سقط عدد كبير من الجرحى والقتلى إثر هجوم على قرية "كولوم"، بمنطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان ، بينما سارعت الحكومة في الخرطوم لإدانة الحادث الدموي. وتضاربت التصريحات بشأن عدد الضحايا الذين قضوا جراء الحادث، وبينما قال كوال ألور كوال، رئيس إدارية أبيي، إن عدد القتلى بلغ 29، احرق بعضهم حتى الموت في منازلهم ، قالت بعثة حظ السلام في المنطقة "يونيسفا" إن حوالي 19 لقوا حتفهم جراء الهجوم. وقال كوال لرويترز إن 18 قروياً آخرين أصيبوا في الهجوم قبل انسحاب المهاجمين. واقتحم رجال يشتبه بأنهم ينتمون إلى المسيرية القرية التي يقطنها الدينكا، بالقرب من مدينة أبيي، وأشعلوا النار في بعض مساكنها، في الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي صباح اليوم الاربعاء، وفقاً لكوال. وأضاف: " أحرقوا الجثث ولا يمكنك التعرف عليها". وكان من المفترض أن يتم حل وضع أبيي عن طريق الاستفتاء وفقاً لاتفاق سلام نيفاشا في 2005 الذي أعقبه في وقت لاحق انفصال جنوب السودان عن السودان عام 2011. وقال كوال: "الوضع في الوقت الحالي هادئ وسكان منطقة أبيي عادوا جميعاً ويعدون الآن مقابر جماعية للضحايا". وأشار إلى أن المهاجمين ربما كانوا يهدفون إلى طرد السكان المحليين من المناطق النائية لتعزيز وصولهم إلى موارد الرعي. بدوره قال القيادي في قبيلة دينكا أبيي وور مجاك ل "سودان تربيون" إن مليشيات الدعم السريع والمسيرية هاجمت البلدة الواقعة شمال غرب أبيي. وأضاف "قتل 40 مواطنا بينهم نساء وأطفال وجرح 27 آخرين". من جهتها أكدت "يونيسفا" في بيان أرسل الى "سودان تربيون" مساء الأربعاء أن الهجوم المسلح وقع على أيدي عدد كبير من مسلحي قبيلة المسيرية في منطقة كولوم -حوالي 9 كيلومترات شمال غرب بلدة أبيي". وأضافت "أسفر عن مقتل 19 شخصًا وإصابة 25 آخرين كما فقد ثلاثة أطفال وحرق 19 منزلاً للدينكا ". ووقع الحادث على خلفية قتل الدينكا ثلاثة من افراد المسيرية الرحل في 20 يناير الجاري مع عدد كبير من أبقارهم في ذات المنطقة التي ووقع فيها رد الفعل الانتقامي. ونشرت بعثة حفظ السلام الأممية عناصر من القوة الأمنية في منطقة كولوم للسيطرة على الوضع. وأبدت البعثة قلقها حيال هذا التطور الذي يحدث في خضم الجهود التي تبذلها القوة الأمنية المؤقتة ووكالات الأممالمتحدة وصناديقها وبرامجها (UNAFP) لعقد مؤتمرات التعايش بين القبيلتين. وأضافت "تدين قوة الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (UNISFA) بشدة هذا الهجوم لأنه يساهم فقط في التوتر وتجدد العنف في المنطقة". ودعا رئيس البعثة والقائد بالإنابة لقوات "يونيسفا" مهاري زويد جبريماريام، أصحاب المصلحة إلى تبني مبادرة السلام التي اقترحها البعثة كوسيلة لتخفيف التوتر في المنطقة. كما أكد التزام "يونيسفا" بمواصلة ولايتها لضمان خلو أبيي من الأسلحة والجماعات المسلحة. وشدد على أن أي وجود لجماعات مسلحة داخل أبيي بخلاف قوات الأممالمتحدة المؤقتة تعتبره البعثة " لولايتها ولن تتردد في تحميل المسؤولين عن تلك الانتهاكات". من جهتها دانت الحكومة الانتقالية في السودان الحادثة وقالت إنها عازمة على حماية أرواح المدنيين. وقال المتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح في بيان "تؤكد الحكومة ادانتها للهجمات على المدنيين والأعمال الانتقامية من أي طرف والتصعيد والتحريض القبلي الذي لن يؤدي الا لمزيد من التوتر وأعمال العنف". وأضاف " الحكومة لن تسمح باستمرار مسلسل استرخاص الدم السوداني في أي بقعة من بقاع السودان وستعمل بكل حزم لحماية المدنيين العزل".