واجهة إعلامية قطرية لضرب الجميع غزة - أكدت مصادر فلسطينية مقربة من حماس أن قيادات بارزة في الحركة عبّرت أكثر من مرة عن استيائها مما تقوم به قناة "الجزيرة" من استهداف للعلاقات الإيجابية التي عملت الحركة على إقامتها مع مختلف الدول العربية وخاصة دول الخليج. وكشفت المصادر أن قيادات ميدانية بالحركة انتقدت ما أسمته التوظيف القطري لمعاناة القطاع والعدوان الإسرائيلي على غزة لتبدو الدوحة وكأنها تتحكم في قرار حماس وتضع ضوابط وحدودا لعلاقاتها الخارجية، متهمة إياها بضرب عمقها العربي. وأضافت أن قيادات من حماس ومن فصائل أخرى غاضبة من حملات "الجزيرة" على دول خليجية وخاصة الإمارات، معتبرة أن هذه الحملات تدخل في سياق محاولة عزل القطاع وجعله ورقة بيد قطر تفاوض باسمه وتسوق به لنفسها ك"قوة إقليمية". ويُعتبر محمود الزهار، القيادي البارز في حماس، أحد أبرز المعارضين للدور القطري في غزة، وسبق أن رفض لقاء أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة في زيارته للقطاع أواخر 2012. ويقول مقربون من الزهار إنه يرفض أن تتحكم دولة صغيرة بمصير الحركة وتقطع صلاتها مع دول ذات فضل تاريخي على القضية الفلسطينية، وإنه يتساءل كيف يمكن لمن يقيم علاقات مكشوفة مع إسرائيل أن يدعم القطاع. وخرج الغضب الحمساوي على قطر من الدوائر المغلقة إلى العلن، فقد أشار الناطق باسم الحركة فوزي برهوم إلى أنه "للأسف دأبت بعض وسائل الإعلام على الترويج لما تبثه وسائل الإعلام الإسرائيلية من أخبار كاذبة ومفبركة ومحبوكة جيدا والتي كان آخرها ما بثّته القناة الثانية الاستخباراتية الصهيونية زاعمة أن دولة الإمارات الشقيقة أبدت استعدادها لتمويل أي عملية عسكرية إسرائيلية على غزة من شأنها إنهاء حكم حماس". وأضاف برهوم "هذا يهدف إلى تشويه سمعة الإمارات الشقيقة والدول العربية وشعوبها الداعمة للقضية الفلسطينية والمعززة لصمود شعبنا، ومن أجل إحداث بلبلة وتوتر فلسطيني عربي، وزيادة الضغط على الفلسطينيين وأهل غزة تحديدا، وأيضا محاولة لعزل فلسطين والمقاومة الفلسطينيةوغزة عن أي تعاطف أو دعم أو تعزيز أو عمق استراتيجي عربي إسلامي رسمي أو شعبي كان له الأثر الأكبر في الضغط على العدو الإسرائيلي في وقف عدوانه وحربه الأخيرة على غزة". وقال مراقبون فلسطينيون إن قطر التي سبق أن أطلقت وعودا كثيرة بإعمار غزة لم تقدم للقطاع شيئا يذكر وأنها توظف علاقتها بحماس لتقول لإسرائيل والولايات المتحدة إنها طرف مؤثر وإنها تستطيع فرض التهدئة على حماس متى أرادت. ولفت المراقبون إلى أن قطر عملت ما في وسعها لإفشال المبادرة المصرية الأخيرة الساعة إلى التهدئة في غزة، وأنها تلعب ورقة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في الدوحة لإسكات المعارضة الداخلية في حماس، لكن الأمور بدأت تخرج من أيدي مشعل ومن ورائه قطر. وكانت قناة "الجزيرة" ذات الشبكة الواسعة من المراسلين اعتمدت على خبر مفبرك أوردته مواقع إلكترونية إخوانية صغيرة يزعم أن التلفزيون الإسرائيلي تحدث عن "إجراء اتصالات سرية في الآونة الأخيرة بين الإمارات وإسرائيل للقضاء على حركة حماس في غزة وبتمويل إماراتي". وفضلا عن أن الخبر لم تبثه القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي إلا أن مجرد النقل عن جهة إعلامية إسرائيلية يمثل مبعث ريبة واستغراب أيضا لتفاصيل الخطاب الإعلامي الذي تتبناه قطر ضد الإمارات. اللافت أن هذا السيناريو الإعلامي تكرر مطلع هذا العام بنفس الأسلوب والأدوات والمصادر. وفي أواسط يناير نشر موقع إخواني قطري باسم "المصريون" تقريرا يفيد بأن وزير الطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم التقى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وخططا معا لحرب على غزة بدعم وتمويل إماراتيين.. وكان مصدر الخبر هو نفسه: القناة الثانية الإسرائيلية. وبعد ذلك مباشرة، قال باحث فلسطيني متخصص في الشؤون الإسرائيلية ومقرب من حماس وجماعة الإخوان المسلمين ويعمل مع قناة الجزيرة إن "الخبر الذي نشرته بعض الوسائل العربية والفلسطينية حول تعهد الإمارات بتمويل حملة عسكرية إسرائيلية على غزة، وادّعت نقله عن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، مفبرك لا أساس له من الصحة". وأضاف صالح النعامي "ليس كل من يريد أن يعبر عن موقف سياسي ما يلجأ لتقويل الإعلام الصهيوني ما لا يقوله". وتساءل النعيمي: هل إن إسرائيل إذا رأت أن من مصلحتها شنّ عمل عسكري على قطاع غزة، ستنتظر حتى تحصل على أموال الإمارات؟ يشار إلى أن الامارات أدانت بشدة الحرب الإسرائيلية وتبرعت بأكثر من خمسين مليون دولار لإغاثة أبناء القطاع المتضررين من العدوان الإسرائيلي، بينما لم يخرج "دعم قطر" عن متاجرة معهودة لقناة "الجزيرة" بمعاناة أهل القطاع وتصوير مشاهد الدماء التي تتحمل الدوحة مسؤولية مباشرة فيها بإفشالها مبادرة التهدئة المصرية.