قرارات وزارة الإعلام هوشة وستزول..!    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    شاهد بالفيديو.. الفنانة إنصاف مدني تنصح الفتيات وتصرح أثناء إحيائها حفل بالخليج: (أسمعوها مني عرس الحب ما موفق وكضب كضب)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    إصابة مهاجم المريخ أسد والنادي ينتظر النتائج    السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    إبراهيم عثمان يكتب: عن الفراق الحميم أو كيف تخون بتحضر!    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأهلي مدني يدشن مشواره الافريقي بمواجهة النجم الساحلي    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار شامل مع القائد عبد العزيز الحلو يتناول الأزمة القائمة وسبل الخروج منها
نشر في حريات يوم 14 - 09 - 2011

أجرت ( حريات) حواراً شاملاً مع القائد عبد العزيز آدم الحلو نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان .
وقد أجاب القائد الحلو بتوسع وعمق عن أسئلة الوضع الراهن ، وسبل الخروج من الأزمة القائمة ، وقدم رؤيته من أجل سودان جديد يسع الجميع ويزيل كافة أشكال التهميش ويؤمن الديمقراطية والعدالة والمساواة .
وركز على وحدة قوى التغيير ، وعلى ضرورة تجاوز مخاوفها وشكوكها غير المبررة ، وعلى اسقاط النظام وقيام مؤتمر دستوري تشترك فيه كافة القوى الوطنية ، يؤمن التحول الديمقراطي وعدم الارتداد الى التجارب المأساوية للتاريخ السياسي السوداني .
( نص الحوار أدناه) :
أهم معالم السيرة الذاتية ؟
عبد العزيز آدم الحلو تلّو .
ولدت برشاد يوم 7 يوليو 1954 .
وتخرجت من جامعة الخرطوم 1979 – اقتصاد بحت .
وعملت كمفتش تخطيط اقتصادي .
كيف ومتى ولماذا التحقت بالحركة الشعبية ؟
التحقت بالحركة الشعبية لتحرير السوان في نوفمبر 1985م وكان ذلك قرارا فرديا وجماعيا في آن واحد .
كنت عضواً ومنذ العام 1975 في تنظيم الكومولو (الشباب) تحت قيادة الرفيق يوسف كوة مكي بجبال النوبة.
وكان هذا التنظيم قد تأسس بسبب المظالم التاريخية التي لحقت بإنسان جبال النوبة من تخلف اقتصادي واجتماعي وغياب التمثيل السياسي للنوبة وابناء محافظة جنوب كردفان وقتها في الاجهزة التنفيذية والسياسية وجهات اتخاذ القرار بالمركز بالإضافة لعدم السماح لهم بالمشاركة في ادارة شئون الاقليم. هذا خلاف الاضطهاد بسبب اللون والتفرقة بسبب الدين التي تمارس ضدنا من المركز. وكذلك مصادرة اكثر من (4) مليون فدان من الاراضي الزراعية الخصبة في الاقليم وتوزيعها لأناس من خارج الاقليم مما دفع كثير من الشباب الى النزوح للعواصم والمدن الشمالية بحثاً عن العمل ومصادر الرزق ، وللأسف لا يجدون فرص العمل واذا توفرت تكون في المهن الوضيعة مع ضعف عائدها ، ولذلك يعيش الكثير من ابناء المنطقة في ظروف انسانية ضاغطة ، يتعرضون بما في ذلك النساء للسجون وللكشات وتكسير وهدم المساكن التي يعيشون بها في هوامش المدن الكبيرة .
وسعى تنظيم (الكومولو) لازالة التهميش السياسي والاقتصادي والثقافي والديني الذي يقع على انسان النوبة ، وازالة اشكال التمييز الاخرى الاخف التي تقع على ابناء الاقليم من الاثنيات الاخرى.
وعندما اعلنت الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق عن نفسها كتنظيم يدافع عن حقوق المهمشين وينادي بالقضاء على كافة اشكال التمييز التي ولدها نظام السودان القديم عبر الكفاح المسلح ، ولبناء سودان جديد يقوم على العدالة والمساواة والحرية ، قرر تنظيم (الكومولو) الانضمام اليها بسبب وحدة الهدف والرؤية والبرنامج ، وعليه تحركت خلف القائد يوسف كوة مكي والرفاق الاخرين للانضمام للحركة الشعبية لخلق السودان الجديد الخالي من التهميش والذي يسع الجميع.
