المشعل اربجي يتعاقد رسميا مع المدرب منتصر فرج الله    تقارير تكشف ملاحظات مثيرة لحكومة السودان حول هدنة مع الميليشيا    شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    ميسي: لا أريد أن أكون عبئا على الأرجنتين.. وأشتاق للعودة إلى برشلونة    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    مان سيتي يجتاز ليفربول    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مبارك الفاضل المهدي: مخطط الإمام للتوريث لن ينجح
نشر في السودان اليوم يوم 26 - 02 - 2015

لا اعتقد أن الترابي كان صادقاً في حديثه الأخير والصادق كان يراسل قادة الإنقاذ (سراً) إبان التجمع الوطني
النظام يمكن ان يقبل بمقترح الحكم الذاتي للمنطقتين بل هو مستعد للمزيد من تقسيم السودان ليستمر بالحكم
الأمريكان أوزعوا لعلي عثمان بمعالجة قضية دارفور سريعاً ودون أن يترك أثراً وهددوه إذا "القصة باظت ماحيسكتو"!!
اظهر مبارك الفاضل رضا حيال ضيق فرص الامام الصادق المهدي ثوريث ابنائه قيادة حزب الامة وضرب مثلا بابناء الامام الهادي الذين حاولوا سابقاً ولم يكتب لهم الفوز. والمح الى ان التفاهمات والاتصالات بين الصادق والانقاذ ليست جديدة وكشف ان الصادق يراسل قادة الانقاذ (سرا) ابان التجمع الوطني الديمقراطي. وشكك الفاضل في حواره مع(التيار) في نوايا زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي الذي صدع بحديث عاطفي منذ اسبوعين برغبته الاطمئنان على اوضاع البلاد قبل موته. وعن امكانية قبول الحكومة للمقترح الامريكي بمنح المنطقتين حكما ذاتيا قال ان النظام مستعدة للمزيد من تقسيم السودان ليستمر بالحكم. وتمسك الفاضل برأيه بان تمضي الانتخابات الى اخرها باعتبار ان المعارضة ليست معنية بها وان الاستحقاق الانتخابي يهدف لمعالجة لاوضاع داخلية للنظام.وكشف الفاضل أن علي عثمان سقط في فخ الأمريكان بدارفور. وقال : إن القائم بالأعمال الأمريكي أبلغه عندما كان مساعداً للرئيس البشير بأنهم أوزعوا لعلي عثمان عندما كان نائباً أولاً للرئيس بأنهم سيغضون الطرف عن عمليات الحكومة في دارفور شريطة أن تكون العملية سريعة وأن لا تترك أثراً، وتطرق الحوار إلى قضايا شتى وإلى التفاصيل:
أجراه: خالد فتحي : علي الدالي – تصوير: عبدالله ود الشريف
ماهي آخر التطورات في ملف وحدة تيارات حزب الأمة ؟
بعد أن وقعت التيارات الستة الميثاق الذي نتج عن حوار استمر لمدة سنة قبلها كانت التيارات بينها خلافات وتنافس فالتطور المهم أن هذه التيارات وحَّدت رؤيتها حول عملية الإصلاح والتغيير داخل الحزب وحل الخط السياسي ووحَّدت موقفها في أن يكون هناك مصالحة شاملة لا تستثنى أحداً وأن يكون هناك وفاق يسبق المؤتمر العام.
وماذا حدث بعدها ؟
وجود رئيس الحزب خارج السودان أعاق المسيرة وكان المؤمل أن يكون موجوداً لحضور الاجتماعات وفي نهاية الأمر تم إرسال وفد من تسعة أشخاص يمثل التيارات الموقعة على الميثاق وعقدوا ثلاث جلسات مع رئيس الحزب وفتحوا الحوار معه في القضايا المختلفة، وقد أثار بعض الجوانب.
ما هي الجوانب التي أثارها ؟
أولاً: طرح مسألة النقد الذاتي ووافق الوفد على موضوع النقد وأقروه ووصل إلى أن الجميع يتحمل الخطأ الذي أدى إلى هذه النتائج.
وثانياً: كيفية إتمام عملية المصالحة وكان رئيس الحزب يرى أن فتح الحوار دون استثناء يفتح الباب أمام تيارات تعاملت مع المؤتمر الوطني أو الجبهة الثورية، وقد تحفظ على هذه المجموعات لكن وجهة نظر الوفد كانت ترى أن أي شخص تعامل مع الوطني أو الثورية فهو عضو في الحزب وقرر الرجوع ومن المفترض أن يكون الباب مفتوحاً.
