نددت قوى سياسية سودانية وحركات مسلحة بعملية الاستهداف التي تعرض لها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك صباح الاثنين حين تم تفجير عبوة ناسفة طالت موكب سياراته في ضاحية "كوبر" بالخرطوم بحري، واتقت القوى السياسية على ضرورة اسراع السلطات الأمنية في الكشف عن الجناة ومحاكمتهم. وشجب زعيم حزب الأمة القومي، الصادق المهدي محاولة الاغتيال التي طالت حمدوك ووصفها بالهجوم الغادر وأبدى املا في تمكن الأجهزة الأمنية من التعرف على مدبريها لينالوا جزاءهم العادل. وقال في بيان صحفي "سنبذل جهدنا معهم لمعرفة الحقيقة، ولبيان ما وراءه من خطة". وأضاف " لعنة الله والشعب على مدبره، فقد ارتكب جريمة منكرة إنسانياً ووطنياً ودينياً، وتتبع أسلوباً غريباً على الثقافة السياسية في السودان التي رفضت على طول تاريخها أسلوب الاغتيالات الفردية الآثم". واكد أن هذا الاعتداء سيزيد رئيس الوزراء تأييداً لمواصلة المشوار الوطني. واعتبر نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال ياسر عرمان، أن المستهدف من تلك المحاولة "هو الشعب وثورته وأهدافها في الحرية والسلام والعدالة". ورأى أن الحادثة تنم عن يأس واحباط منفذيها ورسالة من الثورة المضادة، مردفا "وهو حدث يعد الاول من نوعه وحجمه منذ استقلال السودان يجب ان تقابله رسائل من جماهير وقوى الثورة". واقترح عرمان أن يخرج الملايين مدنيين وعسكريين معاً يملئون الساحات في وحدة لا انفصام لعراها بين الشعب والقوات النظامية وقوى الكفاح المسلح، لأن الإرهاب يكسب المعركة حينما تضعف وحدتنا وتنزوي الجماهير وتترك الساحة لقوى الثورة المضادة. وأشار عرمان بأصابع الاتهام الى عناصر النظام السابق قائلا إن فشلهم في مسيرات الزحف الأخضر بدعوى الضائقة المعيشية دفعتهم للزحف الاحمر "وهو قمة التصعيد واليأس والافلاس" وفق تعبيره. وشدد عرمان على ضرورة تصفية التمكين والمؤتمر الوطني ومؤسساته مع الادراك التام بأن تصفية التمكين لا يعني تصفية التيار الاسلامي الراغب في التغيير والمنافسة الديمقراطية. ومن جوبا أجرى قادة الحركات المسلحة اتصالات للاطمئنان على رئيس الوزراء والمباركة على سلامته. وشملت الاتصالات بحسب وكالة السودان للأنباء كل من مني آركو مناوي رئيس جيش تحرير السودان وجبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة. وندد الحزب الاتحادي الديموقراطي "الأصل " ما أسماها "المحاولة الخبيثة" التى استهدفت حياة رئيس الوزراء. ورأى الحزب في بيان تلقت "سودان تربيون" أن ما جرى "عمل دخيل لا يشبه أخلاق الشعب السوداني الكريم الهدف منها نسف الاستقرار والسلام في الوطن ". وطالب الاتحادي قيادة الدولة في أعلى مستوياتها بسرعة الكشف عن منفذ هذه المحاولة ومن يقف وراءه وتقديمه لمحاكمة ناجزة ورادعة وتمليك الشعب كل الحقائق حولها. من جهتها استنكرت الجبهة الثورية محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وأكدت على لسان متحدثها الرسمي أسامة سعيد وقوفها بصرامة ضد كل محاولات استهداف الثورة وإشاعة الفوضى والعبث بأمن واستقرار البلاد. وحملت مسؤولية ما حدث لأعوان النظام البائد وعدتهم المتهم الأول في كل المحاولات البائسة لإعادة البلاد إلي عهد الفساد والاستبداد بدورها شجبت الجبهة الوطنية للتغيير بقيادة غازي صلاح الدين " العمل الإرهابي" الذي تعرض له رئيس الوزراء. وقال المتحدث باسمها محمود الجمل في تصريح صحفي " ندين بأقوى العبارات وتحمل الحكومة القائمة المسؤولية الكاملة في اداء واجبها في هذه اللحظة وهو البحث عن الجناة وتقديمهم للمحاكمة فوراً. وسنظل نتابع تداعيات هذا العمل الاجرامي". كما استنكر المؤتمر الشعبي ما تعرض له موكب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من محاولة الاعتداء الفاشلة على حياته. وقال الامين العام المكلف بشير ادم رحمة إن اسلوب الاغتيالات دخيل على الساحة السودانية. وأشار في تصريح صحفي الى أن هذه الثورة التي اتاحت للشعب السوداني التمتع بحرياته لا نرضي باي حال من الاحوال ان يكون هنالك عمل يعيد الناس الي مربع الكبت ومصادرة الحريات. وتمنى الا يكون ما جرى من محاولة اغتيال رئيس الوزراء مدبرا من جهات تحاول صر المواطنين عن صفوف الخبز والوقود وضرورات الحياة المعيشية التي صارت الهم الشاغل. وطالب رحمة الحكومة بالإسراع في القبض على الجناة الذين نفذوا هذه المحاولة وتقديمهم لمحاكمه عادله وتوضح للشعب السوداني كل ملابسات هذا الحادث الدخيل.