الخرطوم 19 سبتمبر 2017 قالت الأممالمتحدة إن خطة الاستجابة الإنسانية في السودان للعام 2017 تواجه نقصا حادا في التمويل يجعل وضع ملايين الأشخاص المحتاجين للمساعدات الإنسانية على المحك. الممثل المقيم للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية في السودان مارتا رويداس في مؤتمر صحفي بالخرطوم الأربعاء 17 أغسطس 2016 وحثت المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان مارتا رويدس على زيادة التمويل لضمان حصول المحتاجين على المساعدات المنقذة للحياة التي يحتاجون إليها على وجه السرعة. وأعربت في تصريح صحفي، يوم الثلاثاء، عن شكرها للمانحين على "كرمهم المتواصل تجاه المحتاجين في السودان". وبحسب التصريح فإن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2017 للسودان أطلقت نداءً للحصول على مبلغ 804 مليون دولار، تحصلت منها حتى الآن 304 ملايين دولار تقريباً، أي 38% من جملة التمويل المطلوب. وقالت رويدس "إن انخفاض مستوى التمويل سيكون له تأثير فوري على حياة الآلاف من الأشخاص الذين نقوم بخدمتهم". وأشارت إلى أن الفجوة البالغة حوالي 3 ملايين دولار في التمويل الصحي في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، والولايات الشرقية أدت إلى إغلاق 49 مرفقاً صحياً في عام 2017. وتابعت قائلة "إن حالات الإغلاق هذه قد أدت إلى عدم حصول نحو 637,000 شخص على الخدمات الأساسية للرعاية الصحية الأولية". وحذرت من أن دائرة الأممالمتحدة لخدمات النقل الجوي للمساعدات الإنسانية لن تكون قادرة بمستويات التمويل الحالية إلا على مواصلة العمليات حتى نوفمبر، ما يجعل خدمات النقل الجوي للمساعدات في مستوى منخفض من النشاط بدرجة كبيرة، وبدون إمكانية للتوسع ويحول دون سفر العاملين الإنسانيين إلى مواقع في العمق الميداني لتقديم المساعدات المطلوبة. وأكدت مارتا رويدس أن وجود المنظمات غير الحكومية الدولية في بعض المناطق بما فيها دارفور آخذ في التناقص بسبب نقص التمويل. وأوضحت أن العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية ستسلم إدارة مرافق صحية إلى وزارات الصحة في الولايات، التي لديها أيضاً تمويلاً وموارداً محدودة للحفاظ على استمرارية الخدمات برغم أن حكومة السودان تستثمر بشكل متزايد في القطاع الصحي. وأشارت مارتا إلى أن السودان يواجه حالياً تفشياً كبيراً للإسهال المائي الحاد الذي استمر لمدة عام كامل، وأضافت "إذا استمر انتشار المرض، يمكن توقع حدوث 40,000 حالة أخرى من حالات الإسهال المائي الحاد في غضون مدة تتراوح بين 5 و8 أشهر، أي أكثر من ضعف عدد الحالات الحالية". وأفادت أن نقص التمويل يؤثر أيضاً على آلاف النازحين، وغيرهم من الأطفال السودانيين الأكثر عرضة للمخاطر، حيث أن ما لا يقل عن 60% من 1.6 مليون شخص الذين يعيشون في معسكرات بدارفور هم من الأطفال. وأبانت أن تمويل الاستجابة للاجئين من دولة جنوب السودان منخفض أيضاً حيث يقف حاليا عند 22% من المبلغ المطلوب، قائلة "من دون الدعم المتواصل من المانحين لن تتمكن آلاف العائلات اللاجئة من الحصول على المآوي وسيحرم الأطفال اللاجئين من التعليم"، وزادت "حوالي 65% من اللاجئين من دولة جنوب السودان هم من الأطفال، وحوالي 60% من أولئك الأطفال غير ملتحقين بالمدارس". ووصل نحو 460,000 لاجئ من دولة جنوب السودان إلى السودان للحصول على المأوى، والمساعدات منذ ديسمبر 2013. ويشمل ذلك حوالي 182,000 من اللاجئين الذين وصلوا خلال العام الحالي. وتمكنت وكالات الأممالمتحدة وشركاؤها حتى الآن من تقديم المساعدات إلى حوالي 3.3 مليون شخص في شتى أنحاء السودان شملت الغذاء، الماء، الصحة، التغذية والتعليم وغير ذلك من المساعدات في عام 2017. ويخطط شركاء خطة الاستجابة الإنسانية لتقديم المساعدات إلى 4 ملايين شخص في السودان في العام الجاري.