الخرطوم 19 يونيو 2017 صادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني، صباح الإثنين، صحيفة "آخر لحظة" للمرة الثالثة على التوالي، وبلغت خسائر الصحيفة نحو 10 ألف جنيه "حوالي 5.5 ألف دولار". صحفيون محتجون على المصادرة الجماعية للصحف أمام مجلس الصحافة بالخرطوم (سودان تربيون) وكان مأمولا أن يوقف جهاز الأمن مصادرة الصحف بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني في مايو الماضي بناءً على توصيات الحوار الوطني التي أقرت حرية الصحافة. وقال رئيس تحرير "آخر لحظة" عبد العظيم صالح ل "سودان تربيون" أن جهاز الأمن أبلغه، الإثنين، بامكانية معاودة الصدور يوم الثلاثاء. وأكد صالح أن منسوبي الأمن أبلغوه بالهاتف أن سبب المصادرات المتتالية تعود إلى كتابات رأي تعدت "الخطوط الحمراء"، بينما تواجه البلاد تحديات وأزمات. وتوقع صحفيون في الصحيفة المملوكة للإسلامي المشهور الحاج عطا المنان أن يكون سبب المصادرات عائد إلى مقال للكاتب عبد الله الشيخ بزاويته الراتبة "خط الإستواء" بعنوان (النصيحة حارة يا ريس). وأشار رئيس التحرير إلى اتفاق مع جهاز الأمن "بلا شروط" تعانق بموجبه الصحيفة قرائها من جديد ابتداءا من صباح الثلاثاء. وتابع "تم الاتفاق على مبدأ حرية الصحافة وعدم تجاوز الخطوط الحمراء.. الصحافة توازن بين الالتزام المهني واستغلال هامش الحريات الموجود.. نراعي قضايا الوطن وننظر بايجابية لقضايا الناس". وذكر صالح أن خسائر الصحيفة جراء المصادرة لثلاثة أيام بلغت أكثر من 100 ألف جنيه "حوالي 5.5 ألف دولار"، تمثل التوزيع والإعلان وتكلفة التشغيل. وبعد أن رفع جهاز الأمن الرقابة القبلية على الصحف، عمد إلى معاقبتها بأثر رجعي عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى "المحظورات". وأثنى رئيس تحرير "آخر لحظة" على الهيئات والمنظمات والأفراد الذين استفسروا عن غياب الصحيفة من المكتبات، ما يؤكد دور ومكانة الصحافة. وكان رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي قد عبر عن رفضه عودة مصادرة الصحف بواسطة جهاز الأمن، وقال: "إن مثل هذا الإجراء لا يتناسب مع أجواء الانفتاح التي بشرت بها مخرجات الحوار الوطني". وأكد الرزيقي في تصريحات صحافية، الأحد، أن اتحاد الصحفيين شرع في اتصالات بالجهات المختصة لاحتواء الأزمة، وتمكين الصحيفة من معاودة الصدور. إلى ذلك أعلن مدير تحرير "آخر لحظة" لؤي عبد الرحمن، الثلاثاء، إضرابه عن العمل احتجاجا على المصادرات التي تمت ضد صحيفته واعتبر ما تم "إجهاض لما تم إقراره في الحوار الوطني ويعكس بجلاء سلوك النظام المناهض لحرية التعبير والرأي". وناشد عبد الرحمن الوسط الصحفي باتخاذ تدابير توازي حجم الاستهداف وان لا يكون ردة الفعل على ما تم بحق الصحيفة مجرد عبارة "كامل التضامن". وحمل المجلس القومي الصحافة واتحاد الصحفيين المسؤولية الكاملة عما يجري من انتهاكات لعدم قيامهما بالحماية اللازمة للصحافة وصمتهما تجاه الانتهاكات التي تتعرض لها. ورصدت منظمة صحفيون لحقوق الإنسان "جهر" 66 مصادرة تعرضت لها الصحف السودانية خلال الفترة من 3 مايو 2016 وحتى 3 مايو 2017.