هل ماحدث في مصر انقلاب علي الشرعية ؟؟ بقلم / عثمان عبدالله (ﺇﻧﻬﺎ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻲ المتأسلم ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺳﻮﺃ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﻔﺎﺷﻴﺔ ﻫﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ يمنح ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺒﺎﺳﺎ ﻣﺘﺄﺳﻠﻤﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺇﺳﻼﻣﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﺴﺘﻬﺪﻑ تحقيق ﻣﺼﺎلح ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻭﺳترﻋﻮﺭﺍﺕ ﺳﻠﻄﺘﻬﻢ) الدكتور/ رفعت السعيد. هل ماحدث في مصر انقلاب علي الشرعية و الديموقراطية ، التي ارتضاها الشعب الذي أتي بالاخوان المسلمين عبر صناديق الأقتراع ؟ ام ثورة شعبية، ام موجة ثانية من ثورة 25/ يناير ؟؟ إن الديمقراطية وحكم القانون ليست من ضمن برامج وأهداف الاخوان المسلمين ولم ترد في أدبياتهم لا اصطلاحاً ولا ممارسة وعندما إجتاحت العالم الحديث موجات المطالبة والدعوة للديموقراطية وحقوق الأنسان، بعد الحرب الباردة وانهيار المعسكر الأشتراكي، ركبوا الموجة ليس قناعة بالديموقراطية ولكن كوسيلة للوصول لكرسي الحكم ومن ثمّ التمكين واقامة الدولة الظلامية (التي لازالت كريت شايفاه في جلدا) . كان من البديهي والمنطقي فوز الأخوان في الأنتخابات المصرية الأخيرة ويمكن ان يفوزوا حتي في انتخابات قادمة وذلك لما أعدوا من (رباط الخيل) وماراكموه من أموال منذ عهد السادات رحمه الله ، وتكوين مايسمي بالإسلام (الثروي) ،في الوقت الذي كانت فيه الغالبية العظمي من الشعب تعاني من شظف العيش واللهث اليومي وراء مايسد الرمق . بل من المؤكد انهم سيفوزون في أي انتخايات قادمة (حسب سياسة التمكين او الأخونة ) والتي بداءوا بالفعل في تنفيذها وهي تصفية المجتمع الحي من كل رأي مغاير وبالقانون فقد تم إزاحة 3500 قاضي من مناصبهم وجاء وجاءوا بمثلهم من الأخوان او (المتأخونين) المحامين ، وكما قال الدكتور رفعت السعيد : لقد استبدلوا 3500 حارس لصناديق الإقتراع ب (3500) مُزوُّر . التحية للشعب المصري والتهنيئة الحارة لما راكمة من تجارب وارث ثقافي ونضالي عميق ، وذلك بتوقيته الدقيق والحاسم لهبته الجماهيرية ضد حكم الأخوان، فإذا تأخرت الموجة الثانية اسبوع واحد ،لتقهقرت مصر الي ما قبل عهد المماليك !! كسرة : والله العظيم يا أولاد وبنات (اسامة انور عكاشة) الله شافكم !! وأسألونا نحن البقينا ما عارفين ليلنا من نهارنا وكمل فهمن القديم والحديث !! ان الديموقراطية حسب فهمي البسيط ليس (ان ترمي صوتك في الصندوق) ومن ثم الأزعان لمن تأتي به نتيجة الإنتخابات، ان الديموقراطية هي الوصول لعقد إجتماعي (مُقنع) ومتفق علية بين كافة فصائل وفئات المجتمع، وبما انه مقنع فبالضرورة المحافظة عليه وصونه واحترامه. إن اول ما قام به الريئس السابق احمد مرسي بعد توليه السلطة هو انتهاكه لهذا العقد الأجتماعي وتمريره للتعديلات الدستورية عبر الأغلبية الميكانيكية وهذا اول انحرافاته وانقلاباته علي الشرعية وليس بيان الجيش في أمسية3يوليو 2013 م . إن الذى إنقلب على الشرعية ،الرئيس مرسى وليس ثوار مصر ، لقد إنقلب الرئيس المنتخب على الديمقراطية ، حين أطاع أوامر مكتب إرشاد جماعة الاخوان المسلمين ، وتجاهل إرادة شعبه وأهداف ثورته ، بسلق دستور مُغالبه لا دستور توافقى لكل المصريين ،وبإعلانه الدستورى المُعيب ، وبالشروع فى أخونة مفاصل الدولة(النائب العام ، القضاء ، الاعلام ، الصحافة ..