حذر ناشطون في الولاياتالمتحدة من أن استمرار نظام الرئيس السوداني عمر البشير في السلطة سيؤدي إلى تفكك السودان في حال عدم التصدي لحل حقيقي. وكشف عن اتجاه واشنطن إلى تعيين مبعوث جديد للإدارة الأميركية إلى السودان بعد انتهاء فترة سلفه برنيستون ليمان، في وقت قالت فيه حركة العدل والمساواة إنها استطاعت منع البشير من زيارة الفاشر الأسبوع الماضي بعد هجومها على قوات حكومية، وشددت على أنها حذرت من أن طائرته كانت هدفا عسكريا. وقال جون برندرقاست الخبير في الشؤون السودانية إن الخرطوم تمر بأزمة حكم تتمثل في تركيز السلطة والثروة في يد أقلية. وأضاف أن استمرار الأوضاع في السودان على ما هي عليه قد تقود إلى تفككه إذ لم يتم التصدي بشكل حقيقي. وقال إن البشير وعددا قليلا من القيادات حوله يسيطرون على مصير ملايين السودانيين ولا يمتلك حلا حقيقيا لأزمة البلاد، مشيرا إلى وجود صراعات على السلطة وانقسام خطير داخل النظام. وأضاف أن وثيقة الدوحة لسلام دارفور فشلت في تحقيقه ولا توجد آلية سياسية حقيقية لمعاجلة الأزمة المتفاقمة، معتبرا أن توحيد المعارضة السلمية والمسلحة خطوة مهمة وإيجابية من أجل التغيير والتحول الديمقراطي. وقال برندرقاست إن فريق السياسة الخارجية الجديد في واشنطن يضع السودان ضمن أولوياته، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لديه خبرة في السياسة الخارجية ومتفهم لما يمكن أن يقوم به في السودان. وقال إن الخرطوم وجوبا يتعين عليهما إيجاد حلول سلمية في تنفيذ اتفاقيات التعاون التي تم التوقيع عليها في سبتمبر (أيلول) الماضي. وأضاف أن البيت الأبيض سيعلن عن مبعوث جديد إلى السودان. من جهته، قال مسؤول قسم السودانيين في جامعة كولومبيا أحمد حسين آدم ل«الشرق الأوسط» إن المجتمع الدولي يتحمل بعض المسؤولية لتقاعسه في إيقاف الإبادة الجماعية التي حدثت في دارفور منذ عشر سنوات واسترضائه للبشير. وأضاف: «المجتمع الدولي لديه مسؤولية أخلاقية وقانونية لمنع الإبادة الجماعية الحالية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق»، داعيا الفاعلين في المجتمع الدولي إلى وقف الإبادة في الإقليم، معتبرا أن البعثة المشتركة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور (يوناميد) قد فشلت في مهمتها وأنها استجابت إلى مراوغات الحكومة السودانية، متهما فريق الخبراء الذي كلفته الأممالمتحدة لوضع حد للنزاع بأنه غير محايد وأن عدد من أعضائه دون أن يشير إلى دولهم يعملون على ترضية الخرطوم، مبديا استنكاره إلى عدم متابعة مجلس الأمن الدولي إلى قراراته المتعددة التي أصدرها ضد السودان من قبل والتي لم يتم تنفيذها. وقال: «على مجلس الأمن الدولي وقف هذه الفوضى وأن يتابع القرارات التي صدرت طوال السنوات العشر الماضية»، مشيرا إلى أن الاغتصاب أصبح سلاحا فاعلا للحكومة تستخدمه في النزاع وأن معدلاته أصبحت أكثر من 5 حالات في الشهر وأمام أعين قوات حفظ السلام الدولية. وشدد آدم على ضرورة عدم الإفلات من العقاب، داعيا مجلس الأمن الدولي إلى تنفيذ قراره بالقبض على المتهمين بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب في دارفور، في إشارة إلى مذكرات اعتقال صدرت إلى عدد من المسؤولين وفي مقدمتهم الرئيس السوداني عمر البشير الذي أصدرت المحكمة الجنائية مذكرة اعتقال ضده منذ عام 2009. وقال: «ليس من المفاجئ ألا ينفذ القبض على المجرمين الذين أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر قبض بشأنهم ويتجاهل المجتمع الدولي تنفيذ قراراته»، معتبرا أن الحكومة السودانية تعزز من تحالفها مع دولة إيران. وقال إن الخرطوم بنت قواعد عسكرية كبيرة إلى جانب تعاون استخباراتي مع الحرس الثوري الإيراني في المنطقة. وأضاف أن مثل هذا التحالف سيجر السودان إلى صراعات إقليمية ودولية. وتابع: «استمرار نظام البشير يعني تفكيك البلاد ودخول حرب مع دولة الجنوب وتهديدا للسلام والأمن الدوليين وسيصبح السودان مرتعا لجماعات الإرهاب الدولي». وقال: «الآن هناك من التقارير التي تتحدث بدخول المجموعات المتطرفة من مالي إلى إقليم دارفور ويجب ألا يدفع شعبنا ثمن الحرب التي تدور في جنوب الصحراء». من جهته، قال المتحدث الرسمي لحركة العدل والمساواة جبريل بلال ل«الشرق الأوسط» إن حركته نجحت في منع الرئيس السوداني عمر البشير من القيام بزيارة إلى شمال دارفور كان مقررا أن يقوم بها الأربعاء الماضي. وأضاف أن هجوم قوات حركته على القوات الحكومية كان يستهدف زيارة البشير التي جاءت متزامنة مع مرور 10 سنوات على الحرب في دارفور. وقال: «البشير هو مجرم حرب والمسؤول الأول عن ارتكاب الإبادة الجماعية ومطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية». وتابع: «نحن أعلنا أن طائرة البشير هدف عسكري مشروع وكنا سنسقطها». وأكد الجيش السوداني وقوع اشتباك مع متمردين بالقرب من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور الأربعاء الماضي، لكنه قال إن القوات السودانية صدت الهجوم. وقال إن حركة العدالة والمساواة قتلت عددا من جنود الحكومة في هجوم الأربعاء الماضي الذي شنته على قافلة للجيش. وقال مسؤول حكومي إن زيارة البشير تم تأجيلها إلى وقت لاحق، لكنه لم يحدد مواعيد أخرى ودون توضيح أسباب تأجيل الزيارة. من جهته، قال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية الصوارمي خالد إن القوات السودانية صدت هجوما للمتمردين. وأضاف أن بعض المقاتلين هاجموا دورية للشرطة كانت تصاحب مجموعة من التجار تلفت بضاعتهم. وقال إنه ليس هناك ما يمنع الرئيس من زيارة ولاية شمال دارفور من الناحية الأمنية.