كامل إدريس يلتقي الناظر ترك ويدعو القيادات الأهلية بشرق السودان للمساهمة في الاستشفاء الوطني    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. حسناء أثيوبية تشعل حفل غنائي بأحد النوادي الليلية بفواصل من الرقص و"الزغاريد" السودانية    شاهد بالفيديو.. بلة جابر: (ضحيتي بنفسي في ود مدني وتعرضت للإنذار من أجل المحترف الضجة وارغو والرئيس جمال الوالي)    اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا تؤكد أهمية الاستعداد لمواجهة الطوارئ    حملة في السودان على تجار العملة    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    إيه الدنيا غير لمّة ناس في خير .. أو ساعة حُزُن ..!    مشاهد من لقاء رئيس مجلس السيادة القائد العام ورئيس هيئة الأركان    خطة مفاجئة.. إسبانيا تستعد لترحيل المقاول الهارب محمد علي إلى مصر    من اختار صقور الجديان في الشان... رؤية فنية أم موازنات إدارية؟    المنتخب المدرسي السوداني يخسر من نظيره العاجي وينافس علي المركز الثالث    الاتحاد السوداني يصدر خريطة الموسم الرياضي 2025م – 2026م    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    ترتيبات في السودان بشأن خطوة تّجاه جوبا    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لمّح لخلافة نافع للبشير ؛ عبدالرحمن الصادق للشرق الأوسط : للرئيس 3 نواب !!!
نشر في السودان اليوم يوم 29 - 03 - 2013

قال مساعد الرئيس السوداني عبد الرحمن المهدي، إنه لا توجد صراعات داخل النظام حول من يخلف الرئيس عمر البشير الذي أعلن عدم ترشحه لولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولم ينف المهدي، وهو نجل زعيم المعارضة الصادق المهدي، أو يؤكد، أحاديث عن ترشيحه بديلا للرئيس البشير بعد تنحيه، وقال إن للرئيس ثلاثة نواب يعملون بانسجام ولا توجد بينهم صراعات في الدولة وكراسي الحكم، وإن ما يثار من مخاوف حول انهيار الدولة في حال إصرار الرئيس البشير على عدم الترشح مجرد هواجس لا يسندها منطق أو وقائع.
واعتبر المهدي في حوار مع «الشرق الأوسط»، الضغوط الاقتصادية التي واجهتها الخرطوم وجوبا خلال فترة تردي العلاقات بينهما ضمانة لعدم العودة إلى الخلف والتراجع عما تم الاتفاق عليه، وقال: «هذا وحده سيكون رادعا ودرسا مستفادا يحول دون العودة للفترة التي واجهنا فيها ضغوطا كثيرة».
ولمح مساعد الرئيس السوداني إلى إمكانية التفاوض مع قادة الحركة الشعبية (قطاع الشمال) التي ترفع السلاح في وجه الحكومة، دون أن يحددا أسماء على عكس تصريحات سابقة كانت تقول إن الحكومة يمكن أن تفاوض أشخاصا دون آخرين، وقال إن دولة الجنوب عرضت عبر رسالة للرئاسة، التوسط بين الخرطوم وقادة الحركة الشعبية. وفي ما يلي نص الحوار:
* منصب «مساعد الرئيس» في القصر الرئاسي السوداني ل«الترضية»، وبلا صلاحيات تذكر، من خلال تجربتك هل تؤيد أم تنفي هذه السيرة؟
- لمساعد رئيس الجمهورية مسؤولية تنفيذية عليا في الرئاسة، ولا يمكن أن يكون المنصب لمجرد ترضية، وله صلاحيات ومعان أساسية ضمن ما نقوم به من أجل الوطن والدين في إطار المهمة الموكولة لنا.
ويتضمن المنصب المسؤولية عن ملفات «حساسة»، ومشاركة فعلية في اتخاذ القرار بكل مستوياته، لذلك هو واجب ومسؤولية كبيرة.
* يتم منح منصب «مساعد رئيس الجمهورية» بناء على «صفقات سياسية»، أي صفقة أتت بالسيد عبد الرحمن الصادق المهدي لمنصبه الحالي؟
- إيمانا من القيادة السياسية بأهمية المشاركة في اتخاذ القرار وفي إدارة الدولة تم تعييني مساعدا للرئيس، وكلف كل من مساعدي الرئيس ب«ملف اختصاص» يديره ويساعد الرئيس عليه، وكلف بملف إدارة العلاقة مع إخوتنا في دولة الجنوب وتطويرها إيجابيا.
