جوبا 27 أغسطس 2017 حذر مبعوث الأممالمتحدة الخاص لجنوب السودان نيكولاس هايسون من أن الدولة الوليدة قد تواجه المزيد من الأزمات إذا لم يتم حلحلة مشاكلها الحالية قبل الانتخابات العام القادم. جنود تابعين للأمم المتحدة يحرسون مروحية في جوبا وقال هايسون في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي، الخميس، إن هناك قتالا وحالة من إنعدام الأمن على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد، وأضاف "أن حواراتنا مع الأطراف المعنية في جنوب السودان، بما في ذلك المعارضة والحكومة تشير الى أن ساحة المعركة لا تزال تتحكم في حساب المتغيرات بين الحكومة وخصومها". وفي مطلع هذا الشهر دعا رئيس جنوب السودان سلفا كير الجماعات المعارضة بالبلاد إلى التحضير للانتخابات العامة في البلاد، التي من المزمع إجراؤها بعد انتهاء فترة حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية عام 2018. ولتسريع سير العملية أعلن كير في مايو رسميا عن مبادرته للحوار الوطني وأعلن وقف إطلاق النار من جانب واحد مع المتمردين. وقتل عشرات الآلاف من المواطنين وشرد أكثر من مليوني شخص في النزاع بسبب الخلافات السياسية بين الرئيس كير ونائبه السابق رياك مشار. لكن مسؤول الأممالمتحدة قال إن نهج المصالحة الذى يتبعه الرئيس كير لم يحقق أي مكاسب مع استمرار القتال في مختلف انحاء البلاد، وزاد "إن حوادث العنف قد تساهم بشكل كبير في تعميق وتوسيع الصراع". وفي الوقت نفسه قال فيستوس موغاي، رئيس اللجنة المشتركة للرصد والتقييم لاتفاق السلام الموقع أغسطس 2015، إنه يجب على أعضاء مجلس الأمن التحدث بصوت واحد إلى قادة جنوب السودان "يجب أن تكون هناك عواقب واضحة ضد المجموعات المتعنتة والمخالفة". وذكر موغاي أن الذكرى السنوية الثانية لتوقيع اتفاق حل النزاع في جنوب السودان قد مرت ولم يتم إحراز تقدم ملموس في تنفيذ الاتفاق الذي وقع في أديس أبابا عام 2015. وأنشأت اللجنة المشتركة بموجب الفصل السابع في اتفاق حل النزاع في جمهورية جنوب السودان الموقع في 17 أغسطس 2015 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وبمقتضى أحكام الاتفاق تكون اللجنة مسؤولة عن رصد تنفيذ الاتفاق والاشراف عليه ودعمه ومراقبة مهام حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية، بما في ذلك التزام الأطراف بالجداول الزمنية المتفق عليها وفي حالة عدم الامتثال، توصي باتخاذ الإجراءات التصحيحية المناسبة إلى حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية. وطبقا لتصريحات موغاي فإن اتفاق السلام الموقع 2015 كان من المفترض أن يحقق حتى الآن تقدما كبيرا نحو تحسين الأمن والحكم في هذه الدولة التي تمزقها الحرب، وزاد "من اليوم الأول اضطررنا الى اقناع الأطراف بتنفيذ كل مهمة وفقا لاتفاق السلام. وبعد عامين من توقيع اتفاق السلام لم يحرز تقدم يذكر في تطبيقه". وأوضح موغاي أنه منذ يوليو 2016 أصبحت لجنته تشعر بالصدمة بسبب الأعمال العدائية المتفشية في جميع أنحاء البلاد والتدهور السريع للحالة السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية، قائلا "نتيجة لذلك نحن الآن نسعى في عملية لاستعادة وتنشيط اتفاق السلام".