بالصورة.. "الإستكانة مهمة" ماذا قالت الفنانة إيمان الشريف عن خلافها مع مدير أعمالها وإنفصالها عنه    «صقر» يقود رجلين إلى المحكمة    شرطة محلية بحري تنجح في فك طلاسم إختطاف طالب جامعي وتوقف (4) متهمين متورطين في البلاغ خلال 72ساعة    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية مغمورة تهدي مدير أعمالها هاتف "آيفون 16 برو ماكس" وساخرون: (لو اتشاكلت معاهو بتقلعه منو)    بالفيديو.. بعد هروب ومطاردة ليلاً.. شاهد لحظة قبض الشرطة السودانية على أكبر مروج لمخدر "الآيس" بأم درمان بعد كمين ناجح    ناشط سوداني يحكي تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين شيخ الأمين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى "بلاغات جنائية": (والله لم اجد ما اقوله له بعد كلامه سوى العفو والعافية)    منتخب مصر أول المتأهلين إلى ثمن النهائي بعد الفوز على جنوب أفريقيا    شاهد بالفيديو.. وسط سخرية غير مسبوقة على مواقع التواصل.. رئيس الوزراء كامل إدريس يخطئ في اسم الرئيس "البرهان" خلال كلمة ألقاها في مؤتمر هام    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفاجئ الجميع ويصل القاهرة ويحيي فيها حفل زواج بعد ساعات من وصوله    النائب الأول لرئيس الإتحاد السوداني اسامه عطا المنان يزور إسناد الدامر    إسبوعان بمدينتي عطبرة وبربر (3)..ليلة بقرية (كنور) ونادي الجلاء    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار شامل مع القائد عبد العزيز الحلو يتناول الأزمة القائمة وسبل الخروج منها
نشر في السودان اليوم يوم 15 - 09 - 2011

أجرت ( حريات) حواراً شاملاً مع القائد عبد العزيز آدم الحلو نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان .
وقد أجاب القائد الحلو بتوسع وعمق عن أسئلة الوضع الراهن ، وسبل الخروج من الأزمة القائمة ، وقدم رؤيته من أجل سودان جديد يسع الجميع ويزيل كافة أشكال التهميش ويؤمن الديمقراطية والعدالة والمساواة .
وركز على وحدة قوى التغيير ، وعلى ضرورة تجاوز مخاوفها وشكوكها غير المبررة ، وعلى اسقاط النظام وقيام مؤتمر دستوري تشترك فيه كافة القوى الوطنية ، يؤمن التحول الديمقراطي وعدم الارتداد الى التجارب المأساوية للتاريخ السياسي السوداني .
( نص الحوار أدناه) :
أهم معالم السيرة الذاتية ؟
عبد العزيز آدم الحلو تلّو .
ولدت برشاد يوم 7 يوليو 1954 .
وتخرجت من جامعة الخرطوم 1979 – اقتصاد بحت .
وعملت كمفتش تخطيط اقتصادي .
كيف ومتى ولماذا التحقت بالحركة الشعبية ؟
التحقت بالحركة الشعبية لتحرير السوان في نوفمبر 1985م وكان ذلك قرارا فرديا وجماعيا في آن واحد .
كنت عضواً ومنذ العام 1975 في تنظيم الكومولو (الشباب) تحت قيادة الرفيق يوسف كوة مكي بجبال النوبة.
وكان هذا التنظيم قد تأسس بسبب المظالم التاريخية التي لحقت بإنسان جبال النوبة من تخلف اقتصادي واجتماعي وغياب التمثيل السياسي للنوبة وابناء محافظة جنوب كردفان وقتها في الاجهزة التنفيذية والسياسية وجهات اتخاذ القرار بالمركز بالإضافة لعدم السماح لهم بالمشاركة في ادارة شئون الاقليم. هذا خلاف الاضطهاد بسبب اللون والتفرقة بسبب الدين التي تمارس ضدنا من المركز. وكذلك مصادرة اكثر من (4) مليون فدان من الاراضي الزراعية الخصبة في الاقليم وتوزيعها لأناس من خارج الاقليم مما دفع كثير من الشباب الى النزوح للعواصم والمدن الشمالية بحثاً عن العمل ومصادر الرزق ، وللأسف لا يجدون فرص العمل واذا توفرت تكون في المهن الوضيعة مع ضعف عائدها ، ولذلك يعيش الكثير من ابناء المنطقة في ظروف انسانية ضاغطة ، يتعرضون بما في ذلك النساء للسجون وللكشات وتكسير وهدم المساكن التي يعيشون بها في هوامش المدن الكبيرة .
