مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    ماذا بعد انتخاب رئيس تشاد؟    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقفة مع مؤامرة إغتيال الشهيد خليل أبراهيم والملفات الخطيرة التي فتحتها..!!
نشر في السودان اليوم يوم 31 - 12 - 2011

مؤامرة إغتيال الشهيد خليل إبراهيم وما فتحته من ملفات ساخنة وفواتير واجبة السداد!! ماهي الدوائر الإقليمية والدولية التي أتهمها بيان حركة العدل والمساواة بإغتيال الشهيد خليل إبراهيم? وكيف تحول د. خليل من دباب ومجاهد يتغول علي حقوق المهمشيين الي ثائر ومناضل دفع حياته قربانا لقضايا الهامش ? وكيف أدان عبد الرحيم محمد حسين نظامه ودمغه بجريمة جديدة وأثبت ممارسة الاغتيالات والتصفيات البدنية ?
بقلم: كمال عباس
[email protected]
شهدت بلادنا زلزالا سياسيا مروعا وحدثا مفصليا يعد نقطة تحول كبري ومنعطفا يدشن لمرحلة جديدة عنوانها: التصفيات الجسدية والإغتيالات السياسية - فقد أتسم الصراع الدموي في بلادنا في العقود الماضية بحسم النزاع داخل ميادين الحروب وأرض المعارك -مع الاخذ في الإعتبار المذابح التي طالت الابرياء والعزل الإ أن حادثة إغتيال خليل المدبرة بليل قد أعلنت ميلاد حقبة الإغتيالات المعلنة وفتح الباب واسعا لمبدأ التعامل بالمثل في هذا المقال ساأتناول ثلاثة محاور - أولها تصريح وزيرالدفاع وثانيها - الجهات المتهمة بإغتيال خليل والمستفيدة من ذهابه!!
وثالث المحاور يغطي التحولات الكبيرة والدرامية في حياة القائد خليل ابراهيم
أولا تجليطات وزير الدفاع وعنترياته الجوفاء
وزير الدفاع السوداني يطلق نيران صديقة ويعترف بإرتكاب النظام جريمة التصفية الشخصية للخصوم وتبني نهج الإغتيالات !!
جاء في صحيفة الصحافة
كشف وزير الدفاع، الفريق اول عبدالرحيم محمد حسين، في جلسة سرية للبرلمان امس ان محادثة هاتفية هي التي مكنت من رصد زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم وقصفه بالطيران الحربي، واكد
مدير جهاز الامن الفريق محمد عطا ان طائرات الجيش قصفت موكب خليل من رتفاع 120 150 كلم ما يؤكد تطور قدرات الطيران الحربي، وابلغ وزير الدفاع، نواب البرلمان بأن عملية اغتيال خليل كانت نتاج عمل ستخباراتي كبير بدأ برصد خليل منذ خروجه من ليبيا واكد تدمير ثلث معداته في وادي هور بشمال دارفور واعتبر مقتل زعيم حركة العدل والمساواة بمثابة «قطع رأس التمرد». إنتهي الإقتباس ..