وثالثاً : الحديث عن أجهزة وفاقية يعني حل الأجهزة الحالية.
وكيف كان رده؟
يرى أن لا ضرورة لحل الأجهزة الحالية وكان الرد أن حل الأجهزة الحالية لا يقصد به إبعاد القيادات الحالية، لكن العملية تتطلب إعادة الهيكلة وصياغة الوضع التنظيمي، لا تعني أنها مسألة لطرف على حساب آخر ولكنها تعني من أجل المصالحة العامة أن يرضي الجميع العمل مع بعضهم البعض وهذه درجة من الهندسة التنظيمية لترتيب العمل التنظيمي والعمل بصورة وفاقية تجمع بينهم للوصول إلى المؤتمر العام.
وماهي مبررات الوفد في تحفظات الصادق؟
مبرر الوفد أن الأجهزة الحالية قد انتهى عمرها ولها أكثر من سنتين، وقد فوتت مدة الاستحقاق الانتخابي وهذا مبرر كافي إلى أن الوحدة والمصالحة تفرض إعادة صياغة هذه الأجهزة بصورة تلبي متطلبات المرحلة وطموحات جماهير الحزب الموحدة ولكن الخلاف موجود داخل الأجهزة الفوقية .
وإلى ماذا انتهيتم ؟
أن يستمر الحوار ولكن رئيس الحزب قد عرض إشراك الناس في لجان قيام المؤتمر العام وأن يقبل الميثاقيين بالتوقيع معه على ميثاق مشترك يقر بشرعيته ورئاسته للحزب ويؤيد إعلان باريس ونداء السودان ويلتزم بالعمل للترويج لهذا الإعلان ومقابل ذلك أن يدخل الميثاقيين في اللجان.
وهل قبل الوفد بالعرض ؟
هذا العرض لم يكن مقبولاً للوفد وردوا عليه بأن يفتح باب الحوار لمزيد من النقاش لتغيير الوضع لكن الوضع الحالي من الضعف بمكان ولا يستطيع أن يقوم بأي مهام بالإضافة إلى أن المؤتمر العام لم تحدد مواعيد قيامه، وهذا يعني تجميد وضع الحزب في إطار الوضع الخلافي الضعيف الآن أن يرهنوا كل مستقبل الحزب لأوضاع غير محددة واعتبر أن هذه الجولة لم تأت بنتائج .
تعني أن وضع الحزب الآن مجمد وهل تشعر أن الوضع يسير نحو الفشل ؟
تم تحويل كل الملف من رئيس الحزب إلى الأجهزة بالداخل ووضع لها خياران.
ما هما؟
خيار استمرار الحوار وخيار قفل الباب واعتبر الميثاقيين خارجين ويقدموا للمحاسبة.
وماذا اختارت الأجهزة ؟
فالأجهزة اختارت خيار الحوار وشكَّلوا لجنة من ثلاثين شخصاً ورفعوا الأمر إلى رئيس الحزب للمصادقة على اللجنة التي تتدعي الأجهزة اختيارها من خارج الأجهزة لضمان حياديتها، بعد ذلك ظهر مقترحه الذي أجازه المكتب السياسي بحل الأجهزة ، ما دعى البعض إلى اعتباره حلاً للعقبة التي كانت موجودة .
كأنك تشير إلى أن هذا هو المسكوت عنه وأن الإمام بادر بحل الأجهزة ؟
لا ، لكن البعض اعتبر أن هذا هو المخرج وبالتالي لم تعد هناك عقبة لاستمرار الوضع الوفاقي وتشكيل الأجهزة الانتقالية الاستثنائية والأخذ في الاعتبار قضية المصالحة.
لكن إلى الآن هذا الموضوع معلق لأن الفهم لمسألة حل الأجهزة أختلف ويبدو أن كل العملية جمدت.
وذكر رئيس الحزب في إحدى لقاءاته أن حل الأجهزة قصد منه استباق قرار جهاز الأمن بتجميد نشاط الحزب، ونتيجة لاحتجاجات القوى السياسية على التجميد فقد راعى هذه المسألة وتراجع عن القرار وقال إننا لا نقدم على أي خطوة مثل هذه إلا بالاتفاق مع الأحزاب ولم يعد مجدياً أن تعمل بصورة سرية قد تحسب علينا .
