تصاعدت بولاية البحر الاحمر والعاصمة الخرطوم تداعيات الكشف عن حادثة القبض علي الرجل الثاني بالولاية مع اربعة فتيات بالخرطوم آواخر رمضان الماضي، واصدر عدد من التجمعات السياسية والقبلية الموالية لحزب المؤتمر الوطني بيانات تندد بما وصفته بالجريمة الاخلاقية وتدعو لمحاسبة القيادي بحزبها، فيما اتهم آخرون الحكومة المركزية باستهداف قيادات البجا، في وقت كشفت فيه مصادر مقربة ولصيقة بالحدث عن تفاصيل دقيقة تنشر لاول مرة عن الحادثة. حيث كشف احد شهود العيان ان الحادثة وقعت مساء يوم الثالث والعشرون من رمضان الماضي، وتمت مداهمة شقة بالخرطوم عبر معلومات توفرت لشرطة النظام العام التي قامت باقتياد الفتيات الاربعه ونائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية البحر الاحمر محمد طاهر احمد حسين لمركز الخرطوم شرق حيث قامت بفتح بلاغ في مواجهتهم، وبعد قيام احدي الفتيات بالاتصال بقيادي في جبهة الشرق قامت شرطة النظام العام باطلاق سراحهم في وقت متأخر من مساء نفس اليوم. واكد مصدر مطلع علي صلة مع نائب رئيس المؤتمر الوطني قيامه بتقديم رشوة لافراد القوة التي قامت باعتقاله عبارة عن مبلغ عشرة الآف جنيه لتغيير اسمه الرابع ليصبح علي بدلاً من حسين، وبينما حكم القاضي بالجلد والغرامة علي الفتيات وتم تنفيذ الحكم في اليوم الثاني مباشرة فقد تاخرت محاكمة نائب رئيس المؤتمر الوطني لمرتين بسبب تخلفه عن المحكمة وهو مادفع الضامن للمطالبة بتغيير ضمانته، وتم تغيير الضامن بعد ذلك اكثر من مرة. واوضح المصدر ان القضية تمت تسويتها بمثول احد اقرباء نائب رئيس المؤتمر الوطني امام القاضي واقراره بالجريمة بدلاً من النائب، حيث تم جلده وقام بدفع الغرامة ليتم بذلك تسوية القضية وقفل الملف قانونيا في ذلك الوقت. وبعد اغلاق الملف بعد عدد من الايام تحصل احد الضباط بجهاز الامن وكان علي خلاف شخصي مع النائب علي ملف القضية وقام بفتحه من جديد، وبعد توزيعه البلاغ وبياناته علي بعض الصحف وقيادة الحزب بالمركز تحولت القضية للتناول الاعلامي والسياسي، وفي حال اصرار جهاز الامن علي فتح الملف من جديد قضائياً فقد يواجه المتهم السجن لسنين طويلة تحت تهم التزوير والرشاوي. ووفقا لمعلومات تسربت من داخل قيادة المؤتمر الوطني بالمركز فإن صراعاً حاداً يدور امام نائب رئيس المؤتمر الوطني د.نافع علي نافع بين عدد من ابناء البجا المطالبين باقالة نائب رئيس حزبهم بولاية البحر الاحمر ووالي الولاية محمد طاهر ايلا الذي يصر علي استمرار نائبه في منصبه. وتُرجح مصادر ان قراراً قد صدر من نافع بايقاف محمد طاهر احمد حسين بدليل غيابه عن حضور مهرجان السياحة الذي تم افتتاحه قبل يومين بمنطقة سنكات، وغيابه عن كل المناشط الحزبية والرسمية طوال الايام الماضية، في وقت وزعت فيه عدد من التجمعات داخل حزب المؤتمر الوطني بالولاية بيانات بمدينة بورتسودان الاحد (2 سبتمبر) تطالب بمحاسبة نائب رئيس حزبها علي ماوصفته (بالجريمة الاخلاقية والسقوط الفاحش وتشويه سمعة الحزب). في السياق، صدر بيان باسم ابناء البجا ندد بالاتهامات الموجهة لمحمد طاهر احمد حسين ووصفها بالمفبركة وبأنها تاتي “في سياق الاستهداف المتواصل من ابناء الشمال للبجا"، واستدل البيان علي استهداف قيادات البجا “بوجود عدد كبير من القيادات الفاسدة التي يتستر عليها القانون". ويري مراقبون أن تصاعد قضية نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية البحر الاحمر تعود لكونه الحاكم الحقيقي للولاية وواضع كل السياسات التي يتم من خلالها حكمها، ويري المراقبون ان محمد طاهر احمد حسين الذي يشغل ايضاً منصب نائب رئيس المجلس التشريعي بالولاية يحكم البحر الاحمر بالحديد والنار ويُمارس سلطاته حتي علي الوزراء والمعتمدين وهو مااكسبه الكثير من الخصوم داخل الحزب وخارجه، ويتهمه الكثيرون بتسخير موارد الولاية وامكاناتها لمصالحه الخاصة بالشراكة مع الوالي.