أمريكا: السودان قد يفقد حوافز مقترحة بسبب أزمة أبيي.. ورفعه من قائمة الإرهاب بات صعباً مخاوف من أن يؤدي القتال بين الشمال والجنوب إلى إشعال الحرب الأهلية مرة أخرى وانزلاق السودان إلى هاوية الفوضى عواصم – ش – وكالات قال مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص للسودان إن الخرطوم تغامر بفقد برنامج مقترح لتخفيف الديون بقيمة 38 بليون دولار وحوافز أخرى باحتفاظها بمنطقة أبيي وإن عليها أن توافق على استئناف المحادثات المتعلقة بالمنطقة المتنازع عليها بسرعة. وقال المبعوث الأمريكي برينستون ليمان إنه سيعود إلى السودان هذا الأسبوع وسط مساع دبلوماسية مكثفة لإنهاء الأزمة حول منطقة أبيي الغنية بالنفط والتي دفعت الشمال والجنوب إلى شفا حرب قبل أسابيع من الموعد المقرر أن يعلن فيه جنوب السودان انفصاله في التاسع من يوليو. وأصبح ليمان أرفع دبلوماسي أمريكي مكلف بشؤون السودان هذا العام. وقد ألقى باللائمة على الجانبين في انتهاك اتفاق سلام عام 2005 بإرسالهما قوات إلى أبيي. لكنه قال إن رد فعل الخرطوم كان مبالغا فيه بمحاولتها بسط يديها على المنطقة بشكل مطلق. وقال في مقابلة مع رويترز: "الضغوط تنصب بشكل مفهوم ومحق عليهم الآن لينسحبوا من المنطقة تماما". وأضاف أن دخول منطقة أبيي جعل من المستحيل على الولاياتالمتحدة مواصلة العمل لتقديم حوافز رئيسية عرضتها على الخرطوم ومنها اتخاذ خطوات تدريجية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية ورفع السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب وإبرام اتفاق دولي بشأن تخفيف الديون. وكانت الولاياتالمتحدة قد عرضت هذه الحوافز العام الفائت لتشجيع الخرطوم على التعاون فيما يتعلق بإجراء استفتاء في يناير الفائت على استقلال الجنوب وتحسين الأحوال بمنطقة دارفور في الغرب. ووضعت الولاياتالمتحدة السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1993 وفرضت عليه عقوبات اقتصادية وتجارية ومالية عام 1997 تبعها لاحقا فرض الأممالمتحدة حظرا على السلاح. وقال ليمان إن النزاع حول أبيي قد يعطل كل هذه الحوافز مشيرا إلى أن كلا منها يتطلب سلسلة من الخطوات تتطلب بدورها التحقق مما هو حادث على أرض الواقع. وذكرت جماعات نشطاء أمس الأول أن تحرك الخرطوم الأخير في أبيي إلى جانب تصعيد العنف في دارفور يظهران أنها لم تكن صادقة في السعي لتسوية سلمية للصراع في المنطقتين ودعت الولاياتالمتحدة للتحول من تقديم حوافز إلى فرض عقوبات لمحاولة إرغام السودان على الامتثال. وقال جون برندرجاست وهو من مؤسسي جماعة (إناف بروجكت) المناهضة للإبادة الجماعية: "إذا لم يكن هناك ثمن لارتكاب نظام الخرطوم أعمالا وحشية وإخلاله بالاتفاقيات فلماذا يقدم على تغيير شيء في السودان؟" وأضاف: "حان الوقت لأن يواجه نظام الخرطوم عواقب وخيمة لاستخدامه القوة العسكرية المفرضة في التعامل مع كل تحد يواجهه". وقال ليمان إن السودان ربما يواجه بالفعل عواقب وخيمة ما لم ينفض عنه العقوبات الدولية في وقت قد يفقد فيه اقتصاده إيرادات نفط الجنوب ويواجه زيادة في التضخم. وأضاف: "هم بحاجة لأن يكونوا جزءا من المجتمع المالي الدولي وهذا هو الحافز. لكن ليس بمقدورهم عمل هذا بهذه الطريقة". ومضى قائلا إنه سينقل هذه الرسالة للمسؤولين في الخرطوم خلال زيارته المنطقة هذا الأسبوع والتي ستشمل أيضا عقد لقاءات بجنوب السودان في محاولة لإقناع الطرفين بالعودة إلى مائدة التفاوض. هذا واستبعدت الولاياتالمتحدة أمس الأول رفع السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للارهاب وإعادة السفير الأمريكي واتخاذ خطوات أخرى لتطبيع العلاقات إذا واصلت الخرطوم احتلال منطقة أبيي الغنية بالنفط. وتعهد جيش شمال السودان بالتمسك بالاراضي التي استولى عليها في مطلع الأسبوع في المنطقة المتنازع عليها متحديا طلب الأممالمتحدة بالانسحاب وهو ما يضع الشمال والجنوب على شفا حرب شاملة فيما يستعد الجنوب للانفصال في التاسع من يولي. ويخشى محللون من أن يؤدي القتال بين الشمال والجنوب بشأن أبيي إلى اشعال الحرب الأهلية مجددا مما قد يدفع البلاد بالكامل إلى هاوية الفوضى وتدفق اللاجئين عبر الحدود إلى دول أفريقية مجاورة.