رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المعارضة القطرية صداع آخر للشيخ تميم خلال زيارة لندن
نشر في السودان اليوم يوم 30 - 10 - 2014

تحرك سياسي وإعلامي يطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد في قطر، وملفات دعم الدوحة للجماعات المتطرفة وأوضاع العمالة تسبق زيارة الشيخ تميم إلى لندن.
العرب
تحرك المعارضة القطرية يربك الشيخ تميم في لندن
لندن - فوجئ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أثناء زيارته لبريطانيا بحضور شخصيات معارضة لنظامه بالقرب من فعاليات أقيمت على شرفه.
وخلال لقاء الشيخ تميم يوم الثلاثاء بالطلاب القطريين، فوجئ الإعلاميون الحاضرون بتواجد ملحوظ للمعارضة القطرية وترديد هتافات ضد الأسرة الحاكمة في قطر، الأمر الذي أثار أسئلة بين الإعلاميين والمراقبين الغربيين حول قوة هذه المعارضة وقدرتها على تحقيق حضور فعال.
وقال مراقبون إن جرأة المعارضة أفسدت على الأمير لقاءه بطلاب دولته المبتعثين في بريطانيا، وراكمت ضغوطا جديدة على الزيارة التي سبقتها إلى لندن أسئلة كثيرة حول علاقة الدوحة ببعض المجموعات المتشددة مثل داعش، فضلا عن أوضاع العمالة الأجنبية التي تعمل في المنشآت الرياضية الخاصة بكأس العالم لكرة القدم الذي حصلت قطر على حق تنظيمه بطريقة أثارت الشكوك لدى المراقبين.
وأربك التحرك المفاجئ للمعارضة الأمير، وهو ما أثر على الكلمة القصيرة التي ألقاها أمام المبتعثين.
وهذه أول زيارة رسمية يقوم بها الشيخ تميم لبريطانيا منذ أن أصبح أميرا لقطر عام 2013، ويتوقع المراقبون أن يعرض الأمير والوفد المرافق له على البريطانيين عروض استثمارات جديدة، لكنهم استبعدوا أن تغير هذه الاستثمارات من الدعوات إلى التحقيق في علاقة الدوحة بالإرهاب.
خالد الهيل: شخصيات بالديوان الأميري تدعم دعوتنا إلى الإصلاح
وتنشط المعارضة القطرية حاليا بقيادة خالد الهيل على تنظيم مؤتمرات وندوات وتسجيل حضور إعلامي مؤثر، وتستعد لإصدار مجلة تحت عنوان "القطري الحر".
كما ينتظر أن تدفع دار نشر بريطانية بكتاب جديد عن قطر من إعداد المعارضة بعنوان "The dark side of Qatar" (الجانب المظلم من قطر).
يشار إلى أن المعارضة القطرية كثفت من تحركاتها لتأكيد رفضها للسياسات الخارجية للدولة خاصة ما أثير حول تمويل الدوحة لتنظيم "داعش" والمساعدة في تقويته، بالإضافة إلى العلاقة بجماعة الإخوان المسلمين التي أثرت على علاقات قطر بدول عربية مهمة سواء دول الخليج أو مصر.
وتخشى الأجهزة الأمنية القطرية تزايد شعبية المعارضة بين الطلاب المبتعثين القطريين مما أدى بالشيخ تميم إلى الإعلان عن مكافأة مالية للطلاب بمناسبة زيارته قدرها عشرة آلاف جنيه إسترليني في محاولة لإبقاء الطلاب بعيدين عن تأثير هذه المعارضة الناشئة كما فسره أحد المراقبين الخليجيين.
وكان خالد الهيل أكد في حوار ل"العرب" وجود دعم قوي للمعارضة بالداخل وأن شخصيات بالديوان الأميري وقيادات الجيش تؤيد الإصلاح، لكنها تخشى إعلان ذلك.
الصحافة البريطانية تتساءل: من يعرف في أي صف تقف قطر
الدوحة قضمت أكثر مما تستطيع هضمه في مواقفها السياسية التي تطبق من خلالها خطة اللعب على الحبلين.
العرب [نُشر في 30/10/2014، العدد: 9723، ص(7)]
ضغوط على رئيس الوزراء البريطاني لمناقشة ملف دعم الإرهاب مع أمير قطر
لندن – استغلّت وسائل الإعلام البريطانية، تواجد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد في لندن، في أول زيارة رسمية له إلى المملكة المتحدة، ليعلو صوتها مناديا بضرورة فتح ملف بخصوص ما تردّد عن تورّط قطر في تمويل الجماعات الإسلامية في سوريا والعراق. ودعت شخصيات إعلامية وسياسية رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى عدم تغليب مصالح بريطانيا الاقتصادية مع قطر على محاربة الإرهاب.