أهم المواقف في النضال في الحركة الشعبية ؟ وخلاصة التجربة ؟
المواقف عديدة ولا يمكن ايرادها جميعا لذا اذكر لكم موقفين :
الاول ، عندما دخلت كتيبة (فولكانو) بقيادة الشهيد يوسف كوة الى جنوب كردفان سنة 1987 لأغراض التجنيد اتضح ان النظام قام بتحريض وتسليح وتجنيد مجموعات عرب البقارة لمقاتلة الحركة الشعبية بإعتبار انها تستهدف العرب والمسلمين . وقد وجدنا بمنطقة سرف الجاموس احد التجار ويدعى عبد الله وهو من ابناء عرب الحوازمة (الرواوقة) وكان قد فر مع المواطنين الاخرين للإحتماء بالجبل وقد ناداه يوسف كوة مكي وسأله عن العمدة جلال عمدة الحمرة وهو من البقارة – الحوازمة – واخبره عبد الله أن العمدة جلال يقوم بتحريض البقارة وتسليحهم لمقاتلة الحركة الشعبية والنوبة ، وعليه كلفني القائد يوسف كوة بكتابة رسائل للعمدة جلال وبقية النظار والعمد من العرب توضح ان الحركة الشعبية لم تأت لإستهداف العرب او المسلمين وانما تحارب الحكومة المركزية في الخرطوم من اجل انتزاع حقوق سكان الولاية غض النظر عن الدين او العرق او اللون. وقد اخذ التاجر عبد الله الخطابات وذهب بها ، ولكن لسوء الحظ وقع في ايدي افراد الاستخبارات العسكرية واخذوا منه الرسائل واحرقوها واودعوه السجن لمدة عامين حتى لا تصل رسالة الحركة الشعبية ، ولكن يوسف كوة وكل الرفاق الآخرين بالحركة لم يصابوا بالكلل ولم يتوقفوا من بذل الجهد لتوضيح رؤية الحركة واهدافها لكل المجموعات سواء كانت عربية او افريقية .
والموقف الثاني ، عندما تمت الوساطة الاقليمية والدولية لتحقيق الحل السلمي كان رأيي وآخرين كثيرين من افراد الحركة الشعبية بأن المؤتمر الوطني لا يحترم العهود والمواثيق وليس من جدوى لوقف اطلاق النار او الدخول في شراكة معه، وانما يجب مواصلة القتال حتى تتم الهزيمة الكاملة للمؤتمر الوطني والمؤسسات الحاكمة في الخرطوم لافساح المجال لاعادة هيكلة السلطة وتكملة البناء الوطني بشكل يسمح بالقبول المتبادل بين السودانيين والتمثيل العادل لكل الجهات والقوميات والاديان في السلطة المركزية من اجل سلام دائم واستقرار تام يسمح للدولة السودانية ان تنظلق في مجال التنمية بكافة اشكالها وتحقيق دولة الرفاهية والتداول السلمي للسلطة.
ولكن نتيجة للضغوط الكثيفة من المجتمع الدولي والتنازلات التي قدمها المؤتمر الوطني في شكل تقرير المصير واعفاء الجنوب من القوانين ذات الصبغة الدينية اضطرت الحركة الشعبية لتوقيع الاتفاق مع المؤتمر الوطني رغم قناعتها بأنه غير جاد وغير صادق ولا يعني ما يقول - كان يريد فقط شراء الوقت للانقلاب على الاتفاقية والاستعداد للحرب مرة اخرى . واثبتت الايام صحة هذا الموقف حيث قام المؤتمر الوطني بتنظيم وتسليح سبعة مليشيات : ( لام اكول ، قبريال تانق ، جوج اطور، قلواك قاي ، توماس ثييل ، عبد الباقي ، بيتر قديت ) . ووضعت هذه المليشيات بجنوب كردفان لزعزعة استقرار الجنوب او اجتياحه والسيطرة عليه ، اضافة الى حربها على جنوب كردفان والنيل الازرق وحرمان سكان المنطقتين من ممارسة المشورة الشعبية المنصوص عليها في الاتفاق .
واضافة الى تنظيم وتسليح المليشيات ، واصل المؤتمر الوطني الحرب في دارفور ، وزور الانتخابات العامة ، وزور الاحصاء في جنوب كردفان ، وزور انتخاباتها في كل المستويات ، ثم أشعل الحرب في يونيو 2011 على جنوب كردفان ومن بعدها النيل الأزرق .
