الوزير السوداني يقول إن إيران 'دولة مهمة ودولة جارة للبحرين والمطلوب منها أن تطمئن جيرانها بعدم التدخل في شؤونهم الداخلية'. العرب الخرطوم تتقرب من دول الخليج بفتح النار على طهران المنامة – هاجم وزير الاستثمار السوداني مصطفى عثمان إسماعيل الذي يزور البحرين هذه الأيام، إيران ودورها في المنطقة. وقال الوزير السوداني إن إيران "دولة مهمة ودولة جارة للبحرين والمطلوب منها أن تطمئن جيرانها بعدم التدخل في شؤونهم الداخلية". ودعا إسماعيل إيران إلى "أن تخطو خطوة نحو طمأنة جيرانها، خاصة البحرين، بعدم التدخل فيها وأن تكف عن أي محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في البحرين". وتتهم طهران بدعم جمعيات سياسية بحرينية وفي مقدمتها "الوفاق" بغية زعزعة استقرار المملكة والنيل من أمنها ووحدتها في سياق مساعيها لوضع يدها على المنطقة العربية. ويثير موقف الوزير السوداني استغراب البعض خاصة وأن العلاقة بين الخرطوموطهران قوية وذات بعد استراتيجي بالنسبة إلى طرفين. بالمقابل يرى العديد من المتابعين أن كلام الوزير مصطفى عثمان إسماعيل ليس بالغريب، فالنظام السوداني يعاني من عزلة عربية جراء سياساته في المنطقة منذ سنوات، وتورطه مع إيران وتركيا في ملفات حارقة سواء كان في مصر (دعم جماعة الإخوان) أو ليبيا (دعم الإخوان والمجموعات المتطرفة التي تدور في فلكها) وغيرهما، وهو يحاول اليوم كسر هذه العزلة بشتى الطرق. هذا المسعى السوداني يتعزز خاصة مع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعانيها، فضلا عن المعارضة التي تهدد الإطاحة به. وبالتالي فإن النظام لا يجد من بد سوى العودة إلى الحاضنة العربية عله يتمكن من الخروج من الكماشة المحيطة به عبر تلميحه باتخاذ مسافة أمان مع طهران، سواء عبر شنه، مؤخرا، حملة ضد محاولات التشيع في البلاد التي تقودها المراكز الثقافية الإيرانية (أغلقت منذ فترة) والتي تدار منذ سنوات، أو من خلال تصريحات حادة تجاه طهران. ويستبعد المراقبون في الآن ذاته أن تقدم الخرطوم في حقيقة الأمر على قطع علاقتها مع إيران أو تخفيف روابطها معها. ويستشهد هؤلاء، بالوثيقة التي تم تسريبها قبل أشهر عن اجتماع بين مسؤولين أمنيين وعسكريين سودانيين كبار، حيث تطرقوا بإسهاب إلى علاقتهم مع طهران، مشددين على ضرورة الإبقاء عليها باعتبارها تمثل الداعم الرئيسي لهم، وبالمقابل دعوا إلى مهادنة دول الخليج العربي.