قال الرئيس السوداني، عمر البشير إن الدستور المقبل سيكون إسلامياً، وأشار إلى أن مجموعات لم يسمها تحاول إخراج الشباب والأطفال و"الشماسة"، وهم الأطفال المشردون، للتظاهر. ولمّح حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إلى إمكان إجراء انتخابات في حال اتساع رقعة المظاهرات، فيما نفت الحركة الشعبية- قطاع الشمال ضلوعها في عملية اغتيال قيادي من الحزب الحاكم في جنوب كردفان. هذا وتستمر في أوساط الناشطين الدعوات إلى تظاهرات جديدة. وتم الإعلان في الساعات الأخيرة عن مقتل رئيس المجلس التشريعي في ولاية جنوب كردفان وبرفقته سبعة آخرون. الخرطوم اتهمت التمرد، لكن الحركة الشعبية قطاع الشمال، وعلى لسان الناطق باسمها نفت ذلك. على صعيد الاحتجاجات، دعا الناشطون إلى مواصلة المظاهرات في أنحاء السودان كافة. المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، بعد إقراره تقليص الحكومة، لمّح إلى إمكان إجراء انتخابات. لكنه وعلى لسان القيادي أمين حسن عمر، نفى أن يكون ما يحدث ربيعاً عربياً، قبل أن يشير لجهات خارجية تقف وراء الاحتجاجات. جهاز الأمن السوداني اتهم الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر الشعبي بتدبير الاحتجاجات. وكانت جمعة "شذاذ الآفاق" قد شهدت تطورا نوعيا من حيث العنف واتساع الرقعة. فالصدامات في محيط مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي، كانت الأعنف من نوعها. وقالت لجنة طبية سودانية، إن الأمن منع تقديم أي عون طبي للجرحى أو إخلائهم. الأمن اعتقل طواقم صحفية، من بينها طاقم قناة "العربية" وقام بضربهم. مناطق أخرى في الخرطوم، كمسجد السيد علي الميرغني في الخرطوم بحري، تعرضت لحصار أمني، مع استخدام الغاز المسيّل للدموع. رقعة الاحتجاجات شملت أيضا دنقلا في الشمال، الأبيض في شمال كردفان، حلفاالجديدة في الشرق، وسنار على النيل الأزرق، وأربجي في وسط السودان ومناطق أخرى. لكن المظاهرات لم تنجح بعد في جذب أعداد كبيرة مثل تلك التي شهدتها بلدان الربيع العربي. البشير: دستور السودان الجديد سيكون إسلاميا مئة في المئة أكد الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن دستور السودان الجديد سيكون إسلاميا "بنسبة مئة في المئة". وقال البشير مساء السبت إن الدستور سيكون" مثالا للدول المجاورة"، التي شهد بعضها فوز احزاب دينية بالسلطة بعد انتفاضات شعبية. وفي كلمة لزعماء الطرق الصوفية في الخرطوم ، أشار البشير إلى ان دستور السودان الجديد خلال فترة ما بعد الانفصال "قد يساعد في توجيه التحول السياسي بالمنطقة." وأضاف البشير أنه يريد ان يقدم دستورا يمثل نموذجا للدول المجاورة. واعتبر أن هذا النموذج " واضح فهو دستور اسلامي بنسبة مئة في المئة." وعبر الرئيس السوداني عن اعتقاده بأنه "لا شيء سيحفظ لغير المسلمين حقوقهم سوى الشريعة الاسلامية لأنها عادلة." وكان انفصال جنوب السودان ، ذي الأغلبية غير المسلمة العام الماضي، قد عزز توقعات بأن السودان ، الذي استضاف زعيم القاعدة السابق اسامة بن لادن في التسعينات ، سيبدأ في تطبيق الشريعة الاسلامية بشكل اكثر صرامة. " دوافع سياسية " وتواجه حكومة البشير احتجاجات شعبية محدودة تدعو الى استقالته. وأكد الرئيس السوداني أنه سيتم تشكيل لجنة تضم كل الاحزاب والطوائف الدينية