يتوجه فريق العمل الثلاثي الذي يضم ممثلين للحكومة السودانية والأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، الأربعاء الى إقليم دارفور في زيارة، تستغرق اسبوعا، لإعداد تقريرا بشأن إستراتيجية مغادرة بعثة حفظ السلام، "يوناميد" ، في وقت انتقد مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة، التقرير الذي عرضه الأمين العام، بان كي مون، الثلاثاء علي أعضاء مجلس الأمن الدولي، بشأن مهام بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي (يوناميد)،ووجه فيه انتقادات لاذعة للحكومة السودانية بشأن الأوضاع في الاقليم المضطرب. جنود نيجيريين من بعثة يوناميد - وكالة رويترز ونقلت وكالة السودان للأنباء، أن الفريق الثلاثي عقد اجتماعاً،الثلاثاء ، بوزارة الخارجية السودانية قبيل مغادرته الى دارفور، لبحث عمل الفريق وبرنامج زيارته إلى دارفور، وإعداد التقرير الخاص باستراتيجية خروج البعثة من السودان، ومن ثم الشروع في تنفيذ المغادرة، حسب مايتم الاتفاق عليه بين الأطراف الثلاثة -الحكومة والأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. ويعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه بعد أن استضافة الخرطوم في فبراير الماضي، اجتماع شبيه بين حكومة السودان وممثلين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، لبحث استراتيجية المغادرة . وتجيء إجتماعات المجموعة تماشياً مع نص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2173 الصادر بتاريخ 27 أغسطس 2014، الذي طالب ''الأمين العام بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد الأفريقي والسعي للتعرف على وجهة نظر جميع الأطراف ذات الصلة لإعداد توصيات بشأن ولاية اليوناميد وتكوينها في المستقبل و استراتيجية خروجها، فضلا عن علاقتها مع الجهات الفاعلة الأخرى للأمم المتحدة في السودان.‘‘ وطبقان لبيان أصدرته بعثة "يوناميد" مساء الثلاثاء فأن مجموعة العمل المشتركة ينتظر ان تضع استراتيجية خروج للبعثة تُفضِي إلى تسليم تدريجي ومرحلي سلس لبعض المهام المنوطة بالبعثة لحكومة السودان وفريق الأممالمتحدة القُطْرِيّ، فضلا عن تقديم دراسة تحليلية لتأثير وقف هذه الأنشطة من قبل البعثة على وضعية حماية المدنيين في دارفور. وأوضح البيان أن الهدف من الاستراتيجية هو إعداد خارطة طريق لخروج اليوناميد بشكل يسير مع تجنب حدوث أي فراغ في الأوضاع الإنسانية أو الأمنية نتيجة لخروجها. وستقوم مجموعة العمل المشتركة بعد الانتهاء من صياغة استراتيجية الخروج برفعها لكل من حكومة السودان والإتحاد الأفريقي واللأمم المتحدة للمصادقة عليها. وقال البيان "في هذه الاثناء، تواصل اليوناميد تنفيذ ولايتها وفقاً للفصل السابع بالتركيز على أولوياتها الاستراتيجية الثلاث المتمثلة في حماية المدنيين والوساطة بين الحكومة والحركات المسلحة غير الموقعة وتقديم الدعم للوساطة في النزاعات المحلية." ونشرت قوات حفظ سلام مشتركة بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة مطلع العام 2008 في إقليم دارفور الذي يشهد نزاعا بين الجيش السوداني والمتمردين منذ عام 2003 مما خلف 300 ألف قتيل وشرد نحو 2.5 مليون شخص، بحسب إحصائيات أممية. وتعتبر يوناميد ثاني أكبر بعثة حفظ سلام حول العالم (بعد البعثة الأممية في الكونغو الديمقراطية)، ويتجاوز عدد أفرادها 20 ألفا من الجنود العسكريين وجنود الشرطة والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية بلغت 1.4 مليار دولار للعام 2013. انتقادات سودانية لكي مون وفي غضون ذلك انتقد مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة، حسن حامد حسن، التقرير الذي عرضه الأمين العام، بان كي مون، الثلاثاء علي أعضاء مجلس الأمن الدولي، بشأن مهام بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الألإريقي (يوناميد) في إقليم دارفور. وقال السفيرالسوداني إن بلاده "ترفض بشدة إشارات الأمين العام الواردة في التقرير حول توقف الأعمال التحضيرية للحوار (مع المعارضة)، وما أطلق عليها بان كي مون جهود العملية السياسية في الفترة الماضية". واتهم مندوب السودان الدائم، في إفادته أمام مجلس الأمن الدولي، بان كي مون بأنه "يحاول في تقريره الإيحاء بعدم الاستقرار الأمني في دارفور بسبب المواجهات القبلية وأعمال الإجرام واللصوصية، ولكن ذات التقرير، يؤكد في نفس الوقت حدوث تطورات إيجابية في عملية المصالحة القبلية". وأضاف "تقرير بان كي مون ووفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2173 الصادر العام الماضي كان ينبغي أن يجري استعراضا شاملا لبعثة يوناميد، وما حققته علي صعيد تنفيذ أولوياتها الاستراتيجية بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والأطراف الآخرى، كما طالب القرار بان كي مون بأن يقدم توصيات حول استراتيجية خروج البعثة الأممية (يوناميد)من الإقليم". وبحسب تقرير الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي ، فقد وجه بان كي مون انتقادات حادة إلي الحكومة السودانية فيما يتعلق بتعاملها مع تطورات الوضع الأمني والإنساني في دارفور . وقال بان كي مون، ، إنه "خلال الأشهر الإثني عشر الماضية، استمر تدهور الحالة الأمنية والسياسية دون إجراء تقدم ملموس نحو إيجاد حل شامل للنزاع في الإقليم". من جهته، دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، إيرفيه لادسوس، مجلس الأمن إلى زيادة الضغوط علي الحكومة السودانية وأطراف الصراع في دارفور من أجل الإسراع بالتوصل إلي حل شامل للصراع في الإقليم. وقال لادسوس، في إفادته لأعضاء مجلس الأمن، إن أحد أكبر التحديات التي تواجه بعثة يوناميد في دافور هو إنكار الحكومة السودانية لحق موظفي البعثة في الوصول إلي المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع. وأضاف المسؤول الأممي أن الوضع الأمني والإنساني في دارفور شهد تدهورًا خطيرًا في الشهور الماضية، وهو ما يستدعي من مجلس الأمن الدولي زيادة الضغوط علي أطراف الصراع للتوصل الي حل شامل للصراع. وفقدت البعثة التي تعرف اختصارا باسم (يوناميد) منذ انتشارها 61 من جنودها في هجمات نسب أغلبها لمجهولين.