وسعى تنظيم (الكومولو) لازالة التهميش السياسي والاقتصادي والثقافي والديني الذي يقع على انسان النوبة ، وازالة اشكال التمييز الاخرى الاخف التي تقع على ابناء الاقليم من الاثنيات الاخرى.
وعندما اعلنت الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق عن نفسها كتنظيم يدافع عن حقوق المهمشين وينادي بالقضاء على كافة اشكال التمييز التي ولدها نظام السودان القديم عبر الكفاح المسلح ، ولبناء سودان جديد يقوم على العدالة والمساواة والحرية ، قرر تنظيم (الكومولو) الانضمام اليها بسبب وحدة الهدف والرؤية والبرنامج ، وعليه تحركت خلف القائد يوسف كوة مكي والرفاق الاخرين للانضمام للحركة الشعبية لخلق السودان الجديد الخالي من التهميش والذي يسع الجميع.
أهم المواقف في النضال في الحركة الشعبية ؟ وخلاصة التجربة ؟
المواقف عديدة ولا يمكن ايرادها جميعا لذا اذكر لكم موقفين :
الاول ، عندما دخلت كتيبة (فولكانو) بقيادة الشهيد يوسف كوة الى جنوب كردفان سنة 1987 لأغراض التجنيد اتضح ان النظام قام بتحريض وتسليح وتجنيد مجموعات عرب البقارة لمقاتلة الحركة الشعبية بإعتبار انها تستهدف العرب والمسلمين . وقد وجدنا بمنطقة سرف الجاموس احد التجار ويدعى عبد الله وهو من ابناء عرب الحوازمة (الرواوقة) وكان قد فر مع المواطنين الاخرين للإحتماء بالجبل وقد ناداه يوسف كوة مكي وسأله عن العمدة جلال عمدة الحمرة وهو من البقارة – الحوازمة – واخبره عبد الله أن العمدة جلال يقوم بتحريض البقارة وتسليحهم لمقاتلة الحركة الشعبية والنوبة ، وعليه كلفني القائد يوسف كوة بكتابة رسائل للعمدة جلال وبقية النظار والعمد من العرب توضح ان الحركة الشعبية لم تأت لإستهداف العرب او المسلمين وانما تحارب الحكومة المركزية في الخرطوم من اجل انتزاع حقوق سكان الولاية غض النظر عن الدين او العرق او اللون. وقد اخذ التاجر عبد الله الخطابات وذهب بها ، ولكن لسوء الحظ وقع في ايدي افراد الاستخبارات العسكرية واخذوا منه الرسائل واحرقوها واودعوه السجن لمدة عامين حتى لا تصل رسالة الحركة الشعبية ، ولكن يوسف كوة وكل الرفاق الآخرين بالحركة لم يصابوا بالكلل ولم يتوقفوا من بذل الجهد لتوضيح رؤية الحركة واهدافها لكل المجموعات سواء كانت عربية او افريقية .
والموقف الثاني ، عندما تمت الوساطة الاقليمية والدولية لتحقيق الحل السلمي كان رأيي وآخرين كثيرين من افراد الحركة الشعبية بأن المؤتمر الوطني لا يحترم العهود والمواثيق وليس من جدوى لوقف اطلاق النار او الدخول في شراكة معه، وانما يجب مواصلة القتال حتى تتم الهزيمة الكاملة للمؤتمر الوطني والمؤسسات الحاكمة في الخرطوم لافساح المجال لاعادة هيكلة السلطة وتكملة البناء الوطني بشكل يسمح بالقبول المتبادل بين السودانيين والتمثيل العادل لكل الجهات والقوميات والاديان في السلطة المركزية من اجل سلام دائم واستقرار تام يسمح للدولة السودانية ان تنظلق في مجال التنمية بكافة اشكالها وتحقيق دولة الرفاهية والتداول السلمي للسلطة.
ولكن نتيجة للضغوط الكثيفة من المجتمع الدولي والتنازلات التي قدمها المؤتمر الوطني في شكل تقرير المصير واعفاء الجنوب من القوانين ذات الصبغة الدينية اضطرت الحركة الشعبية لتوقيع الاتفاق مع المؤتمر الوطني رغم قناعتها بأنه غير جاد وغير صادق ولا يعني ما يقول - كان يريد فقط شراء الوقت للانقلاب على الاتفاقية والاستعداد للحرب مرة اخرى . واثبتت الايام صحة هذا الموقف حيث قام المؤتمر الوطني بتنظيم وتسليح سبعة مليشيات : ( لام اكول ، قبريال تانق ، جوج اطور، قلواك قاي ، توماس ثييل ، عبد الباقي ، بيتر قديت ) . ووضعت هذه المليشيات بجنوب كردفان لزعزعة استقرار الجنوب او اجتياحه والسيطرة عليه ، اضافة الى حربها على جنوب كردفان والنيل الازرق وحرمان سكان المنطقتين من ممارسة المشورة الشعبية المنصوص عليها في الاتفاق .