إذن حصل تراجع من الموقف؟
يبدو أن نوعاً من التهدئة حدثت بين النظام والصادق بدليل أن مسجل الأحزاب أصدر قراراً بعدم اختصاصه بحل الحزب وهذا من اختصاص المحكمة الدستورية ما يعني أن هذا جزء من التسوية .
والتسوية تسبقها تهدئة من وقف للتراشق ووقف لأي إجراءات تصب في مواجهة الحزب وأجهزته توطئة لإعادة الثقة وإعادة الحوار والتعاون في الأطر التي كانت مطروحة موضوعاً للحوار الوطني.
ويبدو أن هذه خطوات التهدئة التي يتحرك فيها عبدالرحمن المهدي في الزيارة الأولى والزيارة الثانية وتصريح كامل إدريس ونتيجة لهذه الخطوات فإن موضوع الأجهزة واحتجاج القوى السياسية جمد الموضوع ، لكن دعاة الوحدة اعتبروا أن هذه الخطوة تفتح الباب للوحدة ، ويمكنني أن أقول إن الملابسات الظرفية جعلت أكبر قدر من التحفظ موجود ولم تتم أي إجراءات لمرحلة بديلة وتم حل الأجهزة على استمرارها إلى أن تحل وتستبدل .
روِّج إلى أن الإمام لجأ إلى حل الأجهزة لتخفيف الضغط على عبد الرحمن ما رأيك ؟
لا، هو قال: إن الخطوة استباق للقرار ليجعل القرار لا معنى له وقد قمت بحل الأجهزة وليس لديكم ما تعملونه وهو مؤشر إلى أن الحزب سيلجأ إلى العمل السري وبالتالي حمل السلاح والعمل العسكري، وهذا ما حدث في التسعينات فهي إشارة تهديد للعودة إلى المربع الأول ، فأصلاً العمل السياسي في أي وضع شمولي يتطلب العمل السري لقطع الطريق أمام الاختراق .
يعني أنك ليس من أنصار فرضية تخفيف الضغط على عبدالرحمن ؟
عبد الرحمن أصلاً موجود باتفاق غير معلن ودخوله القصر نتاج لتوافق وتفاهمات بين الصادق والنظام لفترة طويلة إلى دخولهم 7+7 وهو جاء نتيجة لهذا التوافق مهما قيل من أن عبدالرحمن اختار، فالواقع أن وجوده داخل القصر وليد لهذا الوضع ويظل عبدالرحمن بمثابة شعرة معاوية بين النظام والصادق فالحرص عليه يتمثل في أنه إذا خرج عبدالرحمن فهذا يعني آذان بالمواجهة وإذا ظل موجوداً فهذا يعني أن المسألة لم تصل مرحلة المواجهة، وأن هناك تراشقاً وشداً وجذباً ولا توجد مواجهة . وإذا خرج فهذا إعلان بالمواجهة أو إعلان حرب .
القيادي بالاتحادي علي السيد قال: إن النظام سيستمر لمدة 15 عاماً أخرى إذا ظلت المعارضة بهذا الضعف ماذا تقول ؟
الحديث عن المعارضة وضعفها لا يعبر عن الوضع ولا يعطي شهادة حياة للنظام.
تعني أن المعارضة ليست ضعيفة ؟
المعارضة ليست ضعيفة فهي موجودة ومتسعة، لكن الأحزاب السياسية لاعتبارات موضوعية ضعفت آلياتها بالفقر الذي عم قياداتها وقاعدتها وعملية الانتقال من جيل إلى جيل وحالة المخاض التي أدت إلى انقسامات داخلها، فالأحزاب آلياتها ضعيفة لكن المعارضة متسعة، وكون أن آليات الأحزاب ليست بالصورة التي تبلور هذا الرفض إلى عمل مباشر هذا لايعني أن المعارضة ضعيفة ودعني أضعها في شكل معادلة.
ما هي تلك المعادلات ؟
مثلاً التحديات التي تواجه النظام وحالته في الانقسام على نفسه فالمؤتمر الوطني أصبح خشم بيوت.
في ظل الحكومة والمعارضة كما تقول ما هو الحل إذن؟
الوسطاء في المجتمع الدولي والإقليمي يؤمنون بجلوس الطرفين للوصول إلى حل ومخرج للبلد، وهذا مايسمونه ب( توازن الضعف) مع عدم القدرة على مواجهة التحديات.
لماذا تنظر المعارضة استيراد حلول من الخارج ، لماذ لا تفعل المعارضة آليات العمل السياسي الداخلي ؟
الحكومة هي التي ذهبت إلى الخارج وتتسول في العواصم للبحث عن حلول لقضايا السودان.
