اتهم رئيس حزب البجا المعارض اسامه سعيد قوى سياسية تمت بصلة للنظام المعزول بمحاولة استغلال الصراعات القبلية التي اندلعت مؤخرا في شرق السودان كمطية للمشاركة في محادثات السلام. وشهدت بورتسودان سلسة من الاشتباكات القبلية خلال الستة أشهر الماضية بين قبائل البني عامر والنوبة من جهة والبني عامر والهدندوة من جهة أخرى نتج عنها سقوط ضحايا وازدياد حدة التوتر في المنطقة. ودمغ سعيد في تصريحات ل"سودان تربيون" الأربعاء مساعد الرئيس السابق موسى محمد احمد بمحاولة استغلال هذه الاحداث للوصول للسلطة من جديد على الرغم من مشاركته في النظام البائد وفشله في حل مشاكل الاقليم. وأوضح أن موسى وصل جوبا مع وفد قيادات الإدارة الأهلية في شرق السودان مطالبا بتعليق المفاوضات وعقد مؤتمر في المنطقة يقوم بتحديد مظالم أهل المنطقة وينتخب وفدا يكلفه بالتفاوض حولها مع الحكومة السودانية على ان تنقل المحادثات حول شرق السودان إلى اسمرا. وأضاف: " وجه موسى رسائل إلى كل من مجلس السيادة والوسيط حكومة جنوب السودان وارتريا باعتبارها الوسيط في اتفاقية السلام في شرق السودان لعام 2006م طالب فيها ان يكلف بقيادة المفاوضات حول شرق السودان ونقل المفاوضات إلى اسمرا". يشار إلى ان موسي محمد احمد كان رئيسا لجبهة الشرق التي ابرمت اتفاقا مع حكومة عمر البشير في مايو 2006 عين بموجبه مساعدا لرئيس الجمهورية منذ ذلك الحين حتى سقوط نظام البشير في ابريل 2019. وأشاد أسامه بموقف الحكومة الارترية التي رفضت "الانزلاق وراء هذه الادعاءات" وكشف أن اسمرا اوضحت أن اتفاقية الشرق تم تنفيذ كل بنودها ولم يعد هناك ما يتطلب العودة اليها مجددا. كما قال إن رئيس الوفد الحكومي التفاوضي محمد حمدان دقلو حميدتي ساهم معهم في اقناع رجال الادارة الاهلية بالوصول إلى حل يرضي جميع الاطراف والتخلي عن اطروحات موسى الذي حاول تكريس اجندة الخلافات القبلية ونقلها لمنبر جوبا باعتبار انه مخصص لمعالجة قضايا سياسية. وافتتحت المحادثات حول مسار الشرق في 23 ديسمبر وقدمت خلالها قوى الجبهة الثورية من شرق السودان مؤتمر البجة المعارض والجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة ورقة تفاوضية واتفق إثر ذلك على تأجيل المحادثات لمدة ثلاثة أسابيع. وسيعقد خلال هذه الاسابيع الثلاث مؤتمر تشاوري يتناول القضايا التي لم ترد الموقف التفاوضي لقوى الجبهة الثورية وقضايا المصالحة الاجتماعية لإنهاء التوتر القبلي في المنطقة. وشدد اسامه على انهم اتفقوا مع الحكومة السودانية على استئناف المحادثات في جوبا بعد عقد المؤتمر التشاوري الذي لن ينتخب وفدا جديدا ولن يجعل من اتفاقية 2006 مرجعية له.