واضافة الى تنظيم وتسليح المليشيات ، واصل المؤتمر الوطني الحرب في دارفور ، وزور الانتخابات العامة ، وزور الاحصاء في جنوب كردفان ، وزور انتخاباتها في كل المستويات ، ثم أشعل الحرب في يونيو 2011 على جنوب كردفان ومن بعدها النيل الأزرق .
وخلاصة التجربة تؤكد ضرورة النضال .
لابد من النضال والكفاح من اجل تحقيق التغيير الجذري الذي يضمن ازالة كافة أشكال التهميش والوحدة العادلة والسلام الدائم . وان اي تقاعس من القوى المهمشة والديمقراطية لن يؤدي في النهاية الا للتشرذم والمزيد من تقسيم الوطن واضعافه ، مما يؤكد ضرورة النهوض ووحدة وتكامل كل قوى التغيير بأدواتها ووسائلها المختلفة لاقتلاع قوى الظلام والتخلف التي لا تملك اي مؤهلات أو قدرات سوى في توليد الحروب والكراهية والشمولية والديكتاتورية واضعاف الوطن والمواطنين.
ولابد من مواجهة قوى الشر بنفس الوسائل والادوات التي تستخدمها في قمع الشعب السوداني ، وأعني مواجهتها بالكفاح المسلح كوسيلة مقدمة . اضافة الى وسائل العمل الجماهيري الاخرى ، كالاضرابات والتظاهرات والاعتصامات والانتفاضة الشعبية كوسائل مجربة .
ومن الاهمية كذلك تنشيط الاعلام كسلاح ماضي يمكن ان يساهم في عملية التنوير والتثقيف وكشف كل اشكال الفساد التي يمارسها النظام الشمولي للقعود بهذا البلد ، وكشف كل انواع الاضطهاد والقمع ومحاولات تحطيم كرامة الشخصية السودانية .
وان الشعب السوداني قادر على تحقيق التغيير وانجاز السودان الديمقراطي العلماني الموحد على اسس جديدة من العدالة والمساواة والحرية ، شريطة تحقيق الوحدة وتجاوز اسباب الفرقة والمخاوف والشكوك غير المبررة التي تنتاب البعض وتقف حجر عثرة امام وحدة قوى المعارضة .
ومن اجل وحدة قوى التغيير وتحقيق أهدافها لا بد من ايلاء الاهتمام ببرامج التنوير والتثقيف السياسي للتخلص من المعوقات الفكرية ، كذهنية تعطيل العقل ، والتقليد الاتباعي ، وغيرها من معيقات التفكير السليم التي تنشرها وتغذيها جهات مستفيدة من الوضع الحالي .
وأدعو المثقفين الجدد والديمقراطيين الى المساهمة الفكرية بدراسة قضايا ذات أهمية وخطورة ، مثل كيفية تحقيق التحول الديمقراطي والتوصل الى دستور جديد يؤمن ممارسة ديمقراطية سليمة ومستدامة ، وعدم الارتداد الى الأوضاع المأساوية السابقة في تاريخنا السياسي ، كالانقلابات العسكرية ، والدولة الدينية ، والديكتاتوريات سواء عسكرية أو مدنية ، وعدم الرجوع مرة اخرى الى مسلسل الحلقات الشريرة .
اضافة الى دراسة الأمراض الثقافية والفكرية ، مثل الاستعلاء الديني والثقافي ، والعنصرية ، وذهنية تعطيل العقل ، والمحسوبية ، وغيرها .
كلفك الشهيد الراحل قرنق بقيادة الكفاح في مناطق مختلفة ، في الجنوب ، ودارفور ، والشرق ، اضافة الى جبال النوبة ، هل كان يرى فيك مواصفات استثنائية تفسر ذلك ؟
الامر واضح في جبال النوبة ، وربما لأن لدي اصولاً من دارفور كلفني بقيادة القوات الى هناك ، واما في الجنوب والشرق والمناطق الاخرى فهذه تقديراته كقائد .
كيف ولماذا بدأت الحرب الحالية في جنوب كردفان / جبال النوبة ؟
الحرب لم تكن مستبعدة او مستغربة او مفاجئة ، فكل متابع لسير الاوضاع منذ بداية الفترة الانتقالية يلاحظ عدم التزام المؤتمر الوطني بتنفيذ التزاماته ، مثلما لم ينفذ كافة اتفاقيات السلام التي وقعها مع قوى المعارضة المختلفة سواء في القاهرة او جيبوتي او ابوجا او أو اسمرا .
