الشارع السودانى الآن يعيش حالة من الترقب والحذر لما يحدث الآن على مستوى الشارع السياسى ، هنالك كثير من الأحداث شغلت الرأى العام والمواطن السودانى ، ومن أهم هذه الاحداث الإنتخابات المقرر لها فى أبريل من هذا العام المنصرم ، لقد إنطلقت الحملة الإنتخابية لدعم مرشح النظام لرئاسة الجمهورية عمر البشير ولقد بداء التدشين بإستاذ المريخ بامدرمان حيث حضر تدشين الحملة اعضاء اللجنة العليا لدعم ترشيح الرئيس البشير وعدد من وزراء النظام الحاكم ، وبعض احزاب الفكة المشاركة فى الحكومة وبعض الشخصيات الدبلوماسية ولفيف من الاعلاميين والصحف الذين يخدمون مصالح هذا النظام ، وعدد مقدر من عضوية المؤتمر الوطنى بمدن الخرطوم الثلاثة ، وعدد ضئيل جدآ من عامة الشعب أتت من اجل ان ترى مهزلة ونفاق هذا النظام ، لقد خصص النظام من ميزانية هذا الشعب مبلغ 800 مليار سودانى للصرف على هذه الإنتخابات التى سلفآ نتيجتها معروفة للجميع ، فى تقديرى طالما نتيجة هذا الإنتخابات محسومة لهذا النظام عبر التزوير وغيره ، لماذا تم صرف هذه المبالغ الضخمة لإنتخابات سلفآ نتيجتها معروفة ، كان الأجدر ان تذهب هذه المبالغ الى تأهيل المستشفيات فى كافة مدن الاقاليم والى النازحين فى المعسكرات الذين شردتهم الحروبات الدائرة فى مناطق النيل الازرق وجبال النوبة و دارفور وأن يخصص جزء من هذه المبالغ الى دعم مراكز غسيل الكلى كان من الأفضل أن يستفيد منها المواطن الذى إنكوى بسياسات هذا النظام الفاسد الذى يسعى الى دورة فساد جديدة على حساب هذا الشعب . فى تقديرى النظام الآن مشغول جدآ بهذه الإنتخابات ولقد جهز عدد 5000 ألف جندى من افراد الشرطة الشعبية بالإضافة الى قوات الشرطة الموحدة إستعانة بها النظام لتأمين مراكز الانتخابات فى كل مدن السودان ، هذا بالإضافة الى قوات الدعم السريع التى باتت هى الحارس الامين لهذا النظام ، وكما هو معلوم إن هذه القوات تتبع الى جهاز الأمن والمخابرات السودانى الذى توسعت صلاحياته بعد التعديلات فى مواد الدستور التى الآخيرة التى قدمتها الإستاذة بدرية سليمان للمجلس الوطنى وتم إجازتها وبهذا أصبح جهاز الأمن والمخابرات أقوى سلطة فى الدولة . وفى صياغ ذات صلة شنت قيادات فاعلة فى النظام ا لحاكم هجومآ على قوى المعارضة التى اعلنت مقاطعتها لهذه الانتخابات عبر حراكها الجماهيرى وسط قواعدها ، ولقد شن الأمين السياسى للحزب الحاكم دكتور مصطفى عثمان اسماعيل فى تدشين الحملة الإنتخابية لممثل الحزب فى مدينة بحرى حيث قال ( إن الذين يقاطعون الانتخابات لا يستحقون شرف الإنتماء الى الوطن ) بالإشارة الى قوى المعارضة ، وايضآ شن وزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف فى تدشين الحملة الإنتخابية لممثل الحزب فى محلية أمبدة ، وصف المقاطعين للإنتخابات بأنهم ( أراذل القوم ) برغم من ان الموقع الإلكترونى للحزب الحاكم رصد الوصف ووثقه ثم حذفه ، وقال فى صياغ حديثه أن الانتخابات قائمة ولم تتأثر بالمقاطعين كما ذكر سلفه الامين السياسى للحزب الحاكم . إذا كان يطلق على كل مقاطع (أرذل القوم ) اذآ هنالك الآف الأراذل من شرفاء هذا الوطن مقاطعين لهذه الانتخابات التى لا أحد مستفيد منها سوى النظام وشركائه من أحزاب الفكة الموالية له . فى تقديرى إن الحراك الذى أحدثته قوى نداء السودان لتدشين حملة أرحل فى الخرطوم و عدد من المدن وجد قبول ومساندة واسعة من جماهير الشعب السودانى ، ولقد أحدث هذا الحراك رعب كبير للنظام حيث قام النظام بإعتقال عدد مقدر من رموز قوى نداء السودان بمدينة سنار فى الشهور الفائته ، ولا ذال الأستاذ / فاروق ابو عيسى رئيس قوى الاجماع الوطنى ودكتور أمين مكى مدنى فى سجون النظام على خلفية توقيع ميثاق نداء السودان فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ، فى تقديرى إن معظم هذا الشعب سوف يقاطع هذه الانتخابات لأن هذا الشعب ليس له إستعداد فى تمديد فترة جديدة لنظام قاتل ومجرم ، نظان قتل الابرياء فى كل دارفور وجنوب النيل الازرق وجبال النوبة ، لذا علينا ان نستعد جيدآ وان نترك خلافاتنا جانبآ وأن نضع مصلحة هذا الوطن فى المقام الاول ، على قوى نداء السودان بشقيها المدنى والعسكرى ان تكون قريبة من الجماهير وان تضع إستراتيجية محمكة للتخلص من هذا النظام الفاسد ، لذا علينا ان نستعد جميعآ منظمات مجتمع مدنى ومعارضة سياسية وكل الفعاليات الشبابية والنسائية ونقابات العمال وكافة فئات هذا المجتمع علينا ان نضع أيادينا فوق بعض وان نتفق على كلمة سواء وهى إسقاط هذ النظام الفاسد وتحقيق دولة المواطنة والقانون