وخلاصة التجربة تؤكد ضرورة النضال .
لابد من النضال والكفاح من اجل تحقيق التغيير الجذري الذي يضمن ازالة كافة أشكال التهميش والوحدة العادلة والسلام الدائم . وان اي تقاعس من القوى المهمشة والديمقراطية لن يؤدي في النهاية الا للتشرذم والمزيد من تقسيم الوطن واضعافه ، مما يؤكد ضرورة النهوض ووحدة وتكامل كل قوى التغيير بأدواتها ووسائلها المختلفة لاقتلاع قوى الظلام والتخلف التي لا تملك اي مؤهلات أو قدرات سوى في توليد الحروب والكراهية والشمولية والديكتاتورية واضعاف الوطن والمواطنين.
ولابد من مواجهة قوى الشر بنفس الوسائل والادوات التي تستخدمها في قمع الشعب السوداني ، وأعني مواجهتها بالكفاح المسلح كوسيلة مقدمة . اضافة الى وسائل العمل الجماهيري الاخرى ، كالاضرابات والتظاهرات والاعتصامات والانتفاضة الشعبية كوسائل مجربة .
ومن الاهمية كذلك تنشيط الاعلام كسلاح ماضي يمكن ان يساهم في عملية التنوير والتثقيف وكشف كل اشكال الفساد التي يمارسها النظام الشمولي للقعود بهذا البلد ، وكشف كل انواع الاضطهاد والقمع ومحاولات تحطيم كرامة الشخصية السودانية .
وان الشعب السوداني قادر على تحقيق التغيير وانجاز السودان الديمقراطي العلماني الموحد على اسس جديدة من العدالة والمساواة والحرية ، شريطة تحقيق الوحدة وتجاوز اسباب الفرقة والمخاوف والشكوك غير المبررة التي تنتاب البعض وتقف حجر عثرة امام وحدة قوى المعارضة .
ومن اجل وحدة قوى التغيير وتحقيق أهدافها لا بد من ايلاء الاهتمام ببرامج التنوير والتثقيف السياسي للتخلص من المعوقات الفكرية ، كذهنية تعطيل العقل ، والتقليد الاتباعي ، وغيرها من معيقات التفكير السليم التي تنشرها وتغذيها جهات مستفيدة من الوضع الحالي .
وأدعو المثقفين الجدد والديمقراطيين الى المساهمة الفكرية بدراسة قضايا ذات أهمية وخطورة ، مثل كيفية تحقيق التحول الديمقراطي والتوصل الى دستور جديد يؤمن ممارسة ديمقراطية سليمة ومستدامة ، وعدم الارتداد الى الأوضاع المأساوية السابقة في تاريخنا السياسي ، كالانقلابات العسكرية ، والدولة الدينية ، والديكتاتوريات سواء عسكرية أو مدنية ، وعدم الرجوع مرة اخرى الى مسلسل الحلقات الشريرة .
اضافة الى دراسة الأمراض الثقافية والفكرية ، مثل الاستعلاء الديني والثقافي ، والعنصرية ، وذهنية تعطيل العقل ، والمحسوبية ، وغيرها .
كلفك الشهيد الراحل قرنق بقيادة الكفاح في مناطق مختلفة ، في الجنوب ، ودارفور ، والشرق ، اضافة الى جبال النوبة ، هل كان يرى فيك مواصفات استثنائية تفسر ذلك ؟
الامر واضح في جبال النوبة ، وربما لأن لدي اصولاً من دارفور كلفني بقيادة القوات الى هناك ، واما في الجنوب والشرق والمناطق الاخرى فهذه تقديراته كقائد .
كيف ولماذا بدأت الحرب الحالية في جنوب كردفان / جبال النوبة ؟
الحرب لم تكن مستبعدة او مستغربة او مفاجئة ، فكل متابع لسير الاوضاع منذ بداية الفترة الانتقالية يلاحظ عدم التزام المؤتمر الوطني بتنفيذ التزاماته ، مثلما لم ينفذ كافة اتفاقيات السلام التي وقعها مع قوى المعارضة المختلفة سواء في القاهرة او جيبوتي او ابوجا او أو اسمرا .
