المصدر: طرابلس وكالات التاريخ: 26 فبراير 2012 الجيش الليبي يواجه اختباراً صعباً في أزمة الكفْرة. إي.بي.إيه قالت قبائل ليبية إن اشتباكات اندلعت بين قبيلتين متناحرتين، في أقصى جنوب شرق ليبيا، أول من أمس، ما أسفر عن إصابة أشخاص عديدين، وذلك على الرغم من تدخل قوات ليبية لإنهاء القتال الذي اسفر عن سقوط عشرات القتلى خلال الأسبوعين المنصرمين. وبدأ القتال في مدينة الكفْرة بالقرب من حدود ليبيا مع تشاد والسودان، بعدما تحولت منافسة قديمة بين قبيلتين إلى أعمال عنف. ويمثل القتال تحدياً جديداً للقيادة الجديدة في ليبيا التي تولت السلطة بعد الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي، العام الماضي، لكنها تجاهد لاستعادة الاستقرار، ويعرقلها عدم وجود جيش وطني فعال. وقال ممثلون عن قبيلتي التبو والزوي المتناحرتين في الكفْرة إن الاشتباكات اندلعت مجدداً. وقال المسؤول الأمني في قبلية الزوي، عبدالباري ادريس «نهبت (التبو) بعض المنازل وسرقت سيارات، واضطررنا إلى الدفاع عن أنفسنا»، وأضاف «لم يفعل الجيش شيئاً». وقال عيسى عبدالمجيد، الذي يقود مقاتلي التبو، إن القتال اندلع مجدداً، وإن أهالي «التبو» الذين يعيشون على المشارف الغربية للكفْرة تعرضوا للهجوم، وقال إن مصابين سقطوا لكنه لم يعلن أي أرقام. أضاف أن نحو 100 من قبيلة التبو قتلوا منذ بدء الاشتباكات. وأضاف «قتل أكثر من 30 شخصاً منهم أثناء نقلهم على الطرق إلى مستشفيات في بلدات أخرى». ولم يتسنّ التحقق بشكل مستقل من التصريحات. وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنها أجْلت 28 شخصاً من المرضى أو المصابين بجروح خطيرة من الكفْرة، منهم 20 نقلوا جواً الى مستشفيات في طرابلس، أول من أمس. وقالت اللجنة في بيان ان الثمانية الآخرين نقلوا الى طرابلس او بنغازي في وقت سابق من الأسبوع الماضي. وقالت ان معظمهم من قبيلة التبو. ودخلت وحدات عسكرية الى مدينة الكفرة لحفظ المنم فيها، بعد المواجهات الدامية. وقال المسؤول العسكري، علي الشيخي، إن «وحدات من الجيش الوطني (قيد التشكيل) موجودة في الكفرة مع ألوية من الثورة تحت سلطة وزارة الدفاع»، موضحاً أن الهدوء عاد الى المدينة، وأضاف الشيخي ان المدينة تشهد هدنة منذ ثلاثة ايام بفضل تدخل الجيش. يأتي ذلك في وقت بحث رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، أمس، مع وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغيه، عدداً من القضايا المتعلقة بتأهيل وتدريب الكوادر العسكرية في جيش بلاده وحماية الحدود. وناقش عبدالجليل مع لونغيه سبل تطوير العلاقات الليبية الفرنسية بما يخدم مصلحة البلدين المشتركة. وتعوّل فرنسا من خلال تكثيف زيارات كبار مسؤوليها العسكريين على إتمام صفقات عسكرية مع ليبيا، التي ساندتها طوال أشهر مواجهات الثوار مع كتائب القذافي. وفيما أكد عبدالجليل أن زيارة الوزير الفرنسي تأتي في إطار التعاون في مجال التدريب وحماية الحدود، أكد لونغيه استعداد بلاده لتدريب الجيش الوطني، موضحاً أن الأمن في ليبيا من مسؤولية