* هل جاءك المنصب وفقا لصفقة بين الحزب الحاكم وحزب الأمة؟
- استغلت من حزب الأمة قبل سنتين، وقلتها يوم التكليف بأنني لا أمثل حزب الأمة.
* باستقالتك من حزب الأمة هل تركت «طائفة الأنصار»؟
- لم أغادر «أنصاريتي» لأنها عقيدة، والعقائد لا تغادر.
* لكن جدك السيد عبد الرحمن المهدي إمام الأنصار الراحل ومؤسس الحزب قد قال: «كل أنصاري حزب أمة وليس العكس».
- اتبعت مقولة الإمام المهدي: «لكل وقت ومقال حال، ولكل أوان وزمان رجال»!
* قلت إنك كلفت بملف «العلاقة مع الجنوب»، هل تعتقد أنك تؤدي دورك كاملا في إدارة هذا الملف؟
- ملف الجنوب ملف معقد جدا، وفيه درجة كبيرة من الموضوعية واللاموضوعية، ولا نستطيع الحديث عنه إلا عن طريق «البيان بالعمل»، الآن الحمد لله سارت العلاقة بيننا ودولة جنوب السودان في الاتجاه السليم، وقعنا اتفاقية التعاون. كانت هناك عوائق بشأن الترتيبات الأمنية، وبمعالجة المعوقات نحن حاليا نطبق الاتفاقات «حرفيا» وبحذافيرها. ويسير ملفي كما ينبغي، وندعو الله لحفظ العلاقات بينا وبين دولة الجنوب، لأنها العلاقة الأهم بالنسبة لنا، بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ونسأل الله ألا تدخل علينا «السعالي السبع».
* وقعتم مصفوفة إنفاذ بنود اتفاقية التعاون مع جنوب السودان «فجأة»، بعد أن بلغ الحال حد وصف الرئيس البشير للحوار مع الجنوب بأنه «لت وعجن».
- هناك إرث طويل من التفاوض والنقاش والحوار المثابر والصبور، ولم يجئ الاتفاق فجأة، صحيح كانت تحدث بعض «الأشياء»، كنا نتفق على شيء محدد، ثم يقدمون لنا في الاجتماع القادم ما يجعلنا كأننا نبدأ بداية جديدة، كانت تحدث خلافات إجرائية، لكن الإرث الطويل من المفاوضات كان حاضرا ومستديما بيننا، مما قاد إلى «تراتيبية» محددة للاتفاق.
* قدمتم «تنازلات كبيرة» في المفاوضات الأخيرة..
- حافظنا على مصلحة السودان بما حفظ الكيان والدولة، ونتمنى أن نستطيع المحافظة على العلاقة بيننا وبينهم..
* إذا كنتم ترون في الوصول لاتفاق مع الجنوب حفظا لمصلحة السودان، لماذا ضيعتم كل هذا الوقت؟
- لم نتأخر في الوصول لاتفاق، لقد كانت هناك خلافات على بعض الملفات ومنها «الملف الأمني، فك الارتباط»، وقضايا أخرى كثيرة مرتبطة بالترتيبات الأمنية، ومن بينها العلاقة المتداخلة جدا فيما يخص الفرقتين التاسعة والعاشرة.
وتسببت هذه الخلافات في تأخير الوصول لاتفاق، لكننا اتفقنا في النهاية ليس بسبب أننا قدمنا تنازلا معينا، فلأي تفاوض «سقوف» يحاول كل طرف المحافظة عليها مرتفعة، لدينا فريق تفاوض مقتدر وقدير يسانده مجموعة من الفنيين المتخصصين، والاتفاق مرض لنا بدرجة كبيرة.
* تراجعتم عن «السقف المرتفع» المتعلق بفك الارتباط ونزع سلاح الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين للجيش الشعبي الشمال عن جيش الجنوب، ورهنتم الأمر ل«ترتيبات فنية»، مثل المنطقة الآمنة منزوعة السلاح، والتي تليها دون «اتفاق سياسي» محدد يوفر الضمانات اللازمة؟
- ما وصفته بأنه تم فجأة كانت الفرق الفنية تعمل عليه، باعتبار أن الفكرة السياسية تم الاتفاق عليها أولا وبني عليها هيكل الاتفاق، ولأن «الشيطان في التفاصيل»، حدثت مطاولات وتأجيلات طوال الفترة الماضية، أما في ما يتعلق بضمانات العمل السياسي والعلاقات الدولية، فرب ضارة نافعة، وما حدث في الفترة السابقة من ضغوط اقتصادية، وأوضاع فيها درجة كبيرة من العنت والسلبية، وحده يمثل ضمانا لعدم الرجوع إلى الخلف، فقد عرفنا أن العلاقة لها أبعاد كثيرة، وهذا وحده سيكون هذا رادعا ودرسا مستفادا من التجربة يحول دون العودة للفترة التي واجهنا فيها ضغوطا كثيرة، عانى منها شعبا البلدين معاناة كبيرة، وأن القيادة حين تنظر لما حدث لن ترجع عن الاتفاق، وهذا هو الضمان الأساسي.
