من المألوف ان الجبال الجليدية تزداد صلابة في مواسم الشتاء ، ولكن جبال العلاقات العامة بين الانظمة الشمولية المبنية علي المنافع الانية ،والمتخذين من سلطة الإعلام المنغمسة في ثوب الجهوية والتحزب بوقا للتضليل ونثر الاكاذيب، ان العلاقة بين البلدين الجارتين السودان وتشاد تسير في منحي متعرج تحكمها هواجس الخوف من إسقاط النظام او زعر من أمن الحكامين في البلدين ونتيجة لمؤثرات خارجية اخري تحرك البيادق في الرقعة الجغرافية المعنية حيث لدول الجوار العربي والافريقي نصيب منها ولدول اخري في اطراف الخليج العربي تبحث عن الزعامة بعد ان إمتلات جيبوبها ببعض اموال النفط والغاز والمثل المعروف اذا شبع المرء بحث عن الجاه والسلطان ، العلاقة بين السودان وتشاد قد سادتها شيء من الهدوء خلال العامين المنصرمين ولكن عادت الخرطوم الي عادتها المفضلة وهي نقض العهود والمواثيق والبرتكولات ، هذه المرة بصورة جدية وخاصة عندما شعرت بأن دولة تشاد في وضع ضعف بعد مقتل العقيد معمر القذافي في ليبيا الذي يعتبره السودان السند والحليف القوي لتشاد في المنطقة ، بالاضافة الي الأحتقان السياسي وتزمر في الشارع السوداني وحرب في ثلاثة جبهات والتخبط في الخطاب الحكومي ورفض الاحزاب في لعب دورالكومبارس في التشكيلة الحكومية المرتقبة وإتهام حكومة الجنوب بدعم الحركات المسلحة واخيراً ميلاد جبهة كاودا الثورية ، ونتيجة لهذه المترادفات والسهام القاتلة فكر حكومة البشير في الهروب عكس الاتجاه وفقدان البوصلة توجتها بأعادة بث برنامج ساحات الفداء الضلالية وبفتح جبهة قتالية اخري مع حكومة ادريس دبي بدعمها للمعارضة التشادية ونسف الهدنة التي وقعتها مع الحكومة التشادية لتحجيم دور حركة العدل والمساواة بمباركة من الحكومة القطرية في عام 2010 وكل الشواهد تشير الي نذر حرب في الافق خلال ايام التشاء الحالي ، حيث تم رصد المئات من السيارات ذات الدفع الرباعي التابعة لقوات المعارضة التشادية في مناطق فوربرنقا وبركة سايرة وقارسيلا في ولاية غرب دارفور ومع توافد رموز من المعارضة التشادية الي مدينة الجنينة حاضرة الولاية ، والاجتماعات التي عقدت اخيراً في الدوحة بين مسؤلون سودانيون وقيادات من المعارضة التشادية ، وفي يوم 27 اكتوبر تم إستدعاء كافة افراد المعارضة التشادية الذين تم تدريبهم في منطقة سوكي ومنطقة الشندي في اواخر عام 2009 وبداية 2010 وتم توزيع بعضهم انذاك في الوحدات العسكرية السودانية والاخرون كمليشيات حكومية في دارفور تحت قيادة العميد عبد الواحد العبودي وذلك نتيجة للإتفاقية التي ابرمت بين البلدين وفحوها وقف كل اشكال الدعم للمعارضة في البلدين ، لتوجه الي المعسكرات في ولاية غرب دارفور. وفي الطرف الاخر كشفت الأمن التشادي النقاب عن تسريب اكثر من الفان قطع سلاح الي داخل الاراضي التشادية بواسطة القوات السودانية العاملة ضمن القوات المشتركة بين البلدين وتم تخزينها بعضها في مدينة ابشي شرقي تشاد والاخري في مدن بلتن والعاصمة انجمينا مع وجود خلايا كامنة في انتظار ساعة الصفرلزعزة أمن النظام والقيام بعمليات إغتيالات تزامنا مع هجوم المعارضة ، وقد إنخدعت الحكومة التشادية التي كانت علي ثقة بإن البشير لا يخنث عهده ولكن خاب ظنهم وليس لرئيس السوداني عهد ولا صداقة كان يتودد الي الزعيم الليبي معمروعندما مات قال البشير قولته المشهورة ليبيا تحررت بسلاحنا وسوف يقوله لإدريس دبي اذا رحل ايضا . وفي غضون الايام القادمة سوف تذوب جليد الكذب التي نسجت بين البلدين وسميت بالهدنة . واول ما يترتب علي ذلك سوف يتم حل ما يسمي بالقوات المشتركة وتعليق العلاقات الدبلوماسية بين الجارتين . ورغم ان الحكومة التشادية في وضع افضل من حكومة البشير قليلاَ ولكنها ليست ببعيداً عن التغير مثلها مثل حكومة البشيرفي وجود معارضة في شرق تشاد وأخري في الشمال علي تخوم جبال تبستي وفيالارجوا حيث المئات من الثوار قد عادوا من ليبيا مدججين بالسلاح وتمركزوا فيها ، الا ان الوضع في تشاد حاليا افضل من وضعها في فبراير 2008 عندما شنت المعارضة هجوما علي العاصمة انجمينا. تطورات التشاء الحالي سوف يكون شتاء افريقي ساخن وغدا لناظره قريب . ادريس محمود