اتهم السودان اسرائيل بتنفيذ غارة جوية يوم الثلاثاء، على سيارة في ضواحي مدينة بورسودان شرقي البلاد وقتل راكبيها الاثنين. وقال وزير الخارجية السوداني علي احمد كرتي إن لدى حكومته "منذ الأمس أدلة شبه قاطعة بأن الهجوم نفذته إسرائيل". ولم يحدد كرتي هويات المقتولين مشيراً إلى أنهما سودانيين فقط. وأضاف كرتي، في مؤتمر صحفي في الخرطوم، إنه لا يعرف السبب وراء الهجوم، ولكن "إسرائيل تردد مزاعم بأن السودان يدعم حركات إسلامية". وقال كرتي: "هذا غير صحيح. وإسرائيل تحاول بتلك الإدعاءات تبرير هجومها يوم أمس". يذكر أن إسرائيل تقول إن حركة حماس الفلسطينية تستخدم السودان كقاعدة خلفية لعمليات تهريب أسلحة لمقاتليها عبر السودان إلى قطاع غزة. غزة - السودان وكانت السلطات السودانية قد قالت في عام 2009 إن قافلة لتهريب الأسلحة قد قصفت من قبل طائرة مجهولة الهوية بالقرب من البحر الأحمر على أراضيها. وقد أثيرت شبهات آنذاك بأن إسرائيل نفذت القصف لمنع وصول الأسلحة إلى قطاع غزة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود أولمرت قد لمح إلى أيد إسرائيلية في القصف حين قال: "نتحرك في أي مكان لضرب البنى التحتية للإرهابيين، سواء في الأماكن القريبة أم البعيدة". ولم تعلق إسرائيل على الحادث الأخير في بور سودان. وقال مراسل بي بي سي جيمس كوبنل، إن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة على علاقة جيدة بالحكومة السودانية. وتثير توترات الأوضاع في السودان إمكانية تزايد النشاطات غير الشرعية في البلاد. بي بي سي القصف تم على بعد 500 متر من رئاسة الدفاع الجوي بمدينة بورتسودان الخرطوم-الوئام: قامت طائرة حربية مجهولة أمس بقصف سيارة من نوع (كليك) بداخلها شخصين قضت عليهما ، في حي اللالوبة الواقع على بعد 500 متر من رئاسة الدفاع الجوي بمدينة بورتسودان الساحلية بشرق السودان. مصدر أمني رسمي أكد مقتل شخصين كانا داخل العربة ، وقال إن وفداً من القوات الجوية والدفاع الجوي توجهوا للمدينة مساء أمس للتحقيق في الحادثة. وأشار المصدر لوجود مراقبة إسرائيلية على منطقة البحر الأحمر لعدم تهريب أي سلاح لغزّة، مضيفاً بالقول أن ضربة جوية شهدتها أيضاً مناطق بالقرب من سواكن وحلايب خلال اليومين الماضيين . وقال أحد شهود العيان إن طائرة مجهولة قصفت العربة على بعد «4» كيلومترات من مطار بورتسودان في نقطة تفتيش تلانبيت، ولفت إلى أن ركاب العربة نزلوا من طائرة في مطار بورتسودان وكانوا متوجهين لداخل المدينة. السودان يهدد اسرائيل بالرد على غارة على اراضيه الخرطوملندن 'القدس العربي' وكالات: اتهمت السلطات السودانية الاربعاء اسرائيل بشن غارة جوية على سيارة ادت الى سقوط شهيدين مساء الثلاثاء في بور سودان شرق البلاد، وتوعدت الخرطوم بالرد على اسرائيل في الوقت المناسب. الا ان اسرائيل رفضت الادلاء بأي تعليق، رغم ان صحافتها نسبت العملية الى اسرائيل. واثار هذا الهجوم القلق بشأن قيام اسرائيل بهجمات متذرعة بحجج تهريب حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الاسلحة الى قطاع غزة عبر ممرات جبلية في شرق السودان. الا ان حركة حماس اكدت ل'القدس العربي' ان لا علاقة للحركة بهذا الهجوم. وقال علي احمد كرتي وزير الخارجية السوداني في الخرطوم 'لدينا ادلة تشير الى ان الهجوم شنته اسرائيل. نحن متأكدون بالكامل من هذا، الا اننا لا نعرف السبب'. واضاف 'في الايام الاخيرة، صدرت ادعاءات في اسرائيل بأن السودان