ارتفعت حدة الأصوات البريطانية مطالبة رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، بالضغط على قطر لتوضيح علاقتها ب "تمويل الإرهاب"، وذلك بالتزامن مع زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى بريطانيا، في الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر الجاري.
وتحظى هذه الزيارة، منذ الإعلان عنها، باهتمام الأوساط الإعلامية والسياسية البريطانية، التي تطالب بالتحقيق في ما يتردّد حول أن "قطر تستخدم ثروتها الهائلة من النفط والغاز في دعم الإسلاميين في الشرق الأوسط، بما يهدّد أمن المنطقة والعالم، بعد أن أصبحت ظاهرة الجهاد، ظاهرة عابرة للبلدان والقارات".
ودعت صحيفة ال"تليغراف"، وصحف بريطانية أخرى، إلى الضغط على رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، لوضع هذه القضية على قمة أجندة المحادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي تعدّ زيارته إلى لندن، الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في يونيو 2013.
واعتبرت الصحف البريطانية أنه لا يمكن أن يقبل البريطانيون أن يكون ضمن أصدقائهم المقربين "أطراف تموّل الجهاديين المتعطشين للدمّ"، ويتعين على كاميرون أن يطلب من الأمير القطري اتخاذ إجراء حاسم لضمان سد أي قنوات لجمع وتوفير الدعم المادي لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
قراء "الغارديان": المال قادر على تغيير الكثير
شنّ قراء صحيفة "الغارديان" البريطانية هجوما لاذعا على مقال الشيخ "عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني"، رئيس وزراء قطر الذي نشرته، تحت عنوان "قطر والمملكة المتحدة تقفان جنبا إلى جنب". واعتبرت أغلب التصريحات، التي نورد بعضها، أن المقال مدفوع الثمن.
IstherelifeonMars
"تقهقرت "الغارديان" نحو قاع جديد... فعلا المال قادر على تغيير الكثير.
Ernekid
هذا المقال مثير للسخرية. يقوم القطريون بعمل عظيم على مستوى توفير الأسلحة والأموال لداعش، بهدف تعزيز نسختهم الخاصة من المذهب المتشدد.
happytolive
كما يقول روبرت فيسك في مقال آخر: "جميعهم يدعي محاربة الإرهاب. وطبعا، جميعهم ينشر نفس العبارات التي استخدمها جورج بوش -وشركاؤه في الجريمة- قبل المبادرة بتحطيم الشرق الأوسط، قبل 11 عاما". على قطر وحلفائها في الغرب أن يفسروا أسباب خلقهم للحرب الأهلية في سوريا ودعمهم نفس التطرف الذي يزعمون اليوم مكافحته؟
igorbuc4guardian
هل يمكن للشيخ (كاتب المقال) أن يوضح لنا رؤيته الخاصة عن الإسلام في مدارس القانون؟ ما هو المسموح أو غير المسموح به في الحرب وفقا له؟ هل يسمح بقتل الشيعة خارج جبهات القتال؟ وما إلى ذلك.
Ststst
كيف تحصلت قطر على حق تنظيم كأس العالم؟ كيف يمكن لبريطانيا أن تكون لها أي علاقة مع هذه الدولة؟ تقف العائلات الحاكمة القطرية نفس الموقف المعادي للديمقراطية الذي يتخذه دعاة داعش. إذا كانت بريطانيا تقف مع قطر، فالمملكة المتحدة تقف مع جبهة النصرة.
Innowaybored
هل اختل توازن الغارديان تماما؟ هل تلقت الغارديان مبلغا ماليا لنشر هذه المادة؟ هل يعني ذلك أنها قد تنشر مقالا لأحد قادة داعش؟
وتوقع مراسل ال"تليغراف" السياسي، ماثيو هوليهاوس، أن يطالب رئيس الحكومة البريطانية أمير قطر في جلسة المباحثات التي تجمعهما، خلال زيارة الدولة التي يقوم بها إلى لندن، بقطع تدفق تمويل الإرهابيين.
وسلطت الضوء على الدور الذي لعبته قطر، ودول خليجية أخرى، يفترض أن تكون ضمن الحلفاء في الحرب ضد داعش، في السماح بتمويل مجموعات إرهابية. وأشارت إلى تحذير إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأسبوع الماضي، من أن قطر والكويت أماكن خصبة لتمويل الإرهاب.