وقد عمل المؤتمر الوطني ومنذ اليوم الاول لتوقيع اتفاقية السلام ( نيفاشا) ، وقبل ان يجف حبر توقيعها ، عمل على قطع الطريق على المشورة الشعبية لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق . واستخدم كل مؤسسات الدولة القومية والولائية في جنوب كردفان لهذا الغرض ، فقام بتزوير نتيجة الاحصاء السكاني كأول سابقة في التاريخ ، كما قام بتزوير انتخابات الولاية في كل المستويات من اجل البقاء في السلطة والديمومة فيها.
وبعد اكتشافنا للتزوير وامتلاكنا الادلة القاطعة عليه قمنا بإستنكاره ورفضنا نتيجة الانتخابات ، واعلنا عدم رغبتنا في المشاركة باي حكومة يتم تكوينها كنتيجة لهذه الانتخابات المزورة ، وبقاءنا في الولايه انتظاراً لجولة قادمة من انتخابات حرة ونزيهة ، الا ان المؤتمر الوطني وتمادياً في غيه لم يحتمل ذلك وقرر تجريد مكون الحركة الشعبية في القوات المشتركة المدمجة من السلاح في مخالفة صريحة لبنود اتفاقية السلام التي تسمح ببقاء هذه القوات في الولاية حتى 9 ابريل 2012م ، رفضنا ذلك وتمسكنا بالإتفاقية ، لكن المؤتمر الوطني وكعادته قام بالهجوم على مكون الحركة الشعبية في القوات المشتركة واستهدف اعضاء الحركة الشعبية كحزب سياسي بروح عدوانية غير مسبوقة راح ضحيتها ما لا يقل عن (5) آلاف من اعضاء الحركة الشعبية كحزب والنوبة كإثنية في الفترة من 5 يونيو 2011م وحتى الآن .
وهذا خلاف الهجوم الذي تم على مكاتب الحركة الشعبية ومصادرة ممتلكاتها ووثائقها واغلاق مكاتبها ومنع عضويتها من مزاولة النشاط السياسي واعتقال كل من تقع عليه اياديهم في كل انحاء جنوب كردفان.
كيف تنظر للموقف العسكري واحتمالات تطوره ؟
هناك تطورات كبيرة في الموقف العسكري بعد الهجوم الذي قام به المؤتمر الوطني يوم 5 يونيو ، منها ان الجيش الشعبي لتحرير السودان تمكن من تحرير (6) محليات من جملة محليات الولاية . واستولى على كميات كبيرة من الاسلحة والمعدات العسكرية . وانتقلت المعارك الى الجبال الشرقية بتقلي لأول مرة في تاريخ الحرب ، والى تلودي والى الليري وابو جبيهة .
وتؤكد المعارك عدم اقتناع أفراد القوات الحكومية بدوافع الحرب وانخفاض روحهم المعنوية ، ففي معركة الحمرة هزم الجيش الشعبي وشتت لواءين من القوات الحكومية واستولى على اسلحتهم في حوالي (35) دقيقة .
اضافة الى ذلك هاجم المؤتمر الوطني قوات الجيش الشعبي بالدمازين مما زاد من توسيع رقعة الحرب .
ولا ننسى التحالف العسكري الذي تم بيننا في الجيش الشعبي وبين قوات التحرير والمقاومة في دارفور والموقع في اغسطس بكاودا ، وهذا حدث له ما بعده ولا يمكن الاستخفاف به او التقليل منه ، بل يقف شاهداً على قدرة المؤتمر الوطني على إستعداء واستهداف كافة الشعوب السودانية . ونعتقد ان هذه العدوانية التي يبديها المؤتمر الوطني تجاه مواطنيه ستؤدي لاشتعال الحروب في كل انحاء البلاد ، والى توحيد كل قوى التغيير لإسقاطه بأسرع وقت ممكن.
الوضع الانساني في جنوب كردفان / جبال النوبة ؟
الوضع الانساني في جنوب كردفان متردي للغاية ولا تستطيع الكلمات ان تعبر عنه او تعكس حقيقته ، يوجد اكثر من 450 الف من الشيوخ والعجزة والاطفال والنساء مشردين في داخل الولاية بسبب القصف الجوي الذي يقوم به سلاح الجو الحكومي والهجمات الارضية التي تقوم بها قوات المؤتمر الوطني ومليشياته من قتل للمواطنين الابرياء وحرق منازلهم ونهب مواشيهم وتدمير مخزونهم من الغذاء . واضطر اكثر من (10) آلاف مواطن للجوء الى الخارج ، الى ولاية الوحدة بجمهورية جنوب السودان.
