راس لانوف (ليبيا) (رويترز) - قتل موالون لمعمر القذافي 17 حارسا خارج مصفاة نفطية يوم الاثنين في محاولة تستهدف عرقلة مسعى حكام ليبيا الجدد للسيطرة على المعاقل الاخيرة للزعيم المخلوع واحياء اقتصاد البلاد الذي يعتمد على النفط. في غضون ذلك ذكرت قناة تلفزيونية سورية سبق ان بثت رسائل من القذافي انه لا يزال في ليبيا لكنها لم تتمكن من بث كلمة مصورة له لاسباب امنية. وقال مشعان الجبوري مالك قناة الرأي للمشاهدين "كان من المقرر ان يكون لدينا اليوم او ليل الامس كلمة تلفزيونية مصورة للقائد ولكن لاسباب أمنية تم تأجيل نقل أو اخراج أو ظهور هذه الرسالة التلفزيونية التي تظهر القائد بين مقاتليه وبين أبناء شعبه يقود المقاومة من الارض الليبية وليس من فنزويلا ولا من النيجر ولا من مكان اخر في الدنيا." وتلا نص ما قال انه رسالة من القذافي ناقلا عن الزعيم المخلوع قوله "لا يمكن ان نسلم ليبيا للاستعمار مرة اخرى كما يريد العملاء. فليس امامنا الا القتال حتى النصر وهزيمة هذا الانقلاب." ويقول المجلس الوطني الانتقالي انه ما دام القذافي هاربا فانه يستطيع جذب اتباع للقيام بتمرد خطير على غرار هجوم المصفاة. وقال شهود ان مقاتلي القذافي توجهوا في اكثر من عشر مركبات الى المصفاة التي تبعد 20 كيلومترا عن بلدة راس لانوف الساحلية واطلقوا النار على نقطة تفتيش خارجها. ولم تلحق اضرار بالمصفاة التي لا تعمل بكامل طاقتها لكن المدخل الذي كانت تحرسه دبابة تابعة للمجلس الانتقالي تناثرت عنده القنابل اليدوية المستعملة في الهجوم. وقال طبيب في مستشفى راس لانوف ان عدد القتلى ارتفع الى 17 بعد وفاة اثنين متأثرين بجروحهما. وقال رمضان عبد القادر وهو أحد العاملين في المصفاة الذي أصيب في قدمه لرويترز "سمعنا اطلاق نار وقصف نحو الساعة التاسعة صباحا من جانب الموالين للقذافي." وقع الهجوم بعد ساعات فقط من اعلان المجلس الانتقالي انه استأنف بعض انتاج النفط الذي توقف تماما منذ تحولت الاحتجاجات المناهضة للقذافي الى حرب أهلية في مارس اذار. ويسعى المجلس الانتقالي جاهدا لبسط سيطرته على ليبيا والاستيلاء على البلدات الموالية للقذافي. وقالت قوات المجلس التي سيطرت على طرابلس يوم 23 اغسطس اب انها تواجه مقاومة شرسة من نحو الف مقاتل موالين للقذافي في بلدة بني وليد التي تقع على بعد 150 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من طرابلس وقالوا انهم يزحفون ايضا نحو سرت مسقط رأس القذافي. ويعتمد اقتصاد ليبيا بشكل كلي تقريبا على النفط والغاز. وقال رئيس الوزراء الليبي المؤقت محمود جبريل يوم الاحد ان ليبيا استأنفت بعض انتاجها النفطي لكنه لم يوضح مكان الحقول التي استأنفت الانتاج ولا كميته. وتملك ليبيا اكبر احتياطيات من النفط الخام في افريقيا وكانت تبيع نحو 85 في المئة من صادراتها الى اوروبا في عهد القذافي. وتنتظر شركات نفط غربية ومن بينها ايني الايطالية و/او.ام.