شرعت مفوضية العون الإنساني في شمال دارفور، غربي السودان، الثلاثاء، بالتنسيق مع بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي "يوناميد"، في إجلاء عشرات الجرحى، الذين أصيبوا خلال هجوم مليشيات مسلحة على معتصمين سلميين بمنطقة "فتابرنو". واعتصم اهالي البلدة لأيام عديدة رافعين مطالب تحث على توفير الأمن واقالة مسؤولين محليين. وأسفر الهجوم عن مقتل 9 أشخاص، وإصابة 14 آخرون، قررت الحكومة إثر ذلك فرض حالة الطوارئ لمدة 14 يوما في كامل أنحاء الولاية. وكشف مفوض العون الإنساني بالولاية، إبراهيم أحمد حامد، في تصريحات صحفية، عن إجلاء الجرحى إلى مدينة "كتم"، تحت إشراف طبي من بعثة "يوناميد"، تمهيدا لنقلهم إلى الفاشر، عبر 3 مروحيات. وأوضح أن المعتدين نبهوا أصول وممتلكات وقوت النازحين، والمولد الكهربائي، ووحدة الطاقة الشمسية الخاصة بمحطة مياه محلية "فتابرنو"، كما سطوا على السوق الذي يمثل مصدر كسب العيش للنازحين وللمواطنين بقرى المنطقة. وشدد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، على ضرورة تحقيق السلام واتباع النهج المؤسسي القائم على المساءلة في إطار سيادة الحكم القانون. وقال حمدوك في حسابه الرسمي على "فيس بوك"، "مع وقوع حوادث مثل حادث فتابرنو، وكتم، تصبح هنالك حوجه ماسة وعاجلة لتحقيق السلام، وإتباع النهج المؤسسي القائم على المساءلة في إطار سيادة حكم القانون". وأضاف، "بكل تأكيد فإن استمرار الخسائر في الأرواح التي لا داعي لها تمثل عقبة حقيقية أمام إحداث التحول الديمقراطي بالبلاد، وإذا لم تتم مواجهتها ومعالجتها بشكل مباشر فسوف تبطئ عجلة التغيير والازدهار في السودان. وتابع، "أترحم على أرواح ضحايا تلك الأحداث وأتمنى عاجل الشفاء للجرحى والمصابين". وكانت اللجنة الأمنية زارت الأحد، مقر الاعتصام بفتابرنو، حيث استمعت الى مطالب الأهالي وقامت بتنفيذ نصفها بصورة فورية، فيما جرى تشكيل لجنة مشتركة لتنفيذ بقية المطالب.