مثلثات السمبوسة من الوجبات الرئيسية على الموائد الرمضانية في إثيوبيا أديس أبابا- يعتبر شهر رمضان في إثيوبيا من المناسبات التي يتكاثر فيها الباعة المتجولون لبيع أكلاتهم الشعبية التي تجد سوقا رائجا في هذا الشهر الكريم أكثر من غيره. العم إسماعيل هو أحد الباعة المشهورين بسوق ماركاتو، أكبر الأسواق الشعبية في أفريقيا، من خلال خبرته المتفردة في صناعة السمبوسة الإثيوبية (عجينة مثلثة الشكل تحشى باللحم أو مواد أخرى) التي تعج بها شوارع العاصمة أديس أبابا في شهر رمضان وغيره. وقال العم إسماعيل الذي يعمل بائع سمبوسة لسنين طويلة إن شهر رمضان يعتبر سوقا مربحا له أكثر من الشهور العادية، وهو شهر الأفراح والأرباح لعمله الذي يعيل منه أسرته الكبيرة، على حد قوله. وأضاف أن السمبوسة الإثيوبية تختلف عن أي سمبوسة في بلد آخر في طريقة إعدادها ومكوناتها". وحول إعداد السمبوسة قال إنه يجهز الدقيق بطريقة خاصة به فهو يقطعه على شكل شرائح سميكة ثم يخرجه في أشكال مثلثة. وتتنوع طريقة حشو السمبوسة سواء باللحوم أوالخضروات أوالسمك وهي الأنواع الثلاثة التي يزداد عليها الإقبال، حيث تلف كل مادة من المواد الثلاث بشرائح العجين مثلثة الشكل على طبقات لتأتي المرحلة الأخيرة المتمثلة في غليه على حوض ألمونيوم موصول بالكهرباء توضع في داخله شبكة نحاسية توضع عليها شرائح العجين الذي يحوي الخضروات أواللحوم أوالسمك لتتحول إلى مادة دسمة. السمبوسة الإثيوبية تختلف عن أي سمبوسة في بلد آخر وبأسعار زهيدة ينطلق بها أبناء العم إسماعيل إلى السوق كل يحمل سلته البلاستيكية، المبطنة من الداخل بالقصدير حتى تحافظ على درجة حرارتها، ليتجولوا بها حول المسجد العتيق بأديس أبابا وسط الباعة المتجولين بسوق ماركاتو الشهير. كما ذكر العم إسماعيل أن أفضل وقت لبيع السمبوسة يكون بعد صلاة العصر إلى ما قبل الإفطار حيث يبلغ الإقبال على شرائها ذروته، مشيرا إلى أن رمضان هو أكثر الأشهر إدرارا للربح من خلال بيعها. سر جاذبية السمبوسة، حسب العم إسماعيل، يكمن في طعمها الذي لا يضاهى وسعرها الذي لا يقارن، فهي في متناول الجميع، حيث لا يتجاوز سعر السمبوسة المحشوة بالخضروات أو اللحم 5 بر إثيوبي أي أقل من ربع دولار أميركي، كما لا يتجاوز سعر السمبوسة المحشوة بالسمك 6 بر إثيوبي لتكون هي الأخرى بسعر مناسب، فهي لا تباع في رمضان فحسب، بل أصبحت وجبة شعبية خفيفة محببة عند الفقراء والأغنياء على حد سواء بل عند المسلمين والمسيحيين. أما زوجته الحاجة مريم التي وجدناها بجانبه فيستعين بها في إعداد السمبوسة وتهيئتها وكذلك الفطائر والمكسرات في المناسبات الأسرية والأعياد. وكشف العم إسماعيل أن استهلاكه للدقيق في الأيام العادية يصل إلى ما بين 15 و16 كيلو غراما بينما يصل استهلاكه في شهر رمضان إلى أكثر من 30 كيلو غراما، وهو ضعف الأيام العادية. وقال العم إسماعيل إنه يتميز عن الآخرين من باعة السمبوسة بإعدادها باللحوم والأسماك وهذا ما لم يتعود عليه الآخرون وهو ما أكسبه الإقبال والرواج، وتعد السمبوسة عند الآخرين بالعدس والبقوليات الأخرى. يذكر أن السمبوسة والمشبك واللقيمات والقرص (أنواع من الحلويات) تم انتشارها في المدن وهي غير معروفة في الريف الإثيوبي. سر جاذبية السمبوسة يكمن في طعمها الذي لا يضاهى وسعرها الذي لا يقارن وفي البداية كان هناك إحساس لدى غير المسلمين بأن هذه الوجبات السريعة إسلامية مثلها مثل التمر والأرز واللبن، إلا أن هذه القاعدة تم كسرها من خلال الابتكار والإبداعات التي أدخلها العم إسماعيل ليحولها إلى وجبة شعبية إثيوبية خالصة، مما أكسبها سوقا رائجا في رمضان، حيث تجدها في الأسواق إما في المحلات الصغيرة (الأكشاك) أو على أكتاف الباعة المتجولين، وهي سرعان ما تنفد من الأسواق خاصة في رمضان. كما تشتهر دول الخليج بصورة خاصة بإعداد أكلة السمبوسة، حتى تكاد لا تخلو مائدة منها، سيما خلال شهر رمضان، حيث تعد من أشهر المقبلات التي تحرص العائلات في البلدان العربية على حضورها فوق موائد الإفطار خلال شهر الصيام.