وقد عمل المؤتمر الوطني ومنذ اليوم الاول لتوقيع اتفاقية السلام ( نيفاشا) ، وقبل ان يجف حبر توقيعها ، عمل على قطع الطريق على المشورة الشعبية لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق . واستخدم كل مؤسسات الدولة القومية والولائية في جنوب كردفان لهذا الغرض ، فقام بتزوير نتيجة الاحصاء السكاني كأول سابقة في التاريخ ، كما قام بتزوير انتخابات الولاية في كل المستويات من اجل البقاء في السلطة والديمومة فيها.
وبعد اكتشافنا للتزوير وامتلاكنا الادلة القاطعة عليه قمنا بإستنكاره ورفضنا نتيجة الانتخابات ، واعلنا عدم رغبتنا في المشاركة باي حكومة يتم تكوينها كنتيجة لهذه الانتخابات المزورة ، وبقاءنا في الولايه انتظاراً لجولة قادمة من انتخابات حرة ونزيهة ، الا ان المؤتمر الوطني وتمادياً في غيه لم يحتمل ذلك وقرر تجريد مكون الحركة الشعبية في القوات المشتركة المدمجة من السلاح في مخالفة صريحة لبنود اتفاقية السلام التي تسمح ببقاء هذه القوات في الولاية حتى 9 ابريل 2012م ، رفضنا ذلك وتمسكنا بالإتفاقية ، لكن المؤتمر الوطني وكعادته قام بالهجوم على مكون الحركة الشعبية في القوات المشتركة واستهدف اعضاء الحركة الشعبية كحزب سياسي بروح عدوانية غير مسبوقة راح ضحيتها ما لا يقل عن (5) آلاف من اعضاء الحركة الشعبية كحزب والنوبة كإثنية في الفترة من 5 يونيو 2011م وحتى الآن .
وهذا خلاف الهجوم الذي تم على مكاتب الحركة الشعبية ومصادرة ممتلكاتها ووثائقها واغلاق مكاتبها ومنع عضويتها من مزاولة النشاط السياسي واعتقال كل من تقع عليه اياديهم في كل انحاء جنوب كردفان.
كيف تنظر للموقف العسكري واحتمالات تطوره ؟
هناك تطورات كبيرة في الموقف العسكري بعد الهجوم الذي قام به المؤتمر الوطني يوم 5 يونيو ، منها ان الجيش الشعبي لتحرير السودان تمكن من تحرير (6) محليات من جملة محليات الولاية . واستولى على كميات كبيرة من الاسلحة والمعدات العسكرية . وانتقلت المعارك الى الجبال الشرقية بتقلي لأول مرة في تاريخ الحرب ، والى تلودي والى الليري وابو جبيهة .
وتؤكد المعارك عدم اقتناع أفراد القوات الحكومية بدوافع الحرب وانخفاض روحهم المعنوية ، ففي معركة الحمرة هزم الجيش الشعبي وشتت لواءين من القوات الحكومية واستولى على اسلحتهم في حوالي (35) دقيقة .
اضافة الى ذلك هاجم المؤتمر الوطني قوات الجيش الشعبي بالدمازين مما زاد من توسيع رقعة الحرب .
ولا ننسى التحالف العسكري الذي تم بيننا في الجيش الشعبي وبين قوات التحرير والمقاومة في دارفور والموقع في اغسطس بكاودا ، وهذا حدث له ما بعده ولا يمكن الاستخفاف به او التقليل منه ، بل يقف شاهداً على قدرة المؤتمر الوطني على إستعداء واستهداف كافة الشعوب السودانية . ونعتقد ان هذه العدوانية التي يبديها المؤتمر الوطني تجاه مواطنيه ستؤدي لاشتعال الحروب في كل انحاء البلاد ، والى توحيد كل قوى التغيير لإسقاطه بأسرع وقت ممكن.
الوضع الانساني في جنوب كردفان / جبال النوبة ؟
الوضع الانساني في جنوب كردفان متردي للغاية ولا تستطيع الكلمات ان تعبر عنه او تعكس حقيقته ، يوجد اكثر من 450 الف من الشيوخ والعجزة والاطفال والنساء مشردين في داخل الولاية بسبب القصف الجوي الذي يقوم به سلاح الجو الحكومي والهجمات الارضية التي تقوم بها قوات المؤتمر الوطني ومليشياته من قتل للمواطنين الابرياء وحرق منازلهم ونهب مواشيهم وتدمير مخزونهم من الغذاء . واضطر اكثر من (10) آلاف مواطن للجوء الى الخارج ، الى ولاية الوحدة بجمهورية جنوب السودان.