لماذا؟
لأن الحكومة تكتيكاتها قائمة على الحلول الجزئية وتسعى لخدعة المجتمع الدولي والإقليمي في رغبتها في التسويات
ولكن حقيقة تسعى لتسويات جزئية لتستمر في السلطة.
وهل نجحت فيما سعت إليه ؟
فشلت رغم أن المجتمع الدولي كان يسايرها ولكنه وصل إلى نتيجة أن هذه الاتفاقيات الجزئية لا قيمة لها ، وكانت الحكومة تعتقد أن جميع حاملي السلاح والاتفاق معهم على وقف الحرب يقود إلى معالجة المشاكل الأخرى.
لكنكم تبعتم الحكومة في خطوات التدويل ؟
لأن المجتمع الدولي والإقليمي مهم جداً في عالم اليوم في ظل انتهاء قضية السيادة وعولمة القضايا وتدويلها.
لكن سقف "أحداث سبتمبر" كان أقوى من نيفاشا والمعارضة عجزت عن تطويرها بطريقة أفضل من نيفاشا ؟
نعم، ولكن العنف الذي مورس في سبتمبر لم يمارس في أكتوبر ولا في أبريل وكان مبالغ فيه وحدث تقاعس من بعض القادة في هذه المسألة .
مثل مَن مِن القادة ؟
مثلاًَ قيادة حزب الأمة تقاعست واعتبرت نفسها غير معنية بالهبَّة، وهذا أكبر حزب لأن القيادة كانت تدخل في تفاهمات مع النظام ولم ترد الدخول في مواجهة ، لكن أصلاً الهبَّات الشعبية ليس لها ضمان نجاح دونما توفر عوامل محددة تتفاعل معها، وهذا حدث في عهد مايو حدثت هبَّات كثيرة جداً حتى نجحت الانتفاضة . لكن أكتوبر تختلف لأن النظام كان نظام جنرالات ولم تكن باهظة الكلفة .
لكن مع كل الدماء والكلفة الإنسانية الباهظة ألا تظن أن كلمة تقاعس قليلة في حق قيادة الأمة وبقية الأحزاب ألا يرقى هذا التقاعس إلى مستوى الخيانة ؟
لا .. فهذه لها تقديرات، فإذا قدر السياسي أنه سيصل إلى نتائج مماثلة وتفاهمات فلا داعٍ للمواجهات.
هل كان يشعر الصادق المهدي بأن هذا الحوار سيؤدي حقيقة إلى نتائج ؟
هذه قناعة عند الصادق المهدي.
منذ متى؟
من بداية التسعينات، بل منذ بداية يوم في اعتقاله، كانت له مذكرة تدعو للحل والحوار فتقديراته ومزاجه السياسي يميلان نحو ذلك.
وكان يحاور مَن وقتها ؟
الدكتور حسن الترابي ومع قادة الإسلاميين والرئيس البشير ، وحتى في لحظة خروجه الأول من البلاد كانت الرسائل بينه وبينهم مستمرة. وكان يحجب منا المعلومات والرسائل والاتصالات في كثير من الأحيان ونعرفها بالصدفة باعتبار أننا في خط المواجهة والتواصل لم ينته لقناعة الصادق المهدي .
وماذا كنتم تفعلون وأنتم في خط المواجهة وتعرفون بالصدفة هذه الرسائل هل كنتم تكتفون بالصمت والفرجة ؟
أنت سياسياً تضع في اعتبارك أن تكون هناك خطوط حوار ولضمان نجاح الحوار لابد من الضغط ويجب مواصلة الضغط مقابل الحوار .
لكنكم اختلفتم مع الصادق لاحقاً ؟
خلافنا مع الصادق أنه جمَّد النشاط المعارض للحزب وجعله نشاط لفظي ، ونحن لسنا ضد الحوار ولكن الضغط مهم ، فمثلاً نميري لم يقدم على المصالحة إلا بعد الضغط عليه في 76 لذلك لجأ للمصالحة التي فتحت الباب للانتفاضة بعد أن فتح مجالاً للحريات بفضل رجوع النقابات . فالضغط الدولي ليس كافياً فالمهدي معارضته لفظية ويعتمد على الخارج في الضغط .