عبد لرحيم حمد حسين يدشن صفحة جديدة في تاريخ بلادناالمنكوبة صفحة يعلن عبر سطورها تبني قانون الغاب وإنتهاك قواعد الحرب و سودنة أساليب الموساد ! من دون أن يعي سيادته عواقب ونتائج هذا النهج الدموي وتبعاته الوخيمة من تصفيات مضادة فمن يزرع الريح سيحصد العاصفة ! وسيتجرع طاقم الانقاذ من نفس الكأس ! ومن ناحية أخري فقد وضع السيد وزير الدفاع حكومته في وضع بالغ الإحراج أمام المجتمع العالمي والمنظمات الدولية ! ولخطورة تصريح وزير الدفاع وكارثية أعلانه هذا لابد لنا أن نبين أن القتل خلال إشتباك عسكري وفي ميدان المعركة هو غير الإغتيال ولفائدةالقاري سأقف قليلا عند مصطلح الإغتيال لنفرق بينه وبين القتل فالإغتيال Assassination هو غير القتل killing الاغتيال هو عملية عادة ماتستهدف- رمز أو شخصية عامة بهجمة فجائية وسرية وغالبا مايكون لأسباب سياسية أو إيدلوجيةأو عسكرية وقد ينفذ بواسطة مأجوريين لتفاصيل أوسع راجع الويكيبديا.والاغتيالات والتصفيات البدنية مرفوضة ومدانة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ومهما يكن كنه القاتل والمخطط والمنفذ فإن جريمة الإغتيال ستظل وبحكم إعتراف الوزير وملابسات الحادث -ستظل معلقة في عنق سلطة الانقاذ وستتحمل تبعاتها كاملة وستضاف لسجلها الدموي وربما دفع رجالات الإنقاذ ثمن فاتورة هذه الجريمة - كاملة وقد نشهد سلسلة من التصفيات والثأرات وعلي نفسها جنت براقش !! والسؤال الذي يفرض نفسه هل قام سلاح الجوي فعلا و بصورة مباشرة بهذه الهجمة وهل يملك الإمكانات المتطورة لتنفيذ هذه العملية ?
الإجابة لاتحتاج لعناء البحث فقد أعلن وزير الدفاع نفسه وقبل شهور أن الجيش السوداني يفتقر للسلاح والمعدات الحديثة وأنه يستخدم معدات من أيام الحرب العالمية الثانية ! وقد أتضح هذا التخلف والغيبوبة الإستخبارتية حينما تفأجأ وزير الدفاع وأجهزة الامن والاستخبارات بقوات المرحوم خليل بشارع العرضة بأمدرمان ! فأين كان الجيش وقتها ? وأين ذهبت الاستخبارات هل كانت تغط في نوم أهل الكهف ? وأين كانت أجهزة المتابعةوا لرصد وقتها ? بل أين كان الطيران الحربي وقوات خليل تجوب الفيافي من أقصي دارفور مرورا بكردفان وصولا لقلب العاصمة ?
ولا أدري أين كانت تلك الإمكانات المتطورة التي يتبجح بها وزير الدفاع وبلاده ظلت ولاتزال تتعرض لضربات جوية موجعة من الطيران الاسرائلي وعلي مدة أربع سنوات ! أين الدفاعات الجوية وأجهزة الرصد و الإنذار والمضادات الجوية ? وأين جيشه وعدته وعتاده والطيران التشادي يضرب في العمق السودان والقوات الاثيوبية تحتل الفشقة والجيش مصري يربض علي أرض حلايب في وقت يرد فيه البشير بمنح المصريين ملايين الافدنة الخصبة وأرتال من قطعان البقر والضأن !
ونعود لحادثة إغتيال الشهيد خليل إبراهيم ونسأل عن سر التناقض بين تصريحات الناطق الرسمي وزير دفاعه فالاول تحدث عن خليل في أشتباكات والثاني صرح بإغتياله عبر عمل إستخبارتي !? فمن نصدق ? ولماذا صمتت أجهزة النظام ليوميين كامليين بعد الحادثة ولم تعلن مسؤليتهاالإ بعد يوميين إن كانت فعلا قد قامت بتلك الضربة الغادرة بصورة مباشرة ?
ثانيا ماهي القوي الأقليمية المحتمل ضلوعها في تخطيط وتنفيذ الحادثة ?