ووصف ديفيد كوهين، المسؤول الأميركي عن ملف الإرهاب، البلدين بأنهما متساهلان أكثر مما ينبغي بالسماح في تمويل المنظمات الإرهابية.
وقد عبرت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن تمويل قطر لأفراد أو جمعيات خيرية في الدول العربية، وذات القلق عبّر عنه وزير بالحكومة الألمانية، متهما قطر بتمويل مقاتلي الدولة الإسلامية.
قطر تنفي الاتهامات
في ردّه على الانتقادات البريطانية، كتب رئيس الوزراء القطري، الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني مقالا في صحيفة "الغارديان" البريطانية تحت عنوان "قطر والمملكة المتحدة تقفان جنبا إلى جنب في مواجهة الإرهاب".
واعتبر رئيس وزراء قطر أن مشاركة بلاده في التحالف العسكري الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه بريطانيا، ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، دليل على الجهود القطرية في محاربة الإرهاب.
وبدا الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وكأنّه يدافع عن قطر وفي ذات الوقت يتغنّى بعلاقتها الوطيدة ببريطانيا، عبر الحديث تارة عن العلاقات التاريخية بين الدوحة ولندن وتارة أخرى من خلال التذكير بالاستثمارات القطرية الضخمة في بريطانيا.
وقال إن الأمير تميم والوفد القطري الذي يزور لندن سيبرهنون على التزام قطر ليس فقط بتعميق العلاقات الاقتصادية القطرية البريطانية، ولكن أيضا على التزامها بالقيم الجوهرية والتاريخ العميق والأهداف المشتركة بين الدوحة ولندن.
وأضاف الشيخ عبدالله بن ناصر: "يجمع بين قطر وبريطانيا عدو مشترك وهو الإرهاب الدولي، وليس فقط الإرهاب في سوريا والعراق ومنطقة الشرق الأوسط، فالإرهاب تهديد لمنطقتنا والعالم بأسره، لذلك لدى قطر وبريطانيا رؤية مشتركة تجاه رفض المنظمات الإرهابية".
واتهم رئيس وزراء قطر جهات، لم يسميها، بأنها تسعى إلى الوقيعة بين البلدين، وقال إن اتهام الدوحة بغضّها الطرف عن الإرهاب ادعاء باطل يرفضه القطريون تماما.
الملكة إليزابيث استقبلت أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وشقيقه الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني
في أي جانب تقف قطر
مقال الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني بدا وكأنه يغرّد خارج سرب بقية الصحف البريطانية، التي ضمّت أقلامها إلى أصوات شخصيات قيادية بريطانية لتمارس ظغوطا على كاميرون وتدعوه لكي يفتح ملف الإرهاب خلال لقائه مع أمير قطر.
في هذا السياق، قال النائب ستيفن باركلي (من حزب المحافظين) إنه من "الضروري أن يثير ديفيد كاميرون مع الشيخ تميم موضوع تمويل الإرهاب".
في تقريرها، في هذا السياق، تساءلت صحيفة "ديلي تليغراف": في أي جانب تقف قطر في المعركة ضد الإرهاب؟"؛ فالدوحة، تبدو وكأنها تمسك العصا من الوسط و"تلعب على الحبلين"، وموقفها من تنظيم الدولة الإسلامية ملتبس، فمن المفروض أنها مع الحلف الدولي الذي يشن غارات عليه، حيث تنطلق معظم الغارات الأميركية من قاعدة العديد القطرية؛ فيما تؤكّد التقارير الاستخباراتية أن قطر تدعم التنظيم ماليا، وهذا ما يثير علامات استفهام.
وفي رأي كون كوخلن، الصحفي ب"ديلي تليغراف"، يبدو أن قطر، بعد دعمها للناتو في ليبيا وأفغانسان، تواجه خطر ضياع كل ذاك الدعم بسبب علاقاتها ودعمها للحركات الإرهابية في العراق وسوريا.
وأشار كوخلن إلى أن من علامات تخلي قطر عن الصف الدولي وأن لها أجندة خاصة بها ما حدث بعد الإطاحة بحكم الزعيم الليبي معمّر القذافي، حيث ثبت بالقرائن أن الدوحة تخلّت عن دعم حكومة مدنية وخيار الشعب الليبي ووقفت بالتمويل والدعم الإعلامي وراء الحركات المتطرفة الإسلامية. وقال كوخلن إن الضربة الكبرى في علاقة الغرب بقطر إضافة الخزانة الأميركية لشخصيات قطرية ضمن داعمي الإرهاب.