في/ النمساوية بشغف استئناف انتاجها. وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة ايني ان الاولوية بالنسبة له هي استئناف تصدير الغاز من ليبيا الى ايطاليا عبر خط الانابيب بحلول أكتوبر تشرين الاول أو نوفمبر تشرين الثاني. وقال باولو سكاروني لرويترز خلال زيارة الى طرابلس "نحن حتى الان اكبر شركة في ليبيا سواء في مجال النفط أو الغاز لذا فقد أتيت الى هنا بفكرة العودة الى الوضع الطبيعي." واعترفت الصين التي حصلت العام الماضي على ثلاثة بالمئة من وارداتها النفطية من ليبيا يوم الاثنين رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي "كسلطة حاكمة وممثل للشعب الليبي" منهية أسابيع من الغموض بشأن توقيت اعتراف بكين رسميا بقوات المعارضة التي اطاحت بالقذافي. وفي بني وليد تحدث سكان فارون عن معارك عنيفة تجري في شوارع البلدة بينما كانت طائرات حلف شمال الاطلسي تحلق في سمائها. وفرت بعض الاسر المحاصرة في بني وليد منذ اسابيع من البلدة يوم الاثنين بعد ان تخلت قوات القذافي عن بعض نقاط التفتيش على مشارف المدينة. وخرجت من المنطقة عشرات السيارات المحملة بالمدنيين. وقال علي حسين وهو من السكان "رحلنا لان الصواريخ تسقط قرب منازل المدنيين." وارسل المجلس الانتقالي قوات اضافية الى بني وليد لكن بعض المقاتلين قالوا ان هذه الخطوة لم تؤد الا الى مفاقمة التوتر القبلي بين المقاتلين من مناطق اخرى ومقاتلي البلدة. وقال احمد باني المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي ان الخطة بالنسبة لبني وليد الان هي الانتظار متهما قوات القذافي باستخدام المدنيين دروعا بشرية بنصب منصات اطلاق الصواريخ فوق أسطح منازلهم كي لا تستطيع قوات المجلس الانتقالي او حلف شمال الاطلسي ضربها. وينفي حلف الاطلسي تنسيق غاراته الجوية مع قوات المجلس الانتقالي لكنه سلم بأن طائراته تقصف اهدافا حول بني وليد وسرت ومعاقل القذافي الاخرى. وقال الامين العام للحلف اندرس فو راسموسن ان الحلف سيواصل عملياته في ليبيا ما دام هناك تهديد للمدنيين سواء عثر على القذافي ام لا لكنه لا يتوقع ان يلعب الحلف دورا كبيرا مع انتهاء الحرب. ومع تزايد الضغوط على معاقل القذافي الاخيرة فر بعض من كبار مسؤوليه وافراد اسرته الى الخارج. فقد وصل نجله الساعدي الى النيجر المجاورة يوم الاحد بعد عبور الحدود الصحراوية النائية. وكان اثنان من ابنائه وابنته الوحيدة قد فروا الى الجزائر. ووردت انباء عن مقتل احد ابنائه في الحرب ولا يزال ثلاثة اخرون هاربين. ويقول المجلس الانتقالي انه سيرسل وفدا الى النيجر لطلب عودة اي مطلوب في جرائم. وارجعت النيجر شأنها شأن الجزائر قبول الهاربين من الحكومة السابقة الى اسباب انسانية لكنها تعهدت باحترام التزاماتها امام المحكمة الجنائية الدولية التي تريد محاكمة القذافي ونجله سيف الاسلام ومدير المخابرات عبد الله السنوسي عن جرائم حرب. وفي طرابلس قال مقاتلو المجلس الانتقالي انهم أسروا أبوزيد دوردة رئيس جهاز المخابرات الخارجية للقذافي. وشاهد مراسلون لرويترز دوردة وهو رئيس وزراء سابق وقد احتجزته مجموعة من 20 مقاتلا تحت الحراسة في منزل بحي زناتة في العاصمة. وجلس دوردة بهدوء داخل المنزل غير مقيد لكن جنديا مسلحا كان يقف بجواره. ورفض دوردة اجراء مقابلة لكنه رد على واحد من المقاتلين اتهمه بأنه قاتل بقوله "اثبت ذلك." (شاركت في التغطية ماريا جلوفنينا شمالي بني وليد وايما فارج في بنغازي ووليام ماكلاين وهشام الداني والكسندر دزيادوسز ومحمد عباس في طرابلس ومارك جون وبيت فليكس وباري مالوني وسيلفيا فيستال في تونس وكيث واير في لندن وايزابيل كوليس في دبي)