تستدعي وزارة الخارجية اليوم كلَّ السفراء المعتمدين لديها لتمليكهم الحقائق حول تطورات الأوضاع بمدينة أبيي، في وقت قللت فيه من التهديدات الأمريكية بوقف التطبيع وجدّدت إلتزامها بإيفاء استحقاقات نيفاشا كافة وفق إرادة حرة سواء أن استخدمت الولاياتالمتحدة جزرة التطميع أو عصا العقوبات. وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية خالد موسى للصحفيين «أمس» أن قيادة الوزارة ستلتقي اليوم بسفراء المجموعات الجغرافية المختلفة لتمليكهم وجهة نظر الحكومة تجاه تطورات أبيي. وفي سياق ذي صلة أكد خالد استقرار الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تقع تحت سيطرة القوات المسلحة بأبيي، وأبان أن مؤشرات عدم تدهور الأوضاع تعود لمغادرة العديد من سكان المدينة لأبيي عقب خروقات الحركة المتكررة، مشيراً إلى أن الأوضاع الإنسانية جنوب بحر العرب التي تقع تحت سيطرة الجيش الشعبي تؤول مسؤوليتها للحركة الشعبية.وقال خالد في رده على تهديد المبعوث الأمريكي للسودان بوقف التطبيع حال عدم انسحاب الجيش من أبيي وحل الأزمة إن التلويح بعصا العقوبات أو وقف مسيرة التطبيع في المرحلة الحالية لن يصنع سلاماً بالبلاد، وأكد أن السودان ليس مهرولاً نحو التطبيع على حساب مصلحته القومية وأوضح أن الحكومة ستمضي في إنفاذ اتفاق نيفاشا سواء استخدمت أمريكا جزرة التطميع أو عصا العقوبات. ومن ناحية ثانية بحث وكيل وزارة الخارجية،رحمة الله عثمان، مع القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالسودان، روبرت واتهيد القضايا الثنائية بين البلدين وتطورات تنفيذ اتفاق نيفاشا.إلى ذلك قال مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص للسودان برينستون ليمان، إن الخرطوم تغامر بفقد برنامج مقترح لتخفيف الديون بقيمة 38 مليار دولار وحوافز أخرى، باحتفاظها بمنطقة أبيي، ودعاها لاستئناف المحادثات المتعلقة بالمنطقة. وقال ليمان إنه سيعود إلى السودان هذا الأسبوع لقيادة مساعٍ دبلوماسية مكثفة لإنهاء الأزمة حول أبيي. وأضاف أن دخول منطقة أبيي جعل من المستحيل على الولاياتالمتحدة مواصلة العمل لتقديم حوافز رئيسية عرضتها على الخرطوم، منها اتخاذ خطوات تدريجية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية ورفع السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وإبرام اتفاق دولي بشأن تخفيف الديون. وقال ليمان إن السودان ربما يواجه عواقب وخيمة ما لم ينفض عنه العقوبات الدولية.