ولماذا كانت تحجب عنكم هذه الاتصالات ؟
في إطار الحزب إذا وجدت الزملاء يعملون في خط هجومي فلا يمكنك التشويش عليهم أو على الأقل تكن بمأمن من أن تتعرض لضغوط منهم إذا ما كنت تسعى إلى الحل الوفاقي، ومهمتك قيادياً أن تفتح مجالات لحلول أسلم مع الأخذ في الاعتبار أن ما يقوم به الزملاء يحقق نتائج إيجابية .
هل يعني ابتداركم للحوار هو ما قادكم إلى الخروج المبكر من مؤسسات التجمع الوطني الديمقراطي والعودة إلى الداخل ؟
ما حدث بعد لقاء جنيف بين الدكتور الترابي والصادق ثم تلاه المفاصلة التي حدثت في حزب الحكومة جعل أطراف النظام تتسابق على الاتفاق معنا والاستنصار بحزبنا على الطرف الآخر جعلهم يفتحون المجال في الساحة السياسية للعمل السياسي، إذن خلافات الحلفاء هو الذي أدى إلى الانفتاح، لكن هناك عوامل أخرى تتمثل في اختلاف حلفاء المعارضة كالحرب الأريترية الإثيوبية كانت لها الأثر الكبير على العمل العسكري المعارض .
البعض يعتقد أن الصادق كان متفائلاً لكنه أحس لاحقاً بالخدعة ؟
نعم، الصادق شعر بعدم الجدية وبغلبة التكتيك على المبدأ في هذا الجانب. وهناك عوامل أخرى.
عوامل أخرى كيف؟
يمكن أن يكون قد قرأ مسألة التقارب بين الترابي والبشير بأنها مؤشر لوحدة الإسلاميين وبالتالي التأثير على الوضع وخلق له التشويش مع الوضع في الاعتبار الإجراء الذي اتخذته ضد الإنقاذ كان في غير محله فهو رجل زعيم وقد وقَّع اتفاقاً ودفع ثمناً كبيراً وحتى لو تم الخلاف في قضية كيف للنظام أن يتخذ ضده مثل هذا الإجراء، بالإضافة إلى أنه طلب تعديل في آلية 7+7وطلب تمثيل أكبر من الأحزاب الأخرى وحياد رئاسة الآلية، وطلب تشكيل مجلس للسلام يكون من خلاله التفاوض مع الجبهة الثورية ففرضت الثلاثة مقترحات .
لكنك جئت متحمساً للمشاركة في الحوار ثم تراجعت فجأة ؟
إن لم أت متحمساً فالحوار طرحه الرئيس البشير وتلقفته القوى الدولية وتبنته فأنت سياسياً في الساحة السياسية يجب أن تتعامل مع الواقع.
أيعني أنك أتيت نتاج لواقع جديد وتريد أن تلتقط القفاز ؟
خيار الحل التفاوضي خيار مطروح في الساحة لكنه تعثر وطرح من جديد، وأنا سياسياً لا أترك أدواتي الأخرى ولكني أتعامل مع الواقع الجديد .
لكنك من درجة حماسك قلت إنك لا تمانع من قيام الانتخابات وأن يكون الرئيس البشير رئيساَ للفترة الانتقالية ؟
نعم، وفي رأيي أن من يقودون حملة المقاطعة يرهقون أنفسهم دونما داعي لذلك فالشعب السوداني قرر في موضوع الانتخابات التي لا يمكن أن تغيِّر الواقع السياسي والاقتصادي والدولي والإقليمي للنظام.
كيف يرهقون أنفسهم وهذه الانتخابات مرفوضة حتى داخل دوائر بالمؤتمر الوطني نفسه؟
هذه الانتخابات تأتي معالجة لأوضاع داخلية للنظام، فأنا مدعو لمائدة الحوار وسيأتي النظام فيها طرفاً فليعقد انتخاباته التي لا اعترف بشرعيته فمهما يعمل من انتخابات لا يغيَّر من تركيبته الإنقلابية.
إذن لماذا رفض النظام هذا الطريق ؟
طبيعة الإنسان يريد تأمين نفسه قبل المخاطرة.
كيف تقرأ زيارة غندور وكرتي لأمريكا ؟
أمريكا تريد الحوار مع الرئيس البشير لتطمينه لكي يمضي في عملية الحوار والهبوط السلس وتسعى إلى أن يكون هناك حوار لكن النظام اعتبر أن هناك تفادي للرئيس بسبب المحكمة وبالتالي هناك عدم ثقة.