إذا كانت تلك العملية قد تمت بتخطيط وتمويل وتنفيذ خارجي فهذا يطرح سؤالا عن كنه تلك الاصابع الخارجية وخصوصا وأن بيان حركة العدل والمساواة قد أتهم دوائر إقليمية وعالمية بتنفيذ جريمة الأغتيال فمن هي تلك الدوائر ? تري ماهي الدولة إقليمية التي أصبحت تحشر أنفها في الشأن الدارفوري وتمارس الضغوط والترغيب ? من المعروف أن الراحل خليل إبراهيم قفل الطريق أمام التسويات المشبوهة والصفقات المطبوخة في دهاليز القصور وبالتالي نسف الجسور أمام المتطلعيين لبناء أمجاد شخصية علي حساب قضية دارفور وحتي إن جاءات حلولهم مبتسرة وشائهة تتجاهل أس الازمة فهل ياتري دفع خليل حياته ثمنا لمواقفه التي تصادمت مع أجندة أقليمية ودولية ? هل عجلت مرحلة مابعد الثوارات العربية في نهاية خليل إبراهيم ? قد يقول قائل ولكن ماهي علاقة مقتل خليل بالثورات العربية ? من الملاحظ أن النفط والإعلام النفطي قد لعب دورا كبيرا في ركوب موجة الثورات العربية والعزف علي وتر مطالب الجماهير ومصادمة الأنظمة البائدة بل وقد أفرزت بعض حالات الثورات المسلحة دورا كبيرا لبعض الدويلات الإقليمية حيث تمددت آلتها الإعلامية الضخمة وصنابيرها المالية وإغرقت بعض الجماعات بالمال والتلميع الإعلامي ولكن الأخطر من ذلك كان دخول تلك الدولة كوسيط ووكيل ولاعبا أصيلا أحيانا في عملية ولعبة التغيير المسلح بعلم الامم المتحدةومباركة الغرب وقد قامت بتسليح أزرعها وأتباعها من الجماعات الإسلامية مما خلق تذمرا ورفضا من التيارات الوطنية والديموقراطية في تلك الدول والشاهد في هذا أن دور وتأثير تلك الدويلة المدللة قد تضخم وأصبحت أطماع حكامها بلاسقف ولاحدود وكان للسودان دوره في تلك الدائرة فقد أرتضي حكامه القيام ببعض المهام الصغيرة والقبول بدور العميل الصغير و الترس الثانوي في الة الأطماع القطرية مقابل الفتات المالي وتسويق النظام عالميا الا أن مهمة التسويق والدمج في المجتمع الدولي قد فشلت الامر الذي جعل من البشير عبئا وحملا ثقيلا علي ساسة قطر -وقد أتضح هذا جليا في المؤتمر الدولي الذي أقيم في قطر مؤخرا حيث أشهر المجتمع الدولي الكرت الاحمر في وجه البشر وسدد اليه صفعة سياسية ودبلوماسية مذلة مما يعد رسالة ضمنية واضحة للإدارة القطرية : إن كنتم تبحثون عن دور عالمي فأبعدوا عن البشير فأنه جمل أجرب ومنبوذ وتجنبوا جداد كرتي فأنه سيقودكم لكوشة العزلة وربما فهمت قطر الرسالة ووعت الدرس وفكرت في إعادة ترتيب وتوزيع الكوشتينة ورمي كرت البشير المحروق وإستبداله بورقة أخري جديدة ولكنها تأتي من نفس دهاليز الحزب الحاكم في السودان أي إستبدال أحمد بحاج أحمد الأمر الذي قد يرضي بعض الاطراف الدولية ولكنه لايعني شئيا بالنسبة للشعب السوداني الطامح للإطاحة بكامل نظام الانقاذ !!
ولكن ما علاقة كل هذا بمؤامرة إغتيال الشهيد خليل إبراهيم ?
قلنا أن خليل آصبح حجرة عثرة وشوكة حوت في وجه الصفقات الاستسلامية التي أخرجها المطبخ القطري والرامية للإسراع في طي ملف دارفور وإنجاز عمليةسلام تضاف الي رصيد حكام قطر وتضخم دورهم كصناع سلام وأستقرار وكلاعب أساسي وسط الكبار في الميدان العالمي !