حكومتها التي اعتبرها قادرة على تأمينه على أراضيها. وأثنى عبدالجليل في تصريح نقلته عنه وكالة الأنباء الليبية، عقب استقباله الوزير الفرنسي، على دور فرنسا في دعم ثورة بلاده ضد نظام الحكم السابق، معتبراً أن تدخل فرنسا في الوقت المناسب حال دون ارتكاب نظام القذافي أكبر مجزرة في مدينة بنغازي في شهر مارس من العام الماضي. وقال وزير الدفاع الفرنسي في تصريح للصحافيين، إن وزارته تحت تصرف الحكومة الليبية لتقديم أية مساعدات في مجال اختصاصها، خصوصاً مجالات التدريب والتأهيل للكوادر العسكرية للجيش الليبي. وأضاف «أنا بصفتي وزيراً للدفاع كانت مسؤوليتي المهمة تتمثل في مصاحبة وتنظيم المداخلات الفرنسية لخدمة الشعب الليبي، ومنذ العاشر من شهر مارس من العام الماضي، كنت أتابع الأوضاع في ليبيا». وتابع «عندما قرر الرئيس (الفرنسي) ساركوزي الاعتراف بالمجلس الانتقالي، تابعنا بكل القلق والآمال، المعاناة التي كانت في ليبيا، وشاهدنا شجاعة المقاتلين الثوار في كل المناطق الليبية والنهاية السعيدة لهذه الثورة». وشدد لونغيه على التأكيد أن الأمن في ليبيا هو مسؤولية الحكومة الليبية وهي قادرة تماماً على تأمينه. وقال «نحن تحت تصرف الحكومة الليبية في أي طلب للتعاون في مجال التأهيل والتدريب في مجالات اختصاصي، وهي تأهيل وتدريب الكوادر والضباط وصف الضباط في الجيش، سواء في سلاح الجو أو في أي مجال من المجالات العسكرية». ليبيا: أنباء حول ظهور مفاجئ لخميس نجل القذافي بساق مبتورة عبد الجليل يقول إن هناك معلومات غير مؤكدة.. والثوار يطوقون مخبأه القاهرة: خالد محمود فيما استمر أمس مسلسل الإثارة في ليبيا، بعدما أثار المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالي الليبي، المزيد من الغموض حول مدى صحة المعلومات التي تواترت حول عدم مقتل خميس القذافي، أحد أنجال العقيد الراحل معمر القذافي، وأنه لا يزال حيا، قال عبد الجليل في تصريحات مقتضبة ومثيرة للجدل عبر التلفزيون عقب اجتماعه في العاصمة الليبية طرابلس أمس مع وزير الدفاع الفرنسي، جيرار لونغيه: «هناك معلومات حول عدم مقتل نجل القذافي، لكنها غير مؤكدة حتى الآن». وقال قادة ميدانيون من الثوار أن خميس لا يزال حيا، وأنه يقود عمليات عسكرية مناوئة للثوار بساق مبتورة. وأكد مختار الأخضر، أحد القادة البارزين في صفوف ثوار مدينة الزنتان والمسؤول عن تأمين مطار طرابلس، أن خميس لا يزال حيا ويتحرك في بعض الأماكن برفقة بعض المسلحين المناصرين لنظام أبيه. واشار الاخضر إلى أنه استقى هذه المعلومات بعد اعتقال مجموعة كانت تعتزم القيام بما وصفه بعمليات تخريبية. وتحدثت مصادر ليبية ل«الشرق الأوسط» عن عملية تطويق جارية بدأت منذ صباح أمس بواسطة حشد كبير من الثوار للقبض على خميس. وفرض الثوار حصارا مشددا على جميع مخارج ومداخل المنطقة في محاولة لاعتقال نجل القذافي حيا. وأكد عبد العزيز بوسلوقة، مساعد رئيس قوات ضبط المنطقة الغربية، في تصريحات له أمس أن الثوار أقاموا نقاطا للتفتيش والمراقبة على المناطق الساحلية والصحراوية القريبة.