الخرطوم 29 نوفمبر 2016 صادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني، صباح الثلاثاء، 4 صحف في ثالث إجراء من نوعه أثناء عصيان مدني دعا له ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي. عدد صحيفة (الأيام) المصادر الإثنين 28 نوفمبر 2016 وعاقبت سلطات الأمن صحيفتين يوم الإثنين بالمصادرة وقبلها أمرت بإيقاف بث قناة "أمدرمان الفضائية". وصادر جهاز الأمن، فجر الثلاثاء، النسخ التابعة لصحف "التيار" و"الجريدة" و"اليوم التالي" و"الأيام" من مطابع الخرطوم بدون إبداء أي أسباب كالعادة. لكن عاملون في هذه الصحف يعتقدون أن المصادرة تمت بسبب تغطيتها للعصيان المدني في السودان، والذي حقق نجاحا جزئيا لافتا في الخرطوم يوم الأحد رغم أن الدعوة له شملت يومي الإثنين والثلاثاء. وتشير "سودان تربيون" الى أن إجراء المصادرة بحق صحيفتي "الأيام" و"الجريدة" يعد الثاني من نوعه لليوم الثاني على التوالي بعد مصادرة نسخ الصحيفتين فجر الإثنين. وأمرت السلطات المسؤولة من البث الإذاعي والتلفزيوني، التابعة لوزارة الإعلام، مساء الأحد، بإيقاف بث قناة "أمدرمان" الفضائية المملوكة للصحفي الإسلامي حسين خوجلي، كما أنذرت قناة "سودانية 24" المملوكة لرجل الأعمال وجدي ميرغني. وقالت إدارة صحيفة (الأيام) لمنظمة صحفيون لحقوق الإنسان (جهر): إنه خلال يومي الإثنين والثلاثاء داومت مجموعة من جهاز الأمن إلى الحضور إلى المطبعة، بغرض مصادرة النسخة المطبوعة من الصحيفة المعدة للتوزيع، مع إبلاغ مشرف المطبعة بأن الصحيفة مصادرة بأوامر أمنيه، من دون ذكر تفاصيل. وأبلغ رئيس تحرير صحيفة (الجريدة) أشرف عبد العزيز (جهر): أن الصحيفة صُودرت لليوم الثاني على التوالي، بدون أن يُبدي جهاز الأمن أسباب للمصادرة. وأضاف أشرف "من المرجح أن سبب المصادرة يعود لنشر الصحيفة خبراً في صفحتها الأولى في عدد الأحد، تناول الدعوات الواسعة للعصيان المدني وإعلان المعارضة مشاركتها فيه، وتحدي الحزب الحاكم لها". وذكر أن هذه المصادرات شبيهة بمثيلاتها في العام 2013، عندما اتخذت الحكومة قرارها برفع الدعم، صادر جهاز الأمن صحيفتي (الأيام) و(الجريدة) لمدة ثلاثة أيام. وتابع "في ذلك الوقت خيَّر جهاز الأمن الصحيفتين بين التوقف عن الصدور، أو مواصلة الصدور، شريطة نشر الأخبار نقلاً عن السلطات الحكومية. وبكل شجاعة اختارت (الأيام) و(الجريدة) التوقف ذاتياً عن الصدور". ومنذ اعلان الحكومة السودانية لقرارات إقتصادية قاسية قبل نحو 3 أسابيع تفرض سلطات الأمن قيودا على الصحف في تغطيتها الناقدة لارتفاع أسعار الوقود والدواء والكهرباء، فضلا عن حظر نشر مظاهر الاحتجاج على السياسات الإقتصادية للحكومة. وفي السادس من نوفمبر الحالي صادرت السلطات الأمنية ثلاث صحف "الجريدة" و"التيار" و"الوطن" بعد طباعتها بسبب نشر مقالات رافضة لزيادة الأسعار. وتعمد السلطات الأمنية في السودان إلى مصادرة الصحف التي تتجاوز ما تعتبره "خطوطا حمراء" كعقوبة بأثر رجعي تؤثر على الصحف ماديا ومعنويا. وكان الأمن في السابق يتبع نهج الرقابة القبلية عبر منسوبيه الذين يطوفون على دور الصحف ليلا لمراجعة المحتوى التحريري للصحف.