شرع مدير جهاز الأمن والمخابرات الجديد في السودان صلاح قوش في حملة داخل اروقة الجهاز " لتنظيفها" من الضباط الكبار والذين يعتقد ان لهم صلة بالقيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم نافع علي نافع. وأقال قوش الثلاثاء عددا من كبار الضباط في جهاز المخابرات من بينهم نائب الرئيس أسامة مختار ومدير الأمن السياسي عبد الغفّار الشريف الذي أحيل للتقاعد. ووفقا لقرار اصدره الرئيس عمر البشير فقد تم تعيين جلال الدين الطيب في منصب نائب الرئيس الذي كان يتقلده في وقت سابق بعد ان تمت ترقيته الى رتبة الفريق. وكان البشير قد أقال مؤخرا مدير المخابرات السابق محمد عطا وأعاد تعيين صلاح قوش الرجل ذي النفوذ الواسع في مكانه. ولم توضح حكومة البشير أسباب إعادة تعيين قوش الا ان مصادر مطلعة " للتغيير الالكترونية" ان البشير يريد تمهيد الطريق امام اعادة انتخابه لولاية رئاسية ثالثة. وقال احد المصادر بعد ان اشترط حجب هويته " البشير يريد ان يترشح ويفوز في الانتخابات المقبلة دون عراقيل.. هنالك جهات داخل الحزب الحاكم والاجهزة الامنية لا تريد ذلك". واضاف " إعادة تعيين صلاح قوش وإقالة الضباط الذين يدينون بالولاء لنافع ماهي الا البداية.. قوش بخبرته الكبيرة قادر على إزاحة اي شخص داخل الحزب يعرقل انتخاب البشير مرة اخرى.. واتوقع ان يطال الامر نافع نفسه وكل الشخصيات المحسوبة عليه". ويعتبر نافع علي نافع من الشخصيات السياسية والأمنية ذات النفوذ الواسع داخل الحزب وجهاز الأمن. وهو الشخصية التي أكدت ان قوش كان يخطط للانقلاب على البشير بعد ان ألقت السلطات الامنية القبض عليه في أواخر العام 2012 بذات التهمة واحتجازه لعدة اشهر قبل ان يتم العفو عنه من قبل البشير نفسه. وابعد الرئيس، نافع وعددا من قيادات الصف الاول في الحزب أمثال علي عثمان محمد طه وعوض الجاز واسامة عبد الله من جميع مناصبم في العام 2013 غير ان نافع مازال يحتفظ بمنصبه داخل الحزب. كما يتقلد منصب الامين العام للأحزاب الافريقية والذي يقع مقرها في الخرطوم ويدير عبرها العديد من الملفات. ورفضت قيادات في حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم مناقشة قضية إعادة ترشيح البشير خلال مؤتمر للحزب عقد الشهر الماضي. واعتبرت هذه الشخصيات والتي من بينها امين حسن عمر والزبير احمد الحسن ان بند ترشيح الرئيس غير مدرج على جدول الاعمال.