ورغم قبولنا وقف العدائيات لأغراض انسانية وفتح الممرات الآمنة التي تسمح للمنظمات الانسانية بتقديم العون والإغاثة للمحتاجين الا ان المشير عمر البشير رفض اتفاق وقف العدائيات واصر على منع منظمات الأمم المتحدة من تقديم الاغاثة للمتضريين .
والآن هناك اعداد كبيرة من مواطني جبال النوبة يفقدون ارواحهم يومياً بسبب حملات التصفية العرقية والقصف الجوي وبسبب نقص الغذاء والدواء وبسبب المطر والبرد ولسعات الثعابين والعقارب ، كنتيجة لعدوان المؤتمر الوطني على جنوب كردفان .
وقام النظام بإحتجاز مواطني كادوقلي لإستخدامهم كدروع بشرية ، رغم شح المواد الغذائية في المدينة . وتخصص زبانية احمد هارون والي المؤتمر الوطني في منع المواطنين من مغادرة المدينة وتعذيبهم ، يقيمون الحواجز ، ويفتشون العربات ، ويطلقون النار على اي عربة تحمل شخصاً مغادرا للمدينة ، فتحولت كادوقلي الى أكبر المعتقلات والسجون ، لا يستطيع قاطنوها مغادرتها ولا يطيقون البقاء فيها بسبب الارهاب ونقص مقومات الحياة .
هناك تعاطف كبير معكم ، كيف يمكن ان يعبر عن نفسه ، بماذا تنصح ؟
نعم لقد لاحظنا ان هناك تعاطفاً مع قضية انسان جنوب كردفان وجبال النوبة من جهات وطنية عديدة عبرت عن ذلك كتابة وتضامناً عملياً عبر التبرعات والاستعداد للمشاركة في القتال الى جانب قوات الجيش الشعبي .
ونعتقد ان هذه قضية كل الشعب السوداني الذي عانى من القهر والتشريد والتجويع والاضطهاد على يد نظام المؤتمر الوطني وانه لا مفر من التضامن والعمل المشترك لإزالة هذا النظام كل بالوسيلة المتاحة لديه والمريحة له - من الكفاح المسلح والإنتفاضة الشعبية المسلحة ، والتظاهرات والاضرابات والعصيان المدني ، والحملات الاعلامية لكشف جرائم النظام ، وجهود القانونيين ومنظمات المجتمع المدني وشباب الفيسبوك ونشطاء المواقع الالكترونية وتنظيمات المرأة والشباب والطلاب وجهود كافة قطاعات المجتمع الفاعلة ضد النظام ومن أجل تعريته واسقاطه .
ونرى بان هناك مساحة لإقامة مظلة جديدة على شاكلة التجمع الوطني الديمقراطي سابقاً لتنسيق وتوحيد كل الجهود الوطنية بين كل القوى من اجل اسقاط النظام وافساح المجال لمؤتمر قومي دستوري تشارك فيه كل القوى الوطنية لكتابة وثيقة تؤمن التحول الديمقراطي والدولة المدنية الديمقراطية أو العلمانية وخلق وطن جديد يعترف بالتعدد والتنوعات الكثيرة التي يتمتع بها السودان ويؤسس لتداول سلمي للسلطة ووحدة عادلة ومتينة وسلام دائم.
رسالة اخيرة للشعب السوداني ؟
رسالتي للشعب السوداني ان نظام المؤتمر الوطني نظام مهترئ انحط الى حكم الفرد والتطبيل له ، وليس لديه رؤية او برنامج يساعد على انقاذ السودانيين من (انقاذه) ، وان مواقفه واعماله تتعارض تماماً مع الشعارات التي رفعها عندما استولى على السلطة بالانقلاب وقطع الطريق امام المؤتمر القومي الدستوري والحل السلمي ، وقد ثبت بانه عاجز تماماً وعاطل عن اي رؤية أو فكر يقود الى انقاذ البلاد ، وان اي تقاعس من جانب القوى صاحبة المصلحة في التغيير لن يكسب السودان الا مزيدا من التمزق والتشرذم على يد هذا النظام .
ومسئوليته في انفصال جنوب السودان بائنة وواضحة وعلينا جميعاً التوحد والتكاتف من أجل تفويت الفرصة على المؤتمر الوطني حتى لا يقوم بالمزيد من التخريب وتحطيم الانسان السوداني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.