لكن في اعتقادك لماذا لا تنفذ أمريكا وعودها للنظام؟
النظام لا يعلم أن أمريكا وعودها مشروطة فمثلاً في نيفاشا كانت هناك وعود نسفتها حرب دارفور.
مقاطعة يا أستاذ مبارك.. لا دعني أكمل.
القائم بالأعمال الأمريكي الأسبق كان رجلاً يتكلم بجرأة شديدة وعلى درجة من الانفتاح والصراحة وكنت وقتها بالحكومة قال لي : (أنا كلمت علي عثمان وقلت ليهو أنتو لو عاوزين تعالجوا موضوع دارفور دا عسكرياً عالجوه بس بسرعة وماتخلوا أثر .. لو خليتو أثر نحن بنضطر نتكلم... وإذا القصة باظت نحن حنتكلم في النتائج لكن إذا القضية خلصتوها سريع ومافي أثر نحن بنسكت ساكت وماشفنا حاجة.. ونفس الكلام دا قالتوا السفيرة الأمريكية لصدام حسين وقالت له: نحن لا يعنينا صراعكم مع الكويت واعتبر صدام الحديث ضوء أخضر لاجتياح الكويت).
رشحت الأنباء عن أن الأمريكان يقفون مع مقترح الحكم الذاتي للمنطقتين ؟
الحكم الذاتي أقل من الفدرالي على مستوى العالم وهذه قضايا خادعة لاتفاق السودانيين وأمريكا وأروبا يريدون حلاً لأزمة السودان ويشجعون النظام على ذلك لكن هناك قضايا من الصعب تجاوزها ومعالجتها في ظل الوضع الراهن.
مثل ماذا؟
إعفاء الديون والحظر الاقتصادي ورفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
الأوضاع الحالية في العالم العربي مثل ليبيا هل تصب في صالح المعارضة ؟
الحكومة كانت تبشر بأن حركات الإسلام استولت على الحكم لكن المسألة انقلبت الآن، الأخوان المسلمين أصبحت جماعات إرهابية فالوضع يصب في صالح المعارضة لاسيما وأن النظام في العالم العربي مرفوض لتحالفاته الضدية مع أنظمة أخرى غير مرغوب فيها .
هل تتوقع أن تقبل الحكومة بالطرح الأمريكي ؟
إذا رأت الحكومة في قبولها فكاك من استحقاق التحول الديمقراطي ستقبل الحكومة مستعدة لقطع أي طرف في السودان لتستمر في الحكم .
ألا تعتقد أن القبول سيفجر الأوضاع أكثر داخل الحزب ؟
إذا لم يتفق الناس في هذه المنطقة ولم يتفقوا على الطرح سيكون هناك صراع داخلي، إذن الحركة الشعبية طرحها طرح تكتيكي وليس موضوعي، لأن الحكم الذاتي أقل من الفدرالي فهو بلا ميزات ويجب الاتفاق على المستويات في الحكم والسلطات .
في موضوع التحفظات هل تفتكر أن الصادق يستبطن أن تزحفوا على مراكز كان يدخرها لآخرين، أبنائه مثلاًَ ؟
لا أنا اعتقد أنها عملية خلاف حول مفاهيم الصادق المفهوم عنده هو القيادة الأبوية صاحبة القرار المطلق والمفهوم عندنا هو المؤسسة هي صاحبة القرار وهذه المعركة موجودة في الاتحادي والحزب الشيوعي، والمعركة الآن داخل الشيوعي والإسلاميين بين الكبار والشباب وهذه العلة من المجتمع، شيخ الحلة والقبيلة .
ألا تعتقد أن عودتك ستقطع الطريق أمام التوريث ؟
لا، أنا استبعد ذلك لكن القاعدة واعية، وصحيح أن الأسرة لديها مكانة لكن هذه المكانة مشروطة بالسجل النضالي في تقديم الشخص أبناء الإمام الهادي حاولوا وفشلوا رغم مكانة الإمام الهادي عند الأنصار .
ما رأيك في قرار الصادق المهدي تقسيم ثروته؟
طبيعي، وكثير من الناس عندما تتقدم بهم السن يقومون بذلك، وأنا شخصياً إذا كنت في مكانه لن أتحدث عنها وهي ليست مسألة سياسية ويمكن أن تفسر بأنه يعتزل كما فعل الترابي في الأيام الماضية بالاطمئنان على السودان .
هل أحسست بصدق الترابي ؟
(يضحك) هؤلاء الكبار لن يتركوا القيادة بسهولة وهذه طبيعة العالم الثالث .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.