أعلن الرئيس المنتخب لحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، الهادي ادريس، التزامه بالخط السياسي للحركة الرافض للتفاوض مع النظام الحاكم في الخرطوم ، وشدد في أول خطاب بعد تنصيبه على ضرورة محاسبة المتورطين في أعمال العنف بدارفور. نمر عبد الرحمن رئيس المجلس الانتقالي لحركة تحرير السودان قبل أسره وإختار المجلس الانتقالي، بالإجماع الهادي ادريس رئيسا، أواخر أغسطس الماضي خلفا لقائده السابق نمر عبد الرحمن، الذي اعتقلته القوات الحكومية قبل عدة أشهر في دارفور. وفي عمليات منسقة مع حركة تحرير السودان جناح مني مناوي خاضت مجموعة المجلس الانتقالي خلال مايو الماضي، معارك ضد الجيش الحكومي وميليشياته في شمال وشرق دارفور، إلا أن المجموعة تعرضت لخسائر كبيرة بعد مقتل قائدها العام محمد عبد السلام (طرادة) بشرق دارفور والقبض على زعيمها نمر عبد الرحمن في منطقة (عين سرو) بشمال دارفور، مع قيادات في حركة مناوي بينهم المتحدث العسكري أحمد حسين مصطفى (أدروب)، كما تم أسر رئيس هيئة الأركان اللواء جمعة مندي عيسى. يشار الى أن مجموعة المجلس الانتقالي انشقت في وقت سابق عن حركة تحرير السودان التي يتزعمها عبد الواحد نور. وفي خطاب عنونه للشعب السوداني عقب انتخابه، تعهد الهادي بأن تقود حركته عملية التغيير الحتمية والعمل الجاد لمحاصرة النظام. وقال "اذ نعلن قيادة دفة التغيير في الوضع الراهن، فاننا لا نزايد و لا نكابر على احد، كما نقدر في الوقت نفسه الجهود المختلفة التي تبذلها قوى حية حقيقية من اجل ازالة النظام." وأضاف "التغيير الذي ننشده، تغيير عام لنظام الحكم وبناء دولة المؤسسات التي ترسخ قيم العدل والحرية والديموقراطية،وان يتعدى هذا التغيير الواقع المجتمعي بكل جوانبه بما يمكن الانسان السوداني من اللحاق بركب الحياة على مستواها العالمي". وشدد ادريس على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم في دارفور، قائلا إن ما ارتكبته السلطة ومنسوبيها يفوق كل اوصاف الجريمة المنصوص عليها في مجمل القوانين المحلي منها والعالمي. وأضاف" جرائم النظام في السودان قد تفوق جميع اشكال انتهاكات حقوق الانسان والبيئة في افريقيا والمنطقة جمعاء، آخرها مجزرة مخيم كلما للنازحين التي ارتكبتها مليشيات السلطة، وبإشراف مباشر من مجرم الحرب عمر البشير". وتابع "هذه الجرائم تضعنا في خانة العجز عن الغفران او العفو عنها، لأننا لا نملك هذا الحق وانما الضحايا وحدهم من يقرر ذلك امام المحاكم التي ستقام لهذا الغرض، ولكن الذي يمكننا القيام به، هو توفير محاكمات عادلة -غير سياسية -لكل الضالعين في هذه الجرائم". ودعا القوى السياسية المختلفة في السودان للتضافر خلف مشروع كبير يوحد المقاومة، كما حث المواطنين على لعب دورهم كاملا للمساهمة في انهاء ما أسماه حالة العبودية. وقدم الهادي اعتذاره للمعاناة التي طال امدها، قائلا إنها تولدت بسبب الحرب والاستغلال والاستهداف والإبادة الجماعية وجرائم الحرب. وأضاف " يأتي اعتذاري هنا إنابة عن القوى السياسية جمعاء لأنها لم تتمكن من حزم جهودها في إطار موحد لإنهاء هذه المعاناة". ويعتبر الرئيس الجديد للحركة من القيادات المعروفة التي انضمت الى التمرد في بداياته، وعرف بمعارضته الشديدة لاتفاق الدوحة الموقع بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة في دارفور، وانضم الى المجلس الانتقالي عند تأسيسه في العام 2013 وكان عضوا في هيئته القيادية.