البهتان" حول إبقاء مولانا السيد محمد عثمان الميرغني لشقيقه السيد أحمد الميرغني المسشار السياسي فقط تضحده قيادة السيد محمد عثمان الميرغني للمعارضة العسكرية على حد زعم "التيار" للسيد أحمد الميرغني فأرادت تعضيد الابتعاد بالاعتزال، إذ تقول "التيار" في خامس حلقاتها (بقية الابناء كلهم في المهاجر موزعون بين أوربا وأمريكا وأكبرهم السيد على محمد عثمان الميرغني اعتزل الطريقة الختمية والعمل السياسي معاً).
وأما التوزيع في المنافي البعيدة فلم تترك الإنقاذ بيتاً دون "مهاجر"، وكلنا يعلم الأسباب وليس من داعي للخوض في ذلك إذ أن المقام غير المقام، ولكن الجديد في الأمر هو اعتزال السيد علي بن السيد محمد عثمان الميرغني الطريقة الختمية على ظل على تصوفه فانتقل إلى طريقة صوفية جديدة، وما هي هذه الطريقة أو أن كاتب التحقيق أو هذه الفقرة أراد القول بأن السيد علي السيد محمد عثمان الميرغني بعيد عن الحزب الاتحادي أن هذا ليس كافياً وليس فيه إثارة، فأضاف الطريقة الختمية ودلل بذلك على ما جهل من أمر الطريقة الختمية والطرق الصوفية!.
يقول الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم أبوسليم وتحت عنوان إجازات السيد علي الميرغني (وبعد أني قد أجزت وخلفت الأخ الأصدق والمحب الأوفق حامد أحمد الرفاعي وجعلته خليفة في طريقة الأستاذ الأكبر صاحب الأمر السني ختم أهل العرفان الميرغني المكي سيدي السيد محمد عثمان، كما أجازني بذلك والدي وشيخي وبركتي سيدي السيد محمد عثمان الميرغني، وهو عن والده الأستاذ صاحب الفيض والمنن سيدي السيد محمد الحسن الميرغني، وهو عن والده العارف بالله المنان ختم أهل العرفان المذكور آنفا جدي محمد عثمان، وهو عن أستاذه القطب الغوث الفرد الجامع والغيث الهاطل والهامع العارف بالله النفيس سيدي السيد أحمد بن إدريس وهو عن أستاذه السيد العبد الكريم على ربه الذي أتاه رحمة من عنده وعلمه من لدنه علمه أبي العباس الخضر عليه السلام، وهو عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن ربِّ العزة جل جلاله)، فكيف خرج السيد علي محمد عثمان الميرغني عن الطريقة هذا هو السؤال يا أهل التيار؟!.
نواصل.....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.