الخرطوم (رويترز) - قال شهود إن أكثر من 200 خريج جامعي عاطل خرجوا إلى الشوارع للمطالبة بوظائف في المنطقة المنتجة للنفط في شمال السودان يوم الخميس في اظهار غير معتاد للاستياء في منطقة حساسة سياسيا. وسارعت الشرطة السودانية بسحق سلسلة من الاحتجاجات الصغيرة في شمال السودان هذا العام بعضها طالب بانهاء حكم الرئيس عمر حسن البشير المستمر منذ 21 عاما متأثرة بالانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي. ولكن هذه الاحتجاجات لم تجتذب أعدادا كبيرة. وقد تثير احتجاجات يوم الخميس المطالبة بفرص عمل في بلدة الفولة بولاية جنوب كردفان قلق الحكومة اذ أن المنطقة يهيمن عليها بدو المسيرية وهم من القبائل العربية جيدة التسليح التي ساندت الخرطوم في الماضي. وتقع الفولة في المنطقة النفطية السادسة بالسودان التي يسيطر عليها كونسورتيوم تقوده شركة النفط الوطنية الصينية. وجاءت الاضطرابات التي تشهدها مصر وليبيا المجاورتان في وقت حساس بالنسبة لحكومة الخرطوم التي تواجه بالفعل أزمة اقتصادية وانفصال الجنوب المنتج للنفط وتمردا في دارفور في غرب البلاد. وتقع ولاية جنوب كردفان على حدود دارفور وجنوب السودان. وقال شاهد لرويترز في اتصال هاتفي ان الخريجين احتشدوا في شوارع الفولة صباح يوم الخميس ورددوا هتافات يطالبون فيها بوظائف. وأضاف أن الشرطة لم تتدخل على الفور لوقف الاحتجاج أو اعتقال الخريجين. ولا توجد أعداد رسمية للعاطلين في السودان لكن المحللين يقدرونها بنحو 20 بالمئة. وعادة ما يشكو الخريجون خاصة في جامعات خارج الخرطوم من نقص فرص العمل. وفي ديسمبر كانون الاول الماضي هاجم بدو مسلحون يطالبون بفرص عمل للسكان المحليين في قطاع النفط منشأتين نفطيتين واحتجزوا أحد العاملين لفترة وجيزة في جنوب كردفان. وقال شاهد من رويترز ان شرطة الخرطوم اعتقلت أكثر من 40 امرأة شاركن في احتجاج على عمليات أغتصاب وانتهاك للحقوق في ام درمان يوم الثلاثاء الماضي. ويوم الاربعاء اعتقل رجال أمن عشرات من أنصار المعارضين منهم الزعيم الشيوعي محمد ابراهيم نقد بعد دقائق من بدء احتجاج في وسط الخرطوم ضد حكم البشير. وقال منظمون انه في الحالتين أطلق سراح النشطاء بعد بضع ساعات من انتهاء الاحتجاجات.