مع ذكري مرور 5 سنوات علي إغتيال غرانفيل الخرطوم : الهادي محمد الأمين رأس السنة أم رأس غرانفيل أم رأس الحكومة ؟ ثلاثة مفردات متلازمة تدور في أذهان الكثيرين فمنذ 10 أيّام أو تزيد نشط الدعاة السلفيون في التحذير من الإحتفال بأعياد الميلاد وحرمة مشاركة المسلمين للمسيحيين أو النصاري في أعيادهم أو الذهاب إليهم في كنائسهم لتهنئتهم بعيد ميلاد السيد المسيح تحت دعوي أو مسوّغ شعارات التسامح الديني والتعايش السلمي وصدرت فتاوي شرعية تبطل وتضع كل ذلك في دائرة الحظر والتحريم وشدد خطباء عدد من المساجد أنّ من ( تشبّه بقوم فهو منهم ) وحملت خطبتي الجمعة الماضية بجانب جمعة ( الأمس ) تنبيها بمخاطر وإفرازات هذه الإحتفالات وزاد من حماسة الدعاة السلفيين وصول شرطة أمن المجتمع ووضع يدها علي مخزن خمور مستوردة بشقة في العمارات يتم توزيعها وبيعها عن طريق شاب سوداني يحمل الجواز البريطاني بجانب متهم آخر إثيوبي الجنسية بجانب ضبط الشرطة لسيارة ( حافلة هايس ) تحمل خمور بلدية ( عرقي ) بغرض توزيعها في أحياء الديم حيث كان المتهمون يخططون لتوزيع الخمور عبر خدمة ( الهوم ديلفري ) وفق طلبيات معينة تتزامن مع احتفالات رأس السنة .. غير أن التيار الجهادي رمي بسلاح ومفاجأة من العيار الثقيل بمناسبة مرور 5 سنوات علي تنفيذ عملية إغتيال موظف وكالة المعونة الأمريكية الدبلوماسي ( جون ما يكل غرانفيل ) الذي لقي حتفه مطلع العام 2008م وهو خارج لتوه من موقع مشاركته مع مجموعة من الرعايا الغربيين في احتفالات رأس السنة في حي الرياض حيث باغتته مجموعة جهادية يرأسها محمد مكاوي إبراهيم ويعاونه عبد الباسط حاج الحسن ومهند عثمان يوسف وعبد الرؤوف أبوزيد – بإطلاق وابل من الرصاص عند تقاطع شارع عبيد ختم مع شارع عبد الله الطيب فأردته قتيلا مع سائقه السوداني عبّاس عبد الرحمن ففي أمسية اليوم الجمعة 28 ديسمبر 2012م دفعت السلفية الجهادية بأحد أسلحتها في الفضاء الإسفيري متحدية الحكومة السودانية ضمن جولة من جولات الصراع الدائر بين الطرفين علي خلفية نجاح الأجهزة الأمنية في توقيف وتفكيك خلية الدندر في أواخر شهر نوفمبر من العام 2012م بقيادة العقل المدبر لخلية السلمة الدكتور أسامة أحمد عبد السلام حيث طرحت الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية بالتعاون مع مؤسسة الهجرتين شريط فيديو علي اليوتيوب وتويتر أطلقت عليه عنوان ( الإصدار الفريد في كسر القيود ) كأول توثيق مصور يرصد أخطر عملية هروب المدانين بقتل غرانفيل من سجن كوبر وقالت المؤسسة الإعلامية – أن هذا الشريط – يحكي ويروي قصة هروب 4 من المجاهدين من سجن محصّن في الخرطوم .. حيث يأتي الشريط الذي يتناقله المهتمون الآن علي نطاق واسع كرد وبيان بالعمل من قبل التيار السلفي الجهادي علي الحكومة السودانية ويرسل عددا من الرسائل مفادها أن الإمساك علي أفراد من خلية الدندر لا يعني نهاية للسلفية الجهادية بقدر ما يوضح أن الشوط الأول من الصراع لم يبدأ بعد وأن المعركة بين الطرفين لا زالت في مراحلها الأولية والحرب ستكون سجالا وطويلة المدي والأمد وظهور شريط الفيديو علي اليوتيوب قصد منه إحراج الحكومة بأنها – علي الأقل – كانت غافلة حينما قام الفارّون بالخروج من سجن كوبر بحيلة ذكية وماكرة عبر إنشغال حرّاس السجن بمشاهدة مباراة القمة بين فريقي الهلال والمريخ ثم كأس العالم واورد التسجيل بالصوت والصورة جزءا من هذه المباراة كما يعني بث الفيديو أن عناصر السلفية الجهادية بالسودان ( في القيد والأسر ) بإمكانهم الهروب مرة أخري مهما كانت التحصينات والتعزيزات العسكرية وأن الكثير من الخلايا لها القدرة علي المناورة ولعب البلوتيكا مع الحكومة وحوي الفيديو مقاطع شعرية مرددة بصوت حماسي منها هذه الأبيات أسد الجبال الصامد النحرير صمام الكتيبة ال "ما بهدوا" مسير نزّال الحرب ال ما بعدلوا نظير قصاص الرقاب ال ما بجلّي الطير ثم أشعار أخري تمجّد الجهاد في الصومال بجانب صورا تحكي الطريقة والسيناريو الذي استطاع الفارون تنفيذه للإفلات من القضبان الحديدية في السجن العتيق .. لكن السؤال هو : كيف ترد الحكومة علي هذا الفيديو القنبلة الذي ( فجّر ) اليوتيوب في وجهها يصعب الإجابة علي الإستفسار ... فصراع الصوفية مع أنصار السنة حول إحتفالات البلاد بعيد المولد النبوي الشريف شغل الحكومة عن الانتباه لما يجري قبل وأثناء وبعد احتفالات البلاد بعيد السيّد المسيح !! Dimofinf Player شاهد فيديو يوثق لهروب قتلة الدبلوماسى الامريكى غرانفيل من سجن كوبر http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=0Y9FieeNoV8