يدعم مجموعات اسلامية. هذا ليس صحيحا. وعندما تصدر اسرائيل ادعاءات مماثلة فهي تحاول ان تبرر ما قامت به امس'. وردا على سؤال حول هوية الشهيدين، اجاب وزير الخارجية 'لا نعلم من كان هذان الشخصان. كانا مجرد مواطنين سودانيين عائدين من المطار'. واضاف 'لا نعرف لماذا استهدفتهما اسرائيل'. وقد ادلى الوزير السوداني بتصريحه بعيد لقاء مع المبعوث الامريكي الجديد في السودان برينستون ليمان. وهذه هي زيارته الاولى للخرطوم منذ الاعلان عن تعيينه في 31 اذار (مارس). واكد رئيس مجلس ولاية البحر الاحمر في السودان (وكبرى مدنها بور سودان) مساء الثلاثاء محمد طاهر ان غارة جوية استهدفت سيارة على اطراف بور سودان ودمرتها وقتلت راكبين كانا فيها. وقال 'قصفت طائرة سيارة صغيرة كانت قادمة من مطار بور سودان الى المدينة ... كان في السيارة شخصان ولقد قتلا. السيارة دمرت تماما'. واضاف ان الطائرة المجهولة جاءت من ناحية البحر الاحمر، وعادت باتجاهه بعد تنفيذ الضربة في حوالي العاشرة مساء (19,00 ت غ). وكان متحدث باسم الشرطة اكد وقوع الهجوم على بعد 15 كلم جنوب بور سودان، وذكر ان فريقا من المحققين قد ارسل الى مكان الحادث. وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق في اتصال مع 'القدس العربي' ان الشهيدين ليسا فلسطينيين ولا علاقة لهما بحركة حماس. كما اكدت مصادر ايرانية في دمشق ل'القدس العربي' ان الشهيدين لا علاقة لهما بايران، ورجحت المصادر الرواية السودانية، التي ذكرت ان الشهيدين سودانيين. وتقيم حركة حماس علاقات وثيقة مع الخرطوم. وتمتلك منذ فترة طويلة قاعدة في السودان غالبا ما يزورها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل الذي يعيش في المنفى بدمشق. وفي مؤتمر صحافي عقده الشهر الماضي في الخرطوم، اشاد خالد مشعل بالتغيرات السياسية في مصر التي ادت الى تنحي الرئيس حسني مبارك، وجدد دعوته الى قتال اسرائيل. وهذه ثاني مرة خلال عامين يلقي فيها باللائمة على اسرائيل بوصفها الدولة التي نفذت على الأرجح هجوما في المنطقة. وقال مسؤولون سودانيون في عام 2009 إن طائرة مجهولة قتلت العشرات في غارة على قافلة لمهربي سلاح مشتبه بهم على طريق ناء في الشرق وأشارت بعض التقارير إلى ان اسرائيل هي التي نفذته لمنع وصول اسلحة الى قطاع غزة. واحتل خبر استشهاد شخصين في الغارة الجوية على سيارة في السودان عناوين الصحف الاسرائيلية الاربعاء التي حملت الجيش الاسرائيلي مسؤوليتها. وعنونت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الاوسع انتشارا 'الجيش الاسرائيلي شن هجوما في السودان'. واضافت الصحيفة نقلا عن وسائل اعلام اجنبية ان الغارة 'استهدفت رجالا مطلوبين في افريقيا'. اما صحيفة 'اسرائيل اليوم' المجانية المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فكان عنوانها 'تصفية في السودان'. وبدورها عنونت صحيفة معاريف عددها ب'هجوم غامض في السودان'، مشيرة الى ان مسؤولين اسرائيليين رفضوا التعليق على الموضوع. ورفض الجيش الاسرائيلي ووزارة الخارجية التعليق على الموضوع. ونسبت الى الجيش الاسرائيلي غارات مماثلة في العام 2009 في السودان استهدفت قوافل يشتبه في انها تهرب اسلحة الى حركة حماس. تأتي الغارة في لحظة صعبة بالنسبة للخرطوم التي تأمل رفع اسمها من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب لجذب الاستثمارات واحتواء مشاعر السخط بسبب ارتفاع الأسعار وانفصال الجنوب الغني بالنفط.