الخرطوم (رويترز) - قال حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ان الجيش السوداني مُستعد للتعامل مع تمرد مُسلح في ولاية جنوب كردفان مما يزيد احتمال اندلاع المزيد من أعمال العنف بالمنطقة الحدودية في الوقت الذي يستعد فيه الجنوب للانفصال. ونشب القتال يوم السبت في الولاية النفطية الرئيسية بالشمال والتي تعتبر نقطة ساخنة لانها يعيش بها آلاف المسلحين الذين قاتلوا الى جوار الجنوب في الحرب الأهلية الأخيرة. وقال قويدر زروق المتحدث باسم بعثة الاممالمتحدة في السودان ان الاشتباكات استمرت حتى يوم الخميس في كادقلي عاصمة الولاية ومناطق أخرى. وأضاف أن ما يقدر بنحو سبعة الاف شخص نزحوا من كادقلي والقرى المجاورة مكثوا قرب مجمع لبعثة الاممالمتحدة في السودان منذ يوم الاربعاء. وفي بيان بثته وكالة الانباء السودانية اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم المهيمن على الشمال جماعات مسلحة متحالفة مع الجنوب في ولاية جنوب كردفان بالقتال بمساندة "قوى أجنبية وبعض قوى المعارضة في الداخل." ونقل البيان عن نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب قوله ان "القوات المسلحة سوف تقوم بواجبها الوطني لحسم كل القوى المتمردة." وتمثل ولاية جنوب كردفان أهمية للشمال لان بها أعلى حقول النفط انتاجا التي ستظل تحت سيطرة الخرطوم بعد الانفصال. وسيؤول للجنوب نحو 75 في المئة من انتاج السودان الذي يبلغ نصف مليون برميل يوميا. كما أنها متاخمة لابيي واقليم دارفور في الغرب الذي يشهد تمردا منفصلا. وتكهن محللون بأن يندلع القتال في جنوب كردفان قبل الانفصال خاصة بعد أن أعلن فوز مسؤول من حزب المؤتمر في انتخابات الولايات الشهر الماضي. وقال الجنوب انه تم التلاعب بالانتخابات وهو ما نفته الخرطوم. وكان مسؤولون بالحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمنة على الجنوب قالوا ان الاشتباكات اندلعت حين حاول الشمال نزع سلاح الجماعات المسلحة بالمنطقة. وأنحى جيش الشمال باللائمة على جماعات متحالفة مع الجنوب في بدء القتال. ولايزال يشار الى أفراد الميليشيات على أنهم أعضاء بالجيش الشعبي لتحرير السودان وهو جيش الجنوب على الرغم من أن جوبا تقول انهم لم يعودوا جزءا من جيشها ولا تستطيع أن تطلب منهم الانسحاب جنوبا لانهم شماليون. وصوت جنوب السودان لصالح الانفصال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني البشير يقول ان الجيش يقوم بتمشيط ولاية جنوب كردفان الخرطوم (ا ف ب) - قال الرئيس السوداني عمر البشير الخميس ان الجيش يقوم بتمشيط ولاية جنوب كردفان من فلول المتمردين فيما تتواصل الاشتباكات في الولاية الحدودية بين القوات الحكومية وعناصر من الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة السابقة. ونقلت وكالة الانباء السودانية عن البشير قوله خلال اجتماع للحكومة ان الوضع في جنوب كردفان اصبح تحت سيطرة القوات السودانية المسلحة "التي تقوم الان بتمشيط الولاية من فلول التمرد". وفي وقت متأخر من الاربعاء اعلن نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني، في تصريحات نشرتها الوكالة السودانية للانباء ان حزب المؤتمر الوطني الحاكم اعطى القوات المسلحة الحرية في السيطرة على الوضع في كردفان. وتأتي هذه التصريحات في اليوم الخامس من القتال في جنوب كردفان، الولاية الوحيدة الغنية بالنفط في شمال السودان، والمحاذية للجنوب والتي شهدت حربا اهلية خلال الفترة 1983 الى 2005. وذكرت الاممالمتحدة الخميس ان القتال مستمر وقد انتشر في انحاء الولاية. وقال قويدر زروق المتحدث باسم البعثة الدولية في السودان "لا يزال يدور القتال اليوم في كادقلي (عاصمة الولاية) وقد تمدد الى مواقع اخرى". ولم يتمكن زروق من كشف تفاصيل عن عدد القتلى والمصابين في القتال. وذكرت مصادر الاممالمتحدة ان قاذفات انتونوف وطائرات ميغ تحلق على ارتفاع منخفض وتمشط التلال المحيطة بكادقلي حيث تقصف القوات السودانية مواقع الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ الثلاثاء. وذكر شاهد عيان في كادقلي طلب عدم الكشف عن هويته الخميس انه رغم ان حدة القتال قد خفت، الا ان الوضع الانساني والامني يتدهور. ويتصاعد التوتر وفي ولاية جنوب كردفان فيما يستعد جنوب السودان ليكون دولة مستقلة اعتبارا من التاسع من تموز/يوليو. وتربط جنوب كردفان علاقات وثيقة مع جنوب السودان وخصوصا في صفوف المنتمين الى قومية النوبة الذين قاتلوا الى جانب متمردي جنوب السودان السابقين. وازداد التوتر في ايار/مايو اثر انتخابات في الولاية فاز فيها احمد هارون مرشح الحزب الحاكم في شمال السودان والذي تلاحقه المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور. وفاز هارون امام عبد العزيز الحلو المسؤول الثاني في قطاع شمال السودان من الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحزب الحاكم في الجنوب.