ورغم قبولنا وقف العدائيات لأغراض انسانية وفتح الممرات الآمنة التي تسمح للمنظمات الانسانية بتقديم العون والإغاثة للمحتاجين الا ان المشير عمر البشير رفض اتفاق وقف العدائيات واصر على منع منظمات الأمم المتحدة من تقديم الاغاثة للمتضريين .
والآن هناك اعداد كبيرة من مواطني جبال النوبة يفقدون ارواحهم يومياً بسبب حملات التصفية العرقية والقصف الجوي وبسبب نقص الغذاء والدواء وبسبب المطر والبرد ولسعات الثعابين والعقارب ، كنتيجة لعدوان المؤتمر الوطني على جنوب كردفان .
وقام النظام بإحتجاز مواطني كادوقلي لإستخدامهم كدروع بشرية ، رغم شح المواد الغذائية في المدينة . وتخصص زبانية احمد هارون والي المؤتمر الوطني في منع المواطنين من مغادرة المدينة وتعذيبهم ، يقيمون الحواجز ، ويفتشون العربات ، ويطلقون النار على اي عربة تحمل شخصاً مغادرا للمدينة ، فتحولت كادوقلي الى أكبر المعتقلات والسجون ، لا يستطيع قاطنوها مغادرتها ولا يطيقون البقاء فيها بسبب الارهاب ونقص مقومات الحياة .
هناك تعاطف كبير معكم ، كيف يمكن ان يعبر عن نفسه ، بماذا تنصح ؟
نعم لقد لاحظنا ان هناك تعاطفاً مع قضية انسان جنوب كردفان وجبال النوبة من جهات وطنية عديدة عبرت عن ذلك كتابة وتضامناً عملياً عبر التبرعات والاستعداد للمشاركة في القتال الى جانب قوات الجيش الشعبي .
ونعتقد ان هذه قضية كل الشعب السوداني الذي عانى من القهر والتشريد والتجويع والاضطهاد على يد نظام المؤتمر الوطني وانه لا مفر من التضامن والعمل المشترك لإزالة هذا النظام كل بالوسيلة المتاحة لديه والمريحة له - من الكفاح المسلح والإنتفاضة الشعبية المسلحة ، والتظاهرات والاضرابات والعصيان المدني ، والحملات الاعلامية لكشف جرائم النظام ، وجهود القانونيين ومنظمات المجتمع المدني وشباب الفيسبوك ونشطاء المواقع الالكترونية وتنظيمات المرأة والشباب والطلاب وجهود كافة قطاعات المجتمع الفاعلة ضد النظام ومن أجل تعريته واسقاطه .
ونرى بان هناك مساحة لإقامة مظلة جديدة على شاكلة التجمع الوطني الديمقراطي سابقاً لتنسيق وتوحيد كل الجهود الوطنية بين كل القوى من اجل اسقاط النظام وافساح المجال لمؤتمر قومي دستوري تشارك فيه كل القوى الوطنية لكتابة وثيقة تؤمن التحول الديمقراطي والدولة المدنية الديمقراطية أو العلمانية وخلق وطن جديد يعترف بالتعدد والتنوعات الكثيرة التي يتمتع بها السودان ويؤسس لتداول سلمي للسلطة ووحدة عادلة ومتينة وسلام دائم.
رسالة اخيرة للشعب السوداني ؟
رسالتي للشعب السوداني ان نظام المؤتمر الوطني نظام مهترئ انحط الى حكم الفرد والتطبيل له ، وليس لديه رؤية او برنامج يساعد على انقاذ السودانيين من (انقاذه) ، وان مواقفه واعماله تتعارض تماماً مع الشعارات التي رفعها عندما استولى على السلطة بالانقلاب وقطع الطريق امام المؤتمر القومي الدستوري والحل السلمي ، وقد ثبت بانه عاجز تماماً وعاطل عن اي رؤية أو فكر يقود الى انقاذ البلاد ، وان اي تقاعس من جانب القوى صاحبة المصلحة في التغيير لن يكسب السودان الا مزيدا من التمزق والتشرذم على يد هذا النظام .
ومسئوليته في انفصال جنوب السودان بائنة وواضحة وعلينا جميعاً التوحد والتكاتف من أجل تفويت الفرصة على المؤتمر الوطني حتى لا يقوم بالمزيد من التخريب وتحطيم الانسان السوداني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.