* كان أعلى سقف تطالبون به هو تدخل دولة الجنوب لنزاع سلاح الفرقتين التاسعة والعاشرة، هل اتفقتم على هذا؟
- كل الترتيبات التي تكفل أمن وسلامة واستقرار البلدين تم الاتفاق عليها مع الإخوة في دولة الجنوب..
* ظل وضع المنطقتين «جبال النوبة، النيل الأزرق» ومنطقة «أبيي» غير محدد في هذا الاتفاق، بما يهدد بجعلها نواة لتوتر جديد؟
- ليس هناك غموضا «كلامنا كله بره»، بما يخص المنطقتين، فقد حدد البروتوكول لهما علاجا نحن ملتزمون به، ولا مانع لدينا من مواصلة الحوار على المنطقتين، أما فيما يخص قضية «أبيي»، فهناك اقتراحات كثيرة جدا، ونحن متفقون بصورة كبيرة ولا يوجد خلاف خارج عن اليد.
* وزير الدفاع قال في مؤتمر صحافي إن الرئيس سلفا كير ميارديت سلم الخرطوم رسالة تتعلق ب«فك الارتباط»، ما المقترحات التي وردت في هذه الرسالة؟
- هم عرضوا علينا أن يدخلوا كوسطاء بيننا وبين قطاع الشمال، لأن هناك ارتباطا أساسيا بينه وبينهم، ونعتبر رسالة الرئيس سلفا كير مساهمة إيجابية باتجاه الحل، ونسأل الله أن نصل في الأيام المقبلة لاتفاق، لأن اتفاقنا مع الجنوب اتفاق «صادق» من الطرفين، وكل ما من شأنه أن يفعل ويضمن استمراريته نسعى إليه.
* بصفتك مسؤولا عن الملف، هل أطلعت على الرسالة التي تحدث عنها وزير الدفاع؟
- نعم تمت مناقشتها..
* فيما يتعلق بالنزاع على منطقة «سماحة» و14 ميلا، ترك الاتفاق الباب مواربا ولم يحسم النزاع على مساحة المنطقة وحدودها؟
- أرى أنك تركز على النقاط السالبة، هذا الاتفاق اتفاق إيجابي، كل الحدود بين البلدين اعتبرناها ضمن المنطقة منزوعة السلاح والمراقبة، وستكون هناك زهاء مائة كيلومتر على حدود الدولتين لا تسمح للحركات السالبة الوجود فيها، ورغم كل هذه الإجراءات فهناك خلافات حدودية، سنحلها عبر وسائل سياسية وقانونية ومدنية.
* هناك حلفاء للطرفين من المتمردين في الجنوب ضد الشمال، وفي الشمال ضد الجنوب، هل التزم الطرفان بتسليم حلفائهما من «المتمردين» كل للطرف الآخر؟
- تفاصيل هذه القضايا كلها موجودة في الاتفاق، وكل القضايا تم الاتفاق عليها تفصيليا، وكل هذه التخوفات متفق عليها..
* تلا الاتفاق مع الجنوب حديث عن التفاوض مع قطاع الشمال، متى يبدأ هذا التفاوض؟
- التفاوض «شغال»..
* كيف وأين؟
- الحوار شغال الآن..!
* هل تقول إن هناك تفاوضا يجري بين قطاع الشمال والحكومة؟
- هناك حوار يجري بيننا وبينهم..
* كان هناك تحفظ على مشاركة بعض قيادات قطاع الشمال من قبل الحكومة، مثل الأمين العام للحركة الشعبية–الشمال «ياسر عرمان».
- هناك بروتوكولات تختص بهذه المناطق نحن ملتزمون بها، نحن ملتزمون بذهنية الحوار ونسعى عبرها لحل مشكلة السودان، وبهذا المعنى لا نرفض شيئا محددا لأن هذا لا تعرفه السياسة، ولحل أي قضية تحدد أجندة النقاش، هناك مبادئ نلتزم بها ولا نرفض مبدأ الحوار، إنما نرفض السقوف التي نعتقد أنها غير عادلة..
