اتهم جيش جنوب السودان الخرطوم بقصف قرية قريبة من الحدود المشتركة غير المرسمة، وقال ان قواته مستعدة للتصدي لأي تقدم من جانب القوات البرية صوب المنطقة، في وقت قدرت الأممالمتحدة النازحين من مدينة كادقلي بنحو 30 إلى 40 ألفاً. وقال الناطق باسم الجيش الجنوبي فيليب أغير إن جيش الشمال شن ضربات جوية متكررة على مواقع للجيش الجنوبي في ولاية الوحدة التابعة لمدينة كادقلي عاصمة جنوب ولاية كردفان، قبل اقل من شهر من اعلان الجنوب استقلاله في مسعى للسيطرة على حقول النفط بالولاية. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن أغير قوله إن طائرات سلاح الجو السوداني قصفت منطقة ياو بولاية الوحدة عدة مرات أول من أمس. وأضاف ان هذه المنطقة في عمق جنوب السودان، وتنفيذ تلك الضربات يشكل تحركاً من جانب الخرطوم للسيطرة على المنطقة، وخلق ما سماه «فرض أمر واقع للسيطرة على حقولنا النفطية. وأوضح ان الجيش الشعبي في حالة «تأهب قصوى»، ويعزز مواقعه الدفاعية تحسبا لقيام الشمال باجتياح للسيطرة على الحقول النفطية للجنوب. وفي ما لم يعلق الناطق باسم الجيش السوداني على الفور حول تلك الأحداث، أكد الناطق بلسان مجموعة جنوبية متمردة في ولاية الوحدة ويدعى بول غاتوت كول، وقوع ضربات جوية. وقال: ان القصف استهدف مواقع الجيش الشعبي، ما دفع الجيش الشعبي للفرار من جنوب كردفان، غير أنه نفى انخراط مجموعته في هذا القتال. واندلع القتال بين القوات الحكومية وجماعات مسلحة في كادقلي العاصمة وأماكن أخرى في الولاية بعد ان تعرض مركز للشرطة للهجوم الأسبوع الماضي، الأمر الذي زاد حدة التوتر في الوقت الذي يستعد فيه الجنوب للانفصال بعد قرابة شهر. وجنوب كردفان ولاية شمالية منتجة للنفط، لكن ينظر إليها منذ امد طويل على انها مبعث توتر لأنها تضم آلاف المقاتلين الذين حاربوا الخرطوم مع الجنوب في الحرب الأهلية خلال الفترة (1983 2005). وكانت وكالة السودان للأنباء نقلت عن الرئيس عمر حسن البشير أول من أمس ان القوات المسلحة السودانية تسيطر على جنوب كردفان، وقامت بعمليات تمشيط أول من أمس بحثاً عمن سماهم «فلول التمرد».. في حين اتهم حزب المؤتمر الوطني، في وقت سابق، جماعات مسلحة متحالفة مع الجنوب في ولاية جنوب كردفان بالقتال بمساندة «قوى أجنبية وبعض قوى المعارضة في الداخل». ونقل بيان عن نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع قوله ان القوات المسلحة سوف تقوم بواجبها الوطني لحسم كل القوى المتمردة». ولا يزال يشار إلى أفراد الميليشيات على أنهم أعضاء بالجيش الشعبي لتحرير السودان، وهو جيش الجنوب، على الرغم من أن جوبا تقول انهم لم يعودوا جزءًا من جيشها، ولا تستطيع أن تطلب منهم الانسحاب جنوبا لأنهم شماليون. نزوح جماعي في الأثناء، قال الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان قويدر زروق ان ما بين 30 إلى 40 ألفاً فروا من مدينة كادقلي شمال السودان عاصمة جنوب كردفان، بسبب القتال. وأضاف زروق أن الآلاف تجمعوا قرب مجمع لأمم المتحدة بعد ان استمرت الاشتباكات على مدى أسبوع في الولاية الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب، موضحاً أن عدد الاشخاص الذين مكثوا قرب مجمع بعثة الأممالمتحدة المحلي بعد الفرار من كادقلي عاصمة الولاية والقرى القريبة منها، ارتفع إلى ما يقدر بنحو عشرة آلاف بحلول أول من أمس. وأضاف أن الاشتباكات مستمرة في كادقلي وفي مناطق أخرى. الولاياتالمتحدة تعرب عن قلقها البالغ ازاء التطورات في السودان وكالة الأنباء الكويتية - كونا واشنطن: قالت الولاياتالمتحدة الليلة الماضية انها "قلقة للغاية" بسبب التطورات الجارية في ولاية جنوب كردفان السودانية داعية الاممالمتحدة الى فتح "تحقيق كامل" في هذه الحوادث. وقال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان ان القتال الذي دار بين القوات الموالية لحكومة السودان بما في ذلك القوات المسلحة وميليشيا قوة الدفاع الشعبي والحركة الشعبية لتحرير السودان "يهدد الجهود التي بذلتها الأطراف في اتفاق السلام الشامل عام 2005 لتحقيق سلام دائم للشعب السوداني". واكد كارني ان "الولاياتالمتحدة تدين أعمال العنف التي اشارت التقارير الى وقوعها في ولاية جنوب كردفان والتي تستهدف الأشخاص على أساس انتمائهم العرقي والسياسي". وشدد على "اننا ندعو الاممالمتحدة الى فتح تحقيق كامل في هذه الحوادث ونطالب بأن يوقف الجناه على الفور هذه الأعمال وان يتم اخضاعهم للمساءلة عن جرائمهم". واضاف ان حكومة السودان "يجب ان تمنع المزيد من التصعيد لهذه الأزمة من خلال الكف فورا عن السعي وراء حل عسكري لنزع سلاح حركة جيش تحرير السودان في جنوب كردفان ولحل الوحدات المتكاملة المشتركة التي أنشئت بموجب اتفاق السلام الشامل". وشدد على أن الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان "يجب ان يتفقا على الفور على وقف اطلاق النار وانهاء القيود المفروضة على وصول المساعدات الانسانية وتحركات الاممالمتحدة" موضحا ان "ينبغي الاتفاق على الترتيبات الأمنية لولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق من خلال مفاوضات مباشرة عالية المستوى وليس عن طريق استخدام القوة". واشار الى "لقد تشجعنا لدى معرفتنا ان مثل هذه المفاوضات ستبدأ على مستوى سياسي يوم غد الاحد". وقال كارني "ومع بقاء أقل من شهر واحد على انتهاء العمل باتفاق السلام الشامل تدعو الولاياتالمتحدة الحكومة السودانية الى النظر بعناية في عواقب تصرفاتها الحالية في ولاية جنوب كردفان". واضاف انه "رغم أن الولاياتالمتحدة أظهرت التزاما بتوثيق العلاقات مع السودان بيد ان ثمة تقارير تفيد بوقوع انتهاكات جسيمة للقانون الانساني الدولي في جنوب كردفان ومن شأنها ان تؤثر سلبا على هذه العملية وستضع السودان على طريق نحو عزلة دولية أعمق". واشار كارني الى "كما ندعو قادة الجيش الشعبي لتحرير السودان في جنوب كردفان لتجنب الاعمال الانتقامية وغيرها من انتهاكات حقوق الانسان من أجل الاتفاق على وقف اطلاق النار وتسهيل الوصول الكامل للفرق والوكالات الانسانية التابعة للأمم المتحدة وللتعاون في التحقيقات التي ستجريها المنظمة الدولية في التقارير الواردة حول مثل هذه الانتهاكات".