توفي اليوم السبت 2014/12/20 المذيع السوداني القدير الفاتح الصباغ بعد صراع طويل مع المرض، تقبله الله قبولاً حسناً وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء مركز أخبار السُودان اليوم تعزي الشعب السُوداني وأسرته علي الفقد الكبير . إنا لله وإنا إليه راجعون. ملك النشرات الإخبارية المذيع الفاتح الصباغ عدم تقدير تاريخي الطويل أصابني بالإحباط ...... وعدتُ استجابة لرغبة الإدارة الحالية صحيفة الرائد 20 ديسمبر 2009م في حضوره الأنيق إلتقيته في جلسة خاصة، ليحدثنا عن بدايات ارتباطه بالعمل الإعلامي، حتى إطلالته على الشاشة لتقديم نشرات الأخبار، إنه الفاتح الصباغ المذيع المعروف، والمهني المرموق الذي يلقب ب(ملك النشرات الإخبارية)، غاب لفترة ومن ثم عاد للإطلالة مرة أخرى، نقلب معه بعضاً من أوراق وقضايا وهموم المهنة.. * بداية حدثنا عن الميلاد والنشأة ؟ = أنا من مواليد حي أبوروف بأم درمان في العام 1949م، التحقت بالكتّاب مدفوعاً برغبة الأهل التي غرست فينا حب وتعمير الوطن، فنحن جيل تربى علي عشق تراب هذا الوطن، ومن ثم تخرجت من بخت الرضا معلماً للغة العربية، وتعلم أن بخت الرضا معروفة بتخريجها للمعلمين الإعلاميين. * محطة الإذاعة كبداية لارتباطك بالعمل الإعلامي؟ = أول ارتباط لي بالإذاعة كان في الستينيات من خلال فرقة السودان للتمثيل، وفي السبعينيات دخلتها مذيعاً. * متي التحقت بالتلفزيون كمذيع.. وماهو أول برنامج قدمته في مسيرتك العملية؟ = قدمت للتلفزيون من الإذاعة في العام 1982م، وحينها كان الدخول إلى أروقة التلفزيون في غاية الصعوبة، وكان مديره آنذاك المهندس حسن عبدالرحمن، وبدأت العمل ضمن أسرة برنامج "جريدة المساء "، وهو من ابتكارات وإشراف الأستاذ حمدي بدر الدين، بعدها انتقلت إلى قراءة الأخبار . * هل تذكر لنا أول مرة قرأت فيها الأخبار؟ = نعم.. فقد كانت في العام 1982م، حيث قرأت أول نشرة برفقة الأستاذ الراحل أحمد سليمان ضو البيت. * أي نوع من المذيعين كان أحمد سليمان ضو البيت ؟ = كان مدرسة قائمة بذاتها في فن الأداء، ومذيع لن يتكرر، كان مذيعاً أكثر تميزاً وثقافة وحضوراً وأخلاقاً، وخلال فترة عملي معه استفدت منه كثيراً خاصة في المجال التقني، وفن التعامل مع الكاميرا، وقراءة الأخبار بشكل مختلف عن قراءتي التي كنت اتبعها بالإذاعة. * من هم المذيعون الذين عاصرتهم بالتلفزيون في تلك الفترة؟ = هناك عدد من المذيعين الكبار والمميزين اذكر منهم حمدي بدر الدين، وعمر الجزلي، ومحمد طاهر، وأبو بكر عوض، ومتوكل كمال، ولعل العمل وسط هذه الكوكبة المبدعة أضاف لي الكثير. * ماهي حقيقة إيقافك عن العمل بالتلفزيون القومي؟ = إيقافي عن العمل التلفزيوني تم من قبل الإدارة السابقة للتلفزيون في العام 2007م وهو قرار تم بشكل فيه نوع من عدم التقدير والاحترام لتاريخي الطويل، ودون كلمة شكر مما أغضبني، وحزّ في نفسي، وأصابني بالإحباط وكنت وقتها أعمل بإخلاص وتفانٍ، فأنا طيلة عملي في التلفزيون منذ العام 1982م وحتى تاريخ الإيقاف لم أخذ إجازة، أو أتغيب عن منصة الأخبار ،وهذا القرار جاء بدافع إتاحة الفرصة للمذيعين الجدد لمواصلة المسيرة ورغم صعوبته إلاّ أنني تقبلته بصدر رحب. *وهل غبت عن التلفزيون بعد هذا القرار؟ = لم أغب يوماً عن التلفزيون، فعشقي له حتّم عليّ ذلك، وهو يمثل لي حياتي كلها، وتربطني بالعاملين فيه علاقات حميمة. *ألم تكن هناك مبادرات لعودتك للعمل التلفزيوني في ذاك الوقت؟ = كانت هناك مبادرة للعودة بعد القرار مباشرة من قبل الأستاذ إبراهيم الصديق، الذي كان وقتها مديراً للقناة الفضائية، ولكن الإدارة لم تكن ترغب في عودتي، في الوقت الذي كنت أصرّ على عدم العودة لأنني أوقفت دون مبررات، والتلفزيون كان في أمسّ الحاجة إلي، وأحسست من مبادرة الأخ الصديق حرصه على عودتي وأنه كان يبذل جهداً كبيراً لإيفائي حقي. *هذا يقودنا إلي معرفة موقف الإدارة الحالية للتلفزيون من عودتك؟ = الأستاذ محمد حاتم سليمان المدير العام أبدى تعاطفاً كبيراً معي، ورحب بفكرة عودتي مجدداً للتلفزيون، ولم يبد أي اعتراض علي قرار يخصني، أما الأستاذ إبراهيم الصديق فقد قاد مبادرة عودتي للتلفزيون للمرة الثانية والحق يقال فإنه لم يألوا جهداً في سبيل هذه العودة . *أين أنت الآن من التلفزيون ؟ = موجود الآن بالتلفزيون، وأمارس مهامي كرئيس للجنة اختيار المذيعين الجدد وفق تكليف من الأستاذ عبد الماجد هارون الذي كان في منتهى الوفاء ومدركاً تماماً لمقدرات وإمكانيات الناس. * ماهي خططكم في الفترة القادمة ؟ = سنسعى في الفترة القادمة حتى يظهر المذيع بصورة متكاملة، وجيدة وأداء متميز ليواكب الأداء العالمي للخدمات الإخبارية بغية التجويد، وجذب المشاهد. * ما رأيك في التطور الذي حدث أخيراً في مجال الأخبار بالتلفزيون ؟ = من ناحية تقنية إخبارية فإن الأخبار قد تطورت كثيراً بفضل مجهودات مديرها الأستاذ عبد الماجد هارون، ونشرة الأخبار المقدمة من خلال شاشة التلفزيون القومي الآن لا تقل مستوى من حيث جودتها عن أي نشرة عالمية تقدم من خلال القنوات الفضائية. * هناك عدم تواصل بينكم والجيل الحالي من الشباب؟ = تواصل الأجيال بين المذيعين مفقود، ويوجد فراغ كبير بين هذا الجيل وجيلنا، ومن ناحيتي دائماً ما أدعو لتحقيق هذا التواصل بين الأجيال المختلفة، وأرى أن معالجة هذا الأمر تكمن في فتح جسور التواصل، ونحن كمذيعين كبار فإن أبوابنا وقلوبنا مشرعة للشباب ولن نبخل عليهم بشيء. * كيف تقييم تجارب الإعلاميين السودانيين في القنوات الخارجية؟ = أنا ضد فكرة الاغتراب والهجرة عن أرض الوطن، وأرى أن واجب الإعلامي التضحية من أجل وطنه، وسبق أن قدمت لي عدد من العروض للاغتراب لكن عشق الوطن وحب الانتماء كان أقوى من كل المغريات. * هل من نصيحة للمذيعين الشباب ؟ = أنصح المذيعين الشباب بأن يعملوا بصدق وأمانة وإخلاص وتجرد، وأن يكون عشق الوطن والمهنة هو أساس عملهم. ----------------------- يقام واجب العزاء بمنزله بامدرمان الثورة الحارة السادسة. له الرحمة والمغفرة.