* مثل ماذا مثلا؟! - أشياء كثيرة، فإذا أردنا الحديث عن مشكلة النيل الأزرق وجنوب كردفان، فيجب حصر الحوار فيها، ولن نقبل الحديث عن مشكلة أخرى..
* الحوار عادة يتم مع أشخاص، منهم الذين ستحاورون؟
- أنت تريد أن تطمئن لتطمئن الرأي العام هل الذهنية المسؤولة ذهنية حوارية أم خلافية، وفي هذا أطمئن الرأي العام إننا سندير الأشياء بعقل حواري اتفاقي.
* إذا انتقلنا إلى داخل القصر، تطرح بشده قضية خلافة الرئيس البشير، خاصة بعد إعلانه عدم رغبته الترشح لدورة رئاسية أخرى، ما هو صداه داخل القصر؟
- لا أرى أي سبب للانزعاج مما أعلنه الرئيس، لأن للدولة مؤسساتها القائمة، وللرئيس ثلاثة نواب، وله نائبان في الحكومة، وثالث في الحزب فما المشكلة في خلافته؟
* ألم يحس من هم في القصر بالقلق على مثل هذا الإعلان؟
- قلت لك إن للرئيس ثلاثة نواب وبالتالي لا توجد مشكلة..
* تهمس الخرطوم–وهمس الخرطوم عادة لا يكون من فراغ–بأن اختيارك مساعدا للرئيس جاء لإعدادك خليفة للرئيس، أنت من الجيش ولجذورك المنتمية لحزب الأمة أحد أكبر الأحزاب السودانية، بما يجعلك مرشحا مناسبا؟
- يمكن سماع الكثير من الهمس والإشاعات في الخرطوم، أجبت سؤالك عن خلافة الرئيس، وقلت إن نوابه الثلاثة على وفاق تام، ولا تسمع أي كلام عن وجود خلافات بين فلان وعلان، هم متفقون ولا خلافات بينهم، فيما يخص الدولة، أما فيما يخص الحزب فاسألهم هم..
* والدكم زعيم حزب الأمة الصادق المهدي، رأى تسليم السلطة للقوات المسلحة لمنع انهيار الدولة، وأنت داخل القصر ومنتم لذات الوقت للقوات المسلحة، هل توافق هذه الفكرة؟
- رغبة الرئيس في عدم الترشح ليست فكرة جديدة، فهو منذ الانتخابات الفائتة لم يكن يريد الترشح، لكنه خضع لرأي الناس وقبل الترشح، الآن هو يقول هذا الكلام بصورة متكررة بما يعني أنه يعتقد أن الدولة كمؤسسة تسير بصورة طيبة وتسير الأمور بشكل فيه درجة أعلى من درجات الاستقرار خاصة بعد توقيع الاتفاقية مع الجنوب..
* ما رأيك في تنحي الرئيس؟
- يمكن للرئيس البشير أن يستفيد من الفترة المتبقية له في خلق إجماع وطني وقومي كبير لصنع دستور دائم للبلاد، لأن مشكلة السودان تكمن في أنه لا يملك وثيقة دائمة يتراضى عليها الناس منذ استقلاله، واعتقد أن قضية الدستور يمكن أن تتحول إلى قضية وفاقية تحل مشكلة السودان الأساسية حاضرا ومستقبلا. لدى الرئيس فرصة للعب دور مهم في صنع هذه الوثيقة، وأرى أن الخطوات التي يسير عليها سليمة، فقد دعا القوى السياسية للحديث معها حول موضوع الدستور، وكيفية تكوين اللجنة، والذهنية التي يجب التعامل بها في صنع الدستور.
* هذه دعوة جديدة أم تلك القديمة؟
- أقصد الدعوة التي شاركت فيها كل القوى السياسية، عدا بعض من لم يحضروا، وفي ذلك الاجتماع كلف الرئيس بدعوة الذين لم يحضروا، وبدوره فوض لجنة–أنا أحد أعضائها–تعمل على تكملة حضور كل القوى السياسية، وإعداد تصور للجنة التي تشرف على إعداد الدستور، وتشاورت اللجنة تفصيليا حول الحلول الممكنة في سبيل دعوة من لم يحضروا ووسائل إشراكهم في المبذول لصناعة الدستور.
