أجرى دبلوماسيون بريطانيون مباحثات في جوبا مع قادة الجبهة الثورية السودانية لبحث ملف السلام قبيل انعقاد جولة جديدة من المفاوضات مع الحكومة السودانية، حيث طالبا القادة المسلحين بالعدول عن رفض تكوين الهيئة التشريعية. واجتمع السفير البريطاني لدى الخرطوم عرفان صديق، وسفير لندنبجوبا كريس تروث بقيادات الحركة الشعبية – شمال مالك عقار وياسر عرمان، ورئيس الجبهة الثورية الهادي ادريس، كما شملت اللقاءات رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو. وحث الدبلوماسيان خلال الاجتماعات قادة الجبهة الثورية على "مراجعة الموقف الرافض لتكوين المجلس التشريعي". واضطرت الحكومة في الخرطوم لتأخير تكوين الهيئة التشريعية بسبب اعتراضات قادة الحركات المسلحة التي تربط الخطوة بتحقيق اتفاق سلام شامل. وكان ينتظر الإعلان عن اكمال هيكل السلطة الانتقالية بتسمية نواب البرلمان في 17 نوفمبر الجاري استنادا على وثيقة الإعلان الدستوري الموقعة بين تحالف الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي. وقال عرفان في تغريدة على تويتر الخميس "إن تشكيل المجلس التشريعي يعزز المؤسسات المدنية والتمثيل في المرحلة الانتقالية". وطالب الجبهة الثورية بعدم إعاقة عملية السلام في السودان بسبب التنافس بين الفصائل. وأضاف" التأجيل الذي حدث في جولة محادثات السلام وتشكيل المجلس التشريعي ربما كان ضروريا لكن يجب على الجميع العمل لضمان عدم التأجيل مرة أخرى". وأعلنت الوساطة في جنوب السودان الأربعاء تأجيل الجولة الثانية من المفاوضات بين الحكومة السودانية والقوى المسلحة الى العاشر من ديسمبر بدلا عن 21 نوفمبر. ورأى السفير البريطاني أن الثورة التي شهدها السودان "فرصة عظيمة" لبناء دولة المواطنة المتساوية واحترام تنوع البلاد، قبل التأكيد على أن تحقيق السلام في السودان "أولية قصوى" لبلاده. وقال المتحدث باسم الحرة الشعبية شمال، بدر الدين موسى في تصريح صحفي تلقته "سودان تربيون" إن كل من عقار وعرمان اجتمعا الى السفيرين البريطانيين لدى الخرطوموجوبا، علاوة على سفيرة النرويج في جنوب السودان سف كبرسن. وأوضح أن اجتماعات جوبا تمثل امتدادا لتلك المنعقدة في أديس أبابا مع المبعوث الأميركي باعتبار أن البلدين شركاء للولايات المتحدة في الترويكا، كما انها تعقب الاجتماع بين الجبهة الثورية ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي. وأضاف" كل هذه اللقاءات لتعزيز عملية السلام والإسراع بالتوصل الى اتفاق عاجل يدعم مجهودات السودان للخروج من الأزمة الاقتصادية والعقوبات الدولية وإصلاح العلاقات الإقليمية والدولية". وأردف " كل ذلك يجد الدعم من الحركة الشعبية ويتسق مع قرارات مؤتمرها القيادي الأخير. وأفاد تصريح لحركة تحرير السودان \ المجلس الانتقالي أن رئيسها الهادي ادريس الذي يرأس كذلك تنظيم الجبهة الثورية اجتمع الى كل من عرفان صديق وكريس تروث. وأوضح أن ادريس شرح خلال الاجتماع رؤية الحركة بشأن عملية السلام وضرورة أن تشمل عودة النازحين واللاجئين والتعويضات الفردية والجماعية إضافة الى كيفية إدارة المرحلة الانتقالية والتحول الديموقراطي في السودان.