الخ أجندتهم غيرالوطن).بالمناسبة الإنتخابات المُبكرة تُمثل ألية من آليات الديمقراطية فى النظام الرئاسى أو المختلط أو البرلمانى لتقويم مسار الديمقراطية قبل أن تتفاقم وتتراكم الازمات وأقرب مثال لممارسة الانتخابات المُبكرة تمت فى الأرجنتين 1989 ، وفى البرازيل 1992 ، وفى روسيا 1996 . أذن ثوار مصر لم يخروقوا مبادئ أُسس الديمقراطية بل مارسوا حقهم الديمقراطى فى الاحتكام الى صندوق الإنتخابات فى الوقت المُناسب بالدعوة لاحتجاجات الجماهيريه لضغط على رئيسهم المُنتخب بتفويض من الشعب لا بتفويض من مكتب الارشاد ! لذلك لزاماً على الرئيس المنتخب الاستجابة لارادة شعبه . إن ثوار مصر استطاعوا رفع الكرت الأحمر فى وجه من يريدون أن يزجوا مصر فى غياهب دولة الخلافة ، ويهزموا مشروع الدولة المدنيه التى تأسست فى مصر منذ ألاف السنين . إن ما قام به ثوار مصر يستوجب علينا أن نرفع لهم القبعات ، لانهم سوف يحصنون مصر من تهويمات الاسلام السياسى ، لكى لا يلدغوا من جُحر مشاريع تنظيم الأخوان المُسلمين العالمى العرجاء ، التى مزقت بلدنا وأهدرت كرامة شعبنا . صحيح ان ماحدث في مصر شأن داخلي يهم شعب مصر الأبي في المقام الأول ولكن له تداعياته علي المحيط الاقليمي والعالمي ،بحكم ان مصر هي (وكر اوعش) تنظيمات الإسلام السياسي و البوابة التي عبرت بها تنظيماتهم الي بلدنا الطيب والذي كان آمناً وتمسكنوا حتي تمكنوا، والغريب والعجيب جداً ان كيزان السودان الذين جاءوا للحكم بانقلاب عسكري علي حكم برلماني منتخب يتحدثون بلا خجل عن شرعية مرسي التي اطاح بها (السيسي) . ان ما يدحض هذا الرائ علي المستوي (التكنيكي لا الفكري ) ان (السيسي) عطَل العمل بالدستور الذي عدله مرسي وهذا مطلب الثوار. ولم يشكِّل مجلس عسكري انتقالي وتولي رئاسته كما فعل المشير عبدالرحمن سوار الذهب في انتفاضة أبريل 1985، بل سلَّم سلطات الريئس المعزول لأعلي سلطة في البلاد بحكم الدستور(السلطة القضائية) . بعد أكثر من عقد ونصف اتفق الفصيلين ( الوطني والشعبي) ، وهذا يؤكد ما سبق واشرت له في بداية المقال وهو ان الديمقرطية بالنسبة لهم (مطية)، وهذا مؤشر هام جداً في مسار التحالف مع الكيزان (أدعياء الديمقراطية ) او الديمقراطيون تكتيكاً علي الشعب السوداني الذي لدغ من جحر واحد اربعة مرات ان يعي الدرس جيداً وان يعرف (من خلال تجارب الشعوب) من هم اعدء الديمقرطية حقيقة، لا قولاً وتمشدقاً في المنابر، والقصة (ما تكبِّر كوم) والسايقة لا بد من تصل ..... المهم في الأمر ان (( مرسي الزناتي انهزم يارجالة)) وان الرسالة التي بعثها وأهداها لنا ثوار مصر وصلت : ((نحن هزمنا الأصل وبالتالي الأنتصار علي الفرع ممكناً )) فماذا نحن فاعلون.