كونا لجنة للحوار ودعوة القوى السياسية التي لم تحضر برئاسة المشير عبد الرحمن سوار الذهب، والتقت القوى السياسية التي لم تحضر الاجتماع، ونخوض حوارا يوميا حول رغباتهم ومطالبهم للانضمام لهذه اللجنة، وسنبذل مجهودا صادقا وكبيرا في دعوتهم لتكوين لجنة شاملة.
* تقابل أجواء الحوار التي تحدثت عنها، بأن لهذه القوى معتقلين سياسيين يطلق عليهم «معتقلي الفجر الجديد»، كيف يشاركونكم وقادتهم معتقلون، أنت قلت إنك تحاور المتمردين أنفسهم، لماذا لا تبادر الرئاسة بإطلاق سراحهم لتعبيد الطريق أمام الحوار؟
- سأجيب عن السؤال بصورة أعمق، فالخلافات في الساحة السياسية السودانية «إجرائية»، فعلى سبيل المثال فإن مبادئ الدستور الأساسية لا خلاف عليها، وتنحصر خلافاتنا في مسائل إجرائية «لم تدعونا، جئناكم ولم تجيئوا»، لا يوجد حوار عقلاني معمق بين الحكومة والأحزاب المعارضة، هناك خلافات تكتيكية وسقوف تكتيكية. نحن بحاجة لحوار فكري عميق يدرس ما نعاني منه وكيفية علاجه، وهذا هو ما علينا العمل بشأنه.
* نسبت للنائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه مقترحات تصالحية قدمها للمعارض د. علي الحاج محمد في ألمانيا، وبدوره قدمها للقوى السياسية للتفاكر حولها، حسب معلوماتك ما مصداقية تلك التصريحات، وإن صدقت إلى أي مدى هي منسجمة للتخطيط العام للوصول لمصالحة؟
- هذا يرجعنا للذهنية التي كنت أتكلم عنها «تصالحية وفاقية»، كل قادة الدولة يؤمنون بأن قضية الخلاف السياسي في السودان يجب حلها ضمن الإطار الوفاقي وجمع الصف، وبالتالي فكل التصريحات والحديث فيها صحيح مائة في المائة ونحن نؤيده ونعتقد أنه الحل الصحيح في إقرار الوفاق.
* سؤال لم يسأل..
- علاقتنا بالجنوب من أهم علاقاتنا، ويجب أن تأخذ الأولوية الأولى والثانية والثالثة وحتى العاشرة، وبعدها نبحث علاقاتنا مع بقية العالم أو الإقليم، وأدعو منظمات المجتمع المدني وأصحاب العمل إلى الذهاب للجنوب، وخلق وتمتين العلاقات الشعبية، لقطع الطريق أمام إسرائيل من خلال البعد الشعبي والعلاقات بين المواطنين!
* بروفايل
* مساعد الرئيس السوداني عبد الرحمن المهدي، هو نجل الصادق المهدي، المعارض البارز رئيس الوزراء السابق رئيس حزب الأمة أحد أكبر وأعرق الأحزاب السودانية.
* تمت إعادته للخدمة العسكرية برتبة «عقيد» في الجيش السوداني، رغم أنه شارك في عمليات المعارضة العسكرية ضد نظام الرئيس البشير، وقاد جيش الأمة التابع للحزب، ومن ثم تم تعيينه مساعدا للرئيس السوداني على رغم الخلاف الكبير بين حزب والده «الأمة».
* أثار تعيينه موجة غضب عارمة داخل الحزب وطائفة الأنصار وقوى المعارضة، لكون حزب الأمة يعارض بشدة سياسات النظام الحاكم، ولكونه مرشحا محتملا لخلافة والده على زعامة الحزب وطائفة الأنصار (التيار الديني للحزب).
* اضطر الرجل على خلفية الرفض الواسع لمشاركته في الحكم لتقديم استقالته من الحزب، وأكد والده أن مشاركته تعبر عن اختياره الشخصي، وليست مشاركة باسم الحزب أو تمثيلا له.
* فرقاء سياسيون ومحللون يرون في جلوسه داخل القصر الرئاسي في الوقت الذي يجلس فيه والده في أوسع كراسي المعارضة، أن ثمة صفقة ما تمت بين الزعيم الكبير، وبين نظام حكم الرئيس البشير. بل ويرى خصوم المهدي أن وجود أكبر أبنائه في القصر الرئاسي مساعدا للرئيس البشير، إنفاذا لسياساته التي تستند على نظرية «وضع بيضه في سلال متعددة»، هو في المعارضة، وابن عمه ونائب رئيس الحزب نصر الدين الهادي المهدي في الجبهة الثورية التي تقود عملا عسكريا ضد الحكم في الخرطوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.