الخرطوم 13 أكتوبر 2015 رأى تجمع أساتذة جامعة الخرطوم ضرورة "ذهاب نظام الحكم" وابتدار حوار "سوداني سوداني" شامل تحت رعاية دولية، على أن تتبنى جامعة الخرطوم ممثلة في أساتذتها جمع كل المبادرات المطروحة بشأن الحوار الوطني. جامعة الخرطوم وانطلق السبت الماضي مؤتمر الحوار الوطني بالخرطوم وسط مقاطعة قوى معارضة بالداخل وحزب الأمة القومي والحركات المسلحة في دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وقال بيان لتجمع أساتذة جامعة الخرطوم إن الوطنيين يستشعرون الآن "الخطر المحدق والمتفاقم ببطء" في البلاد جراء بقاء السلطة على ما هي عليه وتعثر المعارضة في سعيها للوصول لتوافق وطني مقبول "يجنب البلاد مآلات ما حل ببعض الدول من تدخل خارجي قد يذهب بريح الوطن جراء عجز القوى الوطنية عن الوصول لحلول بنفسها". وأكد البيان "ضرورة ذهاب النظام الراهن لإفتقاره لأي مسوغ أو مبرر موضوعي للبقاء"، والتمهيد لحوار "سوداني سوداني" لا يستثني أحداً "تتقلد فيه الجامعة، بقيادة أساتذتها، دورها التاريخي الذى لعبته في أكتوبر 1964 وانتفاضة أبريل 1985". وقطع بنجاعة الحل السلمي المؤسس على الحوار الحر الديمقراطي لتحويل البلاد من وضع الأزمة والحروبات والنزاعات الراهنة لمرحلة انتقالية تقودها سلطة انتقالية توافقية تنهي الحرب وتؤسس لعقد اجتماعي دستوري يمهد للدخول في عهد جديد قائم على المواطنة والعدالة والإنصاف والمساواة، في إطار من التعددية الديمقراطية. وانتقد البيان ما أسماه "مثابرة" نظام الإنقاذ على تحطيم الأصول الإنتاجية للاقتصاد الوطني، و"تسليع" الخدمات الأساسية من صحة وتعليم، وتخريب الأجهزة الرقابية والحسابية والأمنية للدولة، فضلا عن عن إشعاله "وبغير هوادة" نيران حرب أهلية أهدرت موارد البلاد، وأدت لانفصال الجنوب وفاقمت النزاعات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وأشار إلى أن الحوار "السوداني السوداني" ينبغي أن لا يغفل أهمية دور المجتمع الدولي وإلحاح واجب ترميم العلاقات مع أطرافه المتعددة، "لذلك فإنه لا يستبعد أن يكون للقوى الإقليمية والدولية دوراً فاعلاً، على أن يكون هذا الدور مُكملاً لدينامية الحراك السوداني الداخلي الخالص وليس مُسيراً له". واقترح تجمع أساتذة أن تتبنى جامعة الخرطوم ممثلة في أساتذتها جمع كل المبادرات المطروحة حول الحوار من قوى الإجماع الوطني، حزب الأمة، الجبهة الثورية، تنسيقية قوى الثورة، كنفيدرالية منظمات المجتمع المدني، سودانيي المهجر وإصلاحي المؤتمر الوطني". وقال إنه يمكن توثيق تلك المبادرات وفتح حوار ونقاش حولها مع أصحابها أولاً وبشكل جماعي لاحقاً بهدف التقريب والتوفيق بينها تمهيداً لدمجها وصياغتها في مبادرة سودانية خالصة موحدة تحمل تسوية تاريخية تنقذ البلاد وتعبر بها للأمام. ورأى التجمع أن السودانيين لا يقلون استعدادا وطاقة وإرادة عن الشعوب الأخرى (جنوب إفريقيا مثالا) التي مرت بأزمات عسيرة تجاوزتها بالتفاف قواها الوطنية للتوافق حول ميثاق حمل لها الخلاص وعبر بها لمرحلة جديدة. وأكد البيان أهمية أن يستشعر قادة الأحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة والتنظيمات السياسية بمختلف توجهاتهم ثقل المسؤولية التاريخية ودقتها والعمل الجاد لتجاوز الأجندة الضيقة، للتفاكر والعمل معاً للوصول لمخرج من الأزمة الوطنية الراهنة. ونصح أساتذة جامعة الخرطوم بالاستفادة من تجربة المرحلة الانتقالية 2005 2011، وأخذ العبرة من تجارب الدول القريبة، مستدلين بنوذج اليمن حيث تولى مجلس التعاون الخليجي رعاية صيغة توافق انتقالي ويساهم الدور الخارجي في توفير الضمانات وتقديم المساعدات الاقتصادية في المرحلة الانتقالية ورفع المقاطعة وإعفاء الديون وتشجيع الاستثمارات. وتابع البيان "إن الدور الذي نسعى كأساتذة لجامعة الخرطوم للقيام به لا يعني عزلاً لأحد أو إقصاء لمجموعة، إنما هو دعوة لتوظيف الخبرات الفنية والأكاديمية والقانونية والفكرية للجامعة لتلعب دورها المنتظر والمأمول للخروج من الأزمة التي تمسك بخناق الوطن".