ورمى الكاتب البريطاني بالكرة في مرمى الشيخ تميم قائلا هذه المرة على "تميم أن يثبت أن بلاده مع بريطانيا ضد الإرهاب بالأفعال".
وفي تعليقه على اللقاء، قال رئيس اللجنة البرلمانية للاستخبارات والأمن السير مالكولم ريفكيند، إن "اللقاء بين أمير قطر وكاميرون سيكون فرصة رائعة لكي نعلم القطريين أنه لا يمكن لهم "الجري مع الأرانب والصيد مع كلاب في نفس الوقت".
السير مالكولم ريفكيند: اللقاء سيكون فرصة لكي نعلم القطريين أنه لا يمكن الجري مع الأرانب والصيد مع كلاب في نفس الوقت
تغليب المصلحة الأمنية على الاقتصادية
لم ينفع التظاهر بالبراءة القطريين، حيث انبرى نواب برلمانيون بريطانيون مطالبين رئيس الوزراء البريطاني بأن يضع أمير قطر أمام مسؤولياته، ويطلب منه وقف دعم الحركات المتشددة. وتطالب جهات الضغط بريطانيا بعدم تغليب مصالحها الاقتصادية مع قطر على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار كون كوخلن أن لدى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أسبابا كثيرة ليتوقع أجواء ودية على مأدبة الغداء مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون؛ فكاميرون يأمل في المزيد من استثمارات قطر الواسعة في بريطانيا، التي من بينها أعلى بناية في أوروبا (The Shard)، وسلسلة محلات هارودز التي اشتراها صندوق الاستثمار القطري.
ولم يفت الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني أن يذكّر، في مقاله بصحيفة "الغارديان"، البريطانيين بقيمة الاستثمارات القطرية، قائلا إن تعزيز العلاقات الاقتصادية يتصدّر اللقاء بين أمير قطر ورئيس الوزراء البريطاني، موضحا أن الاستثمارات القطرية في لندن تصل إلى 32 مليار دولار وزادت بشكل كبير منذ عام 2005 حيث أصبحت أربعة أضعاف ما كانت عليه.
وردّ خبراء على إغراءات الدوحة المادية، بأن الاستثمارات القطرية القائمة، أو الوعود باستثمارات جديدة، لا يمكن أن تجعل بريطانيا، باعتبارها من "القوى الكبرى" في العالم، تتخلى عن قيمها وتقاليدها إذا تعلق الأمر بالأمن والاستقرار العالميين.
ورغم المصالح التي تجمع لندن بالدوحة، لفت الخبراء إلى أن المصلحة البريطانية المباشرة لا يمكن أن تبرر السكوت على التجاوزات، وبالتأكيد لن تمنع رئيس الوزراء من مصارحة ضيفه القطري بملاحظات لندن حول سياسة الدوحة والشكوك المثارة حولها.
32 مليار دولار حجم الاستثمارات القطرية في بريطانيا
وأطلقت بريطانيا مبادرة دبلوماسية تستهدف وقف تمويل المقاتلين المتطرفين في العراق وسوريا نالت تأييدا بالإجماع في مجلس الأمن الدولي.
ويهدد القرار بفرض عقوبات على أي بلد يتضح أنه يتعامل مباشرة أو بصفة غير مباشرة مع الدولة الإسلامية.
رياح التغيير تهدد قطر
تتفق غالبية الصحف البريطانية على أن قطر قد "قضمت أكثر مما تستطيع هضمه" في مواقفها السياسية المتناقضة، كاشفة عن الحيرة التي تكتنف الحلقة الضيقة التي تحيط بأمير قطر، في معرفة طريقة تفكيره في اتخاذ القرارات الإستراتيجية.
وقال الباحث مايكل ستيفنز، من مؤسسة "اوبون ديمكرسي"، "إذا كنت في الدوحة فعليك ممارسة لعبة التخمين لتفسير مواقف الأمير السياسية".
وأشار إلى أن ثمة تحديات استراتيجية وعملية كثيرة تواجه قطر الصغيرة "التي لا يزيد عدد مجموع موظفي إداراتها الحكومية ووزاراتها عن مجموع موظفي وزارة الداخلية السعودية"، وأن من الوارد جدا أن ترتد رياح التغيير التي تضرب العالم العربي لتصيب قطر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.