أقول كإستنتاج وتحليل وأستقراء للواقع - وليس إنطلاقا من معلومة خبرية أو يقين قطعي -أقول من الجائز أن تكون عملية تصفية خليل قد جرت بتخطيط وتمويل وتنفيذ دولة إقليمية بمباركة من بعض الدوائر الاستخبارتية الغربية فما أسهل الحصول علي الطيران والاسلحة المتطورة والسائبة في ظروف الفوضي وغياب القانون والرقابة الدولية في الشمال الافريقي المضطرب و ما أيسر الحصول على معدات تحديد وإصابة هدف بالغة الحساسية والدقة وما أسهل الحصول علي طاقم طيران محترف ومتمرس -ومرتزق- من دول شرق أوربا- بحيث يقوم بتنفيذ المهمة بدقة وإتقان بالغ فهل ياتري قامت دولة ما بالتخطيط لتلك العملية سعيا لإزالة خليل من مسرح الاحداث مما يضمن نجاح قطر في طبخ تسوية لملف دارفور الملتهب وفي نفس وقت تقدم خدمة لحلفائها في الخرطوم ? أم أن نظام البشير قد قام بإستجار مرتزقة للقيام بتلك المهمة ?أم أن أنها لعبة إستخبارتية عالمية أكبر من طاقة وقدرات الدول الاقليمية ومن إمكانات نظام الانقاذ ?
المهم في الأمر أن نظام البشير ووسطاء سلام دارفور قدأستفادوا من كارثة إغتيال خليل وأن الانقاذ قد وجدتها فرصة لإستعراض العضلات والإدعاء الأعلامي والتباهي بقوتها العسكرية ومهارتها الإستخبارتية ولعلنا نذكر تبجحهم قبل شهور بأنهم من أسقط القذافي - وهكذا لم يكن هناك دورا يذكر لقوات الناتو أو ثوار ليبيا في الاطاحة بالقذافي وتنسي الحكومة في غمرة نشوتها الإعلامية أن بيتها من زجاج وأن سيادتها الوطنية ومنقوصة وترابها محتل وأجواءها مستباحة من قبل دول اجنبية ولكن ماذا نتوقع من حكومة الناطق الرسمي بإسم جيشها هو الصوارمي وزير دفاعها عبد الرحيم حسين والقائد الاعلي لقواتها المسلحة هو البشير?
هل سيطفي إستشهاد خليل إبراهيم فتيل الحرب ويسكت هدير مدافع الموت ويعجل بتنفيذ التسويات القطرية ?
أزمة دارفور لها جذورها ومسبباتها الموضوعية من تهميش وجوع وفقر وإختلال في ميزان توزيع السلطة والثروة وبروز وتصاعد نزعةالتعالي العرقي والجهوي هذا بالاضافة لمرارات الحرب من قتل وتدمير وتشريد لذا يصبح من العبث تجاهل أس الأزمة بالاتجاه لأختزال الازمة في شخص خليل إبراهيم ,,,إختزال الازمة في شخص خليل تشخيص خاطي وقد قاد لعلاج خاطئ - أعني تصفية خليل - وهذا سينعكس سلبا علي مجري القضية ويعمق الازمة ويزيد في تصعيد وتائر الحرب ويشحنها بطابع الثأر .. علاج الازمة يكون بإجتثاث مسبباتها ووضع روشتة علاج ناجعة تأخذ في الأعتبار أن مشكلة دارفور أضحت حلقة في أزمة البلاد العامة والتي يعتبر مدخل ومفتاح شفرة حلها هو سقوط النظام الجاثم علي صدرالأمة.
ثالثا محطات في حياة خليل إبراهيم وكيف تحول من دباب يقاتل قوي الهامش الي ثائر يقود قوي الهامش ويناضل من أجل قضاياهم ?
كيف أصبح خليل إبراهيم مؤمنا بدولة المواطنة وفصل الدين عن الدولة بعد أن كان مجاهدا يدعو لتطبيق شعارات الإسلام السياسي ويقاتل من أجل تطبيق الشريعة وهزيمة النصاري والكفار ? بل ماهو سر تحوله الفكري الذي جعله يصرح بأن الحزب الشيوعي من أقرب القوي السياسية لحركته بعد أن كان ذات الحزب خصمه اللدود أيام الدراسة والانتماء للجبهة الإسلامية ?
