تجددت المظاهرات الشعبية في عدة مدن سودانية الاثنين، كان أكبرها بمدينة القضارف الواقعة شرق البلاد كما انتظمت احتجاجات عارمة منطقة عبري الواقعة أقصى شمال السودان تدعو جميعا لإسقاط النظام، وذلك قبل ساعات من موكبين ينتظر أن تشهدهما العاصمة الخرطوم الأربعاء احدهما يؤيد البشير والآخر يطالب بتنحيه. ولاية القضارف في شرق السودان وأفاد شهود عيان (سودان تربيون) من القضارف إن الآلاف من مواطني المدينة تظاهروا الثلاثاء هاتفين بسقوط النظام ورحيل الرئيس عمر البشير. وبدأ تجمع المحتجين في السوق الرئيسي للمدينة دون أن يأبهوا لقوات الشرطة التي شرعت في مطاردة المتظاهرين لكنهم سرعان ما كانوا يتجمعون من جديد بأعداد أكبر وبنحو فاق الذين خرجوا أواخر ديسمبر. وكانت القضارف من بين المدن الولائية الكبرى التي شهدت أعمال تخريب وإحراق لمقر المؤتمر الوطني وبعض المواقع والسيارات الحكومية، خلال موجة الاحتجاج الأولى وقتل خلالها نحو ستة أشخاص أغلبهم من طلاب المدارس الثانوية. وطبقا للشهود فإن قوات من الجيش انتشرت لحماية المواقع الاستراتيجية في المدينة بينها بنك السودان وسوق المحاصيل علاوة على مقار الحكومة. وأكدوا أن مسيرة الثلاثاء لم تشهد أي أعمال تخريب لكن قوات الشرطة تعاملت معها بعنف واطلقت الغاز المسيل للدموع. وقال تجمع المهنيين السودانيين الذي دعا لتنظيم الاحتجاج على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إن الموكب السلمي الذي شارك فيه الآلاف وصل الى مبنى المجلس التشريعي، وقرأ ممثل للتجمع مذكرة تطالب بتنحي البشير عن الحكم "وسط هتافات وزغاريد الثائرات والثوار". وفي منطقة عبري أقصى شمال البلاد تظاهر المئات من المواطنين منددين بالأوضاع المتردية ومطالبين بتنحي الحكومة. وفي الأثناء تتهيأ العاصمة الخرطوم، الأربعاء لاستقبال يوم طويل بعد دعوة قوى مؤيدة للرئيس عمر البشير لتنظيم حشد كبير يظهر المساندة والدعم في مواجهة دعاة اسقاطها الذين أعلنوا بدورهم عن موكب الى مباني البرلمان لتسليم مذكرة تدعو لتنحي الرئيس. واستبق وزير الداخلية السوداني أحمد بلال الموكبين بتصريحات الإثنين قال فيها إنهم لن يسمحوا بمسيرات تدعو لإسقاط النظام باعتبارها تناقض الدستور والقانون، كما أشار الى أن التجمع المؤيد للحكومة مشروع. وحذر مراقبون من احتمالات حدوث انفلات أمني أثناء الحشد المقرر في (الساحة الخضراء) لتأييد البشير، خاصة مع إمكانية دخول اعداد كبيرة من المطالبين برحيل النظام وترديد شعارات مناوئة، قد تضطر القوات الأمنية لاستخدام القوة في مواجهتهم، واعتبروا الدعوة لمثل هذا التجمع في هذا التوقيت فكرة خاطئة. بدوره دعا القيادي في المؤتمر الشعبي إبراهيم الكناني الى إلغاء مسيرة الأربعاء، وشدد على أن موقفهم هو عدم المشاركة فيها. وحث المؤتمر الوطني ومؤيديه في المسيرة على ضرورة إلغائها "حفاظاً على الوحدة الوطنية". ورأى الكناني في تصريح له أن قرار المسيرة غير موفق، وقد تؤدي إلى صدام لا تحمد عقباه. وتابع " منظمو المسيرة يريدونها رداً على شعار المظاهرات الداعي إلى إسقاط الحكومة واذا أرادت الحكومة الا تسقط عليها بحل المشكلات الاقتصادية وإيقاف الحرب".