أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير إستعداده لإعلان وقف إطلاق نار جزئي، في مناطق النزاع التي تشهد قتالا بين الحكومة والمتمردين في دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان، كما جدد العفوالكامل عن حاملي السلاح الراغبين في دخول مبادرة الحوار الوطني. الرئيس عمر حسن البشير (سونا) وأطلق البشير دعوة للحوار الوطني في يناير 2014، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة وقوى اليسار التجاوب معها من الأساس، إلى جانب انسحاب حركة "الإصلاح الآن" وإعتراض قوى البعث والحزب الشيوعي والمؤتمر السوداني على التجاول معها قبل تنفيذ حزمة مطلوبات تتصل بإطلاق الحريات ووقف الحرب. وقال البشير الذي خاطب الجمعية العمومية للحوار الوطني، مساء الخميس،انهم لن ييأسوا من دعوة معارضيهم للحوار بكل صدق، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها إثبات مصداقية الدعوة للحوار ومن بينها اتخاذ القرار 158، الخاص باتاحة حرية العمل السياسي للأحزاب خارج وداخل دورها. ونوه الى أن تمسكهم بالحوار لا يأتي من ضعف، وإنما لحرص الحكومة وجديتها في تحقيق السلام، مؤكداً أن جميع مسارح العمليات العسكرية تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى. ولفت البشير الى ترحيبه المستمر بإنضمام حاملي السلاح الى مائدة الحوار، وجدد إستعداده لبذل كل الضمانات التي تكفل لهم المشاركة الحرة في الحوار والشراكة في انجاز مخرجاته، او الإنصراف الى حيث جاءوا دون التعرض لهم،وتوفير كل ضمان يتفق عليه في هذا الخصوص. وشدد الرئيس السوداني على ان الحوار لايرمي فقط لتحقيق المشاركة السياسية، لاجل تقاسم السلطة، بل بناء جبهة وطنية موحدة لمصلحة الوطن، وتحسين حياة المواطنين. وإعترف الرئيس بان الإقتصاد الوطني، يعاني من جملة تحديات على رأسها البطالة، وضعف الانتاج وقلة وكفاية القوى العاملة،والحاجة لتحسين الانتاج. وأضاف "لتحقيق هذه الأهداف وغيرها يتطلب اجراء إصلاحات، في السياسات الإقتصادية الكلية، يتوجب التوافق عليها مجتمعيا وسياسيا ولن يتحقق ذلك الا بتحقيق الشرط الأول، وهو ايقاف الحرب واستدامة السلام والاستقرار". وقال البشير أن موضوع الهوية بات من مسببات الحرب الداخلية واردف"لايجب ان نتحارب على الهوية التي هى أمر واقع، لن نختلف على اننا جدميعا سودانيون". وقطع البشير بأنهم "لن ولم ييأسوا" من دعوة الرافضين للحوار داخل وخارج السودان، ومن يؤيد دعوتهم والتبرؤ من إتخاذ العنف هو وسيلة للوصول الى السلطة أو البقاء فيها . وتابع " في هذا الصدد نجدد العفو الكامل عن حاملي السلاح،الراغبين بصدق في المشاركة بالحوار، وكذلك إستعدادنا لوقف اطلاق النار لمدة شهرين حتى يتم الحوار في أجواء معافاة ووطنية عالية" وأكد البشير ان الحوار سيكون له مابعده، نحو انطلاقة جديدة، قاطعا بان المؤتمر الوطني والحكومة سيلتزمان بتنفيذ كل ما يقع التوافق عليه.