ومالذي دفعه ليتبدل من مؤمن ومساند لنظام الحزب الواحد ولبؤر الشمولية والاقصاء الي مناضل من أجل الديموقراطية والحريات العامة ?
-هذه الأسئلة تحتاج لإجابات عميقة تتطلب دراسة متخصصة -نفسية وإجتماعية وسياسية - تتناول طبيعة خطاب تيارات الاسلام السياسي وحجم تأثيره ومدي تناقض شعاراتها مع طرحها وكشف أزمة الخطاب وعدم قدرته علي الاستجابة لمطالب الجماهير وعجزه عن معالجة معادلة الخبز والحرية والأسوأ من ذلك هو وقوعه في أحابيل التعالي العرقي والجهوي وتشبثه بكرسي السلطة وبريق الثورة علي حساب المسحوقيين والمهمشين وكما قلت أن الأسئلة أعلاه تحتاج لدراسة وتمحيص ولإجابات تحلل تجربة الرجل وتتبع مسار حياته وهذا ما لا يسعه مقال واحد لذا سأكتفي ببعض الإشارات ولمس بعض النقاط المفصلية .. عتقد أن د.خليل وبحكم تركيبته الإجتماعية والنفسية قد تأثر بالخطاب الإسلاموي ظنا منه أنه سيحقق العدل والمساواة وينحاز للبسطاءوالمهمشيين ويتسامي علي النعرات العنصرية والجهوية - ويزهد في السلطة والمال ويركز علي الإشباع الروحي ومكارم الاخلاق ..لذا نهض خليل وبحماس للقتال دفاعا عن المشروع الديني والزود عن حمي المؤتمر الوطني ولكن وبمرورالوقت كشفت الممارسة الفعلية لما يسمي بالحركة الإسلامية أنهم إتخذوا من الأسلام سلما للوصول للسلطة ومطية لتحقيق إغراض دنيوية وستارا لحجب فسادهم وأداة لخداع البسطاء والمخدوعيين وسلاح لضرب الخصوم- غرق رفاق خليل السابقيين في بحارالثروة وبريق الاموال وإنقلبوا علي شعاراتهم - وأحتمواوراء الجهوية والقبليات وأصبح مثلث حمدي شعارهم المحبب وهنا إكتشف خليل زيف الخطاب وخواء الشعار وبؤس الممارسة العملية لقادة الانقاذ و والتمس عن قرب رفضهم للإستجابة لصوت العقل وحل المشاكل سلميا -حيث قالها البشير في التسعينات -لن نحترم أو نفاوض الإ من يحمل السلاح ! عندها أستيقظ خلال وهب منحازا للمهمشين وقائدا لفصيل العدل والمساواة - رافضا الحلول الشكلية وراكلا عروض الإلتحاق بركب السلطة وختاما يتضح أن العصابة التي تتحكم في مصير البلاد تصر علي الكنكشة وعلي أقصاء الاخر بل وتصفيته وأن الأسلوب الذي أتبعته في التخلص من خليل سيكون بروفة لإزاحة آخريين و و سيلة خسيسة لإرهاب وإبتزاز الخصوم بحيث يطال رزاز الدم جميع الشرفاء والوطنيين بحيث لن ينجو مناضل من سيف الجلاد,,, إن سكتنا علي كارثة إغتيال خليل فسيصبح الإغتيال وإساليب المافيا وطالبان نهجا ثابتا وستنحدر البلاد الي قاع الهاوية بوتائر يصعب التحكم فيها...إذا لا مجال ولاطريق سوي إجتثاث النظام وإقتلاعه من جذوره وهذا يتطلب التنسيق الكامل بين قوي الهامش والفصائل المسلحة والقوي المراهنة علي برنامج الثورة الشعبيةالمحمية بالسلاح وجماعات الجهات المدني من أجل التغيير الشامل في إطاروطن موحد وديموقراطي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.