عندما صرح أحد قيادات الجبهة الثورية قبل أيام بأنهم هم الذين يشكلون حماية للثورة السلمية كان هذا الكلام في حد ذاته مولدا لكثير من الأسئلة : هل تستطيع قوات الجبهة الثورية حماية المدنيين الذين يسكنون في مناطق نفوذها أو مناطق صراعها مع مليشيات النظام . الواقع يقول أن المدنيين في تلك المناطق (جبال النوبة - دارفور - النيل الأزرق ) ظلوا يعانون الأمرين جراء قصف طائرات النظام العشوائي الحاقد المستمر لقراهم وكراكيرهم وهذه الطائرات العدوة لا تجد رادعا من قوات الجبهة الثورية إلا قليلا ... ... بمرور الوقت يتضح أن مسألة مضادات الطائرات هذه هي العنصر الحاسم فأعداد المقاتلين المنضوين تحت لواء الحركات المكونة للجبهة الثورية يكاد يفوق أعداد المنضوين تحت لواء مليشيات نظام الخرطوم ودوافعهم القتالية أكبر بكل تأكيد ولا يتفوق جيش نظام البشير إلا بالطيران .. فإذا امتلكت الجبهة الثورية مضادات طيران ذات فاعلية فعندئذ وعندئذ فقط سنقول أن مسلسل قتل المدنيين في الخرطوم وفي جامعة الجزيرة وفي كجبار وفي النيل الأزرق ودارفور قد انتهى.