أكدت مصادر متطابقة في الخرطوم استمرار السلطات الأمنية في اعتقال رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين نافيه ما أشيع الخميس على نطاق واسع بشأن إطلاق سراحه، كما اتسعت دائرة الاعتقالات الجمعة لتشمل مزيد من الكوادر الإسلامية. واقتيد الرزيقي منذ عصر الأربعاء في سياق حملة واسعة تنفذها سلطات المجلس العسكري الانتقالي تجاه كوادر الحركة الإسلامية من السياسيين والعسكريين ممن يعتقد صلتهم بتدبير محاولة للانقلاب على النظام. ودعا المكتب التنفيذي للاتحاد العام للصحفيين السودانيين، الخميس، المجلس العسكري الانتقالي لإطلاق سراح الرزيقي وتوضيح أسباب اعتقاله أو تقديمه لمحاكمة عادلة حال ثبوت ما يستدعي الاحتجاز ومحاكمته. وقال الاتحاد في بيان إنه فقد الاتصال بالرزيقي منذ عصر الأربعاء واتضح لاحقاً أنه معتقل ولم تتوفر أية معلومات عن سبب اعتقاله. وعقد الاتحاد اجتماعاً طارئاً، صباح الخميس، للتداول حول الاعتقال، حيث يرأس الرزيقي أيضاً الفدرالية الأفريقية للصحفيين واتحاد صحفي شرق أفريقيا، إلى جانب أنه نائب لرئيس اتحاد الصحفيين العرب. ويصنف الرزيقي كواحد من القيادات المنتمية للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني كما يتردد تمتعه بأواصر قوية مع نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان "حميدتي" وأن الأخير كان يستعين به كمستشار خاص. وقال البيان إن المكتب التنفيذي شكل لجنة للاتصال الفوري بالمجلس العسكري والجهات ذات الصلة لمعرفة ملابسات الاعتقال، وأكد أنه سيظل في حالة انعقاد دائم لمتابعة الأمر وتمليك المعلومات للرأي العام أول بأول. وأوردت تقارير محلية أن السلطات اعتقلت الجمعة القيادي المعروف سيد الخطيب الذي كان يتولى مركز دراسات المستقبل أحد واجهات الحركة الإسلامية، كما يعتبر الخطيب من مثقفي الحركة وكوادرها الخطابية. وسبق اقتياد الخطيب توقيف كل من القيادي بحركة الإصلاح الآن أسامة توفيق علاوة على طارق حمزة المدير التنفيذي لمجموعة "سوداتل" كما انه من قادة المؤتمر الوطني بجانب آخرين في الحزب. ولازال الغموض يحيط بتفاصيل المخطط الانقلابي الذي أعلنه المجلس العسكري واقتيد بموجبه رئيس أركان الجيش هاشم عبد المطلب بوصفه المدبر الأول للمحاولة. وبث التلفزيون الرسمي مقاطع من البيان الأول للانقلاب الذي كان يزمع عبد المطلب الإعلان فيه عن الاستيلاء على الحكم وتكوين حكومة انتقالية لعامين. لكن نجل رئيس هيئة الأركان نشر تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي شرح فيها أن البيان المذاع تم اقتطاع أجزاء منه وأن والده رتب للمخطط أيام فض الاعتصام مطلع يونيو الماضي وعدل عن تنفيذه بعد تسجيل البيان الأول. كما تم تسريب مقتطفات من عملية استجواب رئيس الأركان وهو يعترف فيها بانتمائه للحركة الإسلامية ثم يحاول تبرئة عدد كبير من قادة الحركة والمؤتمر الوطني قائلا انهم اتصلوا به وطالبوه بعدم تنفيذ المخطط. وأعلنت القوات المسلحة السودانية الأربعاء الماضي تفاصيل المحاولة الانقلابية وقالت إن قادة عسكريين وقيادات في نظام الرئيس المعزول عمر البشير متورطة في تدبيرها كما تحدثت عن مشاركة تنظيم الحركة الإسلامية، لكن الأخير تبرأ من التورط فيها وطالب في بيان بإبراز الأدلة الدامغة على هذه الاتهامات. وفي بيان لاحق قالت الحركة أنها تربأ بالمجلس العسكري ورئيسه أن يكونا مطية لإنفاذ أجندات معلومٌ مصدرها أو أن يكون السودان ساحة تتبارى فيه أجهزة المخابرات العالمية ذات الأغراض المكشوفة. وأضافت" على المجلس العسكري حل خلافاته وتسويتها بعيدا عن الحركة الإسلامية". ويعتقد إسلاميون أن المجلس العسكري يستجيب بحملته ضد الحركة في السودان لتوجيهات من دول مصر والسعودية والامارات التي تحارب التيارات الإسلامية وتصنفها كعدو. وشملت قائمة الضباط العسكريين المعتقلين كل من رئيس الأركان المشتركة، الفريق أول هاشم عبد المطلب، وايداعه السجن الحربي، وقائد سلاح المدرعات، اللواء نصر الدين عبد الفتاح، ونائبه، بجانب قائد المنطقة المركزية الخرطوم، اللواء بحر محمد بحر، وقائد الدفاع الشعبي.