وقعت الحكومة السودانية والحركة الشعبية -شمال بقيادة مالك عقار الجمعة في جوبا على اتفاق إطاري شامل حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان تمهيدا لتضمينه في اتفاق السلام النهائي حال اكتمال التفاهم مع باقي المسارات الأربعة. ونصت وثيقة الاتفاق التي اطلعت عليها "سودان تربيون"على تفاهمات حول الجوانب الأمنية والسياسية علاوة على المسائل الإنسانية فضلا عن قضايا ذات صلة بالتشريع والأراضي والسلطة والثروة. ووقع عن الحكومة رئيس وفدها المفاوض محمد حمدان دقلو (حميدتي) بينما مضى الاتفاق عن الحركة الشعبية القائد أحمد العمدة، بجانب كبير الوسطاء عن جنوب السودان توت قلواك. وأكد الطرفان طبقا للوثيقة الإطارية على الحاجة العاجلة للوصول إلى سلام عادل واتفاق سياسي شامل يمكّن من مخاطبة جذور وتبعات الحرب في المنطقتين كجزء من عملية شاملة لكل السودان. كما اتفقا على أن تدخل الاتفاقية الموقعة حيز التنفيذ وأن تكون سارية وملزمة للطرفين من تاريخ التوقيع عليها وأن تكون جزءاً من اتفاق السلام النهائي، وتظل سارية خلال الفترة الانتقالية المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية الموقعة في 17 أغسطس 2019م. والتزم الطرفان وفقا للاتفاق بمراجعة اتفاقية السلام الشامل لعام 2005م فيما يلي المنطقتين، وعقد المؤتمر الدستوري قبل نهاية الفترة الانتقالية. وحول الترتيبات الأمنية التزم الطرفان أن تكون عملية الترتيبات الأمنية الشاملة في المنطقتين والسودان وفق مدد و جداول زمنية للتنفيذ يتفق عليها في إطار جيش سوداني مهني واحد. وأوضح الاتفاق أنه عند الوصول لوقف إطلاق النار الدائم والترتيبات الأمنية النهائية التي ستوقع كجزء من اتفاقية السلام يلتزم الطرفان بمعالجة أمر المجموعات المسلحة التي لم توقع على هذه الاتفاقيات. كما قرر الطرفان أن يتم دمج قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان شمال الجبهة الثورية ومؤسساته الأمنية الأخرى في الجيش السوداني المهني الموحد والقوات النظامية الأخرى وفق معايير المهنية المتعارف عليها. وبشأن المشاركة في الحكومة الانتقالية نص الاتفاق على تحديد نسب التمثيل على المستويين التشريعي والتنفيذي في المنطقتين وفقا لما يحقق أهداف السلام العادل على أن يتم تميل النساء بنسبة 40% بمؤسسات الحكم التشريعية والتنفيذية وتوافق الطرفان على الاستمرار في تنفيذ إيصال الإغاثة والمعونات الإنسانية غير مقيدة أو مشروطة من داخل وخارج السودان كما ورد في الاتفاق الموقع عن الشأن الإنساني ووقف العدائيات في 17 ديسمبر المنصرم. وقررا كذلك انشاء مفوضية للنازحين واللاجئين خاصة بالمنطقتين ضمن المفوضية القومية للاشراف على وتيسير العودة الطوعية في المنطقتين. وشدد رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت على أهمية السعي لإقرار السلام في السودان. ودعا لدى مخاطبته بقصر الرئاسة بجوبا حفل توقيع الاتفاق الاطاري بين الحكومة في الخرطوم والحركة الشعبية بقيادة مالك عقار، الأطراف السودانية للالتزام بتنفيذ الاتفاق وصولا لاتفاق سلام نهائي وشامل بين الحكومة وكل مكونات الجبهة الثورية على أن يكون العام 2020م عاماً للسلام في السودان وجنوب السودان. وجدد حرص حكومته لتحقيق السلام في الدولتين من خلال استمرار التفاوض مع المعارضة في الجنوب وقال في هذا الخصوص لن نستعجل للحرب لأننا لن تستفيد شيئا. وأكد رئيس وفد الحكومة السودانية المفاوض محمد حمدان حميدتي على أن الوصول لسلام يبدل حياة الناس ويؤسس لعهد جديد. وقال لدى مخاطبته حفل التوقيع إن الاتفاق يؤكد صلابة العزيمة ومتانة الشراكة للوصول لاتفاق سلام يؤسس لعهد خال من الظلم والتهميش. واضاف "دفع السودانيون اثمان باهظة في مناطق الحروب نتيجة الظلم والتهميش والاستغلال السياسي." وتابع "جاء الوقت لدفع ثمن السلام وثمن الاستغلال السياسي والحروب من اجل الحياة الكريمة للشعب السوداني." وقال إن الخطى تمضي بثبات مع الشركاء والاصدقاء الاقليميين والدوليين نحو السلام والغايات التي "ليست ببعيدة او مستحيلة". واشاد حميدتي بالجهود التي بذلها رئيس جنوب السودان الفريق سلفا كير ميارديت والشركاء لتحقيق السلام رغبة في استقرار السودان. بدوره قال نائب رئيس الحركة الشعبية ياسر عرمان إن توقيع البرتوكول الإطاري مع الحكومة الانتقالية هو بداية للسلام. وشدد لدى مخاطبته حفل التوقيع على أن السودان لن ينهار ولن ينضم الى نادي الدول الفاشلة، وأضاف "السودان سيعبر الى السلام بنجاح". وأكد عرمان السعي لشراكة فاعلة ومنتجة مع مجلس السيادة بشقيه المدني والعسكري والقوات النظامية والدعم السريع والحرية والتغيير ومجلس الوزراء من اجل التنمية والاستقرار في إطار سودان جديد. وقال إن الجبهة الثورية ستعمل على بناء علاقات جديدة في المجتمع السوداني ومجلس السيادة والحرية والتغيير وكافة السودانيين من اجل المستقبل. وجدد عرمان استعداد الحركة الشعبية بقيادة مالك عقار للتنسيق والعمل المشترك مع الجناح الآخر بقيادة عبد العزيز الحلو حتى تنتقل المنطقتين وكل مناطق الصراع الى الاستقرار والسلام المستدام. ودعا الى بناء منظومة عسكرية أمنية جديدة من خبرات القوات المسلحة والدعم السريع وخبرات الجبهة الثورية.