والصوفية لإعداد دستور. غير أنه لم يحدد موعدا لذلك. وكانت السلطات السودانية قد سعت، بعد الانقلاب الذي وقع في عام 1989 وجاء بالبشير إلى السلطة، لتطبيق قوانين جعلت الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي لها. ويعد البشير، الذي يحكم السودان منذ 23 عاما، أحد أقدم الحكام الأفارقة في السلطة. وتطالب المحكمة الجنائية الدولية بتسليمه لمحاكمته بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور وهي اتهامات تقول الحكومة انها ذات دوافع سياسية ولا أساس لها. وكانت أحزاب المعارضة السودانية قد دعت إلى اضرابات واعتصامات ومظاهرات لإسقاط حكم البشير، ملقية بثقلها وراء احتجاجات ضد التقشف شهدها السودان في الآونة الاخيرة تضمنت ايضا دعوات لزيادة الحريات. بي بي سي البشير: دستور السودان سيكون اسلاميا بنسبة مئة بالمئة الخرطوم (رويترز) - قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم السبت ان دستور السودان الجديد سيكون اسلاميا بنسبة مئة في المئة ليكون مثالا للدول المجاورة والتي شهدت بعضها فوز احزاب دينية بالسلطة بعد انتفاضات شعبية. وادى انفصال جنوب السودان الذي تقطنه اغلبية غير مسلمة قبل عام الى اثارة توقعات بان السودان الذي استضاف زعيم القاعدة السابق اسامة بن لادن في التسعينات سيبدأ في تطبيق الشريعة الاسلامية بشكل اكثر صرامة. وفي كلمة لزعماء الطرق الصوفية في الخرطوم اشار البشير الى ان دستور السودان الجديد خلال فترة ما بعد الانفصال قد يساعد في توجيه التحول السياسي بالمنطقة. وقال البشير انه يريد ان يقدم دستورا يمثل نموذجا للدول المجاورة واضاف ان هذا النموذج واضح فهو دستور اسلامي بنسبة مئة في المئة. واردف قائلا انه يقول لغير المسلمين انه لاشيء سيحفظ لهم حقوقهم سوى الشريعة الاسلامية لانها عادلة. وقال البشير الذي يواجه احتجاجات على نطاق محدود تدعو الى استقالته انه سيتم تشكيل لجنة تضم كل الاحزاب والطوائف الدينية والصوفية لاعداد دستور. ويبدو ان هذه خطوة لتهدئة استياء احزاب المعارضة الاخرى والتي مازال كثير منها تهيمن عليه شخصيات اسلامية بسبب احجام البشير عن تخفيف قبضته على حزب المؤتمر الوطني الحاكم. ولم يحدد موعدا للدستور الجديد. وبعد الانقلاب الذي وقع في عام 1989 والذي جعل البشير يصل الى السلطة طبق السودان قوانين جعلت الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي لها. والجلد عقوبة شائعة في السودان بالفعل لجرائم مثل شرب الخمر والزنا. والحكم بالرجم نادر على الرغم من امرأة سودانية حكم عليها بالرجم لادانتها بالزنا مما اثار ادانة من محامي حقوق الانسان. ولم تنفذ احكام مماثلة في الماضي. ويتولى البشير الحكم منذ 23 عاما وهو واحد من اطول الحكام الافارقة بقاء في السلطة. والبشير مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بشأن ارتكاب جرائم حرب في دارفور وهي اتهامات تقول الحكومة انها ذات دوافع سياسية ولا أساس لها. ودعت احزاب المعارضة السودانية الى اضرابات واعتصامات ومظاهرات لاسقاط حكم البشير ملقية بثقلها وراء احتجاجات ضد التقشف شهدها السودان في الاونة الاخيرة تضمنت ايضا دعوات لزيادة الحريات . ولكن لم ترسل هذه الاحزاب